أبو عمار المكي
مراقب عام سابق
في موضوع (حقيقة ليست خاطرة .. سطرتُها عندما فجرتْني كلمة بابا) في قسم (درر وخواطر) طرح أخي الفاضل أبوفوزان الأسئلة التالية عن لفظَيْ (بابا) و (ماما) :
واسمح لي يا أستاذي الكريم أن أسألك بالله
لماذا ينطق الطفل أو الطفلة بكلمة بابا
بدلاً من لفظ أبي و والدي وما أشبهه ذلك
هل هي من الفطرة أم ماذا ؟
وما أصل كلمة بابا ؟
وهل يوجد في المعاجم العربية كلمة بابا
أم أنها كلمة لاتينية baba انتشرت بيننا ؟
نأمل منك أن تبحث لنا أصل كلمتي بابا وماما ؟
وأقوال علماء الشرع في ذلك ؟
حتى تعم الفائدة
نفعنا الله بعلمك وجزاك الله خيراً
ا.هـ
لماذا ينطق الطفل أو الطفلة بكلمة بابا
بدلاً من لفظ أبي و والدي وما أشبهه ذلك
هل هي من الفطرة أم ماذا ؟
وما أصل كلمة بابا ؟
وهل يوجد في المعاجم العربية كلمة بابا
أم أنها كلمة لاتينية baba انتشرت بيننا ؟
نأمل منك أن تبحث لنا أصل كلمتي بابا وماما ؟
وأقوال علماء الشرع في ذلك ؟
حتى تعم الفائدة
نفعنا الله بعلمك وجزاك الله خيراً
ا.هـ
وبعد قراءتي للأسئلة المطروحة استعنت بالله تعالى وبدأت أبحث عن أجوبةٍ لهذه الأسئلة التي أثقلت كاهلي، وركبني همّ كبير لقلة بضاعتي، إلا أن الله لطف بي ورحمني رحمة واسعة، فبعد عناء البحث ومشقته هداني الله تعالى إلى بحث لطيف بعنوان (الشاعر الأميري ... وكلمة بابا) للدكتور محمد حسان الطيان وهو عالم جليل في اللغة العربية من علماء الشام له بحوث جليلة وتحقيقات ومقالات كثيرة جدا نفع الله بها، والحمد لله أنقذني الله بهذا الرجل العظيم من هذا البحث الخطير، وتكمن خطورة هذا البحث في إثبات هذين اللفظين : هل هما لفظان عربيان أم لا ؟ وهذا من أصعب البحوث يدركه لمن له دراية في فقه اللغة، ولهذا أكتفي بعرض بحثه بعد تلخيص بسيط فيه ووضع عناوين توضيحية بين فقراته، لأنه بذل جهدا عظيما حول هذين اللفظين، وإليكم البحث بعد تصرف يسير :
الأسباب التي دعت الدكتور محمد حسان الطيان إلى البحث عن هذين اللفظين
يقول الدكتور محمد حسان الطيان ـ حفظه الله وجزاه عنا خير الجزاء ـ :
للشاعر الأميري - عمر بهاء الدين (1916-1992م) - ولعٌ خاص بكلمة "بابا" ولا غروَ فهو شاعر الإنسانية المؤمنة, بل هو شاعر الأبوة الحانية في أدبنا العربي الحديث, فقد استبدَّت به هذه العاطفة, أعني عاطفة الأبوة, فأعطاها مالم يعطه شاعر آخر فيما نعلم, حتى لقد خصَّها بديوان أطلق عليه اسم "أب" نفَحَهُ بكل ما حباهُ المولى سبحانه من حنوِّ الأبوة, ورحمة الأبوة, وعطف الأبوة, وشفقة الأبوة.
ولما كان الأمر كذلك عند شاعرنا الأميري كثرت في معجمه اللفظي الكلمات المعبرة عن الأبوة, من مثل قوله:
للشاعر الأميري - عمر بهاء الدين (1916-1992م) - ولعٌ خاص بكلمة "بابا" ولا غروَ فهو شاعر الإنسانية المؤمنة, بل هو شاعر الأبوة الحانية في أدبنا العربي الحديث, فقد استبدَّت به هذه العاطفة, أعني عاطفة الأبوة, فأعطاها مالم يعطه شاعر آخر فيما نعلم, حتى لقد خصَّها بديوان أطلق عليه اسم "أب" نفَحَهُ بكل ما حباهُ المولى سبحانه من حنوِّ الأبوة, ورحمة الأبوة, وعطف الأبوة, وشفقة الأبوة.
ولما كان الأمر كذلك عند شاعرنا الأميري كثرت في معجمه اللفظي الكلمات المعبرة عن الأبوة, من مثل قوله:
وأنا أب في أضلعي مِزَعٌ
تسعٌ من الأطفال تهتف بي
هل في حنان الناس منزلةٌ
أسنى وأرفع من حنان أبِ
تسعٌ من الأطفال تهتف بي
هل في حنان الناس منزلةٌ
أسنى وأرفع من حنان أبِ
بل لقد تعدى ذلك إلى تلك الكلمة الدائرة على لسان كل طفل حين ينادي أباه, أو حين يحكي عن أبيه, أو حين يدعوه أبوه. إنها كلمة "بابا" التي تصلح عنوانا لرائعته ودرة ديوانه (قصيدة أب) التي يقول فيها مصورا فراق بنيه بعد أن ملؤوا عليه دنياه لعبا.. وشغبا.. وحبا.. وطربا:
أين الضجيج العذبُ والشغبُ؟
أين التدارسُ شابهُ اللعبُ؟
أين الطفولةُ في توقُّدِها؟
أين الدُّمى في الأرضِ والكُتُبُ؟
أين التشاكُسُ دونَما غَرَضٍ؟
أين التشاكي ما لهُ سَبَبُ؟
أين التباكي والتضاحُكُ، في
وَقْتٍ معاً، والحُزنُ والطَرَبُ؟
أين التسابُقُ في مُجاورَتي
شَغَفَاً، إذا أكلوا وإنْ شربوا؟
يَتَزاحمونَ على مُجالستِي
والقُربِ مِنِّي حيثُما انقَلَبوا
يتوَجَّهونَ بسَوقِ فِطْرتِهم
نَحْوي إذا رَهبوا وإن رَغبوا
فنشيدُهُم "بابا" إذا فَرحوا
ووعيدُهُم "بابا" إذا غَضِبوا
وهتافُهُم "بابا" إذا ابتَعدُوا
ونَجِيُّهُم "بابا" إذا اقتَرَبُوا
أين التدارسُ شابهُ اللعبُ؟
أين الطفولةُ في توقُّدِها؟
أين الدُّمى في الأرضِ والكُتُبُ؟
أين التشاكُسُ دونَما غَرَضٍ؟
أين التشاكي ما لهُ سَبَبُ؟
أين التباكي والتضاحُكُ، في
وَقْتٍ معاً، والحُزنُ والطَرَبُ؟
أين التسابُقُ في مُجاورَتي
شَغَفَاً، إذا أكلوا وإنْ شربوا؟
يَتَزاحمونَ على مُجالستِي
والقُربِ مِنِّي حيثُما انقَلَبوا
يتوَجَّهونَ بسَوقِ فِطْرتِهم
نَحْوي إذا رَهبوا وإن رَغبوا
فنشيدُهُم "بابا" إذا فَرحوا
ووعيدُهُم "بابا" إذا غَضِبوا
وهتافُهُم "بابا" إذا ابتَعدُوا
ونَجِيُّهُم "بابا" إذا اقتَرَبُوا
ولا يكاد قارئ للشعر, أو مستمع له, أو مستمتع به, أو متذوق لمعانيه, أو مفتون بمبانيه, ينكر على شاعرنا استعماله لهذه الكلمة, وتكراره لها,على نحو ما قرأتَ..وسمعتَ.. وتذوقتَ.. وفُتِنتَ! كيف لا وقد طار ذكر هذه القصيدة في الآفاق, ونالت من الشهرة والذيوع والانتشار ما جعل صاحبها نفسه يعجب من ذلك, حتى سماها (القصيدة المحظوظة)! بل لقد أعجب بها عملاق الأدب والنقد عباس محمود العقاد, على قلة ما يعجبه من شعر المعاصرين, وعدَّها من عيون الشعر الإنساني, وقال عنها في ندوة من ندوات منزله في مصر الجديدة في رمضان 1381هـ: "لو كان للأدب العالمي ديوان من جزء واحد لكانت هذه القصيدة في طليعته..!". وترجمت إلى اللغة الفرنسية وقورنت بقصائد فيكتور هوغو في الأطفال, وعرضت في برامج تلفازية خاصة, ونشرت في الكثير من المجلات والكتب المدرسية.وكانت هذه القصيدة الدافع لإخراج الشاعر الأميري ديوان "أب".
ومع ذلك فقد أنكر قوم على شاعرنا استعماله كلمة "بابا" في هذه القصيدة, وذهبوا في ذلك كل مذهب.
إذ كيف يجوز لفصيح مثله أن يستعمل كلمة عامية؟؟
بل كيف يجوز لبليغ مثله أن يرطنَ بكلمة أعجمية؟؟
بل كيف يجوز لشاعر كبير مثله أن يناغي بكلمة طفولية؟؟
بل كيف يجوز لبليغ مثله أن يرطنَ بكلمة أعجمية؟؟
بل كيف يجوز لشاعر كبير مثله أن يناغي بكلمة طفولية؟؟
لفظا (بابا) و (ماما) في المعاجم اللغوية
يقول الطيان :
وإن تعجَبْ فعجَبٌ أمرُ مَن يُنكرُ وجود هذه الكلمة في المعاجم العربية، ثم حين يتبدّى له على وجه اليقين أنها موجودة يُعجزه استخراجُها، لأنه لا يعلم من أي باب تخرج أوتحت أيِّ أصلٍ تندرج!. مع أن الأمر في غاية السهولة واليسر، ولو أنه فتح الجزء الأول من معجم اللسان لقرأ في صفحاته الأولى (مادة بأبأ) الكلامَ التالي:
(... وبأبأتُهُ أيضاً، وبأبأتُ بِهِ قلت له: بابا. وقالوا: بأبأ الصبيَّ أبوه إذا قال له: بابا. وبأبأه الصبيُّ إذا قال له بابا. وقال الفرّاء: بأبأتُ بالصبيِّ بِئْباءً إذا قلت له: بِأَبي. قال ابن جني: سألت أبا عليّ فقلتُ له: بأبأتُ الصبيَّ بأبأةً إذا قلت له بابا، فما مثالُ البأبأةِ عندك الآن؟...) [لسان العرب (بأبأ)].
وتكاد معاجمنا العربية القديمة والحديثة تجمع على هذا الذي نقله صاحب اللسان، فقد أورد المادة بهذا المعنى كلٌّ من الفيروزآبادي في قاموسه والزبيدي في تاجه، كما جاءت في معجم متن اللغة للشيخ أحمد رضا والمعجم الوسيط [انظر مادة (بأبأ) في القاموس المحيط، وتاج العروس، ومتن اللغة، والمعجم الوسيط].
وإن تعجَبْ فعجَبٌ أمرُ مَن يُنكرُ وجود هذه الكلمة في المعاجم العربية، ثم حين يتبدّى له على وجه اليقين أنها موجودة يُعجزه استخراجُها، لأنه لا يعلم من أي باب تخرج أوتحت أيِّ أصلٍ تندرج!. مع أن الأمر في غاية السهولة واليسر، ولو أنه فتح الجزء الأول من معجم اللسان لقرأ في صفحاته الأولى (مادة بأبأ) الكلامَ التالي:
(... وبأبأتُهُ أيضاً، وبأبأتُ بِهِ قلت له: بابا. وقالوا: بأبأ الصبيَّ أبوه إذا قال له: بابا. وبأبأه الصبيُّ إذا قال له بابا. وقال الفرّاء: بأبأتُ بالصبيِّ بِئْباءً إذا قلت له: بِأَبي. قال ابن جني: سألت أبا عليّ فقلتُ له: بأبأتُ الصبيَّ بأبأةً إذا قلت له بابا، فما مثالُ البأبأةِ عندك الآن؟...) [لسان العرب (بأبأ)].
وتكاد معاجمنا العربية القديمة والحديثة تجمع على هذا الذي نقله صاحب اللسان، فقد أورد المادة بهذا المعنى كلٌّ من الفيروزآبادي في قاموسه والزبيدي في تاجه، كما جاءت في معجم متن اللغة للشيخ أحمد رضا والمعجم الوسيط [انظر مادة (بأبأ) في القاموس المحيط، وتاج العروس، ومتن اللغة، والمعجم الوسيط].
هل هذان اللفظان وردا في كتب الأقدمين ؟
يقول الطيان :
ولو ذهب الباحث ينقِّرُ في كتب اللغة وعلومها لظفر بكثرةٍ كاثرة من النصوص تثبت هذه اللفظة بمعناها الذي تعارف عليه الناس اليوم، فقد جاء في نوادر اللغة لأبي زيد الأنصاري (119 - 215هـ وهو المعنيُّ بقول سيبويه في الكتاب: حدثني الثقة):
(قال العنبريّون بأبأ الصبيُّ أباه، وبأبأه أبوه: إذا قال له: يا بابا، ومأمأ الصبيُّ أمه فهو يُمأمئُها ويبأبئُ أباه بأبأةً ومأمأةً. ويقال: دأدأتُ الصبيَّ دأدأةً إذا سكتُّه تسكيتاً). [نوادر اللغة لأبي زيد الأنصاري ص254].
وجاء في رسالة الاشتقاق لابن السرّاج (316هـ):
(ومنه أن تجيءَ اللفظة يُرادُ بها الحكاية، فهذا الضرب لا يجوز أن يكون مشتقًّا، وذلك نحو: بأبأ الصبيَّ إذا قال له: يا بابا، وكذلك غاقِ وما أشبهه) [رسالة الاشتقاق لابن السراج ص31].
وفي كتاب الأفعال للسرقسطي (توفي بعد المئة الرابعة للهجرة):
(بأبأ: قال أبو عثمان: قال أبو زيد: بأبأ الصبيُّ أباه وبأبأه أبوه: إذا قال له: بابا) [كتاب الأفعال للسرقسطي: 4/133].
ولو ذهب الباحث ينقِّرُ في كتب اللغة وعلومها لظفر بكثرةٍ كاثرة من النصوص تثبت هذه اللفظة بمعناها الذي تعارف عليه الناس اليوم، فقد جاء في نوادر اللغة لأبي زيد الأنصاري (119 - 215هـ وهو المعنيُّ بقول سيبويه في الكتاب: حدثني الثقة):
(قال العنبريّون بأبأ الصبيُّ أباه، وبأبأه أبوه: إذا قال له: يا بابا، ومأمأ الصبيُّ أمه فهو يُمأمئُها ويبأبئُ أباه بأبأةً ومأمأةً. ويقال: دأدأتُ الصبيَّ دأدأةً إذا سكتُّه تسكيتاً). [نوادر اللغة لأبي زيد الأنصاري ص254].
وجاء في رسالة الاشتقاق لابن السرّاج (316هـ):
(ومنه أن تجيءَ اللفظة يُرادُ بها الحكاية، فهذا الضرب لا يجوز أن يكون مشتقًّا، وذلك نحو: بأبأ الصبيَّ إذا قال له: يا بابا، وكذلك غاقِ وما أشبهه) [رسالة الاشتقاق لابن السراج ص31].
وفي كتاب الأفعال للسرقسطي (توفي بعد المئة الرابعة للهجرة):
(بأبأ: قال أبو عثمان: قال أبو زيد: بأبأ الصبيُّ أباه وبأبأه أبوه: إذا قال له: بابا) [كتاب الأفعال للسرقسطي: 4/133].
إنكار بعض الفضلاء على الدكتور الطيان، وطالبوه بنصٍّ عربي قديم
يقول الطيان :
ولا أخفي على القارئ الكريم أن هذه النقول والنصوص، على كثرتها وتنوّعِها وقطعيةِ دلالاتها، لم تكن لتشفي غلّة الباحث الصدي، فقد أنكر عليَّ بعض الفضلاء كلَّ ما سقته من هذه النقول, وطالبوني بنصٍّ عربي قديم وردت فيه لفظة بابا على نحو صريح لا لبسَ فيه ولا مظنة تحريف أو تصحيف، وأغراني البحث فرحت أنقِّبُ وأنقِّرُ في المعاجم الأمات وموسوعات النحو والصرف واللغة.
ولكن هيهات! لقد كنت كمن يعمل في غير مَعمَل، أو ينفخُ في غير فحم، فما في هذه الكتب، على سَعتها وبسط الكلام فيها، شاهدٌ واحد على ما أنا بسبيله.
وربَّ رميةٍ من غير رام، فقد عثرت على ضالّتي خلال مطالعة عرضت لي في كتاب عبقرية اللغة العربية للدكتور عمر فروخ، وكانت أبياتاً رقيقة للشاعر العربي الغَزِل العباس بن الأحنف (192هـ) جاء فيها:
ولا أخفي على القارئ الكريم أن هذه النقول والنصوص، على كثرتها وتنوّعِها وقطعيةِ دلالاتها، لم تكن لتشفي غلّة الباحث الصدي، فقد أنكر عليَّ بعض الفضلاء كلَّ ما سقته من هذه النقول, وطالبوني بنصٍّ عربي قديم وردت فيه لفظة بابا على نحو صريح لا لبسَ فيه ولا مظنة تحريف أو تصحيف، وأغراني البحث فرحت أنقِّبُ وأنقِّرُ في المعاجم الأمات وموسوعات النحو والصرف واللغة.
ولكن هيهات! لقد كنت كمن يعمل في غير مَعمَل، أو ينفخُ في غير فحم، فما في هذه الكتب، على سَعتها وبسط الكلام فيها، شاهدٌ واحد على ما أنا بسبيله.
وربَّ رميةٍ من غير رام، فقد عثرت على ضالّتي خلال مطالعة عرضت لي في كتاب عبقرية اللغة العربية للدكتور عمر فروخ، وكانت أبياتاً رقيقة للشاعر العربي الغَزِل العباس بن الأحنف (192هـ) جاء فيها:
وكانتْ جارةً للحُو
رِ في الفردوس أحقابا
فأمسَتْ وهْيَ في الدنيا
وما تألفُ أترابا
لها لُعَبٌ مصفَّفَةٌ
تُلقبُهُنَّ ألقابا
تنادي كلّما رِيعت
مِن الغِرّةِ يا بابا
رِ في الفردوس أحقابا
فأمسَتْ وهْيَ في الدنيا
وما تألفُ أترابا
لها لُعَبٌ مصفَّفَةٌ
تُلقبُهُنَّ ألقابا
تنادي كلّما رِيعت
مِن الغِرّةِ يا بابا
[جاءت في الأصل: (من العزة) انظر عبقرية اللغة العربية ص219. والتصحيح من ديوان العباس بن الأحنف طبعة دار الكتب المصرية شرح وتحقيق عاتكة الخزرجي حيث وردت القصيدة ص16، 18].
وما كان أشدَّ فرحي بأبيات ابن الأحنف هذه, لقد تأبَّطتها وانطلقت إلى شيخ العربية في بلاد الشام الأستاذ سعيد الأفغاني رحمه الله, ولما التأم المجلس سألته عن كلمة بابا وأصالتها في العربية, فبادر الأستاذ يوسف الصيداوي - وكان من رواد المجلس عليه رحمة الله - إلى إثبات عربيتها وتوثيقها محتجا بذكر الجاحظ لها في البيان والتبيين, غير أن الأستاذ الأفغاني عقب بأن الجاحظ ليس بحجة، عند ذلك أنشدته أبيات ابن الأحنف هذه, ونسبتها إلى صاحبها العباس بن الأحنف, فقال الأستاذ سعيد الأفغاني: أما هذا فنعم!
وما كان أشدَّ فرحي بأبيات ابن الأحنف هذه, لقد تأبَّطتها وانطلقت إلى شيخ العربية في بلاد الشام الأستاذ سعيد الأفغاني رحمه الله, ولما التأم المجلس سألته عن كلمة بابا وأصالتها في العربية, فبادر الأستاذ يوسف الصيداوي - وكان من رواد المجلس عليه رحمة الله - إلى إثبات عربيتها وتوثيقها محتجا بذكر الجاحظ لها في البيان والتبيين, غير أن الأستاذ الأفغاني عقب بأن الجاحظ ليس بحجة، عند ذلك أنشدته أبيات ابن الأحنف هذه, ونسبتها إلى صاحبها العباس بن الأحنف, فقال الأستاذ سعيد الأفغاني: أما هذا فنعم!
خلاصة البحث :
يقول الطيان :
ومع كل هذا الذي قدمت فلستُ أزعم أن هذه اللفظة جذر عربيّ خِصب أو مادة عربية قابلة للاشتقاق و التوليد، وإنما هي اسم من أسماء الأصوات يُروى على سبيل الحكاية. وأسماء الأصوات، كما هو معلوم، جانب من جوانب اللغة تشترك فيه مع غيرها من اللغات، بل لقد عده بعض اللسانيين في علم اللسانيات الحديث والقديم أصل اللغة الإنسانية، منه استمدت ألفاظها، وعن محاكاة الأصوات الطبيعية كدويِّ الريح وخرير المياه نشأت كلماتها. وهي إحدى النظريات المشهورة في نشأة اللغات، وبها أخذ ابن جني في بعض أقواله [انظر الخصائص 1/46 - 47] واللغوي الألماني هردر كما جاء في المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي للدكتور رمضان عبد التواب ص112. كما أخذ بها من المتأخرين آدم سميث (متن اللغة /18).
ومع كل هذا الذي قدمت فلستُ أزعم أن هذه اللفظة جذر عربيّ خِصب أو مادة عربية قابلة للاشتقاق و التوليد، وإنما هي اسم من أسماء الأصوات يُروى على سبيل الحكاية. وأسماء الأصوات، كما هو معلوم، جانب من جوانب اللغة تشترك فيه مع غيرها من اللغات، بل لقد عده بعض اللسانيين في علم اللسانيات الحديث والقديم أصل اللغة الإنسانية، منه استمدت ألفاظها، وعن محاكاة الأصوات الطبيعية كدويِّ الريح وخرير المياه نشأت كلماتها. وهي إحدى النظريات المشهورة في نشأة اللغات، وبها أخذ ابن جني في بعض أقواله [انظر الخصائص 1/46 - 47] واللغوي الألماني هردر كما جاء في المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي للدكتور رمضان عبد التواب ص112. كما أخذ بها من المتأخرين آدم سميث (متن اللغة /18).
انتهى كلام الدكتور محمد حسان الطيان حفظه الله ورعاه وأحسن الله إليه .
خلاصة الخلاصة :
إذًا لامانع من استخدام هذين اللفظين في اللغة العربية وإن اشتركت في استخدامهما لغات أخرى .
خلاصة الخلاصة :
إذًا لامانع من استخدام هذين اللفظين في اللغة العربية وإن اشتركت في استخدامهما لغات أخرى .
إخواني الفضلاء :ما بذلت فيه من جهد في البحث عن هذين اللفظين خلال شهرين من عمري فهو من أجلكم، نعم من أجلكم لأنكم أعزائي وأحبابي وإخواني ـ وحصريا لمنتدانا المبارك ـ ، فلا تنسوني من صالح دعائكم.
إن تجد عيبا فسد الخللا ..... جل من لا عيب فيه وعلا
وإلى بحث آخر إن شاء الله تعالى (خاص بالكُتّاب وأصحاب الأقلام) بعنوان (نداء عاجل .... لحل أزمة .......) أترككم في رعاية المولى عز وجل .
من أراد الرجوع إلى بحث الدكتور محمد حسان الطيان، وإلى ترجمته الحافلة فعليه بالرابطين التاليين:
http://www.alukah.net/Literature_********************************/0/446/
http://www.alukah.net/Authors/View/Literature_********************************/89/
إن تجد عيبا فسد الخللا ..... جل من لا عيب فيه وعلا
وإلى بحث آخر إن شاء الله تعالى (خاص بالكُتّاب وأصحاب الأقلام) بعنوان (نداء عاجل .... لحل أزمة .......) أترككم في رعاية المولى عز وجل .
من أراد الرجوع إلى بحث الدكتور محمد حسان الطيان، وإلى ترجمته الحافلة فعليه بالرابطين التاليين:
http://www.alukah.net/Literature_********************************/0/446/
http://www.alukah.net/Authors/View/Literature_********************************/89/
محبكم : أبو عمار المكي
قبيل فجر الخميس 17/8/1431هـ
قبيل فجر الخميس 17/8/1431هـ
اسم الموضوع : بابا ... و ... ماما
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.

