صلاح عبدالشكور
New member
- إنضم
- 25 أبريل 2009
-
- المشاركات
- 917
-
- مستوى التفاعل
- 4
-
- النقاط
- 0
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
تصدر موضوع "تجديد المناهج التعليمية" رأس الهرم في اهتمام وزارة التربية والتعليم واهتمام التربويين المعنيين بالموضوع، وظهرت على الساحة أطروحات كثيرة تنادي بأهمية إعادة النظر في كثير من موضوعات المناهج الدراسية والإمعان فيها والتدقيق في مدى ملاءمتها للعصر الذي نعيش فيه بكل معطياته وأبعاده، وتوفير كافة المتطلبات العصرية وتفعيلها ضمن منظومة التعليم العام، كما ظهرت أطروحات أخرى تنادي بتطوير المعلم الذي يمثل جانباً أساسياً ومهماً من العملية التربوية والتعليمية، وتلبية كافة احتياجاته وإعادة الهيبة لمكانته كمربٍ للأجيال، ومن بين كل هذه الأطروحات خرجت أطروحة غريبة تبناها بعض الكتاب وتحمسوا لها عبر مقالاتهم يدعون فيها إلى الفصل بين التعليم والدعوة إلى الله ويشنعون على المعلمين الذين يمارسون أنشطة تربوية تدعو إليها الوزارة وتتبناها وتدعو المعلمين والطلاب إلى تفعيلها، وقام هذا الفريق بإلصاق تهم التطرف والتشدد على كل من يمارس الدور الدعوي والتربوي داخل المدرسة من المعلمين بحجة مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه في المدارس والمؤسسات التعليمية.
يقول الكاتب حسن بن سالم في مقاله : "تعليم بلا متطرفين" المنشور بجريدة الحياة (27 ابريل 2010) : "إن الكثير من المعلمين المنتمين إلى التيار الصحوي الحركي لم يعد دورهم هو مجرد القيام بمهنة التعليم فحسب، بل أصبحوا يمارسون، ومن خلال المحيط التعليمي، الوعظوالإرشاد والنصيحة والاحتساب، فلا تفوتهم حادثة أو مناسبة متعلقة بزمان أو مكان إلا وكان لهم موقف ديني تجاهها، ولذلك أدرك الصحويون مدى أهمية وجود أمثال هؤلاء المعلمين في مدارسنا، والتي جعلت من ضمن أهم أولوياتهم واهتماماتهم هو توجيه شريحةكبرى من أتباعهم للعمل في السلك التعليمي، وذلك لخصوبة الأرض التي يمكنهم من خلالهاغرس ونشر الكثير من الأفكار والآراء". ويقول الكاتب حمزة المزيني في مقاله "دعاة لا معلمين" بجريدة الوطن: "وقد تسرب هذا الجو العام إلى المدارس وهو ما جعل كثيرا من المعلمين يتحولون إلى"دعاة". فلم يعد الحديث عن الدين مقتصرا على مدرسي المواد الدينية، بل أصبح مدرسوالمواد الأخرى يشاركونهم فيه. "
بطلان هذه الدعوة واضحة لكل من عرف دور التعليم والتربية والبناء فهو عملية متكاملة لا يمكن الفصل بينهما بحال، ولا أدري كيف يكون المعلم معلماً إن لم يقم بدور التوجيه والوعظ والنصيحة؟! وكيف يكون المعلم مربياً وقدوة في الوقت ذاته إذا طالبناه أن يكون كالآلة الصماء تلقي فقط معلوماتها على الطلاب دون توجيه أو دعوة؟! هذا لكلام لا يقرّه عاقل. وأما ما يحتج به هؤلاء من وجود متطرفين في صفوف المعلمين يسعون لبث الإرهاب والأفكار المتطرفة في عقول الناشئة فهو وإن قلنا بوقوع حالات من هذا النوع إلا أنه شاذ ونادر، ولا يكون حله بأن نفصل بين التعليم والدعوة، ونجعل المعلم المربي موضعاً للتهمة واللمز والتجريح، ونصادر أمراً من ألصق ما أؤتمن عليه المعلم وهو دينه وأخلاقه، ثم إن مكافحة الإرهاب وتتبع الأفكار المنحرفة لا يكون أبداً بتكميم أفواه المعلمين المصلحين ولجمها ومحاصرتها بل يكون ببث الوسطية ومنهج الاعتدال ونشر التسامح والمحبة والألفة والحوار، وكلها مبادئ وقيم لا يمكن للتعليم وحده أن يغرسها في نفوس أبنائنا، بل لا بد من معلمين يحملون هذا الهم ويقومون بدور الناصح المخلص الأمين، عبر برامج تفاعلية وأنشطة مصاحبة وتوجيه مباشر وحوارات فعاّلة تترجم هذه القيم إلى واقع لتصل إلى أفكار ناشئتنا وتؤثر في سلوكهم. إن الدعوة إلى الله قرين التربية والتعليم، والدعوة إلى الفصل بينهما أمر بعيد عن النظرة الصائبة التي تربي جيلاً قوياً متمسكاً بقيمه وأخلاقه، ومن تأمل الواقع بعين البصيرة في الحقل التعليمي فإن هذه البرامج وهؤلاء المعلمون المربون هم من يبنون هذا الجيل ليكونوا لبنة فاعلة للرقي بالمجتمعات والأوطان .
لجينيات:
http://lojainiat1.3utilities.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=38656
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
دعاة الفصل بين التعليم والدعوة
تصدر موضوع "تجديد المناهج التعليمية" رأس الهرم في اهتمام وزارة التربية والتعليم واهتمام التربويين المعنيين بالموضوع، وظهرت على الساحة أطروحات كثيرة تنادي بأهمية إعادة النظر في كثير من موضوعات المناهج الدراسية والإمعان فيها والتدقيق في مدى ملاءمتها للعصر الذي نعيش فيه بكل معطياته وأبعاده، وتوفير كافة المتطلبات العصرية وتفعيلها ضمن منظومة التعليم العام، كما ظهرت أطروحات أخرى تنادي بتطوير المعلم الذي يمثل جانباً أساسياً ومهماً من العملية التربوية والتعليمية، وتلبية كافة احتياجاته وإعادة الهيبة لمكانته كمربٍ للأجيال، ومن بين كل هذه الأطروحات خرجت أطروحة غريبة تبناها بعض الكتاب وتحمسوا لها عبر مقالاتهم يدعون فيها إلى الفصل بين التعليم والدعوة إلى الله ويشنعون على المعلمين الذين يمارسون أنشطة تربوية تدعو إليها الوزارة وتتبناها وتدعو المعلمين والطلاب إلى تفعيلها، وقام هذا الفريق بإلصاق تهم التطرف والتشدد على كل من يمارس الدور الدعوي والتربوي داخل المدرسة من المعلمين بحجة مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه في المدارس والمؤسسات التعليمية.
يقول الكاتب حسن بن سالم في مقاله : "تعليم بلا متطرفين" المنشور بجريدة الحياة (27 ابريل 2010) : "إن الكثير من المعلمين المنتمين إلى التيار الصحوي الحركي لم يعد دورهم هو مجرد القيام بمهنة التعليم فحسب، بل أصبحوا يمارسون، ومن خلال المحيط التعليمي، الوعظوالإرشاد والنصيحة والاحتساب، فلا تفوتهم حادثة أو مناسبة متعلقة بزمان أو مكان إلا وكان لهم موقف ديني تجاهها، ولذلك أدرك الصحويون مدى أهمية وجود أمثال هؤلاء المعلمين في مدارسنا، والتي جعلت من ضمن أهم أولوياتهم واهتماماتهم هو توجيه شريحةكبرى من أتباعهم للعمل في السلك التعليمي، وذلك لخصوبة الأرض التي يمكنهم من خلالهاغرس ونشر الكثير من الأفكار والآراء". ويقول الكاتب حمزة المزيني في مقاله "دعاة لا معلمين" بجريدة الوطن: "وقد تسرب هذا الجو العام إلى المدارس وهو ما جعل كثيرا من المعلمين يتحولون إلى"دعاة". فلم يعد الحديث عن الدين مقتصرا على مدرسي المواد الدينية، بل أصبح مدرسوالمواد الأخرى يشاركونهم فيه. "
بطلان هذه الدعوة واضحة لكل من عرف دور التعليم والتربية والبناء فهو عملية متكاملة لا يمكن الفصل بينهما بحال، ولا أدري كيف يكون المعلم معلماً إن لم يقم بدور التوجيه والوعظ والنصيحة؟! وكيف يكون المعلم مربياً وقدوة في الوقت ذاته إذا طالبناه أن يكون كالآلة الصماء تلقي فقط معلوماتها على الطلاب دون توجيه أو دعوة؟! هذا لكلام لا يقرّه عاقل. وأما ما يحتج به هؤلاء من وجود متطرفين في صفوف المعلمين يسعون لبث الإرهاب والأفكار المتطرفة في عقول الناشئة فهو وإن قلنا بوقوع حالات من هذا النوع إلا أنه شاذ ونادر، ولا يكون حله بأن نفصل بين التعليم والدعوة، ونجعل المعلم المربي موضعاً للتهمة واللمز والتجريح، ونصادر أمراً من ألصق ما أؤتمن عليه المعلم وهو دينه وأخلاقه، ثم إن مكافحة الإرهاب وتتبع الأفكار المنحرفة لا يكون أبداً بتكميم أفواه المعلمين المصلحين ولجمها ومحاصرتها بل يكون ببث الوسطية ومنهج الاعتدال ونشر التسامح والمحبة والألفة والحوار، وكلها مبادئ وقيم لا يمكن للتعليم وحده أن يغرسها في نفوس أبنائنا، بل لا بد من معلمين يحملون هذا الهم ويقومون بدور الناصح المخلص الأمين، عبر برامج تفاعلية وأنشطة مصاحبة وتوجيه مباشر وحوارات فعاّلة تترجم هذه القيم إلى واقع لتصل إلى أفكار ناشئتنا وتؤثر في سلوكهم. إن الدعوة إلى الله قرين التربية والتعليم، والدعوة إلى الفصل بينهما أمر بعيد عن النظرة الصائبة التي تربي جيلاً قوياً متمسكاً بقيمه وأخلاقه، ومن تأمل الواقع بعين البصيرة في الحقل التعليمي فإن هذه البرامج وهؤلاء المعلمون المربون هم من يبنون هذا الجيل ليكونوا لبنة فاعلة للرقي بالمجتمعات والأوطان .
لجينيات:
http://lojainiat1.3utilities.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=38656
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : مقالي الشهري في موقع لجينيات: دعاة الفصل بين التعليم والدعوة
|
المصدر : .: حديث الإعلام :.