spray inkwell
New member
- إنضم
- 11 سبتمبر 2010
-
- المشاركات
- 5
-
- مستوى التفاعل
- 0
-
- النقاط
- 0
إن أكثر ما يجعلنَا نختلف هو تعدد ثقافاتنا واختلافها بين أفراد الشعب البورمي ، وكثرة مذاهبنا الدينية ، واختلاف الطبقات الفكرية ، مما يجعلنا نتراجع القهقرى ، ويصعب علينا صنع حضارة وتأريخ من جديد .
إن الركود والتخلف الثقافي عملية صعبة ورقم كبير وجملة عريضة ، وجلّ شرائح المجتمع البرماوي مع فئاته وطبقاته وتياراته تشترك في صنع الركود وترسيخه ، ولا يمكن الخروج من مأزق هذا الركود إلا عن طريق :
مشاركة جميع الأطياف الثقافية كل من موقعه لإعادة صنع مشهد ثقافي تلبّي فيه حاجات الأفراد المعرفية ، ويُستجاب فيه لتطلعات المجتمع ، والقيام على حلّ مشكلاته ، وذلك لن يتأتى إلا بانصراف المثقفين عن توافه الأمور والقضايا الفرعية ، وأن يشتغلوا معرفياً وفكرياً عبر الإنتاج والخلق المعرفي والجمالي بالافكار والمعارف ذات الأولوية التي تتجه إلى روح الأمة البرماوية ، وتزرع في محيطها العافية والتقدم والنماء .
لا بدّ لنا من ترشيح قيادة فكرية ، لتحريك الأمة اجتماعياً وحضارياً وثقافياً ولتطويرها وتنميتها ، وإلا نعيش على بقايا البناء والهياكل والتقليد لمجتمعات لا تعترف بنا أبداً مهما بلغ الأمر .
لا بد أن نعترف ببطء النمو الثقافي عندنا ، وإلا فلنعد النظر في عدد المتعلمين المثقفين التي تحتويهم جاليتنا ، ولا بدّ كذلك أن نعترف بتراجع الدور التربوي ، وظهور بوادر التمرّد على الطرائق النمطية في الدعوة، أو الانصياع لتيار فكري معين !
لابد من " ثورة علمية " لأمتنا الأركانية التي واراها ركام الأجيال وركام الهجرات ، وركام الأوضاع المادية والمعنوية ، وركام الأنظمة ، التي لا صلة لها بالرقيّ والتمدن . . وإن كانت ما تزال تزعم أنها قائمة فيما يسمى " أفضل الجاليات المقيمة " !!!
وأنا أعلم أن المسافة بين محاولة " الثورة " وبين تسلم " القيادة " وبين " المعوقات المرهقة " مسافة شاسعة !
فقد غابت الأمة الأركانية عن " الوجود " دهرًا طويلاً ، وقد تولت قيادة الأمة البورمية أفكار أخرى وأمم أخرى كثقافات الهنود والبنغاليين والفرس ، وتصورات أخرى وأوضاع أخرى فترة طويلة .
ولكن لابد - مع هذه الاعتبارات كلها - من " الثورة العلمية " مهما تكن المسافة شاسعة بين محاولة البعث " أي بعث الثورة العلمية " وبين تسلم القيادة ، وبين تحطيم المعوقات ، فمحاولة البعث العلمي هي الخطوة الأولى التي لا يمكن تخطيها !
نحن نرى الجهود الدعوية في إصلاح العامة لدى المجتمع قائم بكل قدم وساق ، إلا أنه من المقرر لدى العقلاء أنه لن يتم تقدم اجتماعي ولا حراك ثقافي ولا تطور تنموي إلا بإيجاد نخبة من العلماء في جميع التخصصات ، ولنا في اليابان عبرة ، وفي تقدم الدول الأوربية عظة .
أقترح بتكثيف الجهود في محاولة إنشاء صندوق لمساعدة الطلاب المبتعثين ، وإرسال ملفات الجالية إلى الجامعات العربية ومنها السعودية ، وشرح وضع الأركانيين ، وأن تكون هناك زيارات متبادلة من قبل المسؤولين في الجالية إلى مديري الجامعات لاستقطاب الطلبة البرماويين وقبولهم فيها ، لكي يحصل التقدم الحقيقي ، والترتيب المأمول .
نرجو أن يصرف المسؤولين وفقهم الله النظر قليلاً أو الاهتمام بالفرق الرياضية أو مجالس الحي أو أي نشاط قائم آخر ، وأن يكون هناك نوع تركيز أكبر في جانب التعليم والابتعاث والدراسات الجامعية في شتى المجالات ، لأنه كما سبق لن يحصل نموّ حضاري إلا بوجود كوكبة من العلماء المنتخبين في كل التخصصات .
نريد وحدة واتحاداً لنكون هلالاً ساطعاً وننجز نصراً لامعاً ، نريد أن نسعى إلى الإصلاح بعقيدة المدخلي ، وحيوية الفكري ، وعقلية السياسي ، ومنهجية الخططي الدعوي ، وروحانية التبليغي ، لنجتمع على طاولة الكليات والأصول ، ونجلس على كراسي متعددة لكي نختلف وإن اختلفنا فإن الاختلاف سيكون حول دائرة الطاولة .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى ، وكل عام وأنتم بخير .
اسم الموضوع : الترهّل العلمي التخصصي في الجالية الأركانية.
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.