الغزو الرياضي إلى أين ؟‎ بالله عليك لا تفتح رسالة جدول كأس العالم !‎

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

أبا المثنى

New member
إنضم
9 أكتوبر 2009
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المملكة العربية السعودية

ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الإسلام دعَا إلى القوَّة في العُقول والأَبدان والقُلوب، ومَن اجتمعَتْ فيه هذه المقوِّمات فهو العضو الفعَّال في المجتمع؛ لأنَّ الله يحبُّ المؤمن القويَّ (في إيمانه، وعقله، وجسده)؛ يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعُك، واستَعِن بالله ولا تعجز))؛ (رواه مسلم).



فالاهتِمام بالجسم - إذا حَسُنَت النيَّة - عبادة يُثَاب عليها الإنسان؛ لأنَّ الإنسان بقوَّته التي استُمِدَّت من حول الله وقوَّته قادرٌ على نفْع نفسه ومجتمعه، بخلاف المؤمن الضعيف؛ لا يَقوَى جسدُه على عبادة، ولا يَنفَع مجتمعُه؛ لذا أمَر الإسلام الإنسانَ أن يُحافِظ على صحَّته وبدنه؛ فقد أَقَرَّ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - سلمان على النصيحة التي نصَحَها لأبي الدرداء، وهي: "إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه"، فأتى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فذكَر ذلك له، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((صدق سلمان))؛ (رواه البخاري).




ونستَفِيد ممَّا سبق أنَّ كلَّ ما يُقوِّي البدن ممَّا أحلَّه الله مطلوب، والرياضة - بضوابطها الشرعيَّة - أمر مطلوب؛ لأنها تُؤَدِّي إلى غايات نبيلة،


ولكن هنا سؤال: هل ما يفعله الناس من اعتِكاف على المباريات من قَبِيل الرياضة النافعة؟؟



أقول: الرياضة مُمارَسة لا مُشاهَدة؟ هذه هي الإجابة الشافِيَة بأمر الله؛ لأنَّك لو قارَنْتَ بين رجلٍ يجلس الساعات الطوال أمام مُشاهَدة مُبارَاة أو أكثر في اليوم، وفي الأسبوع، وعلى مَدار الشهر - لجُمِعَت ساعاتٌ كثيرة جدًّا، لو استُغِلَّت في تقوِيَة جسم الإنسان - ومن قَبلُ الإيمان - وفي التفكير في حال المسلمين الآن، وفي حال المسجد الأقصى الذي حُوصِر من كلِّ اتِّجاه، وبُنِيَتْ حولَه الكنس الصِّهْيَوْنيَّة، وأصبح لا يُصَلَّى فيه إلا بإذنٍ من الصَّهايِنَة، ولأعمارٍ مُحَدَّدة من قِبَلِ أعداء الله - لكان هذا الفعل أَوْلَى.



لو استُغِلَّت هذه الأوقات كما ينبغي لحقَّقنا لإسلامنا وأمَّتنا ما أرادَه الله مِنَّا، ولَكُنَّا خيرَ أمَّة أُخرِجت للناس،

ولا تستَهِينوا بهذه الأوقات التي تُنفَق في غير نَفْعٍ، فإنَّ لحظة واحدة من عُمُرِ الإنسان هي عمرٌ ثانٍ لا ينبغي الاستِهانة بها،

يقول ابنُ الجوزي: "ينبغي على الإنسان أن يعرف شرَفَ زمانِه وقَدرَ وقتِه، فلا يُضَيِّع لحظةً في غير قُربَةٍ".



أغلب المسلمين الآن مُغَيَّبون عن واقِعِهم، ساهُون لاهُون، قد احتلَّ الإعلامُ المزيَّفُ - بما يُقَدِّمه - عقولَهم، ووُجِّهت اهتماماتُ أكثرِ الأمَّة إلى التفاهاتِ، ووَقَع كثيرٌ من شبابنا في شِباك الكرة، فهي التي تُحَرِّك مَشاعِرَهم وتُؤَثِّر فيهم أكثر من تأثير القرآنِ الذي كاد أن يُزَلزِلَ الجِبالَ، ويُحَرِّكَ الجماداتِ: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ﴾ [الحشر: 21].



إنَّ البحث عن سَفاسِف الأمور وتَناقُلَها بين الناس أصبح جزءًا أصيلاً من حياتهم، وإذا جلس الواحد مِنَّا في مجالس الناس لا يسمَع إلا عن الكرة، والفنَّانين والفنانات .


لقد غزتِ الكرةُ ديارَنا وأعمالَنا ومَدارِسَنا، حتى المساجد (بيوت الله) تأثَّرت بالكُرة، فإذا كان هناك مباراةٌ خَلَتِ المساجدُ واشتَكَتْ حالَها إلى اللهِ، ومَن يأتي إليها أثناءَ المباراة يأتي على عَجَلٍ يُرِيد من الإمام أن يُقِيم الصلاةَ بسرعةٍ ويُصَلِّي بسرعةٍ؛ فجسدُه أمامَ اللهِ ، وقلبُه في الملعَبِ بين أرجُل اللاعِبِين، فسبحان الله !!



يا أيُّها المسلِمُون الموحِّدون :

إلى متى ترضَوْن أنْ تكون المبارياتُ والأفلامُ والمسلسَلاتُ هي العقلُ المحرِّكُ في حياتِنا، أخشى أن تُصبِح الكرة وَثَنًا في قلوبِ كثيرٍ من الناس وهم لا يشعرون، فالأمرُ جِدُّ خطير، فأين تذهبون؟!



قد يقول قائل: أنت تُبالِغ؛ لا، لا والله لا أُبالِغ، ولو أردتَ أن تَعرِف فانظُر إلى الناسِ عندما يُطلِقُ الحَكَمُ صافِرةَ البداية - بداية المباراة - فإنَّ الأصواتَ تخشعُ، والأبصارَ تَشخَصُ، والأعصابَ تَشُدُّ، حتى يصل الأمر إلى السبِّ والقَذْفِ، بل والتشاجُرِ بين اللاعِبين أو بين المشاهِدِين، بل يَصِلُ الأمرُ إلى القتلِ، بل قد يموت الإنسان تأثُّرًا بالمباراة، وكم من إنسانٍ مات بسكتةٍ قلبيَّة بسبب انهِزام فريقِه !!



فإلى متى سنظلُّ أسرَى ما يُصَدَّرُ إلينا؟! ومتى نَصِلُ إلى الدرجة التي نَعرِفُ فيها ما ينفعنا فنُقبِل عليه ، وما يضرُّنا فنُحجِم عنه؟! إلى متى سيستَمِرُّ هذا الغزو؟! ومتى نتحرَّر منه ؟!


ولو قرأتم في كتاب " برتوكولات حكماء صهيون " ، لوجدتم أن من أهم أسلحة اليهود :

شغل الشباب بالرياضة والتجمهر الرياضي ، والألعاب والمنافسات الرياضية ، وشغلهم بالنساء .. إلخ


فإنا لله وإنا إليه راجعون



نحن نسينا المسجد الأقصى، ومن باب أولى أننا نسينا وضعَ خطةٍ طيبةٍ لاسترجاعه ،
والخطة هي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ : سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ " .

العِينَة : أي الربا .

طبعا أنبه على : أن الجهاد في سبيل الله لا يعني القتالَ فقط , بل الجهاد على الطاعات، وعلى ترك المنكرات، وعلى فتَنِ الدنيا، وعلى هوى النفسِ ، وعلى العلم .. وهكذا



وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى



منقول بتصرف
 
التعديل الأخير:

ابن دوما

New member
إنضم
30 مايو 2009
المشاركات
1,479
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مهبط الوحي
نسأل الله الهداية للجميع وبالله التوفيق والسداد ..

الموضوع في غاية الأهمية مشكور أخي أبا المثنى

على طرحك الجميل نريد مزيدك مثل هذا ....
 

ابن ذكير

New member
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
9,055
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
" أبا المثنى "
بارك الله فيك على التنبيه والتحذير من تخطيط ومكر الأعداء..
أشكرك أخي العزيز على غيرتك لدينك ولأمتك ..
وأسأل الله أن لايحرمك الأجر والمثوبة ..

ودمت بهذه العطاء والتميّز..
 

أبو هيثم الشاكر

مراقب سابق
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
786
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة

أخي (أبا المثنى)
لقد شفيت العليل وأرويت الغليل، وأشهد أنك لم تبالغ قط فيما وصفت.
ألسنا نرى أن الكرة أضحت معقد الولاء والبراء لدى الكثيرين، ففيها يتنافسون، وإليها يغدون ويروحون، وعليها يتقاطعون ويتدابرون، ولها بالأيام يتهيّأون وبالساعات يتفرغون.
مما أدهشني أن صغارا في الصفوف الابتدائية والله يحفظون العشرات من أسماء اللاعبين الأوربيين بأرقام فنائلهم من مختلف الأندية والدول ولا يخطئون في ذلك غير أنه لا يستطيع أحدهم سرد أسماء العشرة المبشرين بالجنة، يحفظون تواريخ المباريات الماضية وأطرافها ونتائجها، ولا يعرفون حتى أسماء غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم فضلا عن تواريخها، وبعض تفاصيلها.
سلهم عن شروط فيفا يجيبوك في سرعة البرق، ولا تسألهم عن شروط الوضوء حتى لا تموت كمدا.

وبعد كل هذه الحقائق من يتهمك بأنك قد بالغت؟
لك خالص مودتي.
 

almajd-lu2

New member
إنضم
5 مايو 2010
المشاركات
141
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
bahjaa.net2b920ceed0.gif
 
أعلى