(01)
بارك الله في الكاتب المتمكّن (أبي عمّارٍ)، فقد أجاد، وأفاد، وأتى بالمعتصَر، فجُزي خيراً وفيراً.
وقد قرأت ما سطَرَتْه أنامل الكرام من تقييدات، فألفيت تسابقا شريفاً لاقتناص المفيد الشائق، والله يقضي بهبات وافرة \ لي ولهم في درجات الآخر.
وفي جعبتي تنبيهاتٌ أرى أنّها من الأهمية بمكانٍ، ولعلها تثري الموضوع، وتُذهب إشكالات ما زالت عالقة بأذهان الكثير.
(02)
ما ذكره الأخ الفاضل (غير معروف) -بارك الله في علمه- لا أراهُ صواباً، فلفظُنا "المنتدى" أصلُه مِنْ: ندا القوم ندْواً، والندْو الاجتماع في النادي. كما يُقال: انْتَدَى الصحبُ وتنادَوا؛ إذا اجْتَمعوا. وهذا مزبور في مصنفات اللسان العربي.
إذاً؛ فالمنتدى يطلق على مجلس القوم، وموضع اجتماعهم حيث يتبادلون الأحاديث.
(03)
من أنسب المرادفات لهذه الكلمة بهذا الاصطلاح في الإنجليزية (Forum)، وهذا الشائع عند أهل المعرفة، ويعرّفه بعض معاجمهم بأنه:
a) a public meeting or assembly for open discussion.0
b) association of persons united by a common interest ,usually meeting periodically for a shared activity or the place used by such society.0
وأقرب كلمة لها بالفرنسية -فيما إخال- (Club)، ومعناها في معاجمهم:b) association of persons united by a common interest ,usually meeting periodically for a shared activity or the place used by such society.0
cercle où l'on se réunit pour lire ,causer ,jouer.0
(04)
من الباب ذاتِه: (النّادي)، والأظهر -فيما لاح لي- في الاستعمال المحدَث: أنّ النادي يستعمل في الأماكن حيث تُرى وتُشاهد ويؤتى إليها، والمنتدى يطلق على مطلق المحادثة، وتبادِل مُزَعِ الكلام، فلا يُحصَر في مكانٍ، أو نطاقٍ ضاقَ أو اتَّسَع، كحال منتديات الشابكة.
(05)
ألفاظ المنتدى، والنادي، والندوة؛ بينهما اشتراكٌ وتجانس في المعنى والدلالة، وأصل اشتقاقها واحد.
(06)
الصّحيح في لفظ "المنتدى" عدم التأنيث.
والضابطُ في الاسم المقصورِ حتى يتحقَّق فيه التأنيثُ:
1/ أن تكون الألف فيه زائدةً.
2/ أن لا تكون الألف منقلبةً عن أصل.
وعليه؛ فلا يؤنَّثُ الاسم المقصور إذا:
- كانت ألفه ليست زائدة أي كانتْ أصلية، كالهدى.
- كانت ألفه منقلبة، كالمستشفى؛ فإنها منقلبة عن الياء.
(07)
يخلط كثير من الكاتبين في رسم الكلمة، ويتساءلون هل رسمها ينتهي على صورة الألف (العصا مثلا)، أم على صورة الياء مثل (حبلى مثلاً).
والجواب:
أنّها ترسم على صورة الياء:
1) إن كانت الألف رابعةً فما بعد، كما في [الذكرى، المستشفى].
2) إن كانت الألف ثالثةً أصلُها ياءٌ، كما في [الفتى، الندى].
وترسم على صورة الألف:
إن كانت ثالثةً أَصلها الواو كما في [العصا].
(08)
يُعرف الأصليّ من الزائد في الأفعال والأسماء بالرد إلى مادّة الكلمة وفحصِ وزنها، ويُعرف ذلك: أ. بإضافة الفعلِ إلى الضمير مثل [سها _ سهوتُ]، ب. بالتثنية في الأسماء مثل [فتى _ فتيان، عصا _ عصوان]، ج. برده إلى المجرد مثل [استعلى _ علا].
(09)
الاسم المقصور الذي ألفه زائدة للتأنيث يُمنع من التنوين، مثل [بشرى].
أمّا ما كانت ألفه منقلبة فينوّن، بشرط عدم وجود علةِ منعٍ به، مثل [مصطفى].
(10)
الألف المقصورة نوعان:
1/ المنقلبة، وهي إمّا عن الواو، أو عن الياء.
2/ المزيدة، وتُزاد لأسباب ثلاثة: التأنيث، والإلحاق، والتكثير.
وبسطُ ذلك في كتب النحو والتصريف.
والله أعلم.
التعديل الأخير:
