:tulip_up:وصف الحور العين في الجنة
الحور: جمع حوراء وهي التي يكون بياض عينها شديد البياض، وسواده شديد السواد
العين: جمع عيناء ، وهي واسعة العين
وقد قال سبحانه وتعالى مخبرا عما أعده لعباده المتقين( وزوجناهم بحور عين)ا
كما جاء في وصف الحور بأنهن كواعب أتراب، فقال تعالى ( إن للمتقين مفازا، حدائق وأعنابا ، وكواعب أترابا)ا
والكاعب: المرأة الجميلة التي برز ثدياها، والأتراب: المتقاربات في السن، والحور العين من خلق الله في الجنة ، أنشأهن إنشاء ، فجعلهن أبكارا، عربا أترابا(إنا أنشأناهن إنشاء ، فجعلناهن أبكارا ، عربا أترابا ) والعرب المتحببات إلى أزواجهن، وكونهن ابكارا يقتضي أنه لم ينكحهن قبلهم أحد كما قال تعالى
(لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان)
وتحدث القرآن عن جمال نساء الجنة فقال: ( وحور عين ، كأمثال اللؤلؤ المكنون) والمراد بالمكنون : المصان الذي الذي لم يغير صفاء لونه ضوء الشمس ، ولا عبث الأيدي، وشبههن في موضع آخر بالياقوت والمرجان ( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، كأنهن الياقوت والمرجان )، والياقوت والمرجان حجران كريمان لهما منظر حسن بديع، وقد وصف الحور بأنهن قاصرات الطرف، وهن اللواتي قصرن بصرهن على أزواجهن، فلم تطمح أنظارهن لغير أزواجهن ، وقد شهد الله سبحانه للحور بالحسن والجمال ، وحسبك أن الله شهد بهذا ليكون قد بلغ غاية الحسن والجمال
(فيهن خيرات حسان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان، حور مقصورات في الخيام)
ونساء الجنة مطهرات عما يعتري نساء الدنيا من الحيض والنفاس والمخاط وما إلى ذلك، وهذا مقتضى قوله تعالى ( ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون )ا
وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن جمال نساء أهل الجنة ، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه - والحديث عن أول زمرة تدخل الجنة - ( ولكل واحد منهم زوجتان ، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن)ا
وانظر إلى هذا الجمال الذي يحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم هل تجد له نظيرا مما تعرف؟ ( ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها) رواه البخاري
وتحديد عدد زوجات كل شخص في الجنة باثنين يبدو أنه اقل عدد ، وإلا فقد ورد أن الشهيد يزوج باثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ففي سنن الترمذي وسنن ابن ماجه بإسناد صحيح عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوته منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقربائه)ا
ذكر ابن وهب عن محمد بن بن كعب القرظي أنه قال: والله الذي لا إله إلا هو لو أن امرأة من الحور العين أطلعت سوارها من العرش لأطفأ نور سوارها الشمس والقمر فكيف المسورة وأن ما خلق الله شيئا تلبسه إلا عليه ما عليها من ثياب وحلي
وقال أبو هريرة رضي الله عنه إن في الجنـة حـوراء يقال لها العيناء إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيف[عن يمينها ويسارها كذلك] وهي تقول : اين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
وقال ابن عباس : إن في الجنة حوراء يقال لها لُعبة لو بزقت في البحر لعذب ماء البحر كله. مكتوب على نحرها من أحب أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي عز وجل
وقال عطاء السلمي لمالك بن دينار : يا أبا يحيى شوقنا. قال يا عطاء: إن في الجنة حوراء يتباهى بها أهل الجنة من حسنها لولا أن الله كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتوا عن آخرهم من حسنها. قال : فلم يزل عطاء كمدا من قول مالك اربعين يوما
غناء الحور العين
ورد في معجم الطبراني الأوسط بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط. إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان ، أزواج قوم كرام ، ينظرن بقرة أعيان ، وإن مما يغنين به : نحن الخالدات فلا يمتنه ، نحن الآمنات فلا يخفنه ، نحن المقيمات فلا يظعنه)ا
وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الحور العين لتغنين في الجنة ، يقلن : نحن الحور الحسان ، خبئنا لأزواج كرام)ا
صفة الحور
ذكر ابن القيم في كتابه بستان الواعظين صفة الحور : في نحرها مكتوب أنت حبي وأنا حبك لست أبغي بك بدلا ولا عنك معدلا. كبدها مرآته وكبده مرآتها يرى مخ ساقها من وراء لحمها وحليها كما ترى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء ، وكما يرى السلك الأبيض في جوف الياقوتة الصافية
دلال الحور
روي عن الحسن رضي الله عنه أنه قال : بينما ولي الله في الجنة مع زوجته من الحور العين على سرير من ياقوت أحمر وعليه قبة من نور، إذا قال لها : قد اشتقت إلى مشيتك، قال فتنزل من سرير ياقوت أحمر إلى روضة مرجان أخضر ، وينشئ الله عز وجل لها في تلك الروضة طريقين من نور ، أحدهما نبت الزعفران ، والآخر الكافور ، فتمشي في نبت الزعفران وترجع في نبت الكافور ، وتمشي بسبعين ألف لون من الغنج
غيرة الحور العين على أزواجهن في الدنيا
ورد في مسند أحمد وسنن الترمذي بإسناد صحيح عن معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا ، إلا قالت زوجته من الحور العين : لا تؤذيه قاتلك الله ، فإنما هو دخيل عندك يوشك أن يفارقك إلينا)ا
يعطى المؤمن في الجنة قوة مائة رجل
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع . قيل يا رسول الله ، أو يطيق ذلك؟ قال : يعطى قوة مائة رجل ) ، رواه الترمذي
مصر أم الدنيا
السلام عليكم و رحمة الله وبركاتة
قرأت وصف الجنة في كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح
أحببت أن أنقلة لكم كله ولكنني وجدتة سيكون طويلآ
فإقتصرت في موضوعي على نقل وصف حور العين
وإليكم نص الكلام عن لسان إبن القيم رحمة الله
هن الكواعب الأتراب
اللائي جرى في أعضائهن ماء الشباب
فللورد والتفاح ما لبسته الخدود
وللرمان ما تضمنته النهود
وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور
وللدقة واللطافة ما دارت عليه الخصور
تجري الشمس في محاسن وجهها إذا برزت
ويضيئ البرق من بين ثناياها إذا تبسمت
وإذا قابلت حبها فقل ما شئت في تقابل النيرين
وإذا حادثته فما ظنك في محادثة الحبيبين
وإن ظمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين
يرى وجهه في صحن خدها
كما يرى في المرآة التي جلاها صيقلها
ويرى مخ ساقها من وراء اللحم،
ووصاله أشهى إليها من جميع أمانيها
لا تزداد على تطاول الأحقاب إلا حسناً وجمالاً
ولا يزداد على طول المدى إلا محبةً ووصالاً
مبرأة من الحبل (الحمل) والولادة والحيض والنفاس
مطهرة من المخاط والبصاق والبول والغائط وسائر الأدناس.
لا يفنى شبابها ولا تبلى ثيابها
ولا يخلق ثوب جمالها
ولا يمل طيب وصالها
قد قصرت طرفها على زوجها
فلا تطمح لأحد سواه
وقصرت طرفه عليها فهي غاية أمنيته وهواه
إن نظر إليها سر
هذا ولم يطمثها قبله أنس ولا جان
كلما نظر إليها ملأت قلبه سروراً
وكلما حدثته ملأت أذنه لؤلؤاً منظوماً ومنثوراً
وإذا برزت ملأت القصر والغرفة نورآ
وإن سألت: عن السن، فأتراب في أعدل سنّ الشباب
وإن سألت: عن الحسن، فهل رأيت الشمس والقمر
وإن سألت: عن الحدق (سواد العيون) فأحسن سواد
في أصفى بياض
في أحسن حور
وإن سألت: عن القدود، فهل رأيت أحسن الأغصان
وإن سألت: عن حسن الخلق، فهن الخيرات الحسان
اللاتي جمع لهن بين الحسن والإحسان
فأعطين جمال الباطن والظاهر
فهن أفراح النفوس وقرة النواظر
وإن سألت: عن حسن العشرة
ولذة ما هنالك: فهن العروب المتحببات إلى الأزواج
بلطافة التبعل، التي تمتزج بالزوج أي امتزاج
فما ظنك بامرأة إذا ضحكت بوجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها
وإذا انتقلت من قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقل في بروج فلكها
وإذا حاضرت زوجها فياحسن
وحديثها السحر الحلال لو أنه لم يجن قتل المسلم المتحرز
إن طال لم يملي وإن هي أوجزت ودّ المحدّث أنها لم توجز
إن غنّت فيا لذة الأبصار والأسماع
وإن آنست وأنفعت فياحبذا تلك المؤانسة والإمتاع
وإن قبلت فلا شيء أشهى إليه من ذلك التقبيل
وإن نولت فلا ألذ ولا أطيب من ذلك التنويل.
اللهم إرزقنا وإياكم الجنة
كل أملي أن يعجبكم موضوعي
جازا الله خيرآ كل من تذكرنا بالدعاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..هذه المشاركة :
أحببت ان تكون تشويق لما اعده العلي القدير للمؤمنين والمؤمنات في جنات النعيم
وأسال الله ان يرزقنا الفردوس الأعلى
وصف الحور العين
وصف الحور العين في القرآن الكريم :
وصف الله سبحانه حُور الجنة بأحسن الصفات ، وحلاّهن بأحسن الحُلى ، وشوَّق الخُطَّاب إليهن حتى كأنَّهم يرونهن رؤية العين .
والحـــور : جمع حوراء ، وهي المرأة الشابة الحسناء ، الجميلة البيضاء ، شديدة سواد العين .
والعيـــن : جمع عيناء ، وهي المرأة الواسعة العين مع شدة سوادها وصفاء بياضها .
- قال تعالى ( فيهنَّ قاصراتُ الطرفِ لم يطمثهنَّ إنسٌ قبلهم ولا الرحمن 56 ، والمفسرون كلهم على أن المعنى : قصَرْنَ طرفَهُنَّ على أزواجهنجان) فلا يطمحن إلى غيرهم . لم يطمثهن : أي لم يمسّهنَّ ولم يطأهنّ إنسٌ قبلهم ولا جان .
- وقال تعالى ( كأنَّهُن الياقوتُ والمرجان) الرحمن58 . قال الحسن وعامة المفسرين : أراد صفاء الياقوت في بياض المرجان ، شبههنَّ في صفاء اللون وبياضه بالياقوت والمرجان . تفسير القرطبي 17/182
- وقال تعالى ( إنّا أنشأناهُنَّ إنشاءا ، فجعلناهُن أبكارا ، عُرُباً أترابا) الواقعة (35،37) . قال ابن سعدي في تفسيره : ( أي إنا أنشأنا نساء أهل الجنة نشأةَ غير النشأة التي كانت في الدنيا فجعلناهن أبكاراً صغارهن وكبارهن ، وعموم ذلك يشمل الحور العين ونساء أهل الدنيا . عُرُباً : جمع عَرُوب وهي المرأة المتحبِّبة إلى بعلها وحسن هيأتها ودلالها وجمالها ومحبَّتها . والأتراب : أي في سنٍ واحدةٍ ثلاثٍ وثلاثين سنة ، التي هي غاية ما يتمنَّى أكمل سن الشباب ) انتهى كلامه
وقال تعالى ( فيهنَّ خيراتٌ حِسان) الرحمن70 ، فهن خيرات الصفات والأخلاق ، حسان الوجوه والأجسام .
- وقال تعالى ( إنّ للمتقين مفازا ، حدائق وأعنابا، وكواعبَ أترابا ) والكواعب جمع كاعب وهي الناهدة ، أي بارزات النهود . قال قتادة ومجاهد والمفسرون : قال الكلبي : هنَّ اللواتي تكعّب ثديهن ، والمراد أن ثديهن نواهد كالرمان ليست متدلية إلى أسفل .
وصف الحور العين في السنّة :- قال ابن القيم رحمه الله : فاسمع الان وصفهن عن الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم
- قال صلي الله عليه وسلم "" إن أول زُمرةٍ تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والتي تليها على أضوأ كوكبٍ دُرّيٍ في السماء ، لكل امرئٍ منهم زوجتان اثنتان ، يُرى مُخَّ سُوقهما من راء اللحم ، وما في الجنة أعزب "" رواه مسلم(2178) وأحمد(7153) .
- وقال صلي الله عليه وسلم "" لو اطَّلَعَتْ امرأةٌ من نساء الجنةِ إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحاً ، وأضاءت ما بينهما ، ولنصيفها على رأسها خيرٌ من الدنيا وما فيها "" البخاري فتح6/15 حديث 2796 ، والترمذي(1651 )
- وقال صلي الله عليه وسلم "" إنَّ أزواج أهل الجنة ليُغَنّين لأزواجهُنَّ بأحسن أصواتٍ ما سمعها أحدٌ قط ، إنَّ مما يُغنين به : ( نحن الخيرات الحسان ، أزواجُ قومٍ كرام ). ينظرون بقُرَّةِ أعين ، وإنَّ مما يُغنين به : ( نحن الخالداتُ فلا نُمتنه ، نحن الآمنات فلا نَخفْنَه ، نحن المقيمات فلا نظعنْه ) "" الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (1561) ورقم ( 1557)
- وقال صلي الله عليه وسلم "" لا تؤذي امرأةٌ زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين : لا تؤذيه قاتلك الله ، فإنما هو عندك دخيلٌ يوشك أن يفارقكِ الينا "" أحمد وابن ماجه وصححه الألباني في الصحيحة رقم (173 ) صحيح الجامع (7069) فالحوراءُ تغار على زوجها الذي في الدنيا وتشتاق إليه .
وقال صلي الله عليه وسلم "" إن في الجنةِ لسوقاً يأتونها كل جمعة ، فتهُب ريحُ الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالاً ، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً فيقول لهم أهلوهم : والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً ، فيقولون : والله وأنتم لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً "" مسلم(2178) فنساءُ الجنة لا يزددن إلا حسناً وحباً وطيباً وتودداً لأزواجهن في الجنة
ما جاء في اشتياق الصالحين إليهن :- قال ابن القيم ( والصالحون في هذه الدار بعدما علموا بما جاء في كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم في شأنهن ، يكونون في أشد الشوق والحب لهن مما له أكبر الأثر في اقبالهم على طاعة مولاهم وأن يُقِر أعينهم بهنّ )
- قال ربيعة بن كلثوم ( نظر إلينا الحسن ونحن حوله شباب فقال : يا معشر الشباب أَما تشتاقون إلى الحور العين ؟
الحور: جمع حوراء وهي التي يكون بياض عينها شديد البياض، وسواده شديد السواد
العين: جمع عيناء ، وهي واسعة العين
وقد قال سبحانه وتعالى مخبرا عما أعده لعباده المتقين( وزوجناهم بحور عين)ا
كما جاء في وصف الحور بأنهن كواعب أتراب، فقال تعالى ( إن للمتقين مفازا، حدائق وأعنابا ، وكواعب أترابا)ا
والكاعب: المرأة الجميلة التي برز ثدياها، والأتراب: المتقاربات في السن، والحور العين من خلق الله في الجنة ، أنشأهن إنشاء ، فجعلهن أبكارا، عربا أترابا(إنا أنشأناهن إنشاء ، فجعلناهن أبكارا ، عربا أترابا ) والعرب المتحببات إلى أزواجهن، وكونهن ابكارا يقتضي أنه لم ينكحهن قبلهم أحد كما قال تعالى
(لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان)
وتحدث القرآن عن جمال نساء الجنة فقال: ( وحور عين ، كأمثال اللؤلؤ المكنون) والمراد بالمكنون : المصان الذي الذي لم يغير صفاء لونه ضوء الشمس ، ولا عبث الأيدي، وشبههن في موضع آخر بالياقوت والمرجان ( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، كأنهن الياقوت والمرجان )، والياقوت والمرجان حجران كريمان لهما منظر حسن بديع، وقد وصف الحور بأنهن قاصرات الطرف، وهن اللواتي قصرن بصرهن على أزواجهن، فلم تطمح أنظارهن لغير أزواجهن ، وقد شهد الله سبحانه للحور بالحسن والجمال ، وحسبك أن الله شهد بهذا ليكون قد بلغ غاية الحسن والجمال
(فيهن خيرات حسان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان، حور مقصورات في الخيام)
ونساء الجنة مطهرات عما يعتري نساء الدنيا من الحيض والنفاس والمخاط وما إلى ذلك، وهذا مقتضى قوله تعالى ( ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون )ا
وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن جمال نساء أهل الجنة ، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه - والحديث عن أول زمرة تدخل الجنة - ( ولكل واحد منهم زوجتان ، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن)ا
وانظر إلى هذا الجمال الذي يحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم هل تجد له نظيرا مما تعرف؟ ( ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها) رواه البخاري
وتحديد عدد زوجات كل شخص في الجنة باثنين يبدو أنه اقل عدد ، وإلا فقد ورد أن الشهيد يزوج باثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ففي سنن الترمذي وسنن ابن ماجه بإسناد صحيح عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوته منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقربائه)ا
ذكر ابن وهب عن محمد بن بن كعب القرظي أنه قال: والله الذي لا إله إلا هو لو أن امرأة من الحور العين أطلعت سوارها من العرش لأطفأ نور سوارها الشمس والقمر فكيف المسورة وأن ما خلق الله شيئا تلبسه إلا عليه ما عليها من ثياب وحلي
وقال أبو هريرة رضي الله عنه إن في الجنـة حـوراء يقال لها العيناء إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيف[عن يمينها ويسارها كذلك] وهي تقول : اين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
وقال ابن عباس : إن في الجنة حوراء يقال لها لُعبة لو بزقت في البحر لعذب ماء البحر كله. مكتوب على نحرها من أحب أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي عز وجل
وقال عطاء السلمي لمالك بن دينار : يا أبا يحيى شوقنا. قال يا عطاء: إن في الجنة حوراء يتباهى بها أهل الجنة من حسنها لولا أن الله كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتوا عن آخرهم من حسنها. قال : فلم يزل عطاء كمدا من قول مالك اربعين يوما
غناء الحور العين
ورد في معجم الطبراني الأوسط بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط. إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان ، أزواج قوم كرام ، ينظرن بقرة أعيان ، وإن مما يغنين به : نحن الخالدات فلا يمتنه ، نحن الآمنات فلا يخفنه ، نحن المقيمات فلا يظعنه)ا
وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الحور العين لتغنين في الجنة ، يقلن : نحن الحور الحسان ، خبئنا لأزواج كرام)ا
صفة الحور
ذكر ابن القيم في كتابه بستان الواعظين صفة الحور : في نحرها مكتوب أنت حبي وأنا حبك لست أبغي بك بدلا ولا عنك معدلا. كبدها مرآته وكبده مرآتها يرى مخ ساقها من وراء لحمها وحليها كما ترى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء ، وكما يرى السلك الأبيض في جوف الياقوتة الصافية
دلال الحور
روي عن الحسن رضي الله عنه أنه قال : بينما ولي الله في الجنة مع زوجته من الحور العين على سرير من ياقوت أحمر وعليه قبة من نور، إذا قال لها : قد اشتقت إلى مشيتك، قال فتنزل من سرير ياقوت أحمر إلى روضة مرجان أخضر ، وينشئ الله عز وجل لها في تلك الروضة طريقين من نور ، أحدهما نبت الزعفران ، والآخر الكافور ، فتمشي في نبت الزعفران وترجع في نبت الكافور ، وتمشي بسبعين ألف لون من الغنج
غيرة الحور العين على أزواجهن في الدنيا
ورد في مسند أحمد وسنن الترمذي بإسناد صحيح عن معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا ، إلا قالت زوجته من الحور العين : لا تؤذيه قاتلك الله ، فإنما هو دخيل عندك يوشك أن يفارقك إلينا)ا
يعطى المؤمن في الجنة قوة مائة رجل
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع . قيل يا رسول الله ، أو يطيق ذلك؟ قال : يعطى قوة مائة رجل ) ، رواه الترمذي
مصر أم الدنيا
السلام عليكم و رحمة الله وبركاتة
قرأت وصف الجنة في كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح
أحببت أن أنقلة لكم كله ولكنني وجدتة سيكون طويلآ
فإقتصرت في موضوعي على نقل وصف حور العين
وإليكم نص الكلام عن لسان إبن القيم رحمة الله
هن الكواعب الأتراب
اللائي جرى في أعضائهن ماء الشباب
فللورد والتفاح ما لبسته الخدود
وللرمان ما تضمنته النهود
وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور
وللدقة واللطافة ما دارت عليه الخصور
تجري الشمس في محاسن وجهها إذا برزت
ويضيئ البرق من بين ثناياها إذا تبسمت
وإذا قابلت حبها فقل ما شئت في تقابل النيرين
وإذا حادثته فما ظنك في محادثة الحبيبين
وإن ظمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين
يرى وجهه في صحن خدها
كما يرى في المرآة التي جلاها صيقلها
ويرى مخ ساقها من وراء اللحم،
ووصاله أشهى إليها من جميع أمانيها
لا تزداد على تطاول الأحقاب إلا حسناً وجمالاً
ولا يزداد على طول المدى إلا محبةً ووصالاً
مبرأة من الحبل (الحمل) والولادة والحيض والنفاس
مطهرة من المخاط والبصاق والبول والغائط وسائر الأدناس.
لا يفنى شبابها ولا تبلى ثيابها
ولا يخلق ثوب جمالها
ولا يمل طيب وصالها
قد قصرت طرفها على زوجها
فلا تطمح لأحد سواه
وقصرت طرفه عليها فهي غاية أمنيته وهواه
إن نظر إليها سر
هذا ولم يطمثها قبله أنس ولا جان
كلما نظر إليها ملأت قلبه سروراً
وكلما حدثته ملأت أذنه لؤلؤاً منظوماً ومنثوراً
وإذا برزت ملأت القصر والغرفة نورآ
وإن سألت: عن السن، فأتراب في أعدل سنّ الشباب
وإن سألت: عن الحسن، فهل رأيت الشمس والقمر
وإن سألت: عن الحدق (سواد العيون) فأحسن سواد
في أصفى بياض
في أحسن حور
وإن سألت: عن القدود، فهل رأيت أحسن الأغصان
وإن سألت: عن حسن الخلق، فهن الخيرات الحسان
اللاتي جمع لهن بين الحسن والإحسان
فأعطين جمال الباطن والظاهر
فهن أفراح النفوس وقرة النواظر
وإن سألت: عن حسن العشرة
ولذة ما هنالك: فهن العروب المتحببات إلى الأزواج
بلطافة التبعل، التي تمتزج بالزوج أي امتزاج
فما ظنك بامرأة إذا ضحكت بوجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها
وإذا انتقلت من قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقل في بروج فلكها
وإذا حاضرت زوجها فياحسن
وحديثها السحر الحلال لو أنه لم يجن قتل المسلم المتحرز
إن طال لم يملي وإن هي أوجزت ودّ المحدّث أنها لم توجز
إن غنّت فيا لذة الأبصار والأسماع
وإن آنست وأنفعت فياحبذا تلك المؤانسة والإمتاع
وإن قبلت فلا شيء أشهى إليه من ذلك التقبيل
وإن نولت فلا ألذ ولا أطيب من ذلك التنويل.
اللهم إرزقنا وإياكم الجنة
كل أملي أن يعجبكم موضوعي
جازا الله خيرآ كل من تذكرنا بالدعاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..هذه المشاركة :
أحببت ان تكون تشويق لما اعده العلي القدير للمؤمنين والمؤمنات في جنات النعيم
وأسال الله ان يرزقنا الفردوس الأعلى
وصف الحور العين
وصف الحور العين في القرآن الكريم :
وصف الله سبحانه حُور الجنة بأحسن الصفات ، وحلاّهن بأحسن الحُلى ، وشوَّق الخُطَّاب إليهن حتى كأنَّهم يرونهن رؤية العين .
والحـــور : جمع حوراء ، وهي المرأة الشابة الحسناء ، الجميلة البيضاء ، شديدة سواد العين .
والعيـــن : جمع عيناء ، وهي المرأة الواسعة العين مع شدة سوادها وصفاء بياضها .
- قال تعالى ( فيهنَّ قاصراتُ الطرفِ لم يطمثهنَّ إنسٌ قبلهم ولا الرحمن 56 ، والمفسرون كلهم على أن المعنى : قصَرْنَ طرفَهُنَّ على أزواجهنجان) فلا يطمحن إلى غيرهم . لم يطمثهن : أي لم يمسّهنَّ ولم يطأهنّ إنسٌ قبلهم ولا جان .
- وقال تعالى ( كأنَّهُن الياقوتُ والمرجان) الرحمن58 . قال الحسن وعامة المفسرين : أراد صفاء الياقوت في بياض المرجان ، شبههنَّ في صفاء اللون وبياضه بالياقوت والمرجان . تفسير القرطبي 17/182
- وقال تعالى ( إنّا أنشأناهُنَّ إنشاءا ، فجعلناهُن أبكارا ، عُرُباً أترابا) الواقعة (35،37) . قال ابن سعدي في تفسيره : ( أي إنا أنشأنا نساء أهل الجنة نشأةَ غير النشأة التي كانت في الدنيا فجعلناهن أبكاراً صغارهن وكبارهن ، وعموم ذلك يشمل الحور العين ونساء أهل الدنيا . عُرُباً : جمع عَرُوب وهي المرأة المتحبِّبة إلى بعلها وحسن هيأتها ودلالها وجمالها ومحبَّتها . والأتراب : أي في سنٍ واحدةٍ ثلاثٍ وثلاثين سنة ، التي هي غاية ما يتمنَّى أكمل سن الشباب ) انتهى كلامه
وقال تعالى ( فيهنَّ خيراتٌ حِسان) الرحمن70 ، فهن خيرات الصفات والأخلاق ، حسان الوجوه والأجسام .
- وقال تعالى ( إنّ للمتقين مفازا ، حدائق وأعنابا، وكواعبَ أترابا ) والكواعب جمع كاعب وهي الناهدة ، أي بارزات النهود . قال قتادة ومجاهد والمفسرون : قال الكلبي : هنَّ اللواتي تكعّب ثديهن ، والمراد أن ثديهن نواهد كالرمان ليست متدلية إلى أسفل .
وصف الحور العين في السنّة :- قال ابن القيم رحمه الله : فاسمع الان وصفهن عن الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم
- قال صلي الله عليه وسلم "" إن أول زُمرةٍ تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والتي تليها على أضوأ كوكبٍ دُرّيٍ في السماء ، لكل امرئٍ منهم زوجتان اثنتان ، يُرى مُخَّ سُوقهما من راء اللحم ، وما في الجنة أعزب "" رواه مسلم(2178) وأحمد(7153) .
- وقال صلي الله عليه وسلم "" لو اطَّلَعَتْ امرأةٌ من نساء الجنةِ إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحاً ، وأضاءت ما بينهما ، ولنصيفها على رأسها خيرٌ من الدنيا وما فيها "" البخاري فتح6/15 حديث 2796 ، والترمذي(1651 )
- وقال صلي الله عليه وسلم "" إنَّ أزواج أهل الجنة ليُغَنّين لأزواجهُنَّ بأحسن أصواتٍ ما سمعها أحدٌ قط ، إنَّ مما يُغنين به : ( نحن الخيرات الحسان ، أزواجُ قومٍ كرام ). ينظرون بقُرَّةِ أعين ، وإنَّ مما يُغنين به : ( نحن الخالداتُ فلا نُمتنه ، نحن الآمنات فلا نَخفْنَه ، نحن المقيمات فلا نظعنْه ) "" الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (1561) ورقم ( 1557)
- وقال صلي الله عليه وسلم "" لا تؤذي امرأةٌ زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين : لا تؤذيه قاتلك الله ، فإنما هو عندك دخيلٌ يوشك أن يفارقكِ الينا "" أحمد وابن ماجه وصححه الألباني في الصحيحة رقم (173 ) صحيح الجامع (7069) فالحوراءُ تغار على زوجها الذي في الدنيا وتشتاق إليه .
وقال صلي الله عليه وسلم "" إن في الجنةِ لسوقاً يأتونها كل جمعة ، فتهُب ريحُ الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالاً ، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً فيقول لهم أهلوهم : والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً ، فيقولون : والله وأنتم لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً "" مسلم(2178) فنساءُ الجنة لا يزددن إلا حسناً وحباً وطيباً وتودداً لأزواجهن في الجنة
ما جاء في اشتياق الصالحين إليهن :- قال ابن القيم ( والصالحون في هذه الدار بعدما علموا بما جاء في كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم في شأنهن ، يكونون في أشد الشوق والحب لهن مما له أكبر الأثر في اقبالهم على طاعة مولاهم وأن يُقِر أعينهم بهنّ )
- قال ربيعة بن كلثوم ( نظر إلينا الحسن ونحن حوله شباب فقال : يا معشر الشباب أَما تشتاقون إلى الحور العين ؟
اسم الموضوع : وصف الحور العين في الجنة
|
المصدر : .: حلقات تحفيظ القرآن :.