الفرق بين العادات و التقاليد

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

ابوفيصل

New member
إنضم
9 يوليو 2010
المشاركات
21
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكاني فوق عالي ما يوصله من الناس واطي
الفرق بين العادات والتقاليد
كثير منا لايفرق بين العادات والتقاليد لذا أحببت أن أضيف هذه المعلومة ليعم النفع الجميع
العادات

العادات في اللغة هي جمعٌ لكلمة عادة ، وهي من الفعل تعوّد يتعوّد تعويداً ، ومعنى هذه الكلمة ومفهومها الدارج هو تلك الأشياء التي درج الناس على عملها أو القيام بها أو الاتصاف بها ، وتكرَّرَ عملها حتى أصبحت شيئاً مألوفاً ومأنوساً، وهي نمطٌ من السلوك أو التصرُّف يُعتادُ حتى يُفعل تكراراً ، ولا يجد المرء غرابة في هذه الأشياء لرؤيته لها مرات متعددة في مجتمعه وفي البيئة التي يعيش فيها.
والعادة اصطلاحاً هي : ما يعتاده الإنسان أي يعود إليه مراراً متكررة . نقول عاد الشيءُ فلاناً ، أي أصابه مرة بعد أخرى ، يقال : عاده الشوقُ أو الحنين أي رجع إليه مرة بعد مرة . ونقول : عَوَّدهُ على .. أي جعله يعتاد هذا الشيء حتى يصير عادة له . وسمعتُ شيخاً يذكر مرضاً يعتاده كلّ عام ويقول :" كل معيود مبارك ". وهناك مثل شعبي يقول :" بن آدم عَوَّاد على أثره ". وفي لسان العرب في مادة :ع و د : أنشد ابن الأعرابي لم تَزَلْ تِلْكَ عادَةَ اللهِ عِنْدي، والفَتى آلِفٌ لِما يَسْتَعِيدُ وقال: تَعَوَّدْ صالِحَ الأَخْلاقِ، إِني رأَيتُ المَرْءَ يَأْلَفُ ما اسْتَعادا والعيد : هو تلك المناسبة التي يتكرر مجيئها كلّ عام في وقتها المحدّد ، والعِيدِيّة : هي تلك الهدية النقدية التي يعطيها الرجل لبناته وأخواته ومن له صلة رحم بهن في الأعياد وغالباً ما يكون ذلك في عيد الأضحى المبارك أما عندنا في المملكة غالبا ما تكون في عيد الفطر المبارك . وحتى كلمة عيادة تعني المكان الذي يرتاده الناس من وقت لآخر من أجل المعالجة والاستشفاء . فالعادة إذن هي ما تكرر فعله حتى أصبح ديدناً ، وألفته الأبصار لكثرة مشاهدته في حياة الناس اليومية . أما العرب يكرهون إنشاء العادات الجديدة خشية على عاداتهم المتوارثة ، وخوفاً أن يكون في هذه العادات الجديدة ما يُفقد مجتمعهم بعض المواصفات مثل الكرم الذي يفضلون بقاءه حيا فيهم ، ويقولون في ذلك :" ابْطِلْ عَادة ولا تُنْشِيء عَادة " ، والمعنى مفهوم من ذلك .

و التقاليد

التقاليد هي جمع لكلمة تقليد، وهي من الفعل قلَّدَ يُقلِّدُ تقليداً ، ومعناها أن يُقلِّد جيلٌ أساليب الجيل الذي سبقه ويسير عليها ، إن كان ذلك في الملبس أو في السلوك والتصرفات أو في العقائد والأعمال المختلفة التي يرثها الخلف عن السلف . وفي المنجد ، التقليد : هو ما انتقل إلى الإنسان من آبائه ومعلميه ومجتمعه من العقائد والعادات والعلوم والأعمال . ويقال قَلَّدَ فلاناً : أي اتبَعَهُ وحاكاهُ فيما يقول أو يفعل من غير حجة ولا دليل .
وفي تراثنا وحياتنا الاجتماعية البرماوية عندما نرى فتاة تطرِّز قطعة من القماش لتعمل منها ثوباً ( لمابازو ) ، فإننا ندرك أنها تُقلِّد والدتها في ذلك . وكذلك لو بدأت تعجن دقيق الأرز ( دوفيرا ) أو تتعلم تصفيف الدجاج للقلي ( الدروس كوره ) أو غيره مثل سلطة الفلفل الحار مع الجمبري المجفف ( الموريسورا بالإساماس ) فهي تكتسب تلك المهارات مما تراه عند والدتها وتقلدها في ذلك متخذة إياها قدوة لها تسير على نهجها وتتبع خطواتها وتسلك مسلكها .
والطفل عندما يبدأ النطق فهو يقلد والديه ويحاكيهم في لفظهم وتصرفاتهم حتى يستقيم لسانه ويهتدي إلى اللفظ السليم . وكذلك في السلوكيات فإن للبيت أثره البارز على تنشئة الأولاد وتربيتهم على الأسس السليمة ، فمن يتربى في أسرة محافظة ملتزمة بدينها يسير على نهج والديه ، ومن يتربى في أسرة فاسدة فالنتيجة معروفة إلا من رحم ربي . وكثيراً ما نرى ترادفاً ظاهراً بين كلمتي عادات وتقاليد فنرى الناس يقولون : من عاداتنا وتقاليدنا فعل كذا .. أو إننا نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا .. فالعادات والتقاليد عند الأعراب مثلاً تقضي بأن لا تزوّج عائلة ابنها أو ابنتها من عائلة أخرى ، ليس لأن في تلك العائلة ما يعيبها ، ولكنهم ساروا في أثر آبائهم وقلدوهم في تصرفاتهم ولم يغيروا أو يبدلوا شيئاً . وكثيراً ما نرى بعض الصفات التي تدلّ على القِدَم والجهل والعمى تلتصق بكلمة التقليد مثل : تقليد أعمى ، وتقاليد الصاحب صحبته ومن أمثالنا مثل الصاحب ساحب ( زي زين تاري هين فييه ) من الألفاظ والعبارات التي يستعملها المفلسفون في أغلب الأحيان . وكثير من الأشياء التي ذكرناها تحت عنوان العادات يمكن أن تندرج تحت هذا الباب وليس في الإعادة فائدة . ومن أمثال العرب الشعبية :" من عاشر القوم أربعين يوم ، صار منهم " لأنه يتعلم طباعهم ويجاريهم في عاداتهم وتقاليدهم ويعرف عنهم كل صغيرة وكبيرة
.​

ودمتم لنا سالمين
 

أبونواف

, قسم أخبارنا العامة وتراث الأجداد
إنضم
5 مايو 2009
المشاركات
1,210
مستوى التفاعل
5
النقاط
0
الإقامة
بين القراطيس والأقلام أسطر الآلام والأحلام
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
أخي العزيز : أبا فيصل
أشكرك كثيرا على هذا الطرح القيم ثم إن العادات والتقاليد برأيي مصطلحان يختلفان في اللفظ ويتقاربان كثيرا في المعنى ودعني أضيف بعض الأمور الهامة على ماذكرت فأقول :
العادات والتقاليد تعدّ
أحد مقومات كل مجتمع ولاتقل أهمية عن أي من مقومات الحياة إذ تحظى باهتمام بالغ من قبل جميع شعوب العالم ويعتبر الخروج عليها خروجاً على الناس والتعرض لها بمثابة إعلان حرب وتمرد لاسيما ما يخص الثوابت والمسلّمات .

والجالية البرماوية المقيمة في المملكة لها الكثير من العادات التي قد اندثرت وطمست نتيجة الاستقرار الطويل فيها والذوبان في نسيج المجتمع السعودي ، وبحكم التداخل والاحتكاك والتزواج بين السعوديين اكتسبت كثيرا من من العادات والتقاليد السعودية الأصيلة ،
ومع ذلك بقي بعض من العادات والتقاليد الخاصة بالبرماويين وهي حقيقة لم تعد كالسابق في عصر العولمة التي أدت إلى تطور الحياة وتغيرها مع عاداتها وتقاليدها كليا.

فلا أخفيكم أنني عندما تسلمت دفة إشراف هذا القسم حاولت جاهدا وفكرت شهورا طوالا في عاداتنا وتقاليدنا كي أملئ القسم عن بكرة أبيه ولكني تيقنت أخيرا واقتنعت وتوصلت إلى أن معظم تقاليدنا وعاداتنا اندثرت للسبب المذكور آنفا بالإضافة إلى عدم التوثيق كذلك ، وأخشى ما أخشاه أن يكون ماتبقى من هذه العادات التي تميزنا بها في مهب الريح وتصبح في خبر كان ونأتي أو يأتي أجيالنا من بعدنا ولايجدون لها أثرا ، ويكون شأنها شأن لغتنا الأراكانية التي امتزجت بلغات عديدة وتاهت بين لغات العالم وباتت تُنطق وتُداول بين أبنائها دون أن تُقرأ أو تُكتَب فغدونا الآن نحاول البحث عن قواعدها وضوابطها بعد قرون من الزمن.

أشكرك مرة أخرى وعذرا على تأخر ردي


وتقبل فائق احترامي
 
التعديل الأخير:

ابوفيصل

New member
إنضم
9 يوليو 2010
المشاركات
21
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكاني فوق عالي ما يوصله من الناس واطي
أخي أبو نواف
أشكر لك مرورك ومداخك لطالما يهمني ذلك وسلمت وسلم قلمك

مما أصبح اليه الجالية البرماوية حتى الآن هو تقليد للمجتمع السعودي الأصيل والأخذ بأفضل ما في الصفات من فضيلة و أخلاق حسنة وترك ما دون ذلك
أيضا معظم الرجال البرماويين إن لم يكن كلهم لايعرفون لبس الزي الأصلي لبلادهم سوى الزي السعودي الثوب والشماغ والعقال تقليدا للسعوديين حتى أصبحت عادة متلازمة لرجل البرماوي ولا يعروفون لبس زي سواه
وحتى النساء البرماويات فقدن الكثير من العادات البرماوية الأصيلة وتقلدن المجتمع السعودي قلبا وقالبا حتى أن الواحدة لاتفرق بين السعودية والبرماوية في الأخلاق والألفاظ واللباس
وسلمتم
 
أعلى