أبو هيثم الشاكر
مراقب سابق
في إحدى حفلات التخرج بدار الحديث الخيرية حضر عضو مجلس الدار الأعلى إمام وخطيب المسجد الحرام، وعضو هيئة كبار العلماء، ورئيس شؤون الحرمين الشريفين وصاحب درس الفجرية تحت المكبرية في التفسير والفقه والعقيدة آنذاك-، وعميد كلية الشريعة بأم القرى سابقا- وصاحب العضوية في العشرات من المؤسسات العلمية والدعوية، والمشرف على العشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه، والمناقش للعشرات من أمثالها، صاحب المعالي فضيلة الشيخ الدكتور/صالح بن حميد-حفظه الله-.
كان فضيلته مع كبار الضيوف في المنصة ينتظر دوره في الحديث.
جاء دوره، فقدّم له المقدّم بقوله: والآن مع صاحب المعالي فضيلة الشيخ/ صالح بن.......، فماذا كان موقف الشيخ منه؟
أتدرون ما كان أول حديث الشيخ؟
بعد ما جلس الشيخ أمام المايكرفون وبعد السلام والتحية أول ما بدأ به حديثه عتاب المقدّم على نعته بأنه صاحب المعالي، كما أنه أعلن عدم رضاه أبدا بهذا اللقب.
مَن هذا الذي لم يرض أن يلقّب بصاحب المعالي؟
نعم، إنه من ذكرت في أول الموضوع مكانته العلمية، ومنصبه الوظيفي في الدولة.
فلعمر الله لا أدري ما وجهة نظره في عدم إقراره باستحقاق ذلك اللقب، بالرغم من مكانته ومقامه، وليس لديّ تفسير لموقفه ذاك سوى تواضعه الجمّ.
فماذا ينبغي لنا نحن الشباب الذين لم نزل نناهز البكالوريوس أو الماجستير إزاء العديد من مواقف التساهل في إضفاء الألقاب العلمية؟
وإذا أخطأ قليلو الإدراك لحقائق ومعاني هذه الألقاب العلمية والاعتبارية في إلصاقها بنا فماذا يجب علينا تجاه هذا الموقف؟
ففي نظري ينبغي على من تعرض لمثل هذا الموقف أن يصحح المعلومة على الملأ كصنيع الشيخ ابن حميد.
فإن كان الشيخ قد نفى عن نفسه تلك الألقاب تواضعا فإننا ينبغي أن ننفيها عن أنفسنا حقا وصدقا لا تواضعا.
وإلا فما المطلوب في مثل هذا الموقف أيها الأحبة غير ما أسلفت؟
اسم الموضوع : المرء بما تحت طيّ لسانه لا بطيلسانه
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
