أركاني وأفتخر
New member
قصة الفراق ( هذه رسالتي إليه ، من يوصلها ) .. بقلم كاتب برماوي جديد !
( 1 )
إلى أين تذهب يا صديقي . . ؟
أريد أن أكتب قصة حصلت بيني وبين أخي . . ربّ أخ لم تلده أمك . .
ولكن خفت أن يظن الناس أني تعلقت به . . فوالذي نفسي بيده أنني لم أتعلق به ؛ وإنما أردت أن أنصحه بهذه الرسالة . . رب كلمة تنفعه في الدنيا والآخرة . . وأذكره كيف كنا نعيش الزمان الأول وكيف نحن الآن . .
في الأيام الماضية كنت أقابله في الأسبوع مرتين أو ثلاث، لأنني أدرس في مكان بعيد ولن أقابله إلا إذا كان هناك برنامج مع الطلاب أو الدروس والمحاضرات الأسبوعية . . أما الآن لا أقابله إلا مرة أومرتين في الشهر . .
فدونكم القصة :
إلى أين تذهب يا صديقي . . ؟
أريد أن أكتب قصة حصلت بيني وبين أخي . . ربّ أخ لم تلده أمك . .
ولكن خفت أن يظن الناس أني تعلقت به . . فوالذي نفسي بيده أنني لم أتعلق به ؛ وإنما أردت أن أنصحه بهذه الرسالة . . رب كلمة تنفعه في الدنيا والآخرة . . وأذكره كيف كنا نعيش الزمان الأول وكيف نحن الآن . .
في الأيام الماضية كنت أقابله في الأسبوع مرتين أو ثلاث، لأنني أدرس في مكان بعيد ولن أقابله إلا إذا كان هناك برنامج مع الطلاب أو الدروس والمحاضرات الأسبوعية . . أما الآن لا أقابله إلا مرة أومرتين في الشهر . .
فدونكم القصة :
أسندت ظهري يوما في سريري , والهدوء يمتلئ المكان . . ثم بعد هنيهة تقلبت صفحات الماضي , فوجدت رجلا تلوح أمام عيني . . حصل بيني وبينه مواقف مؤلمة . . حاولت أن أغمض عيني لأحجب عين ناظري هذه الصور المؤلمة فوجدتها قد ازدادت وضوحا . . ولكن كيف أكتب وأنا الذي لا أملك العبارات ولا الكلمات الجذابة . . كأني أدخل اللجة وأنا جاهل بالسباحة . . ليس لي بطبيعة الماء خبرة ولا بمسيرة الموج علم , وقد تحملني موجة فتلقي بحيث ترى . . !
رأيته في المرحلة الإبتدائية . . متواضعا وزاهدا عن رفقاء السوء . . كل يوم يزداد جماله , ويقمر هلاله , ويترقرق في وجهه ماء الحسن , تكاد العيون تأكله , والقلوب تشربه ,ولكن كنت أقول لنفسي . .
لماذا الشاب هذا متكبر ؟!
لا يعرف المرح ولا يلعب معنا . .
لا يعرف المرح ولا يلعب معنا . .
مرت الأيام حتى رأيته في مسجد (الفاروق) بجدة متكئا على سارية، يلبس شماغا أحمرا . . مكوي بالنشا , وثوبا لامعا ؛ كأن البدر ركب على أزراره . لايشبع منه الناظر , ولا يروى منه الخاطر , كاد النجم يحكيه , والشمس تشبهه , حاملا بين يديه كتاب الله أفضل وأصدق كتاب على وجه الأرض , يقرأه ويصوغه بأحلى النغمات , وبأحلى الأصوات ؛ حتى قلت لنفسي: ربما حنجرته ذهبية !
فسبحان الله مثل هذه المواقف لم تلمس مقلتاي من قبل . . صورة تجلو الأبصار وتخجل الأقمار . . له سمت المتقين , وزي الصالحين . . ثم صافحته وكان هذا المسجد حافلا بطلاب العلم . .
مرت الأيام .. وقلت لوالدي :
أريد أن أحفظ كلام الله في هذا المسجد فوصفت له مايدور في هذا المسجد . .
أريد أن أحفظ كلام الله في هذا المسجد فوصفت له مايدور في هذا المسجد . .
طلاب التحفيظ يحبون العلم حبا جما , ويشاركون في الدورات العلمية , والبرامج المفيدة , فوافق والدي , وسجلت في هذا التحفيظ . . وعند أول جلسة في هذا التحفيظ شعرت أن هذه الحلقة روضة من رياض الجنة . .
دارت الأيام ؛ فأحببت هذا الرجل في الله , وأحبني في الله . . كنا نتسابق في عمل الخير مثل الفرسان . . حتى إذا كان صاحبي يغيب عنا , يسألني شيخي :
أين صديقك ورفيقك ؟
ولم يقل لي يوما :
أين فلان ؟
ولم يقل لي يوما :
أين فلان ؟
كنت أفتخر بصحبته . . بذلت له من ظواهر الود ما يبذله الرجل المهذب لمن يلقاه , فاحترق قلوب بعض الناس حسدا علينا . . فأرادوا أن يفرقوا بيني وبينه . .
والمصيبة أنهم يدعون الإلتزام , وكانوا يلازمون صديقي . .
وفي يوم من الأيام . . اختلفت أنا وصديقي في بعض الأشياء ؛ فوجد الحاسدون باباً لكي يدخلوا بيننا . . فقاموا يقولون له أنني خنته وخدعته ، ويذكرون له أنني أتكلم عليه . . فو الله لم أقل وراءه كلمة . . إلا كنت أكلم بعض الشباب الذين أثق فيهم . . أقول لهم :
وفي يوم من الأيام . . اختلفت أنا وصديقي في بعض الأشياء ؛ فوجد الحاسدون باباً لكي يدخلوا بيننا . . فقاموا يقولون له أنني خنته وخدعته ، ويذكرون له أنني أتكلم عليه . . فو الله لم أقل وراءه كلمة . . إلا كنت أكلم بعض الشباب الذين أثق فيهم . . أقول لهم :
أنني خالفته في شيء فهاجرني . . ظننت أنهم يصلحوا بيني وبينه ولكن الحاسدون غلبوا على المصلحين . . فهؤلاء الحسدة تطوعوا لإغوائه احتساباً لوجه إبليس ، إنهم كانوا من عباد إبليس المخلصين ، ويدعون أنهم طلاب العلم ، ولكن لا يدرون أنهم يرفلون تحت سحابة الجهل . . طار عن مقلتاي النوم والنعاس ، كلما آتي إلى الفرش وجدت أنني أستغرق في التفكير . . لا أدري كيف تهافت هذا البناء الشامخ . . فصارت عرصة ليس فيها بناء . .
مت دموعي على عذابي *** مذ غاب عني جميل صبري !
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
اسم الموضوع : قصة الفراق .. بقلم كاتب برماوي جديد !
|
المصدر : .: حكايات وأقاصيص :.

