بسم الله الرحمن الرحيم
بادي ذي بدء أشكر الله تعالى على ما من به علينا من نعم،
ثم أشكر كل من أهتم بأمر الجالية وحرص على إفادتها ورقيها وتطورها، فهم كنزنا وهم وقودنا
في طريق العمل لخدمة الجالية البرماوية
وموضوعنا هذا إخوتي وأحبتي ليس موضوعاً سهلاً لنغض الطرف عنه أو صعباً فنعجز عن الخوض فيه،
ولكني قبل البدء أقول :
كنت أعتقد أن الزمن قد ولى على كل متربص وكل حاقد يريد الطعن في ظهر الجالية ببردة الإصلاح والنصح،
وكنت قد ظننت إلى فترة أن من قال الله تعالى فيهم : ( الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ) قد انقرضوا من هذه الدنيا وإذا بي أرى لهم وجوداً بين ظهرانينا ..
إخوتي وأحبتي ..
إن الجهود الإصلاحية الجماعية التي بدأت منذ بداية عام 1429هـ هي جهود شاملة يراد منها الخير
والنفع لكل شرائح المجتمع البرماوي .. سواء شريحة الصغار والنساء والرجال وكبار السن، ومن أهم الفئات المستهدفة
من هذه الجهود هم شريحة الشباب، سواء الشباب الملتزم أو غيرهم .. حيث لا يغفل أحد أهمية دور الشباب في كل مجتمع ..
وإن التجربة أثبتت أن أكثر المخالفات الواقعة في جاليتنا هي من الشباب والله المستعان ..
كما لا يغفل أحد أيضاً أن الجانب الرياضي من أهم الجوانب التي يهتم بها الشباب وبخاصة الشباب البرماويين،
وعشق الجالية البرماوية للرياضة معروف .. ولا أدل على ذلك أيضاً إقامة عدد من الدورات الرياضية للجالية البرماية
في العام الواحد كدوري سبيل والبندري والزبادي ..... الخ
وأيضاً من ينكر عشق البرماويين لكرة القدم فاليسأل أو ليراجع معرض صور الأندية الرياضية
في الجالية البرماوية في مكة المكرمة .. حيث يظهر المعرض أن أول فريق برماوي أسس كان في عام 1385هـ تقريباً ..
لنعود إلى موضوعنا ..
فأقول أنه مادام هذا الشغف الرياضي موجود وقائم عند شريحة كبيرة ومهمة من أبناء الجالية؛ فإذاً لا بد من التوجيه والإرشاد،
ولا بد من الاحتواء، ولا بد من النصح والمناصحة، ولابد من تعديل مسار هذه الدورات إلى الخير والصلاح ..
وما دام الأمر قائم أقصد الدورات الرياضية سواء بطريقة صحيحة أو غير صحيحة فلابد من المعنيين بالإصلاح
أن يبادروا في المشاركة بنية التوجيه وتلافي الأخطاء .. ليجعلوا المحصلة تحقيق إيجابيات تصب في صالح الجالية بدلاً من السلبيات
المتوقع حدوثها في حالة ترك الحبل على الغارب .. وما السلبيات التي كانت تحصل في السنوات الماضية عنا ببعيد ..
ولنا في ديننا الحنيف أسوة وقدوة ، حيث أفتى العلماء بعدم جواز حضور مناسبة يعصى الله تعالى فيها،
ولكن من استطاع أن يغير هذا المنكر، ويضع حداً لهذه المعاصي ويزيلها؛ فإنه يجب عليه الحضور لإزالة المنكر،
عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيد .... الحديث ).
إذا لماذا لا ينبري فئام من الجالية البرماوية للوقوف مع منظمي الدورات الرياضية ويرشدوهم ويوجهوهم التوجيه الصحيح ؟؟
كي نضمن السلامة في هذه الدروات الرياضية ؟؟..
وأعود إلى أهم جزيئيتين من القضية من وجهة نظري - .. لأحاول الإجابة عليها بكل حيادية وإنصاف، فأقول:
الجزئية الأولى : هل انتهت هموم الجالية حتى يكون لدينا الوقت الكافي لمثل هذه الدورات أو الكرنفالات الرياضية ؟!!
أقول : لم تنته هموم الجالية ، بل نحن نعتبر أن الشباب وأوضاعهم وإصلاحهم هي إحدى هموم الجالية الأساسية، سواء كانت
عبر الملتقيات الشبابية أو الدورات الرياضية أو البرامج الترفيهية .. ومن هذا المنطلق قام من وفقه الله ونزل في الميدان لإرشادهم وتوعيتهم ..
كما اعتبرنا أن توعية الجالية الدينية أو الاجتماعية أو التثقيفية أو النظامية أمر هام وضروري؛ فإننا أيضاً
اعتبرنا أن توجيه الشباب وبخاصة من هم مغرمون بالكرة والرياضة عامة من أهم وآكد الواجبات علينا ..
لذا .. تجدون أحبتي أن من إخواننا من يعظ الناس في المساجد ، ومنهم من يقيم الدورات العلمية ليغرس في نفوس الناس القيم النبوية،
ومنهم من يقوم بالإصلاح بين المتخاصمين، ومنهم من يقوم بالدور التوعوي أو الإرشادي، ومنهم من يوعون الشباب بأهمية العمل وضرورة الانخراط فيه،
ومنهم يهتم بأمور طلبة العلم وتحفيظ المتون العلمية، ومنهم من نذروا أنفسهم لخدمة كتاب الله تعالى في المساجد وحلق القرآن الكريم،
ومنهم من يتعنى ويجد ويجتهد ويسافر إلى المدن أو المحافظات لإلقاء محاضرة أو إقامة درس شرعي .. تقبل الله من الجميع ..
وكذلك منهم من رأى أن الأهمية تكمن أيضاً في الدخول في أوساط الشباب الرياضي وتوجيههم ونصحهم وإرشادهم ..
ثم ألا يتفق معي كل عاقل أن هناك فئام من الناس من غير الجالية البرماوية لديهم هموم أكثر من همومنا،
وأوضاعهم أسوأ من أوضاعنا، ولديهم من المشكلات أضعاف أضعاف ما لدينا !!
ويكفي أنهم لا يرفلون بنعم ومزايا خصتها الدولة الكريمة للبرماوين ..
وبالرغم من ذلك فهم يمارسون الحياة كغيرهم من المجتمع، فيأكلون ويشربون ويلعبون،
ويمارسون الشعائر التعبدية والحياتية بكل أريحية نفس .. فهل يعقل أنه لأجل همومنا أن نعطل شؤون الحياة
ونسدل ستار الكآبة والهم والحزن على حياتنا ؟؟!!
الجزئية الثانية : لماذا هذا الكرنفال الرياضي، ولماذا هذه البهرجة زعموا - ؟؟!!
أقول : لا يظنن ظان أن هذا الكرنفال أقيم لأجل تكريم الكابتن اسامه برناوي فقط ، أو حتى أن الكرنفال كان كبيراً كما يبدوا في الصور ..
الأمر أبسط من ذلك بكثير .. فقد أقيم هذا الحفل بالدرجة الأولى بمناسبة أول ظهور لفريق الجالية الأركانية البرماوية لكرة القدم،
فهذا اهور للتشفي
عند طرح موضوع يظن أنه يخدم باطنهم الأسود المليء بالحقد والحسد على من آتاهم الله&44 الجالية الأركانية رياضياً كان هو الحدث الأهم في الحفل ..
وليعلم كل عاقل ونصف عاقل أو حتى غير العاقل أن الجالية البرماوية لديها تميز في جوانب شتى،
ومنها : تميز شبابها في الجانب الرياضي المباح بإذن الله تعالى ..
وللأسف الشديد فإننا نواجه أنصاف متعملين أو أنصاف مثقفين أو حتى أنصاف عقلاء،
والذين لاهم لهم سوى التفنن في كي الشماغ بطرق مقلدة، أو حتى التفنن في وضع الصور الرمزية
ذات المظهر المايع البعيد كل البعد عن الشهامة والرجولة ..
وكان الأولى لمثل هؤلاء أن يتعلموا صفات الرجولة والشهامة والشجاعة بدلاً من الظهور للتشفي
عند طرح موضوع يظن أنه يخدم باطنهم الأسود المليء بالحقد والحسد على من آتاهم الله من فضله ..
أخوتي وأحبتي ..
أعلم أني قد أطلت في الرد والبيان والتوضيح، ولكن
أتمنى أني وفقت في إيصال المعلومات المفقودة عند البعض
تحياتي للجميع