صلاح عبدالشكور
New member
- إنضم
- 25 أبريل 2009
-
- المشاركات
- 917
-
- مستوى التفاعل
- 4
-
- النقاط
- 0
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
قبل أيام جمعني لقاء ممتع مع أحد زملائي ممن يسكن القارة الأوربية وبالتحديد سويسرا بلد التقدم والجمال والرفاهية فدار بيننا حديث طويل وذو شجون عن تلك الحضارة التي تصلنا أخبارها كل يوم ونسمع ونقرأ عنها في وسائل الإعلام، كنت أدقق كثيراً في كلام صديقي وهو يتحدث عن التطور والرقي الذي وصلت إليه تلك الدول وما تعيشه شعوبها من ثقافات متأصلة أدّت إلى السمو بحياة أفرادها والتنظيم في معاشهم فكان حديثه عجباً بالنسبة لي حين شرح لي بعض طرائق حياتهم ومعاشهم والخدمات المقدمة للأفراد لتيسير سبل المعيشة أمامهم، وحتى الثقافات المجتمعية تساعدك لتعيش وسط أجواء من العدالة المجتمعية ونبذ العنصرية وفق أسس دقيقة يحاسب عليها الصغير والكبير، هذا جانب مشرق في حياة تلك الدول لا نستطيع إنكاره ولا الحط منه، مهما كانت الأسباب، وما لفت نظري هو أن كل المبادئ التي تنطلق منها هذه الثقافات هي مبادئ إسلامية في أساسها دعا إليها ديننا الكريم، ولا زالت هذه المبادئ والقيم تُدّرس في مدارسنا، ولكننا قصرنا للأسف في الأخذ بها، وتفعيلها بكل جوانبها المشرقة وتلك معضلة ديننا الإسلامي أن بعض معتنقيه هم من يشوهون صورته ويكدرون صفاءه إما بفهمهم السيء للإسلام أو بترك تطبيقه في الواقع كما أراد الشارع الحكيم ..
أما الجانب المظلم في حياة الغربيين وهو جانب للأسف لا يصلنا كما هو بحقائقه إلا نادراً وعلى خجل واستحياء هذا الجانب يتمثل في هشاشة البنية الاجتماعية في الغرب، ومن المعلوم أن القيم والمُثل المتكاملة هي التي تؤسس هذه البنية، والغرب ككيان لا يملك من هذه المقومات إلا اليسير اليسير . أنقل لكم بعض صور الهشاشة المجتمعية هناك حسب ما نقل لي صديقي الذي أكد أن الزواج مثلا أصبح نادراً في تلك المجتمعات؛ لأن كل جنس وجد خارج إطار الزواج ما يلبي له كل رغباته وغرائزه فليس هناك مانع يمنع من العلاقات المحرمة بكل أشكالها وألوانها، من هنا بدأ العقل الغربي يستصعب مسؤولية تحمل أعباء الزواج والأبناء وبناء الأسرة، وعزف عن سنة الحياة فقلّ عندهم النسل وأرقام المواطنين في انخفاض مستمر حتى أصبحت قضية تؤرق الساسة والمفكرين وعلماء الاجتماع هناك، هذه المشكلة أدت إلى مشاكل أخرى لا تقل عنها ضراوة إذ يؤكد صديقي بحرقة أن دور رعاية المسنين لديهم تفوق المدارس في أعدادها ونزلائها ما يعني أن الأبناء لا يعرفون آباءهم بعد سن الثامنة عشرة حيث يفارقون آباءهم وأمهاتهم ويتركونهم يواجهون مصاعب الحياة دون أدنى رحمة فتكتظ بهم دور الرعاية، أضف إلى ذلك الحرية الممنوحة للمراهقين من سن الثامنة عشرة وما تسببه من اختراقات كبيرة تهز جدار المجتمع وتقوض أركانه .
تذكرت وأن أصغي لزميلي عظمة الإسلام وسمو تشريعاته وأحكامه ومع كل جانب مظلم يذكره صديقي في تلك المجتمعات أتذكر جانباً مشرقاً من جوانب تشريعاتنا الخالدة التي اتسقت بكل أحكامها وشرائعها مع متطلبات المجتمع المثالي الناضج الذي يصلح أن يكون محضناً للعيش الكريم، كم نحن غافلون عن عظمة هذا الدين !! وكم نحن سادرون عن حِكمه وأسراره في بناء المجتمع المسلم الذي نعيش في ظلاله، ووالله لم علم الغرب حقيقة تشريعات الإسلام وخاصة فيما يتعلق بالبناء الأسري والمجتمعي لاتخذه بديلاً عن قوانينه ودساتيره التي فشلت في تحقيق اللُحمة والوحدة والانتماء والتعاضد:
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
قبل أيام جمعني لقاء ممتع مع أحد زملائي ممن يسكن القارة الأوربية وبالتحديد سويسرا بلد التقدم والجمال والرفاهية فدار بيننا حديث طويل وذو شجون عن تلك الحضارة التي تصلنا أخبارها كل يوم ونسمع ونقرأ عنها في وسائل الإعلام، كنت أدقق كثيراً في كلام صديقي وهو يتحدث عن التطور والرقي الذي وصلت إليه تلك الدول وما تعيشه شعوبها من ثقافات متأصلة أدّت إلى السمو بحياة أفرادها والتنظيم في معاشهم فكان حديثه عجباً بالنسبة لي حين شرح لي بعض طرائق حياتهم ومعاشهم والخدمات المقدمة للأفراد لتيسير سبل المعيشة أمامهم، وحتى الثقافات المجتمعية تساعدك لتعيش وسط أجواء من العدالة المجتمعية ونبذ العنصرية وفق أسس دقيقة يحاسب عليها الصغير والكبير، هذا جانب مشرق في حياة تلك الدول لا نستطيع إنكاره ولا الحط منه، مهما كانت الأسباب، وما لفت نظري هو أن كل المبادئ التي تنطلق منها هذه الثقافات هي مبادئ إسلامية في أساسها دعا إليها ديننا الكريم، ولا زالت هذه المبادئ والقيم تُدّرس في مدارسنا، ولكننا قصرنا للأسف في الأخذ بها، وتفعيلها بكل جوانبها المشرقة وتلك معضلة ديننا الإسلامي أن بعض معتنقيه هم من يشوهون صورته ويكدرون صفاءه إما بفهمهم السيء للإسلام أو بترك تطبيقه في الواقع كما أراد الشارع الحكيم ..
أما الجانب المظلم في حياة الغربيين وهو جانب للأسف لا يصلنا كما هو بحقائقه إلا نادراً وعلى خجل واستحياء هذا الجانب يتمثل في هشاشة البنية الاجتماعية في الغرب، ومن المعلوم أن القيم والمُثل المتكاملة هي التي تؤسس هذه البنية، والغرب ككيان لا يملك من هذه المقومات إلا اليسير اليسير . أنقل لكم بعض صور الهشاشة المجتمعية هناك حسب ما نقل لي صديقي الذي أكد أن الزواج مثلا أصبح نادراً في تلك المجتمعات؛ لأن كل جنس وجد خارج إطار الزواج ما يلبي له كل رغباته وغرائزه فليس هناك مانع يمنع من العلاقات المحرمة بكل أشكالها وألوانها، من هنا بدأ العقل الغربي يستصعب مسؤولية تحمل أعباء الزواج والأبناء وبناء الأسرة، وعزف عن سنة الحياة فقلّ عندهم النسل وأرقام المواطنين في انخفاض مستمر حتى أصبحت قضية تؤرق الساسة والمفكرين وعلماء الاجتماع هناك، هذه المشكلة أدت إلى مشاكل أخرى لا تقل عنها ضراوة إذ يؤكد صديقي بحرقة أن دور رعاية المسنين لديهم تفوق المدارس في أعدادها ونزلائها ما يعني أن الأبناء لا يعرفون آباءهم بعد سن الثامنة عشرة حيث يفارقون آباءهم وأمهاتهم ويتركونهم يواجهون مصاعب الحياة دون أدنى رحمة فتكتظ بهم دور الرعاية، أضف إلى ذلك الحرية الممنوحة للمراهقين من سن الثامنة عشرة وما تسببه من اختراقات كبيرة تهز جدار المجتمع وتقوض أركانه .
تذكرت وأن أصغي لزميلي عظمة الإسلام وسمو تشريعاته وأحكامه ومع كل جانب مظلم يذكره صديقي في تلك المجتمعات أتذكر جانباً مشرقاً من جوانب تشريعاتنا الخالدة التي اتسقت بكل أحكامها وشرائعها مع متطلبات المجتمع المثالي الناضج الذي يصلح أن يكون محضناً للعيش الكريم، كم نحن غافلون عن عظمة هذا الدين !! وكم نحن سادرون عن حِكمه وأسراره في بناء المجتمع المسلم الذي نعيش في ظلاله، ووالله لم علم الغرب حقيقة تشريعات الإسلام وخاصة فيما يتعلق بالبناء الأسري والمجتمعي لاتخذه بديلاً عن قوانينه ودساتيره التي فشلت في تحقيق اللُحمة والوحدة والانتماء والتعاضد:
زمزم فينا ولكن أين من ****** يقنع الدنيا بجدوى زمزم
رابط المقال بجريدة المدينة
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
اسم الموضوع : مع صديقي الأوروبي وحديث عن الحضارة [مقالي جريدة المدينة ص23]
|
المصدر : .: حديث الإعلام :.