[ الشّقة للإيجارْ ] ! ..

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
20 يونيو 2009
المشاركات
188
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المدينة المنورة !
"
"


بعدَ أن تسلّمَ مفاتيح الشّقة التي استأجرها ليومٍ واحد من عجوزٍ أعورٍ ذو نبرةٍ منخفضة في حديثهِ ..
وكأنّهُ يهمس مع تلك الخشونة التي تُصاحب أصواتَ كلّ من هم في عمره ,
ولحيتهُ التي غطت معظم وجهه المجعّد , وظهرهُ الذي عوجهُ الزّمن ..
راقبَهُ وهو يبتعدُ مُخترقاً هذا الظّلام الحالك دون أن يستعينَ بأي مصدرٍ للضّوء ودونَ أن ينظر للخلف ..
خطواتهُ كانت بطيئة ولكن سُرعان ما اختفى وكأنّهُ لم يكن هنا قبل لحظاتٍ قليلة ..
ارتدى قِناع الاستغراب من هذا العجوزِ حينَ تركهُ فجأةً , حملَ شنطته الثّقيلة نوعاً ما والتي أجبرته
على الصّعودِ درجةً درجة ..
دخل إلى الشّقةِ جاهلاً معالمها , بدأ يبحثُ عن مفتاح النّور الذي في الغالبِ يكونُ بجوارِ الباب ..
وبعدَ أن تحسس الجدرانَ وكأنّهُ أعمى إثر هذا الظّلام وجدَ أخيرً مقبس النّور ..
لمْ يتوقّع أنْ تكون الشّقة بهذهِ الكآبة , حيثُ طبقة واضحة من الغبار اعتلتَ السّجاد والكراسي وطاولة الطّعام ..
والتلّفاز , وكانت المرآة المصلوبةَ وسط الجدار المقابل للبابِ مكسورةً من المنتصف بحيثُ تعكسُ
صورةً بشعة مخيفة لوجهه ..
كانَ منهكاً إثر هذهِ المسافة الطّويلة التي قطعها من قريته إلى هذهِ القرية , بدأ يبحثُ عن حجرةِ النّوم ..
ماراً بالمطبخِ ورِواقٍ طويل آخرهُ غرفة النّوم وبجوارهِا الحمام الذي عجزَ عن فتح بابهِ ..
استلقى على ذلك السّرير الخشبي القديم الذي يصدرُ صوتاً حاداً عندما يتقلّب فوقها , وآثارُ الاجهاد ظاهرةٌ
على أنفاسهِ العميقة , لم يلبث الا ثواني حتى غرقَ في نومهِ ..
أيقظهُ صوتُ انكسارِ زجاجٍ مصدرهُ فيما يبدو الشقة التي تعلو شقّته , وما أن غفى مرةً أخرى عاد ذلك الصّوت ..
نهضَ مُتنرفزاً لأنّ نومه اللذيذ قد قطعهُ حِدّة الصّوت , اعتراهُ بعضُ القلقِ حين تلى ذلك الصّوت صُراخ طفلةً ..
والمصدرُ ذاته , حيثَ أنّ ذلك العجوز لم يُخبره عن هؤلاء المزعجين فوقه ,
بدأ الاضطرابُ يتفاقم , وكأنّ هذا الجار يُقيمُ مسابقة لاختراق الضّواحي في شقّته , حيث صوتُ الأقدامٍ وهي تركض ..
جعلهُ يفقد سيطرته ويخرج لهذا الجار الوقح الذي لا يحترم حقوقَ الجار ..
طرقَ البابَ ثلاثاً ولا مُجيب , بل ولا أثر لأي مسابقةٍ مُقامة في الدّاخل , خرجَ من المبنى ونظر إلى شقّة هذا الجار ..
وجدَ الأنوار مُطفأة ولافتةٌ مكتوبٌ عليها [ الشقّة للإيجار ] !!
بدأت خيوط الشكّ في نفسهِ وفي وعيه تحيكُ لهُ أوهاماً مُرعبة ,
حتى أتاهُ اليقين حينَ أخفضَ نظرهُ لشقّتهِ ورأى النّافذة مفتوحة وذاك العجوز يضحك !!

"
"
 
إنضم
5 مايو 2009
المشاركات
102
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
أعيش فوق خيالها ..
ذكرتني بفلم مرعب قديم .. !
ولو لم أقرأ قصتك الملتوية أكثر من مرة لما فهمت مغزاك ..
جميل هذا الأدب الذي تملكه ، وهذا الأسلوب الأخاذ ..
سأترك للإخوة التعليق على القصة .. وبيان ما أراد كاتبها منها ..
دمت موفقاً مسدداً أيها الكاتب " المصربرماوي " !
 
إنضم
29 يونيو 2010
المشاركات
182
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
الباحة
بالله عليك أي قلم هذا الذي تستخدمه أيها المصربرماوي !!
أدخلتنا في دهليييز مخييف حتى بدا أثار الرعب والهلع يتجلى في وجوهنا
أهنئك على هذا الاسلوب الرائع والأخاذ في سردك للقصص .
إعحابي لقلمك .
 
إنضم
20 يونيو 2009
المشاركات
188
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المدينة المنورة !
"
"

أبو المقداد !
تقلّدتُ حضوركَ نشوة ,
تحيّةٌ لكَ ممزوجٌ بالعودِ والعنبر ..

هي مجرّد تجربةٍ للخروجِ من الروتين في السّرد ..
ثمّ أني أتجرّد من الـ [ مصر برماوي ] !
لأنّي لا أحبّذ الانتساب إلى الدّول التي تفوح من حدودها القذارة ..
انسبني إلى مسقط رأسي !

مودّتي ..

"​
 
إنضم
20 يونيو 2009
المشاركات
188
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المدينة المنورة !
"
"

الجرحُ القديم !
باقاتٌ ملوّنة من ورودٍ عتيقة مازالت تحتفظ بأصالةِ عطرها ..
لـ هذا الحضور الكريم ..

مودّتي ..

"
"​
 
إنضم
3 أغسطس 2009
المشاركات
31
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
أيها الظلّ المفقود الرائع

تحية ملؤها الإشادة بروعة السرد الجميل في قلمك، وأسلوبه الذي يأخذ بالقارئ.

ولكن بحرفك أيها الظلّ بعض الأخطاء التي قد تكون إملائية أو طباعية، وربّما لغوية.

وفي بعض ردودك اللطيفة على إخوانك كلمة تمنيتُ أن يمرّ عليها مقصّ الرقيب، ولم يفعل.

سررتُ بحرفك، ودمتَ بخير.
 
إنضم
20 يونيو 2009
المشاركات
188
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المدينة المنورة !
"

الفتى الحبيب , الرحال العاطفي , عبود الحسيني ..
سعدتُ جداً بهذا الحضور , لكم أجزل الشّكر !


ابن الوادي !
أشكرك أخي العزيز على الاشادة ,
ثمّ تمنّيت أن تعرض هذه الاخطاء كي نستفيد منها جميعاً ..

<< الحمدّ لله أنّك لستَ الرقيب , والا من سينقذني من مقصّك ؟!

"
 
أعلى