صدى الحجاز
مراقب سابق
قبل أيام قلائل كنت في انتظار معاملتي مع مراجعين آخرين برماويين وبنغاليين أمام إحدى الدوائر الأجنبية، لا أدري أي دائرة بالضبط، ولكن لعلها السفارة البنغالية، ولا أدري ما علاقتي بالسفارة البنغالية وأنا أحمل الجواز الباكستاني! .. لكني وجدت نفسي هناك، فبينما كنت واقفاً مع هؤلاء إذا رجل في كامل شبابه وقوته وصحته يستجدي الناس ويتسولهم، وكان حسن الهندام وأنيق المظهر، إضافة إلى اعتزازه بقوته وحرصه على عدم إظهار الذل، الأمر الذي يتعارض مع ما يمتهنه من التسول واستجداء الناس، وكان يُظْهِرُ بين كل حين وآخر قوتَه ويُحَذِّرُ المراجعين من أن يحسبوه ضعيفاً، فقيل له: يا هذا نراك تتباهى بقوتك التي لا تساوي شيئاً أمام هذا المعوق، وأشاروا إلى رجل صحيح الجسم ضعيف الرجلين، فلا يقوم إلا على عكازتين، فتقدم بسرعة ليصارع ذلك المعوق عله يفند بذلك مزاعم أولئك الذين لم يقدروه حق قدره، فما إن وقف أمامه حتى فاجأه المعوق بلكمة خاطفة على وجهه، جعلته يترنح قليلاً قبل أن يعاود المصارعة، فحالوا بينهما، فجعل ينادي بالمبارزة وأنهم لم يجربوا قوته بعد، فقيل له: يا هذا ألا تكف عن التباهي بقوتك التي لا تغني شيئاً؟!.. فأنت أضعف من ذلك القصير، وأشاروا إلى شاب نحيل قصير القامة، فتقدم كالأسد الهصور يريد أن يفتك بذلك النحيل، وفاجأه من الخلف، فطوقه بذراعيه القويتين وشل حركته، وفي ردة فعل ذكية من ذلك النحيل، قام بانحناءة مباغتة إلى الأرض فحمل المتسول فوق ظهره ثم قذف به ليقع بأم رأسه على الأرض، وأحدث ارتطامه بالأرض صوتاً مدوياً أيقظني من النوم، فجلست ألتفت يميناً وشمالاً فإذا بي جالس على سريري في غرفة النوم .. انتهى الفلم.
اسم الموضوع : المتسول المصارع
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.
