binejaz
New member

دواء العقل
كتب أحد الملوك لوزيره: إذا رأيتني غاضباً فادفع إليَّ رقعة بعد رقعة من ثلاث رقاع كتبتها، وكان كتب في الأولى: إنك لست بإله، وإنك ستموت، وتعود إلى التراب،فيأكل بعضك بعضاً، وفي الثانية: ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء، وفي الثالثة: اقض بين الناس بحكم الله، فإنهم لا يصلحهم إلا ذلك·
الإخوة
سئل بعضهم عن الإخوة فقال: هي الموافقة في التشاكل·
وقال آخر: هي أغصان تغرس في القلوب فتثمر على قدر العقول، وقيل لبعض الحكماء: ما الأصدقاء؟ قال: نفس واحدة في أجساد متفرقة·
أكرم من الطائي
سُئل حاتم الطائي: هل رأيت أكرم منك؟ فقال: كنت أتنزه ذات يوم في البرية مع بعض الأصدقاء، فرأيت رجلاً يجمع عشباً يابساً للوقود، فقلت له: اذهب إلى بيت حاتم طيحيث يوزعون الآن خبزاً ولحماً، فأجاب: إن الذي يقدر أن يأكل خبزه بعرق جبينه لاينبغي له أن يحمل جميل غيره، فهذا الرجل أكرم مني·
زهد الخليفة
كان سيدنا عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه يعجبه أن يتأدم بالعسل، فطلب من أهله يوماًعسلاً فلم يكن عنده، فأتوه بعد ذلك بعسل، فأكل منه فأعجبه، فقال لأهله:
من أين لكم هذه؟
قالت امرأته: بعثت مولاي بدينارين على بغل البريد، فاشتراه لي:
فقال: أقسمتُ عليك لما أتيتني به·
فأتته بعكة فيها عسل، فباعها بثمن يزيد، وردَّ عليها رأسمالها، وألقى بقيته فيبيت مال المسلمين وقال:
أُنصبت دواب المسلمين في شهوة عمر!
وقال مسلمة: دخلتُ على عمر بن عبدالعزيز بعد صلاة الفجر في بيت كان يخلو فيه بعد الفجر فلا يدخل عليه أحد، فجاءت جارية بطبق عليه تمر صيحاني ـ وكان يعجبه التمرـ فرفع بكفيه منه فقال:
يا مسلمة، أتري لو أن رجلاً أكل هذا ثم شرب عليه من الماء، فإن الماء على التمرطيب أكان يجزيه إلى الليل؟
قالت: فقلت: لا أدري!
فرفع أكثر منه قال: فهذا؟
فقلت: نعم يا أمير المؤمنين كان كافيه دون هذا حتى لا يبالي أن يذوق طعاماًغيره· قال: فعلام ذا يدخل النار؟!
فقال مسلمة: فما وقعت مني موعظة ما وقعت مني هذه·
لا تكذب
قال الشاعر:
حسب الكذوب من البلية
بعض ما يُحكى عليه
فمتى سمعت بكذبة
من غيره نسبت إليه
وقيل أيضاً:
لا يكذب المرء إلا من مهانته
أو فعله السوء أو من قلة الأدب
لبعض جيفة كلب خير رائحة
من كذبة المرء في جد وفي لعب
خلى سبيله
خرج الحجاج يوماً فقابل شيخاً من بني عجل فقال:
من أين أيها الشيخ؟ قال: ابن القرية، قال: كيف ترون عمالكم؟ قال: أشر عمال يظلمون الناس، ويستحلون أموالهم، قال: فكيف قولك في الحجاج؟ قال: ما وَلِيَ العراق شر منه قبَّحه الله وقبَّح من استعمله، قال الحجاج: أتعرف من أنا؟ قال: لا· قال الحجاج: أنا الحجاج· قال الرجل: جُعلت فداك، أوَ تعرف من أنا؟ قال الحجاج: لا· قال الرجل: أنا أبو عجلان، مجنون بني عجل، أُصرع كل يوم مرتين، أحدهما في مثل ذلك الوقت، فضحك الحجاج وخلى سبيله·
عطية الأمراء
حدث أن كان أشعب يلعب في الطريق وهو صغير، فمر به والي الحجاز فسأله: أتعرف القراءة يا غلام؟ فقال أشعب: نعم، فطلب منه الأمير أن يقرأ شيئاً، فقال: (إنا فتحنالك فتحاً مبيناً)، فسر الأمير ومنحه ديناراً، فأبى أشعب أن يأخذه وقال: أخاف أن يضربني أبي، فقال له الأمير: قل له إن الأمير هو الذي أعطاك الدينار، فقال أشعب: إنه لن يصدقني لأن هذه ليست عطية الأمراء، فأعجب الأمير به وأعطاه عشرة دنانير·
من آداب اللياقة
قال بعض الخلفاء: لا يكونن منكم المتحدث ولا ينصت له، والداخل في سر اثنين لميُدخلاه، ولا الآتي في الدعوة لم يُدع إليها، ولا الجالس لمجلس لا يستحقه، ولاالطالب الفضل من أيدي اللئام، ولا المتعرض لخير من عدوه·
قل ولا تقلر قل شغلني المرض عن رؤية صديقي ولا تقل انشغلت عنه بالمرض لأنه لميرد باللغة وزن انفعل من هذا الفعل، وإنما يُقال: شُغِل عنه بصيغة المجهول واشتغل عنه وصدق شوقي إذ يقول:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
عداوة الأصدقاء
إلام الخلف بينكمُ إلامَ
وهذي الضجة الكبرى علاما
وفيم يكيد بعضكم لبعض
وتبدون العداوة والخصاما
أبوالقاسم الشابي
مراقبه الله تعالى
يروى أن ثلاثة نفر حضروا عند بعض الزهاد وقالوا: أوصنا· فقال لواحد: ألست تقول: إنه عالم، فقال: بلى، قال: إياك أن يعلم منك شيئاً فيفضحك به غداً، وقال للثاني: أليس هو بصير؟ قال: بلى، قال: إياك أن يراك على عمل تستحي منه يوم القيامة، وقال للثالث: أليس هو سميع؟ قال: بلى، قال: احذر أن يسمع منك شيئاً يردك عن باب رحمته بسببه·
منقول
اسم الموضوع : منــوعات من حديقــة الوعي
|
المصدر : .: زاد المسلم :.