درس هام في علم التجويد للشيخ / أيمن سويدي بعنوان إتمام الحركات

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

غير معروف

New member
إنضم
9 أغسطس 2009
المشاركات
97
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكة
هذا الدرس في علم التجويد للشيخ الدكتور / أيمن سويدي حفظه الله ، قمت بتوفيق من الله بتفريغه كتابياً

إتمام الحركات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد رسول الله ومن والاه وآله صحبه الكرام
يا إخواننا الكرام كنت قد وعدت الحلقة الماضية أن أتكلم عن الوقف والابتداء ولكني عندما راجعت الأبحاث وجدت أن هناك أبحاثاً ما زالت لم نتعرض لها في دورتنا التجويدية الحالية فآثرت تأخير بحث الوقف الابتداء قليلاً إلى أن ننتهي من هذه الأبحاث التي لا بد للقارئ من الإيمان بها ، ولعلها فاتته في الدورة الأولى .
من جملة ذلك بحث هام جداً جداً في علم التجويد وهو ما يسمّيه علمائنا إتمام الحركات .
إتمام الحركات نعني به أنَّ في اللغة العربية ثلاث حركات : فتحة ، وضمة ، وكسرة
الفتحة : ما هي ( يا إخوتي ) إلا ألف قصيرة .
والضمة: ما هي إلا واو قصيرة.
والكسرة: ما هي إلا ياء قصيرة..
لذلك لا بد أن يكون شكل الفم وهيئته عند نطق الحرف المفتوح كهيئته عند نطق الألف ، يعني : عندما نقول مثلاً: كَتَبَ كا تا با _ لا بد من فتح الفم ، لابد من تباعد الفكّين ، بعضها عن بعض ، سميت الفتحة فتحة لانفتاح الفم عند النطق بها وتباعد الفكّين كا تا با
أما إذا قلنا ( كتب ) هكذا وكأنما الفم مغلق ، فأين الفتحة ، لابد من فتح الفم حتى تظهر هذه الحركة ، كذلك صوت الضمة .
الضمة العربية هي واو قصيرة ، والواو العربية با إخوتي ( أُوْوْ ) وليس ( أَوْا ) ، منتشر جداً للأسف في الفترة الأخيرة موضوع ( الأَوْا )، حتى بنتنا هذه التي قرأت الآن على صغر سنها ما أحببت أردُّها .
( يتساءلُون ): ما في في اللغة ( يتساءلَون ) فيه ( أُوْوْ ) ( يتساءلُون ) ( أُوْوْ ) ( أَعُوْوْ ) ، ولا نقول : ( أَعَوْا ) .
( تعلمون ) ولا نقول : تعلمون ،
كذلك الضمة يعني : لا نقول: تُبْتُم مثلاً: تُبْتَمْ ، بل نقول: تُبْتُمْ تُبْ تُوم
كيف أعرف الضمة الصحيحة من غير الصحيحة ؟ الأمر سهل ، نطول الصوت ونمطُّه إن تولّد من صوت الضمة واو عربية فصيحة صحيحة ، فالضمة صحيحة ، وإن تولّد ( أَوْا ) فليست هذه الضمة صحيحة ، لأنَّ ( أَوْا ) ليست حرفاً عربياً .
الحرف العربي ( أُوْوْ ) هكذا ، إذن لا بد من ضم الشفتين، نقول مثلاً: ( إنَّكُمْ ) ولا نقول : إنِّكمْ كُوا هذا الضم ناقص كذلك الكسرة
الكسرة : ( يا إخوتي ) هي عبارة عن ياء قصيرة ، فلا بد من خفض الفك السفلي عند النطق بها ، لذلك يقولون : الرفع ، والنصب ، والخفض ، لماذا يقولون : الخفض ، لأنَّ فيه خفضاً للفك السفلي عند النطق بالحرف المكسور بِيْ بِهِمْ عليهِمْ هِى ينخفض الفك السفلي قليلاً .
أما إذا قلنا: بِهِ آمنتُمْ بِهِ بِهِ هذه ليست كسرة صحيحة بِيْيْ لو نطقناها يتولّد هذا الصوت ، هل هذا الصوت صوت ياء بِيْي- ليس صوت ياء .
( بِهِ بِيْ ) نعم هذه الياء، إذن الكسرة هذه الثانية صحيحة ،
هكذا نعرف صوت الحركات إن كان صحيحاً أو غير صحيح ،
وكما ذكرنا عن الفتحة نقول: بأنَّ الضمة سمِّيت ضمة لأنَّها تخرج بضم الشفتين نلاحظ على اللوحة التعليمية الأولى في حلقة اليوم ما ذكرته من حيث هذا الموضوع
إتمام الحركات
1- يجب على القاري أن يفتح فمه عند النطق بالحرف المفتوح كهيئته عند النطق بالألف.
2- كما يجب عليه أن يضم شفتيه عند النطق بالحرف المضموم كهيئتهما عند النطق بالواو.
3- ويجب عليه أن يخفض فكَّه السُفلي عند النطق بالحرف المكسور كهيته عند النطق بالياء.
4- أما الحرف الساكن فيخرج من مخرجه الأصلي دون أن يصاحبه شيء مما سبق .

نلاحظ اللوحة الثانية الأمثلة على ذلك:
1- كتب الله : كَا تَا بَا ، لا بد من فتح الفم عند الكاف والتاء والياء
2- لكُمْ : لا بد من ضم الشفتين عند الكاف .
3- تُبتُمْ : لا بد من ضم الشفتين عند التاءين وعدم ضمهما عند الباء الساكنة التي بينهما .
4- عليهم : لا بد من خفض الفك السُفلي عند النطق بالهاء.
5- بِهِ : لا بد من خفض الفك السُفلي عند النطق بالياء.
6- المُسْتقيم : لا بد من ضم الشفتين عند النطق بالميم الأولى وإعادتهما إلى وضعهما الطبيعي عند السين .
7- صم بكم عمي فهم : حوى هذا المقطع عدَّة حروف مضمومة لا بد من مراعاة الضمّ الكامل فيها جميعاً.
8- قِبْلَة : القاف مكسورة لا بد من خفض الفك عندها ، ولا نقول: قَبلة مثلاً.
9- إبراهيم : لا بد من خفض الفك تماماً عند النطق بالهمزة في أول هذا الإسم ، ولا نقول: أبراهيم أيْ أيْ هذه ليست كسرة إبراهيم .
نعم هذا البحث ( يا إخوة ) الذي قلنا وهو إتمام الحركات نظمه إمام عظيم من أئمة علم التجويد اسمه: الإمام أحمد الطيبي رحمه الله وهو من علماء القرن العاشر ، قال رحمه الله في منظومة له اسمها : منظومة المفيد في التجويد
قال: ( وكل مضومٍ ) يعني : وكل حرف مضموم .
(فلن يَتِمَّا & إلا بضمّ الشفتين ضمَّا)
( وذو انخفاض بانخفاضٍ للفَمِ & يَتِمُّ والمفتوح بالفتح افهم)
(إذْ الحروف إن تكنْ محرَّكهْ & يَشْرَكُهامخرج أصل الحركة
) الفتحة أصلها الألف ، الضمة أصلها الواو ، الكسرة أصلها الياء ، فقال رحمه الله :
(أي مخرج الواو ومخرج الألف& والياء في مخرجها الذي عُرِفْ
)
(فإن تر القاري لن تنطبقا & شفاهُه بالفم كنْ محقِّقا
بأنّهُ مُنَقِّصٌ ما ضَمَّا & والواجب النطقُ به بِهِ مُتَمَّا
كذاك ذو فتح وذو كسر يجب & إتمام كل منهما افْهَمْهُ نُصِب
)
هذه الأبيات تراها على اللوحتين التاليتين اللتين نختم بهما حلقة اليوم في التجويد
نلاحظ على الشاشة
اللوحة
إتمام الحركات
قال الإمام أحمد الطيبي رحمه الله : ( ت 979 هـ )

وكل مضومٍ فلن يَتِمَّا & إلا بضمّ الشفتين ضَمَّا
وذو انخفاض بانخفاضٍ للفَمِ & يَتِمُّ والمفتوح بالفتح افهم
إذْ الحروف إن تكنْ محرَّكهْ & يَشْرَكُهامخرج أصل الحركة
أي مخرج الواو ومخرج الألف& والياء في مخرجها الذي عُرِفْ
فإن تر القاري لن تنطبقا & شفاهُه بالفم كنْ محقِّقا
بأنّهُ مُنَقِّصٌ ما ضَمَّا & والواجب النطقُ به بِهِ مُتَمَّا
كذاك ذو فتح وذو كسر يجب & إتمام كل منهما افْهَمْهُ نُصِب


هذه الأبيات أتمنى على إخواننا الحفاظ أو الذين حفظوا قسطاً كبيراً من القرآن أو الذين يتصدون لتعليم علم التجويد أن يَحْفظوها ويُحَفِّظوا لطلابهم ، فإنها لم تأت المنظومة الجزرية للإمام العظيم محمد ابن الجزري ، وهي بحث هام لا يستغني عنه قاري .
هذا درسنا اليوم ونتابع في الحلقة القادمة بإذن الله ما بقي علينا من أحكام .
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
انتهى
والدرس على هذا الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=8deNh1O3ei8
أرجو ممن له الخبرة في وضع الملف على الصفحة أن يقوم بذلك

إخواني أهل القرآن : أرجو أن تكونوا قد استمتعتم بهذا الدرس الهام في علم التجويد ، فإني قد أخذت عهداً على نفسي بأن أقوم بتفريغ جميع دروس الشيخ / أيمن سويدي حفظه الله ورعاه
مهما أخذ مني من الجهد والوقت طالما أصرف ذلك الجهد والوقت في خدمة كتاب الله .

إخواني أهل القرآن : هل لديكم رغبة في تحسين تلاوتكم ، والقراءة على شيخ لأخذ الإجازة بالقرآن الكريم ليكون لكم شرف الحصول على السند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا كان الجواب بـ نعم فَلِمَ لا تستغلوا الإجازة الصيفية في تحقيق رغبتكم أم ترون أنَّ هذا الأمر ليس من الأهمية بمكان طالما أنَّ الله منحنا الله أصوات جميلة وحناجر ذهبية .

إخواني أهل القرآن : إذا أردتم الاستفادة في هذا الجانب وأنا على أتم الاستعداد لخدمتكم بل أتشرف بخدمتكم لأنكم أهل القرآن أهل الله وخاصته ، سأدلكم على مشايخ متقنين أصحاب الإجازات الصحيحة وليست مزوَّرة ، ويمكننا كذلك الاستفادة من الإنترنت في هذا الجانب عن طريق برامج المحادثة.
أسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد ، والزيادة في بذل الخير للجالية والمسلمين
 
أعلى