إنها شريحة أولياء الأمور والأباء
هي من أهم شرائح المجتمع الأراكاني ، ومازال للأب مكانته الإجتماعية في الجالية البرماوية وسؤدده وقوامه في الأسرة ، ومازال الوالد يتربّع عرش القيادة ويمتلك الصلاحيات وبيده كلمة الحلّ والعقد ومبدأ الثواب والعقاب في الأسرة بفضل الله - .. وهذه سيادة شرعية ولاّه الشرع إيّاهاً .. (( كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته )) .ولكن في ظلّ الإنفتاح والثورة العلمية والمعلوماتية وتعدد مصادر التلقّي وخاصة في الجيل الحاضر ، فإنّنا نحتاج إلى كثير من المراجعات في أسلوب بسط نفوذ الآباء على الأسر ، وهندسته بحيث يحافظ على موقعه الذي ولاّه الله كراعٍ للأسرة وفي نفس الوقت حاجته إلى مواكبة تغيرات العصر .. فالواقع حاليّاً لمن تغلغل في الحياة الإجتماعيّة للجالية ! في ظلّ التمدّن والحضارات المفروضة ، يلاحظ جليّاً أنّ الأسر بدأت تفقد بعض سيطرتها على الأبناء ، وهناك تمرّد واضح في الجيل الحاضر على الأسر ونلاحظها من خلال المشكلات التي ظهرت مؤخراً وبشكل ملحوظ ومتكرر من بعض الشباب ، وكانت شبه مفقودة في الجيل السابق ، فهنا يأتي السؤال أين رقابة الأهل والوالدين على هؤلاء الأبناء ؟ بل كيف نمت تلك السلوكيات الخاطئة التي اختفت في أجيال الآباء وظهرت علينا فجأة من غير سابق إنذار في الجيل الحاضر ؟ حتى تركت استهامات كثيرة في وجوه الآباء والأمّهات يجيبون عليها بإطراق رؤوسهم إلى الأرض تندماً وتعجباً ؟!! كيف ؟ ومتى ؟ ومنذ متى ؟ إبنتهم أو إبنهم على هذه المصيبة ؟ ومن هنا ينبغي أن نعي الآباء ونطلعهم على الثورة التقنية وأضرارها على سلوكيات الأبناء والبنات ، ونوقفهم على بعض الممارسات والحيل التي تنطوي على براءتهم وحسن ظنهم بأبنائهم في ظلّ غيابهم التام عن إفرازات التقنيات الحديثة ، ونقنعهم على هندسة أساليبهم بل ترك بعض تلك الأساليب التي تتصادم مع الواقع والحال في هذا الزمن ..
وحتّى نبني ( بيوت الإيمان ) كما قال ابن مسعود رضي الله عنه - : "إنّ للإيمان بيوتاً وإنّ للنفاق بيوتاً وإنّ من بيوت الإيمان بيت النعمان بن المقرّن " فلا بدّ من مساعدة أولياء الأمور لتحويل أساليبهم في تربية أبنائهم إلى أساليب قيميّة ، ولا بدّ من إعطائهم جرعات ودورات في تربية الأبناء ، لإنّ أسلوب القسوة والتحفّظ عن الحوار مع الأبناء أصبح غير مجدٍ حاليّاً في عصر العولمة ..
وكذلك يجب على الدعاة والمصلحين أن يضعوا أيدي الآباء على جروح الآبناء النازفة كي يتحملوا مسؤولية تضميدها ، فهم حجر الأساس في العملية الإصلاحية للمجتمع ، ولا بد من تعريفهم كما ذكرنا وإيقافهم على بعض الممارسات التي يخشى أن تصبح ظواهر بعد فترة من كثرتها الملفتة ، كي يتحمّلوا الجزء الأكبر من هذه المسؤولية والأمانة ..
ومن هذا الباب سوف يتمّ التركيز في الإجازة الصيفية على مشروع بعنوان (( الجلسات القيميّة الخمسيّة )) والتي تستهدف خمس شرائح مهمّة في مجتمعنا بالتوعية - كمرحلة أولى - وهي كالتالي :
1- شريحة الآباء .
2- شريحة الأمهات .
3- شريحة الشباب .
4- شريحة الأخوات .
5- شريحة الأطفال .
فنأمل من جميع إخواننا وأخواتنا القرّاء المشاركة بأهم النقاط التي يجب التركيز عليها في توعية الشريحة الأولى وهي : الآباء ، وسوف تكون مقترحاتكم محطّ اهتمام المسؤولين ، وستترجم كتوعية ومحاضرات في الساحة - بإذن الله - فلا تبخلوا علينا !!
آمل التركيز على الشريحة الأولى فقط وسنأتي تباعاً على كلّ شريحة بعد طرح آرائكم ( كعصف ذهني ) ..
اسم الموضوع : شاركونا في توعية أعظم شريحة في الجالية
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.

