أثر المعلم في حياة النابغي // قصة حقيقية ذات مغزي تربوي

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
20 أبريل 2010
المشاركات
55
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
أثر المعلم في حياة النابغي // قصة حقيقية ذات مغزي تربوي

منقول بتصرف


قصة يخسر من لا يقراءها

و يندم من لا يتعلم منها

ثلاث دقائق فقط


حينوقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ

جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع

المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي

ستودارد.

لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن

ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ

الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها

علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.

وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية

السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه

فوجئت بشيء ما!!

لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي

عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".

وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج

وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة

والتعب".

أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد،

وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر

عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".

بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في

الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".

وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد

تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق

براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في

ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة

تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من

ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك

التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على

عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم.

بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! !

وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي

أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك

اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة

فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد

نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ

تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلاميذ المدللين عندها.

وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل

معلمة قابلها في حياته".

مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية،

وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن ما زالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.

وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة،

وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها

كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن".

وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة

البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته

طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!!

لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة،

وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس

مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت

ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره

ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!

واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على

ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً

ومتميزاً.

فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون

معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك.

(تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في

مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز

العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية).

إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً

. والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب،

ولا بالمظهر عن المخبر،

ولا بالشكل عن المضمون.

يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام،

وأن تسبر غور ما ترى،

خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار،

موّارة بالعواطف،

والمشاعر،

والأحاسيس،

والأهواء،

والأفكار.

أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات،

والأصدقاء.
 

القائد

New member
إنضم
14 مارس 2010
المشاركات
472
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
مشكوووووووووووووووووووووووووور
 
إنضم
5 أكتوبر 2009
المشاركات
85
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
42
الإقامة
رحال بين الدروب جوال
أحسنت الاختيار قد خلقت فرصه عظيمة للتعلم

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
7yak2fk2.gif

7yak2fk2.gif


أخي الحبيب ( سفير الخيال )
نقلك وتصرفك في سرد هذا الدرس المهم غاية في الروعه والجمال
فوالله صدقت في قولك : ( قصة يخسر من لا يقرأها ويندم من لا يتعلم منها )
أعدت قراءتها أكثر من سبع مرات واحتفظت نسخة منها في مجلدي الخاص
أشكرك جزيل الشكر عل ما قمت به من عمل جليل

سأوجز الدرس في عده عناصر قد استطعت استخراجها باجتهاد مني وعلى أمل رؤية استخراجات أخرى من زملائي الأعضاء الكرام
1- لا ينبغي صرف المديح ذو العيار الثقيل لشخص تقابله أول مرة ، فبذلك تعطي انطباع لنفسك انك شخص مجامل وغير صادق في مشاعرك.
2- الحكم المبني على المظاهر لا يغني من الحق شيئا ، وربما يورث الندامة والحسرة.
3- لابد أن يَعِيْ كل معلم ومعلمة حجم الأمانة التي حُمِّلوا وأنهم في منزلة الرسول الذي يخرج الناس من الظلمات إلى النور ، هذا إن كانوا معلمين للكبار وتزداد مسؤوليتهم إن كانوا معلمين للصغار فيتحتم عليهم أن يكونوا أباء وأمهات تميزهم حنانهم وعطفهم وسمو أخلاقهم وليسوا مجرد وسائل لنقل منهج الكتاب إلى الطلاب فقط.
4- الكلمة البسيطة التي تنبع من القلب وقْعُها أشد على النفس من الكلمات المنمقة والمرتبة آنفاً يراد بها المجاملة .لأن الكلمة الطيبة بذْرة لشجرة طيبة ستؤتى ثمارها كل حين ... مثلها مثل الهدية البسيطة التي تحمل معاني جَمَّة وجميلة ومؤثرة في مراحل حياة الإنسان خير من الهدايا الباهظة الثمن ولكن لا تحمل بين طياتها أي معاني بل لغرض المعاملة بالمثل ليس اكثر.
5- لابد من الإنسان العاقل أن يبحث بنفسه عن المعاني الروحية والمعنوية في مكنون الهدايا المهداة له حتى ولو كانت بسيطة ليس لها ثمن مادي ، فربما تأثيرها مثل تأثير قنينة العطر المتبقي من ذكريات والدة ( استودارد ) ، فقد آثر معلمته على نفسه ، رغم علمه التام أنه لا يمكن تعويضها بحال من الأحوال ، ولكن الطفل ذو العشرة ربيعا أدرك أنه سيربح أُمَّــاً حنونة إذا دفع رأس المال عبارة عن ذكرى من ذكريات والدته .
6- لقد نوهتُ في ردي لأحدى المشاركات لأخونا الكبير ( ابن ابي الدنيا ) بعنوان " وللتشجيع فلسفة .... غفل عنها مثقفونا ( تجربة ابن أبي الدنيا )، عن ضرورة زرع الثقة بالنفس للاطفال منذ نعومة أظفارهم وإرضاعهم ذلك مع حليب الأم تحسباً للظروف سواء الآجلة أو العاجلة التي تجعل الطفل يتيماً في المهد كما حدث مع الطفل ( استودارد ) ...
ألقي نظرة .. ما أروع هذا المقطع من الدرس (عندما إلتقيا بعد زمن طويل ... همس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك علىثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاًمتميزاً
فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكونمعلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك. ... فلا تحتقرن من المعروف شيئا .
7- الخير قائم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها في ظل وجود ذووا القلوب الرحيمة الذين اختارهم الله تعالى للوقوف بجانب هؤلاء الاطفال أمثال ( استودارد ) ويشجعونهم ويأخذون بأيديهم إلى قمم النجاح ويشهد لهم التاريخ .
8- بالاجتهاد وتحدي الصعاب وتطويع الظروف تبلغ المرام . إن أغلب البارزين والعلماء والمشاهير في كانوا من زمرة الأيتام وخير دليل خيرهم أجمعين نبينا وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم .
9- والحاجة أم الاختراع ... والابتلاء معين النجاح .
هذا وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
أخوكم ولد الدكتور
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

4w.gif
 
إنضم
20 أبريل 2010
المشاركات
55
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
دائمآ هي سطور الشكر والثناء تكون في غاية الصعوبة عند الصياغة

ربما لأنها تشعرنا دوماً ، بقصورها وعدم إيفائها حق من نهديه هذه الأسطر ..

أشكرك أخي / ولد الدكتور
على المشاركة المميزة
فلم أستطع انا مع تكرار قراءتي لهذه القصة استخراج أكثر من فائدتين
وأنت يا أخي / ولد الدكتور بجدك واجتهادك تستخرج لنا كل هذه الفوائد
وكما قلت فمهما كتبت فلن أوفي بحقك
شرف لي أن يشارك شخص مثلك في موضوع متواضع مثل هذا الموضوع
أفرحني مشاركتك المميزة الذي يدل على ثقافتك الواسعة
وأتمنى من أخواني وأخواتي الأعضاء أن يشاركوا بمواضيع هادفة يفيد الجميع
وجزاك ربي خير الجزاء وأسعدك الله في الدارين
وشكرا لك
المحب لك الخير دوما
 
أعلى