الجزء الآول عبر هذآ الرآبط ..
http://www.burma-ksa.com/vb/showthread.php?t=17707
http://www.burma-ksa.com/vb/showthread.php?t=17707
عدنا والعود أحمد ومحمد وعبد الله << صاحب القصة
المدخل ..
كنت أستمتع بإجازة رسمية كغيري من المغتربين عن مكة
وفي الأيام الماضية كنت بقلب مكة الحبيبة ..
استمتعت بالإجازة استمتاعا يفوق الوصف والتعليق
فكل شيء كان جميلا فلا داعي لذكر التفاصيل
لأنه سيطول بنا الحديث عن ذلك ..
رجعت إلى موطن عملي فتأثرت بالجو المتقلب
من الحرارة الشديدة في مكة إلى عواصف رملية
ثم أمطار خفيفة بالرياض ..
واكتمل مسلسل التعب والعناء بالمسافة الطويلة بين مكة والرياض
فكنت طريح الفراش في الأيام القليلة الماضية ..
سبب ذكر هذه المقدمة لتأخري في كتابة الجزء الثاني من موضوع
( مسرح الجالية البرماوية يستضيف الفرفوش )
فكتابات الفرفوش لا تتعدى عن كونها فضفضة عازب يعيش
وحيدا بغرفته لا أنيس له ولا جليس غير جهازه اللابتوب من نوع ( كومباك ) الذي أوقعه القدر بين يدي هذا الفرفوش.. هذه نقطة ..
أما النقطة الثانية : شدني كثيرا مشاركة معلمتنا القديرة أم سلمان
في الجزء الأول حيث أشادت بالفرفوش وطلبت التخفيف من ذكر الههههآت لأن ذلك يقلل من أهمية الموضوع وروعته ..
لم أشعر يوما من الأيام أثناء الكتابة بالضحكات المستمرة
بين السطور إلا بعد مشاركة معلمتنا القديرة فلها جزيل الشكر
والعرفان على ملاحظتها القيمة ..
وسبب عدم شعوري بذلك لأنني أتفاعل مع القصة الخيالية أو حتى الحقيقية كغيري
من القراء تجدني ضاحكا بصوت عالي أثناء الكتابة وتجدني
حزينا كئيبا دامع العينين مكشر الحاجبين كل ذلك بسبب
قصة خيالية أو حتى حقيقية أكل عليها الدهر وشرب ..
وسبب آخر كما يعلم المقربون من هذا الفرفوش الكسول
الذي لا يحب القراءة كثيرا ولا كتابة المواضيع إلا في
أوقات نادرة فمن خلال لحظة انتعاش يعيشها الفرفوش
بينه وبين نفسه يستغلها في كتابة موضوع مثل هذه المواضيع
التي تزيده انتعاشا إلى انتعاشه ..
لعلي أطلت الحديث وكما تعلمون جدو يجلس بقربي من
أسبوعين كاملين وما زال الجد صابرا على حفيده الفرفوش
أخشى على نفسي من تفلت أعصاب الجد العزيز فحينها
لا ألوم إلا نفسي.. فمستعينا بالله أرجع إلى قصة ابن أختي عبد الله ..
خرج عبد الله أخيرا من المسجد بعدما قام بإطفاء الأنوار
الداخلية للمسجد ..
وبعد لحظات من خروجه تفاجأ بشخص يمسك ذراعيه من الخلف
وفي نفس اللحظة طعنه المدخن ..
لم يشعر عبد الله بالطعنة فقام يصارعهم ويلاحقهم والدماء
تسيل من فخذه وبعد لحظات من الملاحقة تألم عبد الله
وسقط أرضاً فصاح وبكى وطلب المساعدة ..
فأسعفه واحد من المارة وجمع الناس حوله ، وأُخبِرَ والد عبد الله
بالخبر فثار كالثور الهائج وبكى لبكاء ابنه عبد الله ..
حاول الحاضرون حول عبد الله وقف نزيف الدماء فقام واحد منهم
بربط ( شماغه ) على موضع الجرح فأسرع والد عبد الله
وبمساعدة المارة من حمل عبد الله إلى أقرب مشفى تم ذلك
والحمد لله واستدعيت الشرطة لكي يقوموا بواجبهم ..
تم القبض على الطاعن ومساعده وطُلبَ من والد الطاعن
الحضور إلى قسم الشرطة ..
وبعد ذلك لا أدري ماذاحصل !!
صافرات استهجان من الحضور والفلاااااوي يحاول
التسلل إلى مسرح الإلقاء وسيبويه برماوي أخذ عقاله
بيده والمشرف العام أخرج مذكرته من جيبه وبدأ
بتدوين الملاحظات على الفرفوش مشاورا نائبه في ذلك
جدو كان نائما بقرب الفرفوش وصحا على أصوات الأعضاء
وتساءل عن سبب هذا الضجيج قائلا : ايش فيكم يا أحفادي ؟!
أجابه بركان قائلا : فرفوش ما كمل القصة يا جدو ويقول ما
يعرف نهاية القصة ..
أمسك جدو بطرف أذن الفرفوش وقال : يواد اللي قالو بركان صحيح !!
الفرفوش : ما هكذا عهدتك يا جدنا العزيز أتمسك بأذني
أمام هذا الجمع الغفير؟! .. اترك أذني أولا حتى أخبرك بما حصل !
جدو : كمان تطول لسانك على جدك عساك الصحة والعافية
أخذ عكازته مجددا وحاول ضرب الفرفوش لولا تدخل الشهم
الفلاااااوي الذي أمسك بعصا جدنا وطلب من الفرفوش
أن يقوم من مكانه ..
عندها ثار الفرفوش وقال : سأتكلم للمرة الأخيرة هنا أرجوكم
اسمعوني ما هكذا تورد الإبل يا قومي لماذا ننفعل سريعا
ونشتعل كاشتعال عود الكبريت ..
لماذا لا نتريث قليلا حتى تكتمل الجملة ؟!
الرحال : أي جملة يا فرفوش انت تقول إنك ما تعرف وش اللي
صار بعد ذلك !!
الفرفوش : نعم قلت ذلك لأن ابن أختي عبد الله طلب مني أن
أتوقف عند هذه الجملة وبعد ذلك هو من سيكمل لكم قصته بنفسه
لأنه حاضر معنا من أول اللقاء !!
اندهش الحاضرون وارتفعت الأصوات من جديد ..
أبو وجدان يسأل الأسيف : مين ولد أخت الفرفوش هذا
اللي رجنا فيه من أسبوعين ؟
الأسيف : لا أعرفه ..
أبو وجدان : هاهاهاها أصدق الناس كلهم إذا قالو ما أعرف
إلا انتا يا الأسيف ما بقيت أحد من أعضاء المنتدى إلا وتعرفو ..
الأسيف : من أخبرك بهذا يا أبا وجدان ؟
أبو وجدان : لا شأن لك بالمخبر ؛ أخبرني من يكون ابن أخت الفرفوش وبعد ذلك لكل حادث حديث ..
الأسيف : ( يبستم ابتسامة عريضة متعجبا من فصاحة أبي وجدان )
الفرفوش : هدوء هدوء رحبوا معي جميعا بابن أختي عبد الله
صاحب القصة ..
الكل يصفق بحرارة متسائلين من يكون هذا !!
ها هو ابن أختي عبد الله يمشي في الممر المؤدي إلى منصة
الإلقاء سليما معافى لا يظهر عليه أثر الطعنة ..
الفلااااوي يسأل الفرفوش : اليوم عرفت إنك بكاااش
يا فرفوش تقول ولد أختك مطعون وطايح وهو زيّ الغزال
ما شاء الله عليه يا عمي فكنّا إنتا وقصتك ما عندك هرج أصلا ..
الفرفوش : رويدك أخي الفلااااوي رويدك ..
الفلاوي : رويدك مين والناس نايمين اهجد يواد لا تخليني أرميك
من فوق المنصة ..
وصل ابن أختي عبد الله إلى المنصة ولوح بيده اليمنى أَنْ
سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته أيها الحضور الكرام ..
ردّ عليه الحاضرون وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رجع الفلاوي لمكانه وترك عصا الجد القدير والجد
عاد إلى هدوئه ..
جلس ابن أخت الفرفوش "عبد الله" على يمينه ثم قال :
أسعد الله مساكم أيها الأحبة يشرفني كثيرا أن أكون
ضيفا بين هذا الجمع الغفير ..
( تصفيق من الحضور )
طبعا أنا صاحب القصة وأشكر الفرفوش على تطرقه لقصتي
كل ما ذكره الفرفوش كان صحيحا إلا قوله بأنني بكيت !!
عندها تغير لون الفرفوش قليلا وحرك رأسه تجاه ولد أخته
وهمس بأذنه قائلا : قل خالي فضحتنا يا الدب وقول كمان إنك بكيت عشان خاطري !!
ثم أكمل عبد الله قائلا : الفرفوش يطلب مني أَنْ أقول له
يا خالي ويطلب مني أيضا بأن أكذب نفسي وأخبركم بأنني
بكيت بعد الطعنة ..
الفرفوش : احم احم كح كح كح
دعوني أكمل القصة ..
الفلاوي : كمل قصتك يا عمي وفكّنا ..
عبد الله : حُملتُ إلى المشفى وكان برفقتي أبي وأحد زملائي
من الحي .. وصلنا لباب المشفى استقبلني دكتور الطوارئ
لما رآني متألما باكيا ( لأجل عيونك يا فرفوش ) أشفق عليّ
الدكتور وأسرع في إحضار عربة النقل ..
وكان برفقة الدكتور مساعدان له فجزآهم الله عني كل خير
كانوا من خيرة الناس عملوا أولا على إيقاف النزيف ..
وبعد ذلك قاموا بخياطة موضع الجرح .. كنت متخوفا
في البداية من عدم قبولي في هذا المشفى الحكومي
ولكن بعد وصولي إليهم رأيت كل ما هو يسر الخاطر والفؤاد
فالخدامات الطبية كانت من أروع ما يكون من حسن تعاملٍ
وجميل خلق وجمال قول ..
صفق الجميع لــ ابن أختي عبد الله ..
وأكمل عبد الله قائلا : لقد منّ الله علينا بنعم كثيرة لا يحصى
عددها فمن ذلك النعم نعمة جوار أناس طيبين أمثال هؤلاء القوم
فكرمهم وضيافتهم لنا أعظم برهان لصفاء قلوبهم ونقاء سريرتهم ..
فلهم مني التحية ، معطرة ندية ، فواحة زكية ..
وبعد أن تمت الخياطة على موضع الجرح سألني الدكتور عن سبب
هذا الجرح العميق ..
فأجبته قائلا : طعنةٌ بسبب خيرٍ أردته لــ الطاعن !!
الدكتور : ستلقى أجر ذلك عند ربك ربما يكون ما حصل لك
اختباراً لكي يزيد الله في حسناتك ..
عبد الله : صدقت ونعم بالله ..
فكرتُ في كلام الدكتور مليا وقررت أن أسامح الطاعن مبتغيا
الأجر والثواب ولكن ثمة مشكلة في ذلك ..
إذا تركته من غير عقاب في هذه المرة ربما سيرتكب ما هو
أشد جرما من الطعنة ..
غادرت المشفى بعدما أخذت الجرعات العلاجية اللازمة
متجها إلى المنزل ..
وصلت بالقرب من المنزل فرأيت مجموعة غير قليلة من أهالي الحي ينتظرون عودتي من المشفى ..
حمدا لله على عودتي إلى الديار.. هذا يقبلني وذاك يحاول حملي
على كتفه .. قلت لهم : أشكركم على حرصكم أشعر الآن بالراحة
النفسية والجسدية لا أشعر بشيء سوى ببعض الآلام البسيطة
في موضع الجرح ..
نهآية الجزء الثآني ..
محبكم : الفرفوش
دمتم في رعآية الله
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : مسرح الجآلية البرمآوية يستضيف الفرفوش !! الجزء الثآني
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.

