ابن دوما
New member
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في لقاء مع جدة الرئيس الأمريكي نشرته جريدة (المصري قبل أيام) اليوم الاثنين 2/7/1431هـ أنقله للإطلاع ..
بابتسامة رقيقة استقبلتنا بها ماما «سارة أوباما» جدة الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» التى جلست وسط حديقة منزلها المتواضع فى منطقة «كوقيلو» فى كينيا، تدعونا لتناول وجبة البيلاو الكينية معها قبل أن تستعيد السيدة التى تجاوزت من العمر الـ٨٧ عاماً بعض تفاصيل حياتها وذكرياتها وعلاقتها بحفيدها الرئيس باراك أوباما، الذى حول حلمها بتوليه رئاسة الولايات المتحدة إلى حقيقة، نافية ما تردد عن تعميدها دون علمها، مؤكدة تمسكها الشديد بدينها الإسلامى، الذى تتمنى أن يتوج اعتناقها له ركنه الخامس وزيارة بيت الله الحرام.
■ فى البداية نود أن نرى صورة مقربة لماما سارة أوباما؟
- اسمى «سارة بنت عمر» وهو الاسم الذى أطلقه علىّ والدى بعد أسبوع من ميلادى سنة ١٩٢٢فى «كيندوباى» فى محافظة «نيانزا» الواقعة غرب كينيا، وهذا هو الاسم الذى نشأت وعشت به فى «كيندوباى» حتى تزوجت فى عام ١٩٤١، ثم انتقلت إلى «كوقيلو» مع زوجى «حسين أوباما»، الذى كان يعمل طباخاً -شيف- مع الإنجليز، حيث كانت كينيا تحت قبضة الاستعمار الإنجليزى خلال تلك الفترة.
أنجبت ٨ أبناء وبنات، توفى منهم اثنان، هما الابن الأكبر «باراك» والد الرئيس الأمريكى «أوباما» وابنتى «سارة»، وترتيبها الثانى بين إخوتها، أما باقى أبنائى فهم «يوسف» ويسكن معى فى المنزل و«عمر»، الذى يقيم فى «بوسطن» بأمريكا و«سيد» الذى يسكن فى «كيسومو» بكينيا، والبنات هن «زيتونة» و«رازية» و«ماسات».
■ نعرف أنك مسلمة لكن هل ولدت مسلمة؟ وهل كل أفراد الأسرة مسلمون؟
- نعم. ولدت مسلمة لأب وأم، وكان أول صوت سمعته فى حياتى هو صوت الأذان «الله أكبر»، حيث قام والدى بالأذان فى أذنى بعد ميلادى مباشرة، كما يفعل كل المسلمين حينما يولد لهم طفل جديد.
■ هل تلقيت أى نوع من التعليم.. وكيف تعلمت قراءة القرآن وممارسة الشعائر الدينية؟
- خلال فترة نشأتى لم تكن هناك مدارس أو تعليم نظامى، ولكن يعد أبى من أوائل الكينيين الذين اعتنقوا الإسلام، كما أن إخوتى كانوا دائمى السفر إلى السعودية وباكستان ودرسوا القرآن وأصول الفقه، وكانوا يجيدون القراءة والكتابة بالعربية، ومن خلالهم حفظت شيئاً من القرآن، وكيفية ممارسة العبادات والشعائر الدينية، وأستطيع أن أقول إننى أعرف كل ما يتعلق بصحيح الدين الإسلامى، وبالرغم من أننى لم أذهب إلى المدرسة فإننى أستطيع القراءة والكتابة بالسواحيلى، وحتى عندما كبر أولادى وتعلموا لم أكن أحتاجهم فى قراءة الخطابات أو كتابتها، وكنت أقوم بذلك بمفردى.
■ ما حقيقة القصة التى تداولتها الصحف حول محاولات تعميدك ومن كان وراءها؟
- هذه القصة غريبة جدا، أعتقد أن الإعلام ساهم فى تضخيمها، والقصة تعود إلى أن أحد الأشخاص الأستراليين، وهو مسيحى، سبق له أن قرأ عن طبيعة العمل الخيرى الذى أقوم به، وحينما جاء إلى كينيا قرر زيارتى فى منزلى، وقام بدعوتى لحضور احتفال فى كينيا فى ميدان «كينيا أسبورت» وكان ردى أننى لن أستطيع حضور الاحتفال على أساس أنه كان خاصا بالمسيحيين، وحينما علموا برفضى قرروا انتداب ٣ أشخاص من «كوقليو» يسكنون بالقرب من منزلى، وذلك لتمثيلى فى الاحتفال، وكان أن قام هذا الأسترالى بالتصريح لوسائل الإعلام بأننى سأحضر الاحتفال وأنهم سيطلبون منى اعتناق المسيحية دون أن أعرف عن ذلك شيئاً، ولذلك أستطيع القول أن ما حدث كان الهدف منه هو ضجة إعلامية لا أساس لها من الصحة، وعلقت على ذلك قائلة إننى ولدت مسلمة وعشت مسلمة وسأموت أيضا مسلمة.
■ ماذا تفعلين الآن! نقصد ما هو برنامجك اليومى؟
- فى الماضى كنت أعمل فى الزراعة وبعض الأعمال التجارية، لكن الآن لا أعمل، بسبب تقدمى فى العمر، وبعض المشاكل الصحية فى الركبتين، وينحصر كل عملى حالياً فى استقبال الزوار فى منزلى، وتلبية الدعوات للمشاركة فى الأعمال الخيرية والاجتماعية.
■ النشاط الخيرى يتطلب إنفاق كثير من المال فى أغلب الأحيان! هل أنت من أسرة غنية؟ أم أنّك بدأت هذا النشاط بعد فوز أوباما؟
- لست من أسرة غنية، فقد عشنا ميسورى الحال، ولكن بالرغم من ذلك فإننى كنت أمارس النشاط الخيرى منذ سنوات طويلة على قدر استطاعتى، وكان ينحصر فى إطار مساعدة الفقراء والأيتام فى «كوقيلو»، من خلال منحهم الأرض، ليعملوا عليها لسد احتياجاتهم، وبعد فوز «أوباما» فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، وأصبحت معروفة للناس، واصلت عملى الإنسانى، من خلال الدعم المباشر واستقطاب الدعم ولكن فى إطار أكبر.
■ كيف جاء تعيينك سفيرة للنوايا الحسنة بـ«إمسام»؟
- تعيينى سفيرة نوايا حسنة جاء نتيجة للأعمال الخيرية التى كنت أقوم بها، وهو ما جعل «إمسام» -المراقب الدولى الدائم بالمجلس الاجتماعى والاقتصادى للأمم المتحدة- تسعى لتعيينى سفيرة للنوايا الحسنة، لدعم جهود الأمم المتحدة الإنمائية للألفة، حيث قام السفير «ريمجيو مارادونا» المدير العام لـ«إمسام» بالاتصال بى فوافقت على الفور، وفى الحقيقة أنا سعيدة بالعمل معهم، لأنهم يقومون بجهود خيرية لمكافحة الجوع، ونقص الغذاء فى العالم النامى، خصوصاً الدول الأفريقية، وهى أهداف إنسانية وخيرية تستحق الاهتمام والدعم، وأنا الآن تقدمت فى العمر، وأسأل الله حسن الخاتمة.
■ أنت الآن جدة رئيس أمريكا، هل كنت تتوقعين فوزه؟
- أتذكر أن والد باراك أوباما كان يتوقع لابنه أن يصبح شخصاً مهماً ذات يوم، وأخبرنى بهذا قبل وفاته بفترة طويلة، حيث كان يرى فيه شيئاً مختلفاً وطموحاً كبيراً، ووعياً وذكاء إلى جانب تمتعه بصفات القائد الناجح، أما بالنسبة لى فكنت أرى أن باراك قادر على الفوز ومؤهل لمنصب الرئيس لكنى كنت أدرك أن الفوز ليس سهلاً وأن المنافسة ستكون صعبة جداً لأن منافسيه فى جميع مراحل الانتخابات كانوا مؤهلين ايضا للفوز، وحقيقة كنت أشعر بنوع من الاطمئنان وكنت أعد نفسى للاحتفال بالفوز قبل إعلان النتيجة.
■ هل دعوت له وصليت من أجل أن يفوز؟
- نعم، دعوت له كثيراً، وكنت أصلى كثيراً، وأستيقظ من النوم مبكراً جداً، وأصلى وأدعو الله كثيراً، ولفترة طويلة من أجل أن يفوز حفيدى.
■ وما شعورك حينما فاز وأصبح رئيس أكبر دولة فى العالم؟
- شعور لا يوصف وسعادة كبيرة جداً، وأحسست ساعتها أننى أحلم وكاد أن يغمى علىّ من الفرحة فقد كان شعوراً أكثر من رائع أن أصبحت جدة لرئيس أكبر دولة فى العالم وأول رئيس أمريكى جذوره أفريقية، وكنت سعيدة لأجله، لأن باراك حقق ما كان يتمنى.
■ أين كنت لحظة إعلان نتيجة الانتخابات؟ وماذا حدث بعد الفوز؟
- كنت فى منزلى أتابع الانتخابات من خلال التلفاز، ولحظة إعلان النتيجة انطلقت الزغاريد من الأهل والأصدقاء، وامتلأ البيت والشارع، ولم يبق أحد فى بيته فى «كوقيلو»، وكان الناس يرقصون فرحاً، لأن جميع الناس فى «كوقيلو» يعرفونه فقد عاش بينهم وقابلوه وجلس إليهم مراراً خلال زياراته لنا، وجاء الجميع لتهنئتى، وتلقيت التهانى من كبار المسؤولين من وزراء وسفراء وعامة الناس فى كينيا، وشاركنى الجميع فرحة الفوز، ولك أن تتخيلى أننا اكتشفنا أن أرض المنزل التى كانت تغطيها الحشائش الخضراء أصبحت جرداء فى بعض الاماكن، خصوصاً أماكن تجمعات الناس.
■ ما التغير والاختلاف فى حياة ماما سارة قبل فوز الحفيد وبعد الفوز؟
-بالطبع هناك تغيير كبير، أو بمعنى أصح هو انتقال أو تحول كامل فبعد أن كنا مثل عامة الناس فى «كوقيلو» معروفين فقط فى محيطنا الاجتماعى، أصبحنا أسرة مشهورة تتهافت عليها وفود الزائرين طوال النهار من جميع أنحاء العالم، يأتون لرؤية جدة الرئيس «أوباما» والتقاط الصور التذكارية معى وأفراد العائلة، ووجدنا الاهتمام من كل الناس وهنا فى كينيا لم تقصر معنا الحكومة الكينية، التى تتكفل بحراسة المنزل وتأمينه، تحولت إلى شخصية عامة.
■ وما أثر ذلك على حياتك الشخصية؟
- أدى ذلك إلى اختراق حياتى الخاصة فضاعت خصوصيتى، فمثلاً أضطر إلى تأجيل أو إلغاء عدد من الزيارات الشخصية، بسبب وجود بعض الوفود الزائرة فى منزلى، كما أننى لا أستطيع أن أنام، أو أتناول طعامى طالما أنهم موجودون فى المنزل، فالكل يريد أن يتحدث معى ويسأل عن أدق تفاصيل حياتى، ولكن بالرغم من هذا كله أنا سعيدة لانه قدر الله واختياره.
■ باعتبار أنك مسلمة!، هل انت سعيدة بمحاولة أوباما لفتح أبواب الحوار الأمريكى وترميم العلاقات مع الدول الإسلامية؟
- بالطبع سعيدة جداً بهذا لأننى مثل «باراك» أريد للعالم أن يعيش فى سلام وأمن، ولا أحب رؤية مشاهد الحرب والدمار، أنا مسلمة وأفتخر بهذا، وأتمنى أن أرى كل المسلمين فى تقدم ونماء، وأن أرى الدول الإسلامية فى أحسن حال، وسعيدة بالجهود التى يبذلها «باراك» من أجل أن يعيش العالم بما فيه العالم الإسلامى فى سلام.
■ ما أول مرة رأيت فيها حفيدك أوباما؟
- أول مرة رأيت فيها حفيدى باراك كانت فى أول زيارة له إلى كينيا سنة ١٩٨٧، وبالطبع كنت رأيت صورته منذ أن كان طفلاً فى مختلف مراحله العمرية، وبعد ٥ سنوات من وفاة والده جاء لرؤية عائلته الكينية، وكنت سعيدة جداً بهذه الزيارة، وكانت تلك هى المرة الأولى التى أراه فيها فى الحقيقة، وكنت أعرفه فقط عن طريق الصور الفوتوغرافية التى كان يرسلها لى.
■ كم عدد المرات التى زاركم فيها وما هى أطول فترة قضاها بينكم؟
- ٣ مرات آخرها فى عام ٢٠٠٦ وأطول مدة قضاها فى كينيا كانت عام ١٩٩٢، عندما جاء لكتابة مذكراته، التى صدرت بعنوان «أحلام عن أبى» وقضى معنا ما يزيد على شهر فى حجرته الصغيرة «حجرة الابناء»، وبينهما زيارة فى العام ١٩٩٢م .
■ ما أهم طباع وعادات ومميزات الرئيس «أوباما» من منظورك الخاص؟
- يتمتع بذكاء، وهو طيب القلب، ودود بطبيعته ويحب العمل والنشاط وكان سعيدا بيننا وسعيدا بالناس هنا.
■ نرى من بين الصور التى بحوزتكم صورة له وهو يساعدك فى رحلة تسوق؟
- نعم. كان يساعدنى فى شراء مستلزمات البيت من السوق، وكان يحملها إلىّ، حيث إنه إنسان متواضع.
■ تتكلمين السواحيلى فقط.. فكيف كنت تتحدثين إلى حفيدك عندما كان يزورك؟
- باراك لا يجيد السواحلية بشكل كبير، ولكنه يفهمنى، ونادراً ما يحتاج إلى الترجمة، فالألفة بينى وبين «أوباما» هى التى ساهمت فى خلق لغة للحوار بيننا.
■ ما آخر مرة تكلمت فيها إليه؟
- نحن دائمو الاتصال به متى كانت الظروف مواتية لذلك.
■ هل قمت بزيارته إلى أمريكا؟
- لا.
■ هل تتابعين أخباره.. وما رأيك فى سياساته؟
- نعم أتابع أخباره ونشاطاته السياسية بشكل يومى ومباشر، وأرى أنّه يحاول أن يبذل كل ما فى وسعه ليحل مشكلات بلده ويقوده قيادة جيدة، ويسعى أيضاً لدعم قضايا السلام فى العالم وحل المشكلات الدولية بالرغم من أنّه جاء فى وقت عصيب، حيث بمجرد تسلمه سدة الحكم بدأت مشكلات الأزمة المالية، كما أن العالم كبير ومشكلاته كبيرة، وأنا أقول إنّ باراك نواياه طيبة تجاه العالم كله وعلى الجميع أن يصبر عليه وسترون منه ما يسركم.
■ ما معنى أسم أوباما؟ وهل صحيح أن اسم باراك جاء من البركة؟
- أوباما هو اسم فقط، أما باراك فنعم هو من البركة، وكما نقول بارك الله فيك.
■ نرى فى بيتك العديد من الناس المقيمين معك فهل لنا أن نعرف من هم؟
- يعيش معى فى المنزل ابنى «يوسف» وابنتى «رازية»، التى تسكن معى هى وزوجها وابنهما «عيسى»، وابنتى «ماسات» بصفة غير دائمة حيث تعمل فى «نيروبى»، أما ابنى «سيد» فيعيش وأسرته الصغيرة فى «كيسومو»، لكنه يزورنى بشكل شبه يومى، لأنه المتحدث الرسمى باسم العائلة فى كينيا.
ويعيش معى أيضاً فى المنزل بعض الأيتام، فى بعض الغرف المجاورة للمنزل، ويساعدوننى فى أعمال البيت والزراعة.
■ نراك ترتدين الزى الكينى فحدثينا عنه ومم يتكون؟
- نعم أرتدى الزى الكينى التقليدى، المصنوع من الكتان، وله العديد من الألوان واسمه «الكيتانغا» بلغة قبيلة «اللوا»، وهو اللبس الشعبى لنساء كينيا، ويعرف عند العرب بالفستان، وهناك الطرحة (حجاب) لغطاء شعر الرأس.
■ ما الأكلة المفضلة لديك؟
- هنا فى «كوقيلو» الاكلة المفضلة لدينا جميعاً هى الكوّان (بلغة قبيلة اللوا) وهو رغيف أفريقى يصنع من دقيق الذرة الشامى والكسافا ويؤكل مع السمك.
وبالنسبة لى الأكلة المفضلة لدى هى البيلاو، وهى عبارة عن أرز مع السمك أو اللحم أو الفراخ، وأفضله مع السمك وطبق التشمبارى، الذى يتكون من الطماطم والليمون والبصل.
■ وماذا كانت الوجبة الكينية المفضلة لحفيدك «أوباما» حينما كان يزوركم؟
- هو أيضا يحب البيلاو مع السمك، وكان أيضا يحب الفراخ مع التشاباتى، الذى يصنع من دقيق القمح.
■ فى نيتكم زيارة بيت الله الحرام (الكعبة) لماذا تأخرت هذه الزيارة، وهل كانت لديك الرغبة من قبل وهل انت سعيدة بهذه العمرة؟
- أدعو الله دائما أن يعطينى الصحة، ويبعد عنى مشاكلى الصحية، حتى أتمكن من أداء العمرة خلال الشهور المقبلة، والحج فى العام القادم بإذن الله، وتلقيت دعوة لأداء العمرة من الإماراتى سليمان الفهيم وقبلت الدعوة منه.
■ وأنت أمام الكعبة.. بماذا ستدعين؟
- سأدعو الله لى ولأبنائى وبناتى بحياة طيبة، مليئة بالحب والسلام والصحة، وأن نكون مسلمين صحيحى الإسلام.
■ ما هى الدعوة التى ستدعينها لأوباما خلال الحج؟
- سأدعو الله أن يمكنه من أداء واجباته كاملة كرئيس لأمريكا، ويحبب فيه شعبه وكل الناس ويحفظه من كل سوء.
[glow1=ffffff] منقول
[/glow1]
في لقاء مع جدة الرئيس الأمريكي نشرته جريدة (المصري قبل أيام) اليوم الاثنين 2/7/1431هـ أنقله للإطلاع ..
بابتسامة رقيقة استقبلتنا بها ماما «سارة أوباما» جدة الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» التى جلست وسط حديقة منزلها المتواضع فى منطقة «كوقيلو» فى كينيا، تدعونا لتناول وجبة البيلاو الكينية معها قبل أن تستعيد السيدة التى تجاوزت من العمر الـ٨٧ عاماً بعض تفاصيل حياتها وذكرياتها وعلاقتها بحفيدها الرئيس باراك أوباما، الذى حول حلمها بتوليه رئاسة الولايات المتحدة إلى حقيقة، نافية ما تردد عن تعميدها دون علمها، مؤكدة تمسكها الشديد بدينها الإسلامى، الذى تتمنى أن يتوج اعتناقها له ركنه الخامس وزيارة بيت الله الحرام.
■ فى البداية نود أن نرى صورة مقربة لماما سارة أوباما؟
- اسمى «سارة بنت عمر» وهو الاسم الذى أطلقه علىّ والدى بعد أسبوع من ميلادى سنة ١٩٢٢فى «كيندوباى» فى محافظة «نيانزا» الواقعة غرب كينيا، وهذا هو الاسم الذى نشأت وعشت به فى «كيندوباى» حتى تزوجت فى عام ١٩٤١، ثم انتقلت إلى «كوقيلو» مع زوجى «حسين أوباما»، الذى كان يعمل طباخاً -شيف- مع الإنجليز، حيث كانت كينيا تحت قبضة الاستعمار الإنجليزى خلال تلك الفترة.
أنجبت ٨ أبناء وبنات، توفى منهم اثنان، هما الابن الأكبر «باراك» والد الرئيس الأمريكى «أوباما» وابنتى «سارة»، وترتيبها الثانى بين إخوتها، أما باقى أبنائى فهم «يوسف» ويسكن معى فى المنزل و«عمر»، الذى يقيم فى «بوسطن» بأمريكا و«سيد» الذى يسكن فى «كيسومو» بكينيا، والبنات هن «زيتونة» و«رازية» و«ماسات».
■ نعرف أنك مسلمة لكن هل ولدت مسلمة؟ وهل كل أفراد الأسرة مسلمون؟
- نعم. ولدت مسلمة لأب وأم، وكان أول صوت سمعته فى حياتى هو صوت الأذان «الله أكبر»، حيث قام والدى بالأذان فى أذنى بعد ميلادى مباشرة، كما يفعل كل المسلمين حينما يولد لهم طفل جديد.
■ هل تلقيت أى نوع من التعليم.. وكيف تعلمت قراءة القرآن وممارسة الشعائر الدينية؟
- خلال فترة نشأتى لم تكن هناك مدارس أو تعليم نظامى، ولكن يعد أبى من أوائل الكينيين الذين اعتنقوا الإسلام، كما أن إخوتى كانوا دائمى السفر إلى السعودية وباكستان ودرسوا القرآن وأصول الفقه، وكانوا يجيدون القراءة والكتابة بالعربية، ومن خلالهم حفظت شيئاً من القرآن، وكيفية ممارسة العبادات والشعائر الدينية، وأستطيع أن أقول إننى أعرف كل ما يتعلق بصحيح الدين الإسلامى، وبالرغم من أننى لم أذهب إلى المدرسة فإننى أستطيع القراءة والكتابة بالسواحيلى، وحتى عندما كبر أولادى وتعلموا لم أكن أحتاجهم فى قراءة الخطابات أو كتابتها، وكنت أقوم بذلك بمفردى.
■ ما حقيقة القصة التى تداولتها الصحف حول محاولات تعميدك ومن كان وراءها؟
- هذه القصة غريبة جدا، أعتقد أن الإعلام ساهم فى تضخيمها، والقصة تعود إلى أن أحد الأشخاص الأستراليين، وهو مسيحى، سبق له أن قرأ عن طبيعة العمل الخيرى الذى أقوم به، وحينما جاء إلى كينيا قرر زيارتى فى منزلى، وقام بدعوتى لحضور احتفال فى كينيا فى ميدان «كينيا أسبورت» وكان ردى أننى لن أستطيع حضور الاحتفال على أساس أنه كان خاصا بالمسيحيين، وحينما علموا برفضى قرروا انتداب ٣ أشخاص من «كوقليو» يسكنون بالقرب من منزلى، وذلك لتمثيلى فى الاحتفال، وكان أن قام هذا الأسترالى بالتصريح لوسائل الإعلام بأننى سأحضر الاحتفال وأنهم سيطلبون منى اعتناق المسيحية دون أن أعرف عن ذلك شيئاً، ولذلك أستطيع القول أن ما حدث كان الهدف منه هو ضجة إعلامية لا أساس لها من الصحة، وعلقت على ذلك قائلة إننى ولدت مسلمة وعشت مسلمة وسأموت أيضا مسلمة.
■ ماذا تفعلين الآن! نقصد ما هو برنامجك اليومى؟
- فى الماضى كنت أعمل فى الزراعة وبعض الأعمال التجارية، لكن الآن لا أعمل، بسبب تقدمى فى العمر، وبعض المشاكل الصحية فى الركبتين، وينحصر كل عملى حالياً فى استقبال الزوار فى منزلى، وتلبية الدعوات للمشاركة فى الأعمال الخيرية والاجتماعية.
■ النشاط الخيرى يتطلب إنفاق كثير من المال فى أغلب الأحيان! هل أنت من أسرة غنية؟ أم أنّك بدأت هذا النشاط بعد فوز أوباما؟
- لست من أسرة غنية، فقد عشنا ميسورى الحال، ولكن بالرغم من ذلك فإننى كنت أمارس النشاط الخيرى منذ سنوات طويلة على قدر استطاعتى، وكان ينحصر فى إطار مساعدة الفقراء والأيتام فى «كوقيلو»، من خلال منحهم الأرض، ليعملوا عليها لسد احتياجاتهم، وبعد فوز «أوباما» فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، وأصبحت معروفة للناس، واصلت عملى الإنسانى، من خلال الدعم المباشر واستقطاب الدعم ولكن فى إطار أكبر.
■ كيف جاء تعيينك سفيرة للنوايا الحسنة بـ«إمسام»؟
- تعيينى سفيرة نوايا حسنة جاء نتيجة للأعمال الخيرية التى كنت أقوم بها، وهو ما جعل «إمسام» -المراقب الدولى الدائم بالمجلس الاجتماعى والاقتصادى للأمم المتحدة- تسعى لتعيينى سفيرة للنوايا الحسنة، لدعم جهود الأمم المتحدة الإنمائية للألفة، حيث قام السفير «ريمجيو مارادونا» المدير العام لـ«إمسام» بالاتصال بى فوافقت على الفور، وفى الحقيقة أنا سعيدة بالعمل معهم، لأنهم يقومون بجهود خيرية لمكافحة الجوع، ونقص الغذاء فى العالم النامى، خصوصاً الدول الأفريقية، وهى أهداف إنسانية وخيرية تستحق الاهتمام والدعم، وأنا الآن تقدمت فى العمر، وأسأل الله حسن الخاتمة.
■ أنت الآن جدة رئيس أمريكا، هل كنت تتوقعين فوزه؟
- أتذكر أن والد باراك أوباما كان يتوقع لابنه أن يصبح شخصاً مهماً ذات يوم، وأخبرنى بهذا قبل وفاته بفترة طويلة، حيث كان يرى فيه شيئاً مختلفاً وطموحاً كبيراً، ووعياً وذكاء إلى جانب تمتعه بصفات القائد الناجح، أما بالنسبة لى فكنت أرى أن باراك قادر على الفوز ومؤهل لمنصب الرئيس لكنى كنت أدرك أن الفوز ليس سهلاً وأن المنافسة ستكون صعبة جداً لأن منافسيه فى جميع مراحل الانتخابات كانوا مؤهلين ايضا للفوز، وحقيقة كنت أشعر بنوع من الاطمئنان وكنت أعد نفسى للاحتفال بالفوز قبل إعلان النتيجة.
■ هل دعوت له وصليت من أجل أن يفوز؟
- نعم، دعوت له كثيراً، وكنت أصلى كثيراً، وأستيقظ من النوم مبكراً جداً، وأصلى وأدعو الله كثيراً، ولفترة طويلة من أجل أن يفوز حفيدى.
■ وما شعورك حينما فاز وأصبح رئيس أكبر دولة فى العالم؟
- شعور لا يوصف وسعادة كبيرة جداً، وأحسست ساعتها أننى أحلم وكاد أن يغمى علىّ من الفرحة فقد كان شعوراً أكثر من رائع أن أصبحت جدة لرئيس أكبر دولة فى العالم وأول رئيس أمريكى جذوره أفريقية، وكنت سعيدة لأجله، لأن باراك حقق ما كان يتمنى.
■ أين كنت لحظة إعلان نتيجة الانتخابات؟ وماذا حدث بعد الفوز؟
- كنت فى منزلى أتابع الانتخابات من خلال التلفاز، ولحظة إعلان النتيجة انطلقت الزغاريد من الأهل والأصدقاء، وامتلأ البيت والشارع، ولم يبق أحد فى بيته فى «كوقيلو»، وكان الناس يرقصون فرحاً، لأن جميع الناس فى «كوقيلو» يعرفونه فقد عاش بينهم وقابلوه وجلس إليهم مراراً خلال زياراته لنا، وجاء الجميع لتهنئتى، وتلقيت التهانى من كبار المسؤولين من وزراء وسفراء وعامة الناس فى كينيا، وشاركنى الجميع فرحة الفوز، ولك أن تتخيلى أننا اكتشفنا أن أرض المنزل التى كانت تغطيها الحشائش الخضراء أصبحت جرداء فى بعض الاماكن، خصوصاً أماكن تجمعات الناس.
■ ما التغير والاختلاف فى حياة ماما سارة قبل فوز الحفيد وبعد الفوز؟
-بالطبع هناك تغيير كبير، أو بمعنى أصح هو انتقال أو تحول كامل فبعد أن كنا مثل عامة الناس فى «كوقيلو» معروفين فقط فى محيطنا الاجتماعى، أصبحنا أسرة مشهورة تتهافت عليها وفود الزائرين طوال النهار من جميع أنحاء العالم، يأتون لرؤية جدة الرئيس «أوباما» والتقاط الصور التذكارية معى وأفراد العائلة، ووجدنا الاهتمام من كل الناس وهنا فى كينيا لم تقصر معنا الحكومة الكينية، التى تتكفل بحراسة المنزل وتأمينه، تحولت إلى شخصية عامة.
■ وما أثر ذلك على حياتك الشخصية؟
- أدى ذلك إلى اختراق حياتى الخاصة فضاعت خصوصيتى، فمثلاً أضطر إلى تأجيل أو إلغاء عدد من الزيارات الشخصية، بسبب وجود بعض الوفود الزائرة فى منزلى، كما أننى لا أستطيع أن أنام، أو أتناول طعامى طالما أنهم موجودون فى المنزل، فالكل يريد أن يتحدث معى ويسأل عن أدق تفاصيل حياتى، ولكن بالرغم من هذا كله أنا سعيدة لانه قدر الله واختياره.
■ باعتبار أنك مسلمة!، هل انت سعيدة بمحاولة أوباما لفتح أبواب الحوار الأمريكى وترميم العلاقات مع الدول الإسلامية؟
- بالطبع سعيدة جداً بهذا لأننى مثل «باراك» أريد للعالم أن يعيش فى سلام وأمن، ولا أحب رؤية مشاهد الحرب والدمار، أنا مسلمة وأفتخر بهذا، وأتمنى أن أرى كل المسلمين فى تقدم ونماء، وأن أرى الدول الإسلامية فى أحسن حال، وسعيدة بالجهود التى يبذلها «باراك» من أجل أن يعيش العالم بما فيه العالم الإسلامى فى سلام.
■ ما أول مرة رأيت فيها حفيدك أوباما؟
- أول مرة رأيت فيها حفيدى باراك كانت فى أول زيارة له إلى كينيا سنة ١٩٨٧، وبالطبع كنت رأيت صورته منذ أن كان طفلاً فى مختلف مراحله العمرية، وبعد ٥ سنوات من وفاة والده جاء لرؤية عائلته الكينية، وكنت سعيدة جداً بهذه الزيارة، وكانت تلك هى المرة الأولى التى أراه فيها فى الحقيقة، وكنت أعرفه فقط عن طريق الصور الفوتوغرافية التى كان يرسلها لى.
■ كم عدد المرات التى زاركم فيها وما هى أطول فترة قضاها بينكم؟
- ٣ مرات آخرها فى عام ٢٠٠٦ وأطول مدة قضاها فى كينيا كانت عام ١٩٩٢، عندما جاء لكتابة مذكراته، التى صدرت بعنوان «أحلام عن أبى» وقضى معنا ما يزيد على شهر فى حجرته الصغيرة «حجرة الابناء»، وبينهما زيارة فى العام ١٩٩٢م .
■ ما أهم طباع وعادات ومميزات الرئيس «أوباما» من منظورك الخاص؟
- يتمتع بذكاء، وهو طيب القلب، ودود بطبيعته ويحب العمل والنشاط وكان سعيدا بيننا وسعيدا بالناس هنا.
■ نرى من بين الصور التى بحوزتكم صورة له وهو يساعدك فى رحلة تسوق؟
- نعم. كان يساعدنى فى شراء مستلزمات البيت من السوق، وكان يحملها إلىّ، حيث إنه إنسان متواضع.
■ تتكلمين السواحيلى فقط.. فكيف كنت تتحدثين إلى حفيدك عندما كان يزورك؟
- باراك لا يجيد السواحلية بشكل كبير، ولكنه يفهمنى، ونادراً ما يحتاج إلى الترجمة، فالألفة بينى وبين «أوباما» هى التى ساهمت فى خلق لغة للحوار بيننا.
■ ما آخر مرة تكلمت فيها إليه؟
- نحن دائمو الاتصال به متى كانت الظروف مواتية لذلك.
■ هل قمت بزيارته إلى أمريكا؟
- لا.
■ هل تتابعين أخباره.. وما رأيك فى سياساته؟
- نعم أتابع أخباره ونشاطاته السياسية بشكل يومى ومباشر، وأرى أنّه يحاول أن يبذل كل ما فى وسعه ليحل مشكلات بلده ويقوده قيادة جيدة، ويسعى أيضاً لدعم قضايا السلام فى العالم وحل المشكلات الدولية بالرغم من أنّه جاء فى وقت عصيب، حيث بمجرد تسلمه سدة الحكم بدأت مشكلات الأزمة المالية، كما أن العالم كبير ومشكلاته كبيرة، وأنا أقول إنّ باراك نواياه طيبة تجاه العالم كله وعلى الجميع أن يصبر عليه وسترون منه ما يسركم.
■ ما معنى أسم أوباما؟ وهل صحيح أن اسم باراك جاء من البركة؟
- أوباما هو اسم فقط، أما باراك فنعم هو من البركة، وكما نقول بارك الله فيك.
■ نرى فى بيتك العديد من الناس المقيمين معك فهل لنا أن نعرف من هم؟
- يعيش معى فى المنزل ابنى «يوسف» وابنتى «رازية»، التى تسكن معى هى وزوجها وابنهما «عيسى»، وابنتى «ماسات» بصفة غير دائمة حيث تعمل فى «نيروبى»، أما ابنى «سيد» فيعيش وأسرته الصغيرة فى «كيسومو»، لكنه يزورنى بشكل شبه يومى، لأنه المتحدث الرسمى باسم العائلة فى كينيا.
ويعيش معى أيضاً فى المنزل بعض الأيتام، فى بعض الغرف المجاورة للمنزل، ويساعدوننى فى أعمال البيت والزراعة.
■ نراك ترتدين الزى الكينى فحدثينا عنه ومم يتكون؟
- نعم أرتدى الزى الكينى التقليدى، المصنوع من الكتان، وله العديد من الألوان واسمه «الكيتانغا» بلغة قبيلة «اللوا»، وهو اللبس الشعبى لنساء كينيا، ويعرف عند العرب بالفستان، وهناك الطرحة (حجاب) لغطاء شعر الرأس.
■ ما الأكلة المفضلة لديك؟
- هنا فى «كوقيلو» الاكلة المفضلة لدينا جميعاً هى الكوّان (بلغة قبيلة اللوا) وهو رغيف أفريقى يصنع من دقيق الذرة الشامى والكسافا ويؤكل مع السمك.
وبالنسبة لى الأكلة المفضلة لدى هى البيلاو، وهى عبارة عن أرز مع السمك أو اللحم أو الفراخ، وأفضله مع السمك وطبق التشمبارى، الذى يتكون من الطماطم والليمون والبصل.
■ وماذا كانت الوجبة الكينية المفضلة لحفيدك «أوباما» حينما كان يزوركم؟
- هو أيضا يحب البيلاو مع السمك، وكان أيضا يحب الفراخ مع التشاباتى، الذى يصنع من دقيق القمح.
■ فى نيتكم زيارة بيت الله الحرام (الكعبة) لماذا تأخرت هذه الزيارة، وهل كانت لديك الرغبة من قبل وهل انت سعيدة بهذه العمرة؟
- أدعو الله دائما أن يعطينى الصحة، ويبعد عنى مشاكلى الصحية، حتى أتمكن من أداء العمرة خلال الشهور المقبلة، والحج فى العام القادم بإذن الله، وتلقيت دعوة لأداء العمرة من الإماراتى سليمان الفهيم وقبلت الدعوة منه.
■ وأنت أمام الكعبة.. بماذا ستدعين؟
- سأدعو الله لى ولأبنائى وبناتى بحياة طيبة، مليئة بالحب والسلام والصحة، وأن نكون مسلمين صحيحى الإسلام.
■ ما هى الدعوة التى ستدعينها لأوباما خلال الحج؟
- سأدعو الله أن يمكنه من أداء واجباته كاملة كرئيس لأمريكا، ويحبب فيه شعبه وكل الناس ويحفظه من كل سوء.
[glow1=ffffff] منقول
[/glow1]
اسم الموضوع : جدة مع رئيس أمريكي في جريدة مصر
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.