فتى أراكان
, مراقب قسم ساحة الرأي
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]الجميع مختلفون في الطريقة التي يفهمون بها العالم من حولهم ، وتستخدم الأفهام للتواصل مع الآخرين ، وارتجاع الماضي ، والإبحار في عوالمه العجيبة . والكتاب مفتاح الزمن بأبعاده الثلاثة .
هو أحد الفتيان الذين عشقوا الكتاب ، والتحموا معه ، وعثروا على المتعة بمصاحبته ، فلعب دوراً رئيساً في تشكيل شخصيته ، وحاول أن يقتبس منه الآليات الدافعة للطموح ، والتي تتضمن الشغف ، والإيمان ، والإستراتيجية كوسيلة لتنظيم الموارد ، ووضوح القيم ، وتفعيل الطاقة ، والقدرة على الارتباط وتكوين علاقات مختلفة ، وإجادة فن الاتصال .
فالجهد المنظّم عائده مُضاعف ، ونتيجته مثمرة .
وبالاطلاع تؤسس معارف ، وتنمى ثقافة ، والفرص المواتية تولد الحظوظ !
يتذكر جيداً ذلك الصباح حين أبصر طائفة من الكتب الجديدة الجذابة .. ولسان حاله يقول :
فما هو إلا أن أراهَا فُجَاءةً فأبهت لا عرف لدي ولا نكرُ !
عنوانات أخّاذة ، واسم شهير : الشيخ علي الطنطاوي .. فيقرأ منها "رجال من التاريخ" حيث الحماس والقدوة . و "قصص من التاريخ" حيث اللغة الآسرة والأسلوب القصصي ، لقد هّزت وجدانه بقوة ، كما أضحكته "صور وخواطر" وأغراه "هتاف المجد" و "في سبيل الإصلاح" حين سمع بأنها على قائمة الكتب الممنوعة ، وكل ممنوع مرغوب ، ومنها علم بأن الطنطاوي يقول الشعر ، نادراً ، فها هو يخاطب الملك سعود في زيارته لباكستان فيقول:
أسعود باكستان أكبر دولة ولأنت أكبر سيد وعميد ..
ويجد الطنطاوي يصف المنفلوطي بأنه "شيخ الكاتبين" فيقرأ كتب الأخير ، ولا غرابة ؛ فـ "النظرات" مقرر لمادة المطالعة في المعهد ؛ ولكنه يعزف عنه ، لأنه مقرر ، ويقبل على "العبرات" ويسكب العبرات على قصة الحب المؤثرة "تحت ظلال الزيزفون" في حالة من المشاركة الوجدانية.
ويتغنى بما نظمه المنفلوطي :
ليت فرجيني أطاعت بولساً... الخ ،
ويتعرف على مصطفى صادق الرافعي ، فيقرأ "وحي القلم" الذي كانت مجلداته الثلاثة تزيّن رفوف مكتبته ، ثم "تحت راية القرآن" الذي كان وهج المعركة بادياً في سطوره ، ويستعصى عليه "أوراق الورد" و "المساكين" فقد أحس بأنها قطع من الصخر فلم يُسِغْها ، وحاول أن يحفظ سطوراً ثم تجاوزها مستثقلاً متبرماً .
ثم هو يصحو يوماً على مجموعة مختلفة ، فهنا "مذكرات الدعوة والداعية" الذي هو يوميات خفيفة وصادقة للشيخ حسن البنا ، ثم "رسائل الإمام الشهيد حسن البنا".. أوراق داعبتها أنامله ، وأبحر فيها عقله ، واتقدت عاطفته.
بعد شهور يتسلم مجموعة كتب "توزع مجاناً" ! : "نافذة على الجحيم" ، "لماذا أعدم سيد قطب وإخوانه؟" ، "وثيقة سرية تفضح مخطط الناصرية" .
لقد قرأها بِنَهَم ، وأحسن بأنه تناول طعاماً مراً ، صدمه من الأعماق ، وخدش هذا الإحساس الطفولي المرهف ، وغدت الخيالات المؤلمة لصور المعذبين أحافير في ذاكرته ، بما فيها من معاني القسوة ، وإهدار الكرامة الإنسانية .
وحين اشترى كتاب "البوابة السوداء" ؛ وجد المزيد من الرعب ، والدماء ..! بوابات كأنها سراديب الشيطان في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب .[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
تابع بقية المقال في المصدر :
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]http://islamtoday.net/salman/artshow-81-6145.htm[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
هو أحد الفتيان الذين عشقوا الكتاب ، والتحموا معه ، وعثروا على المتعة بمصاحبته ، فلعب دوراً رئيساً في تشكيل شخصيته ، وحاول أن يقتبس منه الآليات الدافعة للطموح ، والتي تتضمن الشغف ، والإيمان ، والإستراتيجية كوسيلة لتنظيم الموارد ، ووضوح القيم ، وتفعيل الطاقة ، والقدرة على الارتباط وتكوين علاقات مختلفة ، وإجادة فن الاتصال .
فالجهد المنظّم عائده مُضاعف ، ونتيجته مثمرة .
وبالاطلاع تؤسس معارف ، وتنمى ثقافة ، والفرص المواتية تولد الحظوظ !
يتذكر جيداً ذلك الصباح حين أبصر طائفة من الكتب الجديدة الجذابة .. ولسان حاله يقول :
فما هو إلا أن أراهَا فُجَاءةً فأبهت لا عرف لدي ولا نكرُ !
عنوانات أخّاذة ، واسم شهير : الشيخ علي الطنطاوي .. فيقرأ منها "رجال من التاريخ" حيث الحماس والقدوة . و "قصص من التاريخ" حيث اللغة الآسرة والأسلوب القصصي ، لقد هّزت وجدانه بقوة ، كما أضحكته "صور وخواطر" وأغراه "هتاف المجد" و "في سبيل الإصلاح" حين سمع بأنها على قائمة الكتب الممنوعة ، وكل ممنوع مرغوب ، ومنها علم بأن الطنطاوي يقول الشعر ، نادراً ، فها هو يخاطب الملك سعود في زيارته لباكستان فيقول:
أسعود باكستان أكبر دولة ولأنت أكبر سيد وعميد ..
ويجد الطنطاوي يصف المنفلوطي بأنه "شيخ الكاتبين" فيقرأ كتب الأخير ، ولا غرابة ؛ فـ "النظرات" مقرر لمادة المطالعة في المعهد ؛ ولكنه يعزف عنه ، لأنه مقرر ، ويقبل على "العبرات" ويسكب العبرات على قصة الحب المؤثرة "تحت ظلال الزيزفون" في حالة من المشاركة الوجدانية.
ويتغنى بما نظمه المنفلوطي :
ليت فرجيني أطاعت بولساً... الخ ،
ويتعرف على مصطفى صادق الرافعي ، فيقرأ "وحي القلم" الذي كانت مجلداته الثلاثة تزيّن رفوف مكتبته ، ثم "تحت راية القرآن" الذي كان وهج المعركة بادياً في سطوره ، ويستعصى عليه "أوراق الورد" و "المساكين" فقد أحس بأنها قطع من الصخر فلم يُسِغْها ، وحاول أن يحفظ سطوراً ثم تجاوزها مستثقلاً متبرماً .
ثم هو يصحو يوماً على مجموعة مختلفة ، فهنا "مذكرات الدعوة والداعية" الذي هو يوميات خفيفة وصادقة للشيخ حسن البنا ، ثم "رسائل الإمام الشهيد حسن البنا".. أوراق داعبتها أنامله ، وأبحر فيها عقله ، واتقدت عاطفته.
بعد شهور يتسلم مجموعة كتب "توزع مجاناً" ! : "نافذة على الجحيم" ، "لماذا أعدم سيد قطب وإخوانه؟" ، "وثيقة سرية تفضح مخطط الناصرية" .
لقد قرأها بِنَهَم ، وأحسن بأنه تناول طعاماً مراً ، صدمه من الأعماق ، وخدش هذا الإحساس الطفولي المرهف ، وغدت الخيالات المؤلمة لصور المعذبين أحافير في ذاكرته ، بما فيها من معاني القسوة ، وإهدار الكرامة الإنسانية .
وحين اشترى كتاب "البوابة السوداء" ؛ وجد المزيد من الرعب ، والدماء ..! بوابات كأنها سراديب الشيطان في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب .[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
تابع بقية المقال في المصدر :
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]http://islamtoday.net/salman/artshow-81-6145.htm[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
اسم الموضوع : سلمان العودة : في البدء كانت القراءة !
|
المصدر : .: خير جليس :.