( وللـتشـجيع فـلسفة....غـفـل عـنـها مُثـَقَّــفـونـا ) تجربة ابن أبي الدنيا

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
30 يونيو 2009
المشاركات
230
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
بين ألم وأمل
في لحظة فراغ قلّبت مشاركات الأعضاء في المجلة الإلكترونيّة، فوقعت عيني على موضوعٍ لأخي الحبيب (أبي فِهْر) بعنوان (فلسفة التحطيم...) فقرأته بعين قلبي، تأملتُ في حروفهِ وألفاظهِ، وتفحَّصْتُ مداد كلماتهِ وعباراتهِ، فهالني مشاعرُه التي أطلقها بكل براءةٍ وصدق، وصُعِقتُ بتجربته المؤلمة التي مرّ بها، وبمعاناته التي حطَمَتْ فؤادَه.. وسلبت منه زهرة شبابه.....


دمَعَتْ عيـني لحـنينه وأنـينه.. إذ لم يجد من يأخذ بيديه، ويشـدُّ على عضده، ويربت على كـتفه، ويقف معه في محـنته، ويواسيه بكلمةٍ أَخَـويّةٍ حانيةٍ يُلَمِْلمُ بها شتاته، أو عبارةٍ تشجيعيّةٍ يُحلّق بها في سماء التّفـوق، ويكشف بها حُجُبَ الإبداع...

وإنّي أحمد ربّي إذ صرف عنّي هؤلاء الشّياطين المثبّطين، ذوي العقول الضّيّقة، والأفهامِ السقيمة، والنّظراتِ المتشائمة... ورزقني بأخٍ عزيزٍ على فؤادي، أخذ بيديّ إلى عالم الإبداع.. يُشَجِّعُنِي بعباراته المعسُولة، وبكلماتهِ المحبّبة إلى نفسي، يَدفـعني بكلِّ حُبٍّ وإخلاص.. اهتَمَّ بِي أكثر من نفسي، يسأل عنّي باستمرار، يُراسلني برسائل تشجيعِيَّة، يُثَمِّنُ فيها جهودي، ويُصَحِّحُ أخطائي، يُحفِّزني بشِدَّة لقراءة الكتب والصُّحف والمجلاّت.. فتح لي باب قلبهِ وبيتهِ ومكتبه، أستعير من كُتُبِه كما أشاء، لم يُعَـنِّفني يوماً، ولم يُوبّخْنِـي قَطُّ..
ألِفـْتُهُ طيِّبَ المعشر، حسَنَ الخَلْقِ و الخُلُق، يُوَاسِيني في الحزن والشَّدائِد، ويُشاركني في الأفراح والأتراح.. يزورني في منـزلي، يداعب طفلي، أحسستُ منه لمسةً حانيةً؛ إذ يُدرك حقيقَةَ أمري، وقصّة حياتي، وفصولَ آلامي، وضيقَ معاشي...أحببتُه وربي من كل قلبي، يوم أن تخلّى عنّي أقراني ولفَظَنِي بعض أبناء قومي... لا لشيءٍ إلاّ أنني ابن رجل فقير لا يملك من الدنيا شيئاً، هذه كلماتي كتبتها بدموع الحزن، وسكبت فيها قطرات من شجوني.....

فيا معشر العقلاء والأدباء!
نحن بحاجةٍ إلى كلمةٍ طيّبةٍ منكم، تدفعنا إلى الرقيّ بأخلاقنا.. بأقلامنا.. بأفكارنا.. بآرائنـا..

يا قومي أهـديكم ثلاثَ طاقات وردٍ (1) ...!!!

الطاقة الأولى: إلى الأعضاء، إلى من التحقوا بنا في ركب الطامحين وزمرة المبدعين.. أدعوكم لممارسة الكتابة وجُرْأةِ الإقدام عليها... اكتبوا عن قصّة حياتكم، وذكرياتِ أيّامكم، وانثُـروا دُرَرَ خواطركم، وغرِّدوا بألحانِ مشاعركم... لا تهابوا المثبّطين، ولا تَخشوا سهامَ الناقدين، ورماح المحطّمين كونوا أقوياءَ.... أشدّاءَ!

الطّاقة الثانية: إلى كل من أكرمه الله بعقلٍ راجحٍ ناصِعْ....وقلمٍ ساحرٍ سَاطِعْ.... ولسانٍ حُلوٍ مَاتِعْ.... لا تبخلوا علينا وعلى إخواننا الذين يكتبون من بُنَيَّاتِ أفكارهم.... بكلمةٍ طيّبة.... وعبارةٍ تشجيعيّة.. وهمسةٍ حانية.. ولمسةٍ دافئة.... اختاروا لهم من همس الكلام أعذبَه.. ومن جَمِيل النّـثر أروعَه.. فالكلمةُ الطيـّبة صـدقة.....

الطّاقة الثالثة: إلى إدارتنا الكريمة.... أنتم بُناة هذا الصرح، ورعاة هذا الملتقى الفاخر... بكم نسمو، وبكلماتكم نرتقي، وبتوجيهاتكم نستنير... فكلمات تشجيعكم تعني لنا الكثير، وقليلُكم عندنا كثير.... فلا تتجاهلونا بالتهميش......


إضاءة(1) كلمة "طاقة" ورد ،أفصح من كلمة"باقة ورد ،كماقرّره العدناني في معجم الأخطاء الشائعة.
/
/
محبكم ابن أبي الدنيا ...يوم الجمعة 23/5/1431هـ
 

فتى أراكان

, مراقب قسم ساحة الرأي
إنضم
18 يونيو 2009
المشاركات
692
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
على ذروة جبل مكي
[align=center][tabletext="width:90%;"][cell="filter:;"][align=justify]يسرني أن أكون أول المشجعين لك فيما كتبت يا ابن أبي الدنيا .. واسمح لي بإيراد خاطرة حول تشجيعي من قبل أحد المعلمين وما كان له من دور في الاستمرار على الكتابة : كلفني ذلك المدرس بكتابة قصة قصيرة عن خطورة التدخين وأشركني بها في مسابقة على مستوى المدارس الثانوية ، وفوجئت بعد أيام باسمي ينادى به في أول الدوام خلال اصطفافنا في طابور الصباح على مسمع من الطلاب والمعلمين في مدرستي فائزاً بالجائزة الأولى في المسابقة ، ومازلت أحتفظ بتلك الشهادة إلى يومي هذا .. تحياتي وطاقاتي الوردية لقلمك المتفائل ![/align][/cell][/tabletext][/align]
 
إنضم
27 أبريل 2009
المشاركات
777
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مبتدأ مرفوع دائماً
الموقع الالكتروني
www.almnhjalrbani.com
بوركت أخي ابن أبي الدنيا
قدس الله روحك ورفع درجاتك في العليا
فلسفة التحطيم لا يخرج إلا عن قلب حاقد حاسد
فلسفة التشجيع لا يخرج إلا عن محب ناصح
ولي مواقف لتلكما الفلسفتين
حيث كنت اجيد الخط العربي منذ صباي
ولكم ان تتخيلوا ابن عشر وهو يجيد الثلث او الرُقعة
كم من الانتقادات من أصحاب ربما أُشِّبهُ خطوطهم بخربشات الدجاج ( كما يقولون )
ولكن كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما من فقير إلا واره حاسد
حتى الفقراء لم يسلموا من الحساد
تركت الخط وأصحابي الذين كانوا معي يشارون إليهم بالبنان حتى غدوا من أكابر المبدعين في الخط العربي ( في العالم الإسلامي )
وبعضهم حاذوا على المراكز الاُوَل ِ في العالم
كيف وصلوا ( الجواب بالتشجيع )
كيف تركت ( الخط ) الجواب بالتحطيم
أعذروني تذكرت المواقف فتبعثرت كلماتي في التعبير
 
التعديل الأخير:
إنضم
5 أكتوبر 2009
المشاركات
85
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
42
الإقامة
رحال بين الدروب جوال
jewelst-r7eb1.gif

helohalaalward73ib4.gif

دعني أبوح لك ما جال في خاطري بعد قراءتي لموضوعك ....
ازدحمت الافكار ما بين الاعجاب بالقطعة النتثرية المذهبة وما بين روعة التنسيق باختيار بليغ الكلام في إيصال الفكرة وما بين الاسلوب الشيق الذي إن تذوقت اوله لايمكن التخلي عن أخره ...
أجدني أمام قطعة نثرية نموذجية تعليمية في فن الكتابة أكثر من أن تكون مجرد موضوع في منتدى يراد به النصيحة والتوجيه لاسيما ما خُفى بين سطورها الدرر ... وقفت حائرا كيف لي أن أكتب رداً يليق مقام الكاتب عوضا عن مباراة شخصاً وهب الله له ذوقاً وفنّاً في اسلوب الكتابة العصرية ... سأقف عند هذا الحد في سرد مدى إعجابي بالكاتب وكتاباته والوقوف هنا ليس للاكتفاء او نفاذ الطالب والمطلوب ولكن لضيق المساحة ..
أما بالنسبة للتحطيم والتشجيع كلاهما وجهان لعملة واحده ... لاينبغي للمرء أن يدع نجاحه متوقفا على مديح الناس أو انتقادهم له طالما أنه ينهل من منهل عذب وشرعي ..
مشكلة كبيرة أن يربط الانسان حياته بالأخرين فهو بذلك يتخلى عن الاستقلالية والتخلي عن الاستقلالية يعني فقدان الثقة بالنفس فعدم الثقة بالنفس تعني السكون والإنزواء وعدم المبادره مما يؤدي تجنب انتقاد الاخرين له وبالتالي الفشل الذريع في حياته لأنه بَذَرَ اعتقادا خاطئا لينمو هذا الاعتقاد المحبط في داخله بأنه انسان فاشل ومن ثم سيحصد الفشل.
وعندما يفقد الانسان ثقته بنفسه يفقد معها كل فرصة في التطور والتقدم للأمام .. فيصبح مثل الطائر الذي يملك جناحان قويان وجميلان ولا يعرف الطيران.
لذا أناشد كل أب وأم بضرورة زرع الثقة في نفوس أطفالهم وإرضاعهم ذلك مع الحليب حتى لا يكون قطعة تتلاطمها أمواج المحبطين أو ينتظر كلمة تشجيع مستقْبَـلاً من أحدٍ وربما يجده أو لن يجده الا بعد فوات الاوان .


فأما الذي يتساءل عن كيفية زرع الثقة بالنفس ... فأقول له إن الله بارك في جاليتنا أن جعل بينهم مدربين أكفاء في مجال تطوير الذات .. ياحبذا لمن أراد ذلك مراجعة قسم التدريب والتطوير في منتدانا الغالي وأخص بالذكر " حبيبنا الأستاذ / إلياس سيد عالم عبدالكريم ".

ولا أنسى توصيتي للجميع بتلبية نداء أخونا ( ابن أبي الدنيا ) والتوجه له بكل أحاسيسكم حينما نادى بـ " يا معشر العقلاء والأدباء "
وقبول هديته القيمة التي لا تقدر بثمن ... لعمري انها أجمل طاقات ورد أُهدْيَت إلينا ...
هذا وأسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه ،،
أخوكم ولد الدكتور

w6w20050925155939fd43e5462tb.gif
 
التعديل الأخير:

ريماس

, قسم بوح المشاعر
إنضم
15 مايو 2009
المشاركات
1,691
مستوى التفاعل
5
النقاط
0
الإقامة
بين ذرات العبير
هناك عقبات كثيرة أمام النجاح ومنها عدم التشجيع ..
وقد يكون أول أسباب التحطيم وعدم التشجيع هو النقد الغير هادف، لذا يتطلب التشجيع نقد مقبول لمواصلة الفرد نجاحاته والوصول الى أهدافه ، والتعلم من الأخطاء شئ مهم وضروري ...

وعقبة واحدة ليست نهاية المطاف.. ومن المهم جداً أن ننظر للفشل على أنه تجارب وخطوات نحو تحقيق النجاحات.. وبداية لكل نهاية ..وقد يولد النجاح من صميم الفشل..

ابن أبي الدنيا

هنيئا لك أن وجدت من يشجعك ويساندك في هذا الزمن الذي قلّ ما تجد أمثاله ..
وقد مررتُ بكثيرٍ من المواقف التي احتجت إليها للتشجيع ، والحمدلله هناك الكثيرون من حولي ، يجيدون تلك الفلسفة الغائبة عن البعض ألا وهي فلسفة التشجيع والاشاده...

بارك الله فيك وفي قلمك .. وبورك لعقلك الضياء ولنفسك العطاء....
 
التعديل الأخير:
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
917
مستوى التفاعل
4
النقاط
0
[align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]
"خطك يشبه خط المحدثين"


تأمل هذه الكلمات الأربع كيف صنعت محدثاً وعالماً من كبار العلماء الذين خدموا الإسلام والمسلمين إنه الإمام الكبير العلامة المحدث النبيل: الإمام الذهبي صاحب سير أعلام النبلاء يروى أنه لما كان صغيراً في الكتّاب وكان يتعلم الكتابة والخط وكان خطه رديئاً فداعبه معلمه بمداعبة فيها شيء من التشجيع والطرافة والدعابة فنظر إلى شيء كتبه الذهبي فقال له شيخه: "خطك يشبه خط المحدثين" فانغرست هذه الكلمات وما تحملها من إشارات ودلالات في ذهنية الإمام الذهبي فجدّ واجتهد في طلب الحديث وروايته وتتبع الآثار والأخبار في مظانها حتى فاق أهل عصره وخدم الإسلام عبر مؤلفاته التي اشتهرت في الآفاق ..

أرأيتم أحبتي أثر الكلمة الطيبة والثناء الحسن والتشجيع ولو بكلمة واحدة فكيف لو كانت بهدية أو مكافأة أو جائزة وصدقوني أن أثر الجوائز والهدايا ستزول ولكن أثر الكلمة يبقى ويظل ولو بعد موت القائل وأخبركم بسرّ من أسرار التشجيع وخاصة لمن ملك قلماً: جربوا التشجع بالكتابة فهو والله من أقوى وسائل التأثير فلو قام ابنك أو أحد طلابك بعمل ما كأن رسم رسمة مثلاً جرّب أن تأخذ قلماً وتخط أسفل الرسمة بعض كلمات التشجيع قل مثلاً: " أتوقع أن تكون أحد أشهر رسّامي هذا العصر بعد خمس سنوات" صدقوني أن هذه الكلمات المكتوبة تظل عالقة في مخيلة هذا الطالب وربما ستؤثر في حياته وتغيّر من أنماط تفكيره وتوجهاته ..
وهنا أتذكر موقفاً لن أنساه في بدايات عملي الصحفي بجريدة عكاظ مع الدكتور القدير عبدالعزيز قاسم أذكر أنه كلفني بأول عمل صحفي فقمت به بحماس وهمه وكتبت الخبر المراد في وقت سريع وأرسلته بالايميل وأنا خائف أن أكون قصّرت فيه أو لم أخرجه على وجهه المطلوب فأرسل لي الدكتور رداً وقال: "أشكرك أخي الصحفي الواعد" هل تصدقون أحبتي أن هذه الكلمات الأربع شكّلت منعطفاً في حياتي العملية وأعطتني دفعة قوية لم أكن أتوقعها لدرجة أني لم أستطع أن أحذف هذا الإيميل إلى هذا الوقت ..

ودعني أخي ابن أبي الدنيا أمارس دور المشجع قليلاً فأثبت لك موضوعك لثلاثة أيام بلياليهن كتشجيع مني على عطائك وحرفك وقلمك الذي أرجو أن يكون قلم خير وهداية ورشاد تنفع به الإسلام والمسلمين ...

لك عاطر التحية
[/align][/cell][/tabletext][/align]
 
التعديل الأخير:

الكيوكتوي

New member
إنضم
27 فبراير 2010
المشاركات
33
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
( بعد إذنكم ) اسمحوا لي بالمشاركة

كيف لي أن أكتب أو أسطر كلماتي بعد جملة المبدعين الذين سبقوني بالتعليق ..
صدقوني , احترت كثيرا . ماذا أضيف , وماذا أكتب , وترددت أكثر وأكثر . وقلت في نفسي : هل ستكتب ما يشوه هذا الإبداع المتناثر , والنثر البديع , فقررت أن لا أكتب شيئاً
وأكتفي بالاستمتاع بقراءة هذه الدرر, لأنه كما يقال ( لا عطر بعد عروس ) .
لكني تذكرت قصةً سمعتها منذ زمن ليس بالبعيد , فأحببت المشاركة بها .
يقول صاحب القصة , المبدع الرائع المتحدث اللبق الخطيب المفوه صاحب الدورات الإبداعية الجميلة آلا وهو الدكتور/ مريد كلاب يقول وهو يحكي عن نفسه : كنت في الصف الخامس من المرحلة الابتدائية , في تلك الأيام كانت الدراسة مستمرة في شهر رمضان المبارك . وفي ليلة من ليالي رمضان خرجت من مسجد الحي بعد صلاة التراويح , متأثراً بما سمعته من الآيات فيها .
لكنني وجدت من أبناء الحي من كان يلعب خارج المسجد ولم يؤدي الصلاة معنا . فتأثرت لحالهم كيف انشغلوا باللعب عن الصلاة , وعدت مهموما إلى البيت أفكر في هؤلاء الأولاد وحالهم , فقررت أن ألقي كلمة في المدرسة عن أهمية الصلاة , وفي اليوم التالي , ذهبت إلى مدرس التوعية الإسلامية في المدرسة , وأخبرته عن رغبتي , وسرّ وفرح وطلب مني تجهيز الكلمة لإلقائها غداً بعد صلاة الظهر أمام الجميع و فرحت كثيرا , ورجعت إلى المنزل وجهزت كلمة و من فرط الحماسة حفظتها عن ظهر قلب , وفي اليوم التالي : قابلت مدرس التوعية وأخبرته بأني جاهز , وطلب الورقة التي كتبت فيها الكلمة , فقلت له بأني أحفظها عن ظهر قلب , بعدها قال لي : إذا انتهت من الصلاة وأدرت وجهي عن القبلة فأبدأ بالكلمة مباشرة .
مرّت ساعات الدراسة سريعاً , وأذّنّ المؤذن لصلاة الظهر , وذهبت بحماسة كبيرة إلى المصلى ووقفت خلف الإمام مباشرة . وحين أقيمت الصلاة كبر الأمام فما أن كبرت , حتى أتاني الشيطان يذكرني , فأنا لم أقف من قبل في حياتي أمام جمع وألقيت كلمة , وأحسست بالرهبة والخوف , وكلما اقتربت الصلاة من نهايتها زادت ضربات قلبي , وزاد خوفي و وجلي , فما أحسست إلا والصلاة قد انتهت , وأشار إلي المدرس لأقف وألقي كلمتي , قمت فما كادت قدماي تحملانني من شدة الخوف , وقفت فأحسست بالدنيا تلف بي , وبدأت فقلت : الحمد الله رب العالمين * الرحمن الرحيم *مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * فانتبهت فأنا استرسلت في سورة الفاتحة دون أن أشعر , فسكت , وحاولت الرجوع إلى الكلمات التي حفظتها فلم أذكر منها شيئاً , وزادت مدة سكوتي , وأنا مذهول لا أعرف ماذا أفعل , كل الكلمات التي حفظتها قد نسيتها تماماً . فجأة انفجر الجميع بالضحك بصوت عالٍ , الجميع .. حتى أن أحد المدرسين الذين كانوا في آخر الصفوف ( وقد من ذوي البطون الكبيرة ) هذا المدرس حاول أن يخفي ضحكه بأن وضع شماغه على فمه , لكن بطنه كان يتحرك بشدة كبيرة , من أثر كتمه لضحكه , أنقذ مدرس التوعية الموقف بأن أمر الجميع بأداء صلاة السنة .
وقفت في مكاني واتجهت نحو القبلة وكبرّت لصلاة السنة الراتبة , وكانت أطول صلاة صليتها في حياتي , فقد تعمدت الإطالة فيها , حتى خرج الجميع من المصلى وأطفئت أنواره , حينها سلّمت منهياً صلاتي , ورجعت أمشي بخطى ثقيلة إلى
فصلي , فما أن فتحت الباب حتى صُدمت بسيل عرمرم من الضحكات ونكات السخرية , وضجةٍ كبيرة داخل الفصل , ومن حسن الحظ فقد كان مقعدي قريباً من الباب , فسحبت كرسيٌّ إلى الخلف وجلست , وأخرجت من الدرج كتاب الفقه وأدخلت رأسي فيه , وزادت الضحكات والنكات , وعمّت الفوضى جنبات فصلنا , فجأةً , ساد هدوء عجيب داخل الفصل , أخرجت رأسي من مخبئه فإذا الأستاذ إبراهيم مدرس الفقه قد دخل الفصل , ( الأستاذ إبراهيم كان ذو هيبة ) يخشاه الجميع لأنه حين يصفع أحداً بكفه , يسمع طلا ب الفصل المجاور صوت هذا الكف , ويُسمع صدى هذا الكف في المدرسة طول العام , فاجأني هذا المدرس بأن أمسك بيدي وسحبها إليه , ورفع ذراعي إلى الأعلى , كما يفعل الحكم حين يرفع ذراع المصارع الفائز , وتكلم بكلماتٍ لا زالت في أذني إلى اليوم قال : مريد هو بطل اليوم , كانت مفاجئةً عظيمة , وشعرت بزهوٍ كبير , وصمّمت على أن أعيد الكرة مرة أخرى , فقمت البوم الثاني وألقيت الكلمة على أكمل وجه , هذا الموقف غيرّ مجري حياتي , وأصبحت أتقلب من نجاحٍ إلى نجاح أعظم وأكبر , كل ذلك بفضل هذا التشجيع الذي حصلت عليه من هذا المدرس الفاضل العظيم في هذا الموقف الرهيب ..
يقول الدكتور والحديث له : ومن ذلك اليوم وأنا مازلت أخص هذا المدرس بالدعاء إلى يومي هذا .
أقول : إنها فلسفة التشجيع التي غفل عنها مثقفونا , فما بالك بمن هم أقل منهم معرفة وعلماً .
الكيوكتوي
 
إنضم
30 يونيو 2009
المشاركات
230
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
بين ألم وأمل
بارك الله فيك أخي فتى اراكان

الحبيب الغالي صاحب القرطاس والقلم ... (فتى أراكان ) أشكرك على تشجيعك ومبادرتك بالمشاركة ....ابن أبي الدنيا يهديك طاقةَ وردٍ لخاطرتك المدرسيّة......

وجزى الله هذا المعلّم الذي قذفك إلى عالم الابداع والتميّز...وها أنت الآن تستمتع بنثر درر خواطرك ، وجميل مشاركاتك....

ابن ابي الدنيا يكرر شكره وتقديره لتواجدك الدائم بين أحرفه ...

قبلاتي الشرقية لمرورك
 
إنضم
30 يونيو 2009
المشاركات
230
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
بين ألم وأمل
بارك الله فيك أخي فارس اراكان

الحبيب الغالي (فارس أراكان ) الله يبارك فيك وفي علمك ..

أخي الكريم المحروم من حُرم الكلمة الطيّبة ،والابتسامة اللطيفة وهؤلاء الذين يمارسون فلسفة التحطيم لم يشربوا من كأس الحب والحنان والعاطفة، ولو شربوا لفاضت ألسنتهم بها ...

.وكما قيل (كل إناءٍ بمافيه ينضح...) وفي المقابل (فاقد الشيء لايعطيك..) فمن فقد الحنان والحب والعاطفة لايعطيك منها شيئا..

أفٍ لقومٍ دفنوا موهبةً من مواهب الخطوط العربيّة ....

ورداتي الأراكانية لتواجدك
 
إنضم
30 يونيو 2009
المشاركات
230
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
بين ألم وأمل
بارك الله فيك أخي ولد الدكتور

اللهم اجعلني خيراً مما يظنون واغفرلي مالايعلمون ....


أخي الحبيب ولد الدكتور ...قد بالغت في الإطراء و الثناء لأحرفي ومداد كلماتي إذ كسوتني جُبّة البلغاء وتاج الأدباء حتى ظننتُ أنني كذلك .....

والذي نفس ابن أبي الدنيا بيده... ما أنا إلاّ متطفّلٌ بينهم لعلّي أظفربـ كلمةٍ جميلةٍ أوعبارة لـ طيفةٍ ..أولمسةٍ حانية ...أرتقي بها سلم الابداع



أخي الحبيب ...أشكرك على مشاركتك النيّرة وإضافتك الجميلة التي زيّنت موضوعي، ويزداد شكري لتشجيعك لي بكلماتك الرقيقة .....،

كم نحن بحاجة إلي زرع الثقه في النفس التي افتقدناه بين ثنايا التحطيم والتثبيط


أخي الموقر ،مشاركتك أيقظت عصافير وجداني


وعَلاَ حُدَاءَ شُجوني ،ومالت أَحْرُفي طرباً لمرورك الغالي
 
إنضم
30 يونيو 2009
المشاركات
230
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
بين ألم وأمل
بارك الله فيكِ على المشاركة

الكاتبة الصاعدة (ريماس )


القاعدة تقول (الاستمرار عنوان النجاح ....) ومن سار على الدرب وصل ..


واعلمي أن سقوط الانسان ليس فشلاً ، ولكن الفشل أن يبقى حيث سقط ...


ابن أبي الدنيا يتقدم بطاقة وردٍ لمشاركتكِ
 
إنضم
30 يونيو 2009
المشاركات
230
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
بين ألم وأمل
بارك الله فيك أخي صلاح

اخي المبدع /صلاح عبد الشكور

تشجيعك يشبه تشجيع العلماء والمحدثين .....

كُلَّ الشكر والتقدير لإضافتك المميزة ومشاركتك الرائعة ....

وأشكرك على التثبيت شكراً يفوق ثلاثة أيام بليالهنَّ ....

قبلاتي وطاقاتي الابريليّة لتواجدك الدائم بين أَسْطُري
 
إنضم
30 يونيو 2009
المشاركات
230
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
بين ألم وأمل
اسمك صعب جدا

أخي الحبيب /الكيوكتوى

أشكرك على مشاركتك وإضافتك الرائعة

أخي الكريم إذا تحدثت امام الناس وفشلت ، فقد حققت نجاحاً واحدا ، وإذا ضحكوا منك ، فقد حققت نجاحين ،


والذي يعمل ويفشل خير من الذي لايعمل ابدا ،فأنت قد حققت نجاحا باهرا في حياتك من غير أن تعلم

قبلاتي الوردية لتواجدك
 
أعلى