لحظات الإفطار .. في المسجد الحرام

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
917
مستوى التفاعل
4
النقاط
0
[align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]



ملايين المسلمين في العالم يتابعون بشغف وشوق ذلكم البث الحي للحظات الإفطار في المسجد الحرام ولو تنسى لك أيها القارئ العزيز أن تعيش تلك اللحظات لأدركت معاني أخرى من معاني الصفاء والروحانية والعذوبة والإخاء في ذلك المكان المقدس. منذ صغري اعتدت على هذا المشهد الإيماني المهيب في بيت الله الحرام وفي رمضان على وجه الخصوص حين يفد إليه جموع المؤمنين من أقطار الأرض ويجاورون بيت الله الحرام ويجتمعون في الصلوات الخمس وقبيل الإفطار وعند صلاة التراويح والقيام ..

أنقلكم إلى مشهد قريب إلى نفسي، يثير في خاطري كوامن الفرحة والسعادة ودائماً ما أتساءل بيني وبين نفسي ما سرّ هذا الصفاء الروحي الذي أشعر به وأنا أجلس في ذلكم المكان وفي ذلك الوقت بالذات، إنها لحظات ما قبل الإفطار وعلى سطح المسجد الحرام حين تميل الشمس نحو المغيب وتبدأ خيوطها اللامعة تتراخى شيئاً فشيئاً بعد يوم كامل، في تلك اللحظات يعيش المؤمنون أجواءً لا يستطيع قلمي أن يُحضر وصفاً يناسب تلك الأجواء وعلى مدّ البصر ترى عينك وجوهاً نيرة وأجساداً متوضئة وأنفساً طاهرة صائمة قد جلست تتلو كتاب الله أو تذكر ربها أو تدعوه وحين تطلّ إلى بيت الله من علو يبهرك ذلك المنظر الخاشع ويأخذ بلبّك وتسري في عروقك شحنة حب وتقديس لهذا البيت! يالروعة المنظر وجمال المشهد! إنها الكعبة الغراء زادها الله تعظيماً وتشريفاً وحولها جموع الطائفين من معتمرين ومتعبدين قد لهجت ألسنتها بذكر ربها وهي تطوف بالبيت العتيق وملابس الإحرام تضيء جنبات الحرم؛ فيا لجلال هذا المنظر الخلاّق، ويا لجمال هذه الروحانية التي يعزّ نظيرها في غير هذا المكان!! وكنت أقول في نفسي: رغم حرارة الأجواء وقلة الأمطار وانعدام الزرع ومباهج الحياة وأسباب الرفاهية في هذا المكان الطاهر إلا أن ما يجده الزائر من سعادة وأنس يفوق أضعاف ما يجده أرباب الدنيا في أماكن سياحتهم ومرابع لهوهم ومغاني بلادهم.

وفي هذا المسرح الإيماني المترع جمالاً وجلالاً لا تكاد تخطو خطوة واحدة إلا وتعترضك مائدة ممدودة وعلى أطرافها محتسبون يُهيئون الإفطار للصائمين فيقابلك هذا ويقول: تفضل هنا ويبتسم لك الآخر قائلاً: فطورك عندنا أهلاً بك، إنها الرغبة في أجر تفطير الصائمين وحين تغرب الشمس ويبتدئ الظلام يسدل أستاره يرتفع صوت الحق آخذاً بالأرواح والمهج فيقشعر البدن لذلك النداء المبارك المجلل في الحنايا "الله أكبر الله أكبر" عندها يفطر الصائمون على حبات تمر ورشفاتٍ من ماء زمزم؛ فترتوي العروق الصائمة بهذا الشراب المبارك وتشبع الأنفس والأرواح بقداسة الزمان والمكان.

مهما أبدع الواصف في وصف السعادة التي يشعر بها القائم في هذا المكان فلن يستطيع أن يصل إلى عُشر ما يجده من حبور وسرور ومتعة، وقد كنت ولا زلت أفكّر في سر هذا الهناء وراحة البال وسمو الضمير وصفاء النفس ومشاعر الرضا والغبطة في هذا المكان وفي هذه اللحظات بالذات، فلم أجد شيئاً سوى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((استمتعوا بهذا البيت فقد هدم مرتين ويرفع في الثالثة)) .
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
 
إنضم
30 يونيو 2009
المشاركات
230
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
بين ألم وأمل
أخي الكريم .......صلاح بن عبد الشكور

قد هاجت نفسي بشعور غريب وأنا أقرأ كلماتك ورجعتَ بي عشرات السنين إلى الوراء ....حين كنت أتردد على بيت الله الحرام أيام الصبا وأيام المعهد ، ويومي الخميس والجمعة وكنت عصفوراً من عصافيرها وحمامةً تغدوا كل يوم إلى بيت الله الحرام ، وكم من ختمة ختمت في أركانها، وكم من آهاااتٍ وأنّاتٍ نثرت في أطرافها ، وكم من دموع سكبت في أروقـتها ، وكم من ليالي بِتُّ أشكوا فيها إلى الله ما أجِدُ .......
هذه البقعة الطاهرة ......ملاذ المذنبين ومحطة التائبين ، وزاد المتّقين وأُنْس المحبين ، هي روضةٌ من رياض الجنّة ، من دخل هذا البيت قذف الله في قلبه الطمأنينة فيجد من الراحة والسعادة ما لو أنه خُيّر بين الأموال والدراهم لاختار هذه النعمة العظيمة .......
والأجواء الرمضانيّة لها نكهة خاصّة في هذه البقعة المباركة ، فالمرء يجد لذةً غريبة وعجيبة يعجز اللسان عن وصفها فهنيئاً لمن أدرك رمضان في مكة المكرمة ونال شرف الزمان والمكان ، فيا من جاور بيت الله الحرام كن خير جار فقد اختارك الله من بين ملايين من البشر .....
وإن تتولو يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم
/
/
/
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام ......... ابن أبي الدنيا ....18/9/1431هـ
 
أعلى