مِنْ داخل القصر الكبير !!
كنتُ وحيداً فريدا , لا أنيس و لا جليس , الكل يضحك و يبستم , أما أنا فقد كنت
في شغل شاغل طوال الوقت , لأستطيع الحِراك من مكان عملي , هذا يأمرني
و ذاك يزجرني و آخر يضحك مني , حتى ماتت المشاعر و الأحاسيس بداخلي
لا ألقي أي اهتمام لمن حولي , و كنتُ أتمنى رؤية الشيخ الكبير في القصر ,
ربما أجد الحل الأمثل عنده , فهو شخص مهذب عاقل يعطي الحق لصاحب الحق ..
و في أحد الأيام زارنا زائر في القصر الكبير .. في وقت الظهيرة و قبل الغداء
بقليل , حسنُ المظهر , كثُ اللحية , جميل المنظر , و أثر السجود بادٍ على جبينه ..
قَدِمتُ إليه لأناوله كأس الماء ثم تركته وحيدا , حينها قال : توقف ..
توقفت ثم التفت إليه و قلت له : أمرك يا سيدي ..
قال : ما لي أراك حزينا .. كأن الجبل فوق رأسك ؟!
أطرقت رأسي نحو الأرض ثم قلت : لا شيء يا مولاي ..
( أشار بيديه أن تعال إليّ .. و فتح ذراعيه )
ذرفت دمعة من عيني .. ثم قلت : أمرك يا مولاي ..
( تقدمتُ نحوه ثلاث خطوات )
فابتسم الرجل في وجهي ابتسامة عطف و شفقة ثم قال :
تعال يا بنيّ دع عنك هذا الهمّ فلن ينفعك الهمُ مع سكوتك
بل يزيدك هماً إلى همك و إفراغ الهم إلى الصديق أو القريب
و حتى للغريب يخفف الألمَ ..
عندئذٍ سألته سؤالاً فقلت :
كلام جميل يا مولاي و لكن !!
كيف أفرغ الهمَّ و الهمُّ كالمغناطيس على الحديد في قلبي !!
كيف أفرغ الهمَّ و الهمُّ بمثابة اللحم للظفر في جسدي!!
كيف أفرغ الهمَّ و الهمُّ أنيسي و جليسي !!
عندها تفجرت بالبكاء الشديد ، فضمني الضيف بين أحضانه الدافئة
و هدأ من روعي و مسح الدموع من عيناي و شربني من الكأس الذي
أتيته به ثم قال : إن لي قصرا كبيرا أكبر من قصركم هذا فما رآيك
أن ترافقني إلى قصري .. ؟ سأكون سعيدا بانضمامك إليّ و لا تحمل همّ
مولاك في هذا القصر هو بمثابة ابن الأخت لي فلم يرفض لي طلبا
طلبته من قبل و لن يرفض طلب انضمامك إلى قصري إن شاء الله ..
ابتسمت ابتسامة خفيفة ثم قلت : ومآذا سأفعل عندك يا مولآي ؟
فأجابني قآئلاً : سأجعلك مثل أبنائي وستكون أنيسي وجليسي الدائم
ها ما رأيك يا بني أتود الذهاب معي أم لا ؟
فأجبته قائلاً : دعني أفكر قليلا يا مولاي ..
لم أستوعب ما قلته حتى الآن لا أكاد أصدق ما سمعته آنفا كيف لي ذلك كله ،
أأنا في علم أم حلم هذا واقع أم خيال ، عاجز عن التعبير عن فرحتي فلا تؤاخذني
يا مولاي واا ... عندها جاء أمير القصر وأنا جالس مع الضيف فتغير لون الأمير
من شدة الغضب وقال : لم أنت هنا يآ فرفوش !!
فصحوت من النوم فزعآ بعد ذلك وحمدت الله أن ذلك حلمآ عآبرآ كسآبق عهده
ووضعت يديّ برآسي فتأكدت أخيرآ بأن رآسي في موضعه ..
:drop2:
كنتُ وحيداً فريدا , لا أنيس و لا جليس , الكل يضحك و يبستم , أما أنا فقد كنت
في شغل شاغل طوال الوقت , لأستطيع الحِراك من مكان عملي , هذا يأمرني
و ذاك يزجرني و آخر يضحك مني , حتى ماتت المشاعر و الأحاسيس بداخلي
لا ألقي أي اهتمام لمن حولي , و كنتُ أتمنى رؤية الشيخ الكبير في القصر ,
ربما أجد الحل الأمثل عنده , فهو شخص مهذب عاقل يعطي الحق لصاحب الحق ..
و في أحد الأيام زارنا زائر في القصر الكبير .. في وقت الظهيرة و قبل الغداء
بقليل , حسنُ المظهر , كثُ اللحية , جميل المنظر , و أثر السجود بادٍ على جبينه ..
قَدِمتُ إليه لأناوله كأس الماء ثم تركته وحيدا , حينها قال : توقف ..
توقفت ثم التفت إليه و قلت له : أمرك يا سيدي ..
قال : ما لي أراك حزينا .. كأن الجبل فوق رأسك ؟!
أطرقت رأسي نحو الأرض ثم قلت : لا شيء يا مولاي ..
( أشار بيديه أن تعال إليّ .. و فتح ذراعيه )
ذرفت دمعة من عيني .. ثم قلت : أمرك يا مولاي ..
( تقدمتُ نحوه ثلاث خطوات )
فابتسم الرجل في وجهي ابتسامة عطف و شفقة ثم قال :
تعال يا بنيّ دع عنك هذا الهمّ فلن ينفعك الهمُ مع سكوتك
بل يزيدك هماً إلى همك و إفراغ الهم إلى الصديق أو القريب
و حتى للغريب يخفف الألمَ ..
عندئذٍ سألته سؤالاً فقلت :
كلام جميل يا مولاي و لكن !!
كيف أفرغ الهمَّ و الهمُّ كالمغناطيس على الحديد في قلبي !!
كيف أفرغ الهمَّ و الهمُّ بمثابة اللحم للظفر في جسدي!!
كيف أفرغ الهمَّ و الهمُّ أنيسي و جليسي !!
عندها تفجرت بالبكاء الشديد ، فضمني الضيف بين أحضانه الدافئة
و هدأ من روعي و مسح الدموع من عيناي و شربني من الكأس الذي
أتيته به ثم قال : إن لي قصرا كبيرا أكبر من قصركم هذا فما رآيك
أن ترافقني إلى قصري .. ؟ سأكون سعيدا بانضمامك إليّ و لا تحمل همّ
مولاك في هذا القصر هو بمثابة ابن الأخت لي فلم يرفض لي طلبا
طلبته من قبل و لن يرفض طلب انضمامك إلى قصري إن شاء الله ..
ابتسمت ابتسامة خفيفة ثم قلت : ومآذا سأفعل عندك يا مولآي ؟
فأجابني قآئلاً : سأجعلك مثل أبنائي وستكون أنيسي وجليسي الدائم
ها ما رأيك يا بني أتود الذهاب معي أم لا ؟
فأجبته قائلاً : دعني أفكر قليلا يا مولاي ..
لم أستوعب ما قلته حتى الآن لا أكاد أصدق ما سمعته آنفا كيف لي ذلك كله ،
أأنا في علم أم حلم هذا واقع أم خيال ، عاجز عن التعبير عن فرحتي فلا تؤاخذني
يا مولاي واا ... عندها جاء أمير القصر وأنا جالس مع الضيف فتغير لون الأمير
من شدة الغضب وقال : لم أنت هنا يآ فرفوش !!
فصحوت من النوم فزعآ بعد ذلك وحمدت الله أن ذلك حلمآ عآبرآ كسآبق عهده
ووضعت يديّ برآسي فتأكدت أخيرآ بأن رآسي في موضعه ..
:drop2:
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : عندمآ كآن الفرفوش في القصر الكبير !!
|
المصدر : .: حكايات وأقاصيص :.

