أبو هيثم الشاكر
مراقب سابق
هالني ما رأيت في إحدى مناسبات التكريم، ولم تكد تلك الصورة تنطمس من ذهني لغرابتها.
انتهت جميع فقرات حفل التكريم....لم يبقَ سوى فقرة تكريم العاملين....
اللهم لا حسد!!! ما أكثرَ أصنافَ العاملين عندنا ولله الحمد؛ فإن تنظيم العمل مطلوب!
العاملون في مجالس الأحياء...العاملون في الميدان الدعوي...العاملون في الإعلام...العاملون في... وفي...وفي...إلخ.
شرع المقدِّم في نداء المكرَّمين بأسمائهم مُذيّلا كل اسم بمنصب صاحبه...وآلات التصوير الرسمية لم تقصّر في تغطية الحدث بالقدر الهادف...وضِمن من كُرِّمَ نودي باسم أحد العاملين...وإذا بمجموعة شباب من الجمهور من الصف المتقدّم يقفون متوزّعين في أماكن متباعدة يقومون بالتقاط الصور من زوايا مختلفة لهذا المكرّم...وجلس جميع هؤلاء المصوّرين جلسة رجل واحد مع انتهاء دور ذلك المَعنِيِّ.:clap:
بتُّ عاجزا عن تفسير هذا المشهد حتى علمت أن أولئك المصوّرين تمّ تكليفهم من قبل ذلك المكرَّم بتصويره على وجه الخصوص، وأنهم ما قاموا قومتهم إلا بإشارة منه، وأنهم جميعا لم يأخذوا مواقعهم إلا بإرشاد منه!!!
فكدت أدخل مرحلة الغيبوبة وفقدان الذاكرة ثم الجنون إلى حدّ رفع القلم حينما علمت أن ذلك البطل الشهم من الميدان الدعوي!
لا تخافوا عليّ فقد اجتزتُ مرحلة الخطر وخرجت من الغيبوبة وعُدت إلى ممارسة حياتي الطبعية، ولكن من حقّكم أن تسألوني كيف عوفيتُ من تلك الصدمة بهذه السرعة وما ذلك الترياق الذي عدّل من مزاجي؟
فأقول: نحن معاشر الدعاة المخلصين لا نعمل إلا لله، ولكن نبيّه -صلى الله عليه وسلم- قال لنا: "أنتم شهداء الله في الأرض". فإذن لا بد من المزيد من التصوير بجميع أنواعه، حتى يشهد لنا عند الله جميع خلقه من الجن والإنس والطير.
هكذا فأقنعوا أنفسكم إذا رأيتم مثل ما رأيت إن أردتم السلامة من تصلّب الشرايين والتشنج والغيبوبة و...و...إلخ.:angry:
هذا ما قاله لي باللغة الأركانية أحد الحاضرين الثقات متحسّرا على ما آل إليه حال الكثير، وقد أبى أن يصرّح لي باسم ذلك الداعي المخلص، ولعلّ ذلك لعلمه أنه يكره الرياء والسمعة، وأنه كثير الاستعاذة منهما.
ليس لي من الموضوع إلا الصياغة.:laught1:
اسم الموضوع : نحن معاشرَ المخلصين
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.