كتاب نفيس أحيلك إليه .
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي سعد الأركاني ، حفظك الله وسدد خطاك ، وسؤالك هذا ينبئ أنك إنسان واعٍ محب للقرآن وأهله .
لقد سألت : مامدى أهمية علم القراءات ؟ وقلت : حيرني أقوال بعض أهل العلم بأنه لا ينبغي التعمق في القراءات ، ولكنني أرى أن التعمق في علم القراءات أصبح من الضرورة لأنه بدون علم القراءات لن تستطيع أن تفسر الآيات بشكل صحيح ومنه يأتي الفقه. فوجهوني يا أهل العلم إلى الصواب والحقيقة .
أخي سعد الأركاني : لا أظن أن هناك من أهل العلم من يدعو إلى عدم التعمق في القراءات ، وإن وُجد ذلك ـ جدلا ـ فلنعذرهم فلعلهم يقصدون شيئا آخر .
وهناك كتاب نفيس في هذا الباب أحيلك إليه لعل الله أن يشرح صدرك به ، والكتاب في أصله رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراة من جامعة أم القرى بعنوان :
القراءات وأثرها في التفسير والأحكام
للدكتور محمد بن عمر بازمول . طبعته دار الهجرة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى عام 1417هـ في مجلدين
وبلغ عدد صفحاته : 1035 صفحة .
وأنقل لك من الكتاب ماقاله المؤلف حفظه الله في بيان أهمية علم القراءات (1/73) :
أهمية علم القراءات
لايكاد يوجد علم من علوم العربية بلْه الشريعة إلا وتعتبر القراءات رافدا من روافده الثرة، فهذا علم النحو وعلم الصرف ، وهذه علوم البلاغة ، وهذه كتب المعاجم اللغوية يشكل القرآن بقراءاته أصلا أصيلا وركنا ركينا فيها، وهل نهضت علوم العربية إلا بالقرآن وعلومه؟
قال الشيخ القسطلاني : لم تزل العلماء تستنبط من كل حرف يقرأ به قارئ معنى لايوجد في قراءة الآخر ذلك المعنى. فالقراءات حجة الفقهاء في الاستنباط ومحجتهم في الاهتداء إلى سواء الصراط .
وقد قسّم المؤلف ـ حفظه الله ـ كتابه إلى قسمين :
القسم الأول : القراءات ، وتحته ثلاثة أبواب :
الباب الأول : القراءات تعريفا وأقساما.
الباب الثاني : تدوين القراءات وتطويره.
الباب الثالث : رد الشبهات التي تثار حول القراءات .
القسم الثاني : أثر القراءات في التفسير والأحكام ، وتحته أربعة أبواب :
الباب الأول : معنى العنوان ، وصلة القراءات بالتفسير.
الباب الثاني : القراءات التي بيّنت المعنى أو وسّعته أو أزالت الإشكال.
الباب الثالث : في القراءات المتعلقة بالعموم والإطلاق والإجمال.
الباب الرابع : القراءات المتعلقة بتنوع الأساليب.
ثم ختم رسالته بخاتمة ذكر فيها أهم النتائج التي توصل إليها .
أتمنى من إخواني الفضلاء أن يستفيدوا من هذا الكتاب فإنه نفيس في بابه ، بذل فيه المؤلف جهدا كبيرا يشكر عليه ، أسأل الله أن يجعل ماكتبه في ميزان حسناته .