المدير الغامض
هو الذي لا تعرف ماذا يضمر ولا تدري بماذا يفكر ولا تتوقع ما سوف يفعل. لا يكثر الكلام ولا يدخل في الجدال، يستمع دون ملل ويعمل دون كلل، أسئلته محددة وإجاباته مقتضبة. لا يحب الحوار ولا تبادل الآراء والأفكار، ولا يرغب في عقد الاجتماعات ولا حضور الندوات. كما أنه يكره الخوض في الأمور الشخصية أو الأمور العامة التي ليس لها علاقة مباشرة بالعمل. تستطيع أن تعرف من عيونه أكثر مما تعرفه من لسانه.
يتصف هذا المدير بأنه غير اجتماعي حيث إن علاقاته الاجتماعية محدودة في محيط العمل وخارجه. ويتصف أيضًا بالهدوء فلا يصول ولا يجول أمام الموظفين في الصباح والمساء بل يستعين على قضاء أموره بالكتمان. كما يتمتع ببرود غير مسبوق حيث لا يمكن أن يرفع صوته على أحد خلال الحديث حتى ولو تجاوز أحدهم حدود الأدب واللباقة في الحديث معه. يتخذ قراراته بنفسه والتي غالبًا ما تتسم بالواقعية والموضوعية لصفاته السلوكية الخالية من الانفعال والاستعجال.
أما مواقف هذا المدير مع موظفيه فهي غامضة حيث لا يفصح عن رأيه في أداء الموظفين. ولا يعطي التغذية المرتدة عند اطلاعه على أعمالهم. لا يعرف الموظفون منزلتهم عنده ولا يدرون عن مكانتهم لديه. لذا يمكن القول بأن غموض هذا المدير هو نقطة ضعفه ومصدر قوته في نفس الوقت.
وباختصار شديد فإن المدير الغامض يطبق الحكمة المشهورة إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب.
ما هي الطريقة المناسبة للتعامل مع هذا المدير؟
للإجابة عن هذا السؤال يمكن أن نستخدم عددا من الطرق والأساليب للتعامل مع هذا المدير منها:
- الاختصار: اختصر الحديث معه وركز على الجوانب المهمة.
- ترتيب الأفكار: رتب أفكارك ونقحها قبل مقابلته وعرضها عليه.
- توجيه الأسئلة: حدد بعض الأسئلة المباشرة عن المعلومات التي تريدها منه.
- كسب الثقة: اعمل على كسب ثقته بأدائك الجيد ليفوض إليك بعض الصلاحيات.
المدير المهمل
هو الذي لا يولي مهامه الوظيفية العناية المطلوبة. لا يتابع عمل الموظف ولا يعرف ماذا يعمل ويتركه يقرر ما يراه مناسبًا ويحمله المسؤولية عندما يخطئ. لا يلتزم بساعات الدوام الرسمي كما ينبغي، ويكثر الخروج أثناء العمل من المكتب. حيث يتظاهر بأنه مشغول طوال الوقت وليس عنده الوقت الكافي لمتابعة العمل بينما هو يصرف معظم وقته لأعماله الشخصية. لذا تجده لا يحب الدخول في تفصيلات العمل مع الموظفين ولا يرغب في عقد الاجتماعات معهم أيضًا.
يتضح إهمال هذا المدير عندما يأتي إلى مكتبه أحد المراجعين أو يسأله أحد رؤسائه عن موضوع ما يخص العمل حيث لا يستطيع الإجابة عن الأسئلة والاستفسارات حتى يطلب الموظف المختص ويأخذ منه الإجابة. كما يتضح إهمال هذا المدير عندما يكون لديه اجتماع مع رؤسائه حيث يطلب من أحد الموظفين أن يعطيه نبذة عن موضوع الاجتماع مع بعض الأوراق التي يمكن أن تناقش خلال الاجتماع.
أما مواقف هذا المدير مع موظفيه فهي مريحة. والسبب في ذلك أنه يلبي رغبات الجميع ولا يصطدم معهم، ويتجنب الوقوع في الصراعات التي يمكن أن تحدث في البيئة التنظيمية نظرا لخلفيته العلمية والعملية الضحلة.
وباختصار شديد فإن المدير المهمل مدير بلا إدارة حيث يدار ولا يدير.
ما هي الطريقة المناسبة للتعامل مع هذا المدير؟
للإجابة عن هذا السؤال يمكن أن نستخدم عددا من الطرق والأساليب للتعامل مع هذا المدير منها:
- ذكره بالأعمال المتأخرة وبالأعمال المطلوب تنفيذها أولاً بأول.
- لا تنتظر توجيهاته بل بادر بعرض أفكارك واقتراحاتك وآرائك عليه.
- اطلب منه تفويض بعض صلاحياته إليك وتحمل المسئولية بأمانة وإخلاص.
- اطلب منه تقدير جهودك التي تبذلها في العمل خاصة في مجال الترقية والتدريب وتقويم الأداء الوظيفي.
المدير المتداعي
هو الذي قدراته ومهاراته الشخصية متدنية. لا يملك المعلومات الكافية ولم يكتسب المهارات اللازمة. لا يستطيع أن يطور أساليب العمل ولا يملك أن يبسط إجراءاته. كما لا يستطيع أن يتخذ قرارات مهمة أو يحل مشكلات مزمنة. تعرف عند مناقشته في أي موضوع أنه يعيش في واد والعمل والآخرين في واد آخر.
من صفات هذا المدير أنه ينطبق عليه كثير من الأمثال والحكم المتداولة على ألسن الناس مثل (فاقد الشيء لا يعطيه) وغيرها. وبالرغم من أنه يقبع على رأس العمل وسنامه إلا أنه لا يعرف عنه شيئا. يرى العمل بعيونه لكن لا يدركه بحواسه. إنه يمثل حالة ميئوسا منها لا ينفع معه العلاج ولا يفيد معه الترميم والحل الوحيد والناجح لهذا المدير هو إعفاؤه من منصبه بناء على طلبه.
لقد أبدع مؤلفا كتاب القيم التنظيمية الذي نشره معهد الإدارة العامة بالرياض حيث جاء به: (إن بعض الأشخاص يصبحون مديرين والسبب الوحيد في ذلك أنهم لا يصلحون أن يكونوا كذلك). إنه مدير آيل للسقوط بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى حتى أنك تصاب بالحسرة والمرارة عندما ترى أن المسؤولية تمنح لشخص مثل هذا ليس حسدًا أو غيرة لكن ترحمًا على المصلحة العامة. يتبادر إليك عندما تشاهده يمارس مهامه الوظيفية بأنه يعاني من مرض خطير أو من مرض لا يرجى برؤه.
أما مواقف هذا المدير مع موظفيه فهي ارتجالية. وتعتمد بالدرجة الأولى على الموظف نفسه فقدرات الموظف الشخصية على التأثير والإقناع وانتزاع الحقوق تؤدي دورًا كبيرًا في مواقف هذا المدير فهو كالشخص الذي يقابل تيارًا مائيًا أو هوائيًا كلما كان قويًا كلما كان تأثيره عليه أقوى.
وباختصار شديد فإن المدير المتداعي لا يصلح أن يكون مديرا.
ما هي الطريقة المناسبة للتعامل مع هذا المدير؟
للإجابة عن هذا السؤال يمكن أن نستخدم عددًا من الطرق والأساليب للتعامل مع هذا المدير منها:
- بادر بطرح أفكارك لتطوير أساليب وإجراءات العمل.
- اطلب تفويض بعض صلاحياته للتخفيف عن كاهله.
- تحمل المسؤولية لتحقيق الأهداف دون انتظار توجيه.
- تجنب نقده أو لومه بسبب ضعف قدراته ومهاراته.
- طالب بحقوقك الوظيفية من ترقية وتدريب وتحفيز.
المدير المثالي
هو المدير الذي يبذل قصارى جهده لمساعدة الموظف في تحقيق أهدافه دون المساس بالأهداف التنظيمية. يتميز بصفات أخلاقية حميدة وخصال إنسانية فريدة. يجمع بين دماثة الخلق وحسن التصرف. يحب الخير لموظفيه كحبه الخير لنفسه، لا يفضل موظفًا على آخر بل الجميع عنده سواسية في الحقوق والواجبات. يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ويعمل على بناء علاقات وطيدة معهم. يتمتع بالصفاء فلا يحسد أحدًا ولا يحقد على أحد من الموظفين ويحسن النية بالجميع.
إن المدير المثالي ينقل تجربته وخبرته إلى الموظفين عن طيب خاطر، ويعاملهم معاملة أبنائه وإخوانه. كما يسره نجاح موظفيه ونموهم الوظيفي، ويشكرهم على أعمالهم المتميزة ويحثهم على الإبداع والابتكار. يصحح خطأ الموظف إذا أخطأ بلطف ويعتبر ذلك أمرًا عاديًا لمن يعمل. يسعى لتحقيق مصالح الموظفين ويحاول تحقيق حاجاتهم ورغباتهم. يتغاضى عن هفوات الموظفين وكأنه لم يرها. له أسلوب لطيف في التعامل مع الموظفين فهو يعامل كل موظف حسب قدراته وميوله وتوجهاته، ويعمل على إشراك موظفيه في عملية اتخاذ القرارات.
أما مواقف هذا المدير مع موظفيه فهي مشجعة، قريب من موظفيه وصديق لهم، ويعمل على مساعدتهم في حل مشكلاتهم العملية والاجتماعية. لذا فهو محل تقدير واحترام جميع الموظفين.
وباختصار شديد فإن المدير المثالي هو ضالة الموظف وهو السلعة النادرة في البيئة التنظيمية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي الطريقة المناسبة للتعامل مع هذا المدير؟ وللإجابة عن هذا السؤال يمكن أن نستخدم عددًا من الطرق والأساليب للتعامل مع هذا المدير منها:
- اعمل على تقديره واحترامه وعدم استغلاله.
- كن مثالا للجد والإخلاص والتفاني في العمل.
- حاول أن تستفيد من خبرته العلمية والعملية.
- بادر بطرح أفكارك ومقترحاتك لتطوير العمل.
من خلال استعراضنا لأنواع المديرين في بيئة العمل نجد أن تعاملهم مع الموظفين يختلف باختلاف شخصياتهم. كما أن أساليبهم في العمل تختلف باختلاف سلوكياتهم. ومن ثم فإن العملية الإدارية تتأثر سلبا أو إيجابا بسلوكيات المديرين.
ولا شك أن المدير الذي تغلب عليه صفة السلبية في التعامل والأداء يساهم إلى حد بعيد في تعقيد العملية الإدارية ويؤثر تأثيرا سلبيا على الأداء والإنتاجية وتحقيق الأهداف القريبة والبعيدة على حد سواء. كما يساهم في إعاقة الإبداع والتفكير والتطوير على مستوى الأفراد والمنظمات.
ولقد دلت الدراسات التنظيمية أن عملية الإشراف تأتي في مقدمة العوامل المسببة للرضا الوظيفي للموظف داخل البيئة التنظيمية. فالمشرف الناجح يساهم في رفع درجة الرضا الوظيفي للموظف. أما المشرف السلبي فهو يساعد على خفض درجة الرضا الوظيفي للموظف في بيئة العمل.
إن مبدأ التنافس بين المدير والموظف غير وارد لاختلاف المستوى التنظيمي بينهما. لذا فإن محاولة الموظف منافسة مديره تعتبر خاسرة لأن الموظف يتلقى الأوامر والتوجيهات من مديره وعليه أن ينفذ ما يطلب منه. كما أن المدير هو المسؤول عن تحقيق الأهداف والخطط للإدارة التي يعمل بها. بالإضافة إلى ذلك فإن المدير هو الذي يقيم أداء الموظف ويمنحه الإجازة وغير ذلك.
إن الموظف لا يستطيع في الغالب أن يحدد نوع المدير الذي يرغب أن يعمل معه لأسباب مختلفة. لذا يجب عليه أن يكون مستعدًا نفسيًا وعمليًا أن يعمل مع كل أنواع المديرين!
المراجع:
1 - أحمد سيد مصطفى، المدير العربي في عالم متغير، 2004م.
2 - جولي إن أموس، مدير لأول مرة، دار الفاروق للنشر والتوزيع 2004م.
3 - جوزيف ستراوب، المدير الجديد الناجح، مكتبة جرير 1999م.
4 - سيد محمد الهواري، المدير الفعال للقرن 21 / الفعالية الشخصية والفعالية الإدارية، مكتبة عين شمس 2000م.
5 - عبدالرحمن توفيق، مهارات التعامل مع الرؤساء، مركز الخبرات المهنية للإدارة، 1998.
6 - عبدالكريم راضي الجبوري، المدير الناجح والتخطيط الإداري الفعال، دار البحار، 2000م.
7 - كرس مالبرج، كيف تتخلص من مديرك، ترجمة عبد الرحمن أحمد هيجان، دار السكب للنشر والتوزيع، الرياض، 1418هـ.
8 - منصور بن صالح اليوسف، أنواع المديرين، جريدة الجزيرة العدد رقم 12222 في 16/2/1427هـ الموافق 16/3/2006م.
9 - ناصر عطاس، كيف تتصرف مع الرئيس المشكلة، 1997م.
10- فيصل عبدالله البكر، مهارات التعامل مع الرئيس، 1421هـ.
هو الذي لا تعرف ماذا يضمر ولا تدري بماذا يفكر ولا تتوقع ما سوف يفعل. لا يكثر الكلام ولا يدخل في الجدال، يستمع دون ملل ويعمل دون كلل، أسئلته محددة وإجاباته مقتضبة. لا يحب الحوار ولا تبادل الآراء والأفكار، ولا يرغب في عقد الاجتماعات ولا حضور الندوات. كما أنه يكره الخوض في الأمور الشخصية أو الأمور العامة التي ليس لها علاقة مباشرة بالعمل. تستطيع أن تعرف من عيونه أكثر مما تعرفه من لسانه.
يتصف هذا المدير بأنه غير اجتماعي حيث إن علاقاته الاجتماعية محدودة في محيط العمل وخارجه. ويتصف أيضًا بالهدوء فلا يصول ولا يجول أمام الموظفين في الصباح والمساء بل يستعين على قضاء أموره بالكتمان. كما يتمتع ببرود غير مسبوق حيث لا يمكن أن يرفع صوته على أحد خلال الحديث حتى ولو تجاوز أحدهم حدود الأدب واللباقة في الحديث معه. يتخذ قراراته بنفسه والتي غالبًا ما تتسم بالواقعية والموضوعية لصفاته السلوكية الخالية من الانفعال والاستعجال.
أما مواقف هذا المدير مع موظفيه فهي غامضة حيث لا يفصح عن رأيه في أداء الموظفين. ولا يعطي التغذية المرتدة عند اطلاعه على أعمالهم. لا يعرف الموظفون منزلتهم عنده ولا يدرون عن مكانتهم لديه. لذا يمكن القول بأن غموض هذا المدير هو نقطة ضعفه ومصدر قوته في نفس الوقت.
وباختصار شديد فإن المدير الغامض يطبق الحكمة المشهورة إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب.
ما هي الطريقة المناسبة للتعامل مع هذا المدير؟
للإجابة عن هذا السؤال يمكن أن نستخدم عددا من الطرق والأساليب للتعامل مع هذا المدير منها:
- الاختصار: اختصر الحديث معه وركز على الجوانب المهمة.
- ترتيب الأفكار: رتب أفكارك ونقحها قبل مقابلته وعرضها عليه.
- توجيه الأسئلة: حدد بعض الأسئلة المباشرة عن المعلومات التي تريدها منه.
- كسب الثقة: اعمل على كسب ثقته بأدائك الجيد ليفوض إليك بعض الصلاحيات.
المدير المهمل
هو الذي لا يولي مهامه الوظيفية العناية المطلوبة. لا يتابع عمل الموظف ولا يعرف ماذا يعمل ويتركه يقرر ما يراه مناسبًا ويحمله المسؤولية عندما يخطئ. لا يلتزم بساعات الدوام الرسمي كما ينبغي، ويكثر الخروج أثناء العمل من المكتب. حيث يتظاهر بأنه مشغول طوال الوقت وليس عنده الوقت الكافي لمتابعة العمل بينما هو يصرف معظم وقته لأعماله الشخصية. لذا تجده لا يحب الدخول في تفصيلات العمل مع الموظفين ولا يرغب في عقد الاجتماعات معهم أيضًا.
يتضح إهمال هذا المدير عندما يأتي إلى مكتبه أحد المراجعين أو يسأله أحد رؤسائه عن موضوع ما يخص العمل حيث لا يستطيع الإجابة عن الأسئلة والاستفسارات حتى يطلب الموظف المختص ويأخذ منه الإجابة. كما يتضح إهمال هذا المدير عندما يكون لديه اجتماع مع رؤسائه حيث يطلب من أحد الموظفين أن يعطيه نبذة عن موضوع الاجتماع مع بعض الأوراق التي يمكن أن تناقش خلال الاجتماع.
أما مواقف هذا المدير مع موظفيه فهي مريحة. والسبب في ذلك أنه يلبي رغبات الجميع ولا يصطدم معهم، ويتجنب الوقوع في الصراعات التي يمكن أن تحدث في البيئة التنظيمية نظرا لخلفيته العلمية والعملية الضحلة.
وباختصار شديد فإن المدير المهمل مدير بلا إدارة حيث يدار ولا يدير.
ما هي الطريقة المناسبة للتعامل مع هذا المدير؟
للإجابة عن هذا السؤال يمكن أن نستخدم عددا من الطرق والأساليب للتعامل مع هذا المدير منها:
- ذكره بالأعمال المتأخرة وبالأعمال المطلوب تنفيذها أولاً بأول.
- لا تنتظر توجيهاته بل بادر بعرض أفكارك واقتراحاتك وآرائك عليه.
- اطلب منه تفويض بعض صلاحياته إليك وتحمل المسئولية بأمانة وإخلاص.
- اطلب منه تقدير جهودك التي تبذلها في العمل خاصة في مجال الترقية والتدريب وتقويم الأداء الوظيفي.
المدير المتداعي
هو الذي قدراته ومهاراته الشخصية متدنية. لا يملك المعلومات الكافية ولم يكتسب المهارات اللازمة. لا يستطيع أن يطور أساليب العمل ولا يملك أن يبسط إجراءاته. كما لا يستطيع أن يتخذ قرارات مهمة أو يحل مشكلات مزمنة. تعرف عند مناقشته في أي موضوع أنه يعيش في واد والعمل والآخرين في واد آخر.
من صفات هذا المدير أنه ينطبق عليه كثير من الأمثال والحكم المتداولة على ألسن الناس مثل (فاقد الشيء لا يعطيه) وغيرها. وبالرغم من أنه يقبع على رأس العمل وسنامه إلا أنه لا يعرف عنه شيئا. يرى العمل بعيونه لكن لا يدركه بحواسه. إنه يمثل حالة ميئوسا منها لا ينفع معه العلاج ولا يفيد معه الترميم والحل الوحيد والناجح لهذا المدير هو إعفاؤه من منصبه بناء على طلبه.
لقد أبدع مؤلفا كتاب القيم التنظيمية الذي نشره معهد الإدارة العامة بالرياض حيث جاء به: (إن بعض الأشخاص يصبحون مديرين والسبب الوحيد في ذلك أنهم لا يصلحون أن يكونوا كذلك). إنه مدير آيل للسقوط بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى حتى أنك تصاب بالحسرة والمرارة عندما ترى أن المسؤولية تمنح لشخص مثل هذا ليس حسدًا أو غيرة لكن ترحمًا على المصلحة العامة. يتبادر إليك عندما تشاهده يمارس مهامه الوظيفية بأنه يعاني من مرض خطير أو من مرض لا يرجى برؤه.
أما مواقف هذا المدير مع موظفيه فهي ارتجالية. وتعتمد بالدرجة الأولى على الموظف نفسه فقدرات الموظف الشخصية على التأثير والإقناع وانتزاع الحقوق تؤدي دورًا كبيرًا في مواقف هذا المدير فهو كالشخص الذي يقابل تيارًا مائيًا أو هوائيًا كلما كان قويًا كلما كان تأثيره عليه أقوى.
وباختصار شديد فإن المدير المتداعي لا يصلح أن يكون مديرا.
ما هي الطريقة المناسبة للتعامل مع هذا المدير؟
للإجابة عن هذا السؤال يمكن أن نستخدم عددًا من الطرق والأساليب للتعامل مع هذا المدير منها:
- بادر بطرح أفكارك لتطوير أساليب وإجراءات العمل.
- اطلب تفويض بعض صلاحياته للتخفيف عن كاهله.
- تحمل المسؤولية لتحقيق الأهداف دون انتظار توجيه.
- تجنب نقده أو لومه بسبب ضعف قدراته ومهاراته.
- طالب بحقوقك الوظيفية من ترقية وتدريب وتحفيز.
المدير المثالي
هو المدير الذي يبذل قصارى جهده لمساعدة الموظف في تحقيق أهدافه دون المساس بالأهداف التنظيمية. يتميز بصفات أخلاقية حميدة وخصال إنسانية فريدة. يجمع بين دماثة الخلق وحسن التصرف. يحب الخير لموظفيه كحبه الخير لنفسه، لا يفضل موظفًا على آخر بل الجميع عنده سواسية في الحقوق والواجبات. يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ويعمل على بناء علاقات وطيدة معهم. يتمتع بالصفاء فلا يحسد أحدًا ولا يحقد على أحد من الموظفين ويحسن النية بالجميع.
إن المدير المثالي ينقل تجربته وخبرته إلى الموظفين عن طيب خاطر، ويعاملهم معاملة أبنائه وإخوانه. كما يسره نجاح موظفيه ونموهم الوظيفي، ويشكرهم على أعمالهم المتميزة ويحثهم على الإبداع والابتكار. يصحح خطأ الموظف إذا أخطأ بلطف ويعتبر ذلك أمرًا عاديًا لمن يعمل. يسعى لتحقيق مصالح الموظفين ويحاول تحقيق حاجاتهم ورغباتهم. يتغاضى عن هفوات الموظفين وكأنه لم يرها. له أسلوب لطيف في التعامل مع الموظفين فهو يعامل كل موظف حسب قدراته وميوله وتوجهاته، ويعمل على إشراك موظفيه في عملية اتخاذ القرارات.
أما مواقف هذا المدير مع موظفيه فهي مشجعة، قريب من موظفيه وصديق لهم، ويعمل على مساعدتهم في حل مشكلاتهم العملية والاجتماعية. لذا فهو محل تقدير واحترام جميع الموظفين.
وباختصار شديد فإن المدير المثالي هو ضالة الموظف وهو السلعة النادرة في البيئة التنظيمية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي الطريقة المناسبة للتعامل مع هذا المدير؟ وللإجابة عن هذا السؤال يمكن أن نستخدم عددًا من الطرق والأساليب للتعامل مع هذا المدير منها:
- اعمل على تقديره واحترامه وعدم استغلاله.
- كن مثالا للجد والإخلاص والتفاني في العمل.
- حاول أن تستفيد من خبرته العلمية والعملية.
- بادر بطرح أفكارك ومقترحاتك لتطوير العمل.
من خلال استعراضنا لأنواع المديرين في بيئة العمل نجد أن تعاملهم مع الموظفين يختلف باختلاف شخصياتهم. كما أن أساليبهم في العمل تختلف باختلاف سلوكياتهم. ومن ثم فإن العملية الإدارية تتأثر سلبا أو إيجابا بسلوكيات المديرين.
ولا شك أن المدير الذي تغلب عليه صفة السلبية في التعامل والأداء يساهم إلى حد بعيد في تعقيد العملية الإدارية ويؤثر تأثيرا سلبيا على الأداء والإنتاجية وتحقيق الأهداف القريبة والبعيدة على حد سواء. كما يساهم في إعاقة الإبداع والتفكير والتطوير على مستوى الأفراد والمنظمات.
ولقد دلت الدراسات التنظيمية أن عملية الإشراف تأتي في مقدمة العوامل المسببة للرضا الوظيفي للموظف داخل البيئة التنظيمية. فالمشرف الناجح يساهم في رفع درجة الرضا الوظيفي للموظف. أما المشرف السلبي فهو يساعد على خفض درجة الرضا الوظيفي للموظف في بيئة العمل.
إن مبدأ التنافس بين المدير والموظف غير وارد لاختلاف المستوى التنظيمي بينهما. لذا فإن محاولة الموظف منافسة مديره تعتبر خاسرة لأن الموظف يتلقى الأوامر والتوجيهات من مديره وعليه أن ينفذ ما يطلب منه. كما أن المدير هو المسؤول عن تحقيق الأهداف والخطط للإدارة التي يعمل بها. بالإضافة إلى ذلك فإن المدير هو الذي يقيم أداء الموظف ويمنحه الإجازة وغير ذلك.
إن الموظف لا يستطيع في الغالب أن يحدد نوع المدير الذي يرغب أن يعمل معه لأسباب مختلفة. لذا يجب عليه أن يكون مستعدًا نفسيًا وعمليًا أن يعمل مع كل أنواع المديرين!
المراجع:
1 - أحمد سيد مصطفى، المدير العربي في عالم متغير، 2004م.
2 - جولي إن أموس، مدير لأول مرة، دار الفاروق للنشر والتوزيع 2004م.
3 - جوزيف ستراوب، المدير الجديد الناجح، مكتبة جرير 1999م.
4 - سيد محمد الهواري، المدير الفعال للقرن 21 / الفعالية الشخصية والفعالية الإدارية، مكتبة عين شمس 2000م.
5 - عبدالرحمن توفيق، مهارات التعامل مع الرؤساء، مركز الخبرات المهنية للإدارة، 1998.
6 - عبدالكريم راضي الجبوري، المدير الناجح والتخطيط الإداري الفعال، دار البحار، 2000م.
7 - كرس مالبرج، كيف تتخلص من مديرك، ترجمة عبد الرحمن أحمد هيجان، دار السكب للنشر والتوزيع، الرياض، 1418هـ.
8 - منصور بن صالح اليوسف، أنواع المديرين، جريدة الجزيرة العدد رقم 12222 في 16/2/1427هـ الموافق 16/3/2006م.
9 - ناصر عطاس، كيف تتصرف مع الرئيس المشكلة، 1997م.
10- فيصل عبدالله البكر، مهارات التعامل مع الرئيس، 1421هـ.
اسم الموضوع : المدير المثالي,المدير المتداعي,المدير المهمل,المدير الغامض
|
المصدر : .: مدارسنا الخيرية :.