binejaz
New member



ما أكثر ما نسمع أحدهم يقول : إن هذا الطعام ساخن .. أو حار .. أو مالح بما فيه الكفاية لأصاب بالحرقة المعديةأو يقول : الجو بارد .. أو أكلت كمية كبيرة من الطعام .. أو كثيراً من البقوليات وعلي أن أتناول قرصاً لأمنع الحرقة وقد تستمر هذه الحالة فترة طويلة من الزمن .. حتى أنك قد تظن أن الحرقة داء لا شفاء منه ..
حرقة المعدة هي الشعور بحس يشبه الحرق في القسم السفلي من منتصف الصدر مع حس بالمرارة في الفم وهو يتلو غالباً تناول وجبة ثقيلة أو تناول أنواع معينة من الأغذية ويستمر هذا الشعور من عدة دقائق وحتى بضعِ ساعات
كيف تحدث الحرقة ؟
بعد مضغ الطعام في الفم وابتلاعه فإنه ينساب داخل عضو أنبوبي هو المري ليدخل إلى المعدة عبر فوهة بينهما تدعى الفؤاد تقوم بدور يشبه البوابة سامحة للطعام بدخول المعدة وعدم رجوعه للمري وهي تنغلق على نفسها بمجرد مرور الطعام من خلالها وإذا لم تنغلق بشكل جيد فإن محتوى المعدة الحامضي يرجع عبرها صاعداً إلى أسفل المري مؤدياً لتخريش جدرانه والمريض يشعر بهذا الأمر على شكل حرقة وتدعى هذه الحالة طبياً ( القلس المعدي المريئي )
ويعتبر الفتق الحجابي سبباً آخر لحرقة المعدة وما يحدث فيه أن جزءاً من المعدة يهاجر للأعلى أي لداخل الصدر عبر الحجاب الحاجز الذي يفصل بين الصدر والبطن وهذا يؤدي إلى اضطراب في وظيفة الفؤاد (فوهة المعدة العلوية) مما يؤدي لحدثية مشابهة للقلس المعدي المريئي كما أن حرقة المعدة قد تكون مظهراً من مظاهر القرحة الهضمية
خطورة الحالة
إذا حدثت حرقة المعدة من فترة إلى أخرى فإن الحالة ليست خطيرة لكنها إذا تكررت كثيراً تؤدي لحدوث التهاب متكرر في المري مما يؤدي لتضيقه وبالتالي شكوى المريض من عسرة دائمة في البلع ونزف هضمي بين فترة وأخرى
الوقاية
تعتمد الوقاية على تغيير نموذج الحياة والتخلي عن بعض العادات اليومية ويستطيع المريض وقاية نفسه من تكرر النوب باعتماده على جملة إجراءات بسيطة فيما يلي أهمها :
* تناول وجبات أصغر حجماً
* تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل والأطعمة الحامضة كالبندورة وعصير الفواكه الحامضة
* تخفيف الوزن إذا كان المريض أميل للبدانة
* تجنب ارتداء الملابس والأحزمة الضاغطة على البطن
* البقاء بوضعية الانتصاب بعد الوجبات أطول فترة ممكنة
* محاولة الامتناع عن التدخين الذي يزيد من إفراز الحمض في المعدة
وكذلك التخفيف من الشاي والقهوة والشوكولا والامتناع عن الكحول
* رفع السرير من جهة الرأس بمقدار 15 20 سم
من الثابت أن الإجراءات السابقة تؤمن الوقاية التامة من حرقة المعدة لمن يستطيع تنفيذها والالتزام بها لكن وحسب خبرتنا العملية يمثل هؤلاء قلة من المرضى ويميل الأغلبية منهم لطلب الوقاية والعلاج على شكل حبوب دوائية ولأولئك نقول : لدى الطبيب العديد من الخيارات الدوائية الناجحة ولكن حاولوا تطبيق ما تستطيعون من الإجراءات السابقة فهي الأساس في الوقاية
المعالجة
تعتمد المعالجة الدوائية على استعمال واحد أو أكثر من مجموعة كبيرة من الأدوية التي تصنف في ثلاث مجموعات دوائية ستعرفونها بمتابعتكم القراءة
يستطيع المريض تناول أحد معدلات الحمض وهي تباع بدون وصفة طبية وتملك تأثيراً سريعاً في تعديل الحمض في المعدة وإبطال تأثيره لكن دورها في الوقاية محدود نسبياً نظراً لعدم امتلاكها أي تأثير مثبط لإفراز الحمض ويقتصر دورها العلاجي على إزالة أعراض الحرقة بالإضافة إلى أن مدة مفعولها قصيرة نسبياً بحيث لا تتجاوز الساعتين ويمكن أن تعاود الأعراض بعد فترة
بالإضافة إلى معدلات الحمض هناك مثبطات إفراز الحمض التي تلعب دوراً ناهياً لإفرازه من خلايا جدران المعدة والأنبوب الهضمي ومنها مجموعة مثبطات مستقبلات الهسيتامين التي تمنع الهسيتامين - وهو وسيط حيوي في الجسم - من ممارسة دوره الطبيعي في تحريض إفراز الحمض وهي فعالة جداً في علاج حرقة المعدة الخفيفة والمتوسطة وفعالة أيضاً في الوقاية من تكرار النوب فعلى سبيل المثال : إذا كانت لدى المريض نية في تناول وجبة ثقيلة يتوقع أن تسبب له حرقة في المعدة فيمكنه تناول حبة من أحد مثبطات مستقبلات الهسيتامين كالـ قبل ساعة أو ساعتين من موعد الوجبة وهي الفترة اللازمة لبدء مفعول الدواء الذي سوف يقلل من كمية الحمض الذي تنتجه المعدة استجابة للطعام وبالتالي يقلل من احتمال حدوث حرقة المعدة ويقي منها وإذا نسي المريض ابتلاع حبته الواقية من مثبطات مستقبلات الهسيتامين قبل الطعام فيستطيع تناولها حالما يتذكر ذلك أو عند بدء الحرقة لأنها سوف تعطيه الشعور بالراحة وتؤمن له الوقاية حالما يبدأ تأثيرها ؛ وفي هذا الوقت يمكن أن تؤمن معدّلات الحمض كالـ الراحة السريعة من الأعراض
تبقى هناك بعض الحالات التي لا تستفيد من العلاج بمعدلات الحمض أو بمثبطات مستقبلات الهسيتامين أو بالاثنين معاً وكذلك حالات الحرقة الشديدة التي يقدر الطبيب أنها لن تستجب وتشفى على العلاج السابق مما يدفعه لاستعمال أحد أدوية المجموعة الثالثة من الأدوية والتي تدعى مثبطات مضخة البروتون مثل الـ التي تملك تأثيراً ناهياً لإفراز الحمض من المعدة بشكل كامل وقوي وتجب الإشارة إلى أنها تحتاج لفترة أطول ليتكامل تأثيرها الدوائي وبالتالي على المريض أن يتابع المعالجة بها لبضعة أيام يحددها الطبيب ليحصل على كامل الفائدة المرجوة منها وحديثاً هناك من هذه المجموعة ما يتكامل تأثيره خلال بضعِ ساعات بدلاً من بضعة أيام
أخيراً يجب الإشارة إلى أن حرقة المعدة بقدر ما هي بسيطة وسهلة المعالجة والتدبير فإنها قد تلتبس مع حالات مرضية أخرى هامة وخطيرة على رأسها النوبات القلبية ، لذلك يجب على المريض الاتصال مع الطبيب دون إبطاء إذا شعر بواحد أو أكثر من الأعراض والعلامات التالية :
* مشاكل في البلع أو ألم أثناء البلع
* القئ
* خروج (براز مدمى)أو داكن اللون
* انقطاع في التنفس
* دوخة أو خفة في الرأس
* ألم في الصدر يمتد إلى العنق أو الكتف
* ألم في الصدر رافقه التعرق بشكل مفاجئ
* حرقة متكررة في المعدة لأكثر من ثلاث مرات في الأسبوع وعلى مدى أسبوعين متتاليين .
اسم الموضوع : حرقة المعدة
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.
