قصة الفراق .. بقلم كاتب برماوي جديد !

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
22 مايو 2009
المشاركات
65
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
جدة أهل الرخاء والشدة
قصة الفراق ( هذه رسالتي إليه ، من يوصلها ) .. بقلم كاتب برماوي جديد !

( 1 )
إلى أين تذهب يا صديقي . . ؟
أريد أن أكتب قصة حصلت بيني وبين أخي . . ربّ أخ لم تلده أمك . .
ولكن خفت أن يظن الناس أني تعلقت به . . فوالذي نفسي بيده أنني لم أتعلق به ؛ وإنما أردت أن أنصحه بهذه الرسالة . . رب كلمة تنفعه في الدنيا والآخرة . . وأذكره كيف كنا نعيش الزمان الأول وكيف نحن الآن . .
في الأيام الماضية كنت أقابله في الأسبوع مرتين أو ثلاث، لأنني أدرس في مكان بعيد ولن أقابله إلا إذا كان هناك برنامج مع الطلاب أو الدروس والمحاضرات الأسبوعية . . أما الآن لا أقابله إلا مرة أومرتين في الشهر . .
فدونكم القصة :

أسندت ظهري يوما في سريري , والهدوء يمتلئ المكان . . ثم بعد هنيهة تقلبت صفحات الماضي , فوجدت رجلا تلوح أمام عيني . . حصل بيني وبينه مواقف مؤلمة . . حاولت أن أغمض عيني لأحجب عين ناظري هذه الصور المؤلمة فوجدتها قد ازدادت وضوحا . . ولكن كيف أكتب وأنا الذي لا أملك العبارات ولا الكلمات الجذابة . . كأني أدخل اللجة وأنا جاهل بالسباحة . . ليس لي بطبيعة الماء خبرة ولا بمسيرة الموج علم , وقد تحملني موجة فتلقي بحيث ترى . . !

رأيته في المرحلة الإبتدائية . . متواضعا وزاهدا عن رفقاء السوء . . كل يوم يزداد جماله , ويقمر هلاله , ويترقرق في وجهه ماء الحسن , تكاد العيون تأكله , والقلوب تشربه ,ولكن كنت أقول لنفسي . .

لماذا الشاب هذا متكبر ؟!
لا يعرف المرح ولا يلعب معنا . .

مرت الأيام حتى رأيته في مسجد (الفاروق) بجدة متكئا على سارية، يلبس شماغا أحمرا . . مكوي بالنشا , وثوبا لامعا ؛ كأن البدر ركب على أزراره . لايشبع منه الناظر , ولا يروى منه الخاطر , كاد النجم يحكيه , والشمس تشبهه , حاملا بين يديه كتاب الله أفضل وأصدق كتاب على وجه الأرض , يقرأه ويصوغه بأحلى النغمات , وبأحلى الأصوات ؛ حتى قلت لنفسي: ربما حنجرته ذهبية !

فسبحان الله مثل هذه المواقف لم تلمس مقلتاي من قبل . . صورة تجلو الأبصار وتخجل الأقمار . . له سمت المتقين , وزي الصالحين . . ثم صافحته وكان هذا المسجد حافلا بطلاب العلم . .

مرت الأيام .. وقلت لوالدي :
أريد أن أحفظ كلام الله في هذا المسجد فوصفت له مايدور في هذا المسجد . .

طلاب التحفيظ يحبون العلم حبا جما , ويشاركون في الدورات العلمية , والبرامج المفيدة , فوافق والدي , وسجلت في هذا التحفيظ . . وعند أول جلسة في هذا التحفيظ شعرت أن هذه الحلقة روضة من رياض الجنة . .

دارت الأيام ؛ فأحببت هذا الرجل في الله , وأحبني في الله . . كنا نتسابق في عمل الخير مثل الفرسان . . حتى إذا كان صاحبي يغيب عنا , يسألني شيخي :

أين صديقك ورفيقك ؟
ولم يقل لي يوما :
أين فلان ؟

كنت أفتخر بصحبته . . بذلت له من ظواهر الود ما يبذله الرجل المهذب لمن يلقاه , فاحترق قلوب بعض الناس حسدا علينا . . فأرادوا أن يفرقوا بيني وبينه . .

والمصيبة أنهم يدعون الإلتزام , وكانوا يلازمون صديقي . .
وفي يوم من الأيام . . اختلفت أنا وصديقي في بعض الأشياء ؛ فوجد الحاسدون باباً لكي يدخلوا بيننا . . فقاموا يقولون له أنني خنته وخدعته ، ويذكرون له أنني أتكلم عليه . . فو الله لم أقل وراءه كلمة . . إلا كنت أكلم بعض الشباب الذين أثق فيهم . . أقول لهم :

أنني خالفته في شيء فهاجرني . . ظننت أنهم يصلحوا بيني وبينه ولكن الحاسدون غلبوا على المصلحين . . فهؤلاء الحسدة تطوعوا لإغوائه احتساباً لوجه إبليس ، إنهم كانوا من عباد إبليس المخلصين ، ويدعون أنهم طلاب العلم ، ولكن لا يدرون أنهم يرفلون تحت سحابة الجهل . . طار عن مقلتاي النوم والنعاس ، كلما آتي إلى الفرش وجدت أنني أستغرق في التفكير . . لا أدري كيف تهافت هذا البناء الشامخ . . فصارت عرصة ليس فيها بناء . .

مت دموعي على عذابي *** مذ غاب عني جميل صبري !
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
22 مايو 2009
المشاركات
65
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
جدة أهل الرخاء والشدة
( 2 )
لا أدري كيف يتحرك القلم على القرطاس ، وزفرات الصدور لا تزول من فؤادي . . تسيل الدموع بدون إذني ، فأفرشت لها خدي مستسلماً وأذنت لها أن تحفر خدي لصاحب ذهب عن عيوني . .
فراقك عرّف الأحزان قلبي *** وفرق بين جفني والرقاد !
مرت ما يقارب سنة وهذه حالنا . . أسلم عليه لا يرد . . أنصحه يرفض القبول . . حاولت معه بشتى الطرق لكن لا يبالي . .
جاءت ليلة العيد . . وفجأة يرن جهازي . . ظننت أن أحداً يريد معايدتي . . رفعت السماعة . .
فإذا أستاذي يقول : يا فلان تعال في مسجدي وصلّ العيد هناك . . أريدك أن تكبّر تكبيرات العيد فقط . . قلت له : أبشر أستاذي . .

وفي الصباح ارتفعت أستار الظلام ، وتبسم النور في أجواء البلاد وانبلج الفجر البهيج من ظلمة الليل الطويل . . ذهبت إلى المسجد فكبرنا وصلينا صلاة العيد وبعد الصلاة كلٌ يعيد الآخر . . الصغير والكبير . .الشباب والشيب . . الأحفاد والأجداد . . القريب والبعيد . . الأحباب والأصحاب . .

وفجأة يأتيني أخي وصاحبي يصافحني ويقول لي : كيف حالك وكل عام وأنت بخير . . قلت له : وأنت بألف خير . . لا أصدق أأنا أسبح في بحر الخيال أم في محيط الواقع لم يخلد في بالي أنه يصافحني . .

كأن السحاب الأسود انقشع ، والليل البهيم انجلى . . صار أخي يتكلم معي ، ويشاركني في بعض الأفكار وفي تقديم البرامج المسلّية للناس . .

كم من شاب استهزأ به وقالوا له : أنت الذي كنت تسب فلاناً . . وهو كان يتكلم عليك . . يقصدون أنا ؛ ولكن أخي تحمل وصبر ولم يلتفت إلى كلامهم لأنه عرف الحقيقة . . والحقيقة أنني لم أتكلم عليه ..

ربّ أمرٍ سرّ آخره *** بعد ما ساءتْ أوائله !

عسى فرجٌ يأتي به الله إنه *** له كلّ يوم في خلقه أمرُ
ألم تر أن الليل لما تكاملت *** غياهبه جاء الصبح بنوره !

ولكن للأسف سرعان ما تغيّر، فلمّا قلَّ علاقته معي . . كان يحب أن يحل المشكلات بين الأطفال في التحفيظ . . وكان متميزاً في هذا ..
أما الآن وقع في مشكلة أكبر من المشكلة التي من قبل . . كم تردد قلمي عن كتابتها لكني أجبرت القلم ولم يستطع أن يدافع عن نفسه . . كيف لا أجبره . .وأنا أرى أخي يسلك درب الهلاك . .

فهل يجوز سكوت *** أويستساغ النمير ؟!
الخطب خطب جليل *** والأمر أمر عظيم !

حاولت أن أكلّمه وجهاً لوجه . . لكن لم أستطع . . لأن أمره يحزّ في النفس بل يحزنها ويقلقها ويُسكب الدمع من عينيها أن ترى أخي ولسان حاله ومقاله ينادي :
هل من منقذ ؟!
هل من رجل يدلُّنا على النور وبلسم الحياة ؟!
إنّها مشكلة التعلق بالمردان والأطفال . .
صار لايبالي بكلام الناس وخاطب نفسه بجملة [طنش تعش تنتعش ]
والله يا أخي : لن تعيش ولا تنتعش إن استمريت على هذه الحال . . أنت من تدمّر حياتك . . وتضيّع سمعتك عند الناس . . حتى ولو أردت لهم الخير وتحبهم في الله . .
اسأل المجرّبين الذين وقعوا في مشكلة التعلّق يقولون: لم يخلد في بالهم أنهم يقعون في المصائب والطامات ، لكنّهم وقعوا ؛ لأن الشيطان حريص . .

فأوصيك ونفسي بتقوى الله عزوجل . .
وتذكّر قول الباري :
{ولا تتبعوا خطوات الشيطان . . .} وقوله {ولا تقربوا الزنا . . .}

فيا أخي المبارك :
قضية التعلّق قضية كبيرة ،لا أستطيع أن أسرد لك في هذا الموضوع الضيّق ، ولكن أنصحك بكتاب (معاناة شاب) للشيخ / فهد بن يحي العماري . .
نعم هذه هي حياة صاحبي . . لعلّه يدرك هذه الرسالة المتواضعة ؛ فيتذكر صاحبه المخلص ويتجنب طرق الشر والفتنة ، ويسلك طريق الخير والفلاح . . وكلّي أمل في الله ثم فيه . .
أخيراً :
اعذروني على هذه الكليمات فربّما جرحت بعض المشاعر ، وآذت العقول والبصائر ، ولعلّ صاحبي يقرأ رسالتي .. هذا ما آمل إليه وأرجو له ..

واختموا يا من قرأ أومن درى*** بصلاة للنبي خيــــــرالورى
مع ســــلام من سما أم القرى *** مادجى الليل وما البدر سرى ..
 
إنضم
5 مايو 2009
المشاركات
102
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
أعيش فوق خيالها ..

ما شاء الله ..
قلمٌ يستحق الإشادة به ، ورسالة تحمل في طياتها الكثير من العبر ، وقصة رائعة تحمل قيمة مفقودة عند فئام من الناس .. ( الوفاء ) ..
أتمنى أن يقرأ من قصدته .. رسالتك النابعة من قلبك الطاهر ..
حياك الله .. وننتظر جديدك أيها الكاتب البرماوي الكبير .
 
إنضم
23 يونيو 2010
المشاركات
847
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
الإقامة
بين السطور تـائـهة
قصة جميلة تحمل طابع مميز

كل الشكر والتقدير لك على الطرح الجميل
وننتظر جديدك
وهنيئاً لك هذا الابداع ايها الكاتب البرماوي
 

هيمو_

New member
إنضم
6 يوليو 2009
المشاركات
2,323
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
( كم ينقصنا مثلك في الصدق و إرادة الخير للغير و النصح ! )


أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرشد صاحبك إلى درب الخير و الصلاح ، و أن يجمعكما ثانية و تعيشا حياة ملؤها الحب في الله .

بكل أمانة قلم يستحق الإحترام - حفظك الله و رعاك -
 
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
27
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
ماشاء الله تبارك الله
قلم ذو عقل وكاتب صاحب أمل
أسال الله الودود أن يجمع بينكم وأن يصلح حالكم وأن يثبتنا وإياكم على الحق والصالح من العمل


في الحقيقة لاأخفي عليكم أن صاحب هذا القلم من يحفزني في هذا المجال فأوعده وإياكم بكل ماهو مفيد والله ولي التوفيق
 
إنضم
8 أكتوبر 2009
المشاركات
101
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المملكة العربية الأدبية
القريب من القلب دوما ..



أركاني ولك الفخر (بدينك).



أسلوب راق .. وكلمات مختارة .. وقصة منسوجة من خيوط الواقع المؤلم ..


بداية موفقة .. أرجو أن تتبعها متابعات .. وتتلوها محاولات للوصول إلى كتابة فنية راقية ..



وتتميما للفائدة وإعانة لك على الوصول .. دونك هذا النقد اللطيف .. ولا تنس أن النقد أسهل من البناء .. فلا تحزن


قلت :

والهدوء يمتلئ المكان ..



لعله قد سقط حرف الباء من قولك (بالهدوء يمتلئ المكان .. أو والهدوء يملأ المكان )



ثم بعد هنيهة تقلبت صفحات الماضي



صوابها : قلبت صفحات الماضي



فقاموا يقولون له أنني



عجبا: أين أنت عما تحفظ من قول ابن مالك :


وهمز إن افتح لسد مصدر ## مسدها وفي سوى ذاك اكسر


فاكسر في الابتدا وفي بدء صلة ## وحيث إن ليمين مكملة


أو حكيت بالقول أو حلت محل ## حال كزرته وإني ذو أمل



الصواب: يقولون له: إني أو إنني



أقول لهم : أنني خالفته في شيء فهاجرني


الصواب: أقول لهم: إنني .. فهجرني


لأن لفظ هاجر يدل على الاشتراك في الفعل، فكأنك هجرته وهجرك ..


والواقع أنه هجرك ولم تهجره ابتداءً




يرفلون تحت سحابة الجهل



صورة فنية بديعة .. بعدسة أدبية راقية ..


لكن .. ألا ترى أن لو قلت:


يستظلون بسحائب الجهل .. ويرفلون في ثياب الحقد ....


لكان أولى




طار عن مقلتاي



أوووه .. خطأ مطبعي فادح ..


(عن) تجر الدنيا وما فيها ..



طار عن مقلتيّ




كلما آتي إلى الفرش وجدت



لو قلت: كلما آتي إلى الفراش أجد


كان أولى



هذا ما رمت ذكره .. مع العلم أن هذا لا يقدح في جمال القصة والسرد الأدبي الجميل ..


وهكذا هي البدايات .. والعبرة كل العبرة بتمام النهايات ..



وتقبل خالص تحياتي وتقديري




( تنبيه: لكل اعتراض مضى ذكره هنا قول أو وجه ولو نادر في اللغة )
 
التعديل الأخير:
إنضم
22 مايو 2009
المشاركات
65
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
جدة أهل الرخاء والشدة
الله يجزيكم الجنة

الأخ/
أبوالمقداد ، وعبادي الأركاني ، وهيمو_ ، والمشرف العام ، وقيود الزمن ،وأبونوار المحمدي
والأخت/
دلوعة مكة

لو استعرت الدهر لساناً ، واتخذت الريح ترجماناً ، ليشيعا شكر مروركم وردودكم على موضوعي حق الإشاعة ؛ لقصرت بهما يد الاستطاعة

أما الشيخ / عبدالله الشلبي
فله شكر خاص من أعماق قلبي . . شكرٌ ترتاح له المكارم ، وتهتز له المواسم . . شكرُ كأنفاس الأحباب أو أنفاس الأسحار ، بل أنفاس الرياض غبَّ الأمطار.


بإذن الله سوف ترون الجديد والمفيد
 
أعلى