ما مدى استفادة المشاركين في الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم؟!..

[صدى الحجاز]

موضوع للنقاش
إخواني حفظة القرآن ومدرسي الحلقات:
في الإجازات الصيفية حيث تكثر البرامج والأنشطة والمراكز الصيفية الهادفة والنافعة، يتجه بعض فاعلي الخير إلى فتح حلقات خاصة، أو دورات مكثفة لحفظ القرآن فترة الصيف - جزاهم الله خيراً -، حيث نقرأ إعلانات عن دورة لحفظ القرآن خلال شهر أو ثلاثة أشهر، وتتفاوت هذه الحلقات ما بينها في طولها وقصرها، وجديتها وتساهلها، إلى غير ذلك.
وقد يضطر الطالب فيها إلى حفظ نصف جزء يومياً مقسما على فروض الصلوات مثلاً.
والسؤال: برأيكم، ما مدى الاستفادة من هذه الدورات؟ وهل يثبت حفظ من يحفظ القرآن في خلال شهر أو ثلاثة أشهر مثلاً، في حين أن هناك من يقضي في حفظه السنين والأعوام؟!..
ومن تمكن من حفظه خلال مشاركته في دورة من هذه الدورات، فما هو السبيل للحفاظ عليه من النسيان؟!..
هل تكفي المراجعة المعتادة البسيطة مثل مراجعات طلاب الحلقات اليومية؟
آمل الإفادة من ذوي الخبرة، فالإجازة الصيفية على الأبواب.

 

[أبو عمار المكي]

موضوع مهم جدا يستحق العناية به، وأتمنى أن ينال تفاعل الأعضاء، وخاصة الأساتذة الفضلاء من حفظة القرآن الكريم.
ولي عودة إن شاء الله تعالى، لأدلي بدلوي.
وأشكر لأخي الفاضل صدى الحجاز على تميزه في طرح القضايا المهمة، وعلى أدبه وخلقه في كتاباته الرائعة، حق لنا أن نفتخر به وبإخوانه الفضلاء.​

 

[أراكان في قلوبنا]

سئل الدكتور يحي الغوثاني :
ما صحة عبارة /
ما حفظ سريعا ينسى سريعا ؟
فأجاب:

هذه العبارة صحيحة بالمواصفات التالية :
1 : ما حفظ سريعا ينسى سريعاً إذا كان الأساس في الحفظ ضعيفاً أي غير محكم فبالتالي البناء الذي يبنى على الأساس يكون غير محكم وسرعان ما ينهار

2 ـ ما حفظ سريعا ينسى سريعا إذا لم يكن بطريقة صحيحة بل كان حفظا لمجرد الحفظ بدون انتباه إلى كيفية الحفظ وماذا أفعله

3 ـ ما حفظ سريعا ينسى سريعا إذا كان الهدف عند الشخص أن ينساه وهل يعقل أن يكون هدف شخص ما نسيان القرآن ؟؟؟!!!
نعم لقد رأيت أناساً كثيرين كان هدفهم الظاهر للعيان وللناس حفظ القرآن ولكن في الحقيقة هدفهم الداخلي الغير معلن هو نسيان القرآن وهذا يعرفه كل واحد من نفسه ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ) .

4 ـ ما حفظ سريعا ينسى سريعا إذا لم يكن هناك برنامج للصيانة والترميم والمتابعة ، وهو ما نسميه
نظام المراجعة ففي العادة أنني أرسم لطلبتي برنامج يستمر لستة أشهر على الأقل يعتمد على
نظام مراجعة محكم وقد يستمر إلى سنة وهو الأفضل ثم نحوله إلى برنامج آخر أخف منه وهكذا ..


وبالانتباه إلى هذه الملاحظات الأربعة وتلافيها أقول :
تصبح هذه العبارة صحيحة ولا غبار عليها
ما حفظ سريعا بمعنى اختصار المدة الزمنية إلى شهرين أو ثلاثة أشهر , ولكن بمواصفات دقيقة
يبقى بإن الله ويثبت ويثبت ويثبت


1 ـ حفظ صحيح مبني على أسس وقواعد صحيحة
2 وبشروط ومواصفات صحيحة
3 ـ ويكون الهدف الظاهري والباطن هو حفظ قوي متين يستمر ثابتا ممكنا يمكنني بعده أن أصلي به إماما بالناس
5 ـ النظام الدقيق للمتابعة والمراجعة




هذا الكلام الموجز المكثف هو خلاصة عزيزة جدا أقدمها في دوراتي
لكل من يرغب بتطوير ذاكرته وتمكين القرآن لديه

 

[صدى الحجاز]

أخي: أبو عمار المكي.
أشكرك على التشجيع.
أخي: أراكان في قلوبنا.
مشاركة جميلة وتنبيه مهم.
أشكرك جزيل الشكر، ولا زلت أنتظر مشاركة الإخوة ذوي الخبرة في هذا المجال.

 

[أبو عمار المكي]

أشكر أخي أراكان في قلوبنا على نقله كلام الدكتور الغوثاني النفيس المفيد .
إخواني الفضلاء : حفظ القرآن الكريم في مدة وجيزة ولو كان على أسس وقواعد لايثبت ولايستقر في الذهن والصدر إلا بتعاهد القرآن ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفصَّيًا من الإبل في عُقُلِهَا"، وكم من حفظة متقنين رأيتهم نسوا بعض القرآن الكريم بعد أن كانوا يستظهرون القرآن بإتقان، وكان السبب في ذلك عدم تعاهدهم القرآن، هذا حال المتقنين ، فكيف بمن حفظ القرآن في فترة وجيزة؟؟؟ .
ثم أيضا إن الذي يحفظ القرآن في هذه الدورات يغفلون عن أحكام التجويد والوقف والابتداء وغيرها من الأحكام المطلوبة أثناء الحفظ، وذلك لتركيزهم على الحفظ فقط.
إن إتقان حفظ القرآن الكريم وتلاوته حق تلاوته يتطلب أمورا كثيرة ذكرها أهل العلم في كتبهم، أتمنى أن يطلع عليها القائمون على هذه الدورات.​