|°|بروا آباءكم تبركم أبناؤكم |°| احسن لهم يحسن الله اليك |°|

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
16 أغسطس 2010
المشاركات
524
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
3731alsh3er.gif


الحمد لله الذي خلق خلقه أطوارا .. وصرفهم كيف شاء عزة و اقتدارا .. وأرسل الرسل إلى الناس إعذارا منه وانذارا ..

أحمده سبحانه والتوفيق للحمد من نعمه .. وأشكره على مزيد فضله وكرمه ...

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ... جل عن الشبيه والمثيل والكفء والنظير ...

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل من صلى وصام وتعبد لربه وقام ..

ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام .. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه

ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين

أما بعد إخوتي اخواتي الأفاضل : إن بر الوالدين من اعظم الاعمال وأفضلها بعد طاعة الله ورسوله

يقول تعالى : " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا " [سورة النساء 36 ]

فهاهنا ذكر الله بعد الأمر بطاعته وعدم الإشراك به بر الوالدين والإحسان لهما كيف لا وهم من امضوا جل عمرهم في رعاية ابنائهم

.. ولا يخفاكم أيضا أن عصيان الوالدين من ابغض الاعمال التي يمكن للانسان عملها فقد صنفها الرسول صلى الله

عليه وسلم ضمن الكبائر حينما قال فيما [صح عند البخاري] " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر " قلنا بلا يا رسول الله ..قال "

الإشراك بالله وعقوق الوالدين ..
" فقد ذكرها بعد الشرك مباشرة وصنفها ضمن الكبائر التي تهلك برصيد الانسان من

الحسنات ان لم يبر بوالديه وعاملهم بسوء فقد وصل البعض للأسف الى شتم والديه .. وهذه الظاهرة شهدتها بنفسي عدة

مرات فمن هؤلاء اناس يشتمون والديهم في البيت تذمرا من طعام او شيء لم يرضه .. وهؤلاء يشتمون والديهم في

الاسواق والمحلات وحتى في المواصلات .. يحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا الأمر ويقول " من الكبائر شتم

الرجل والديه
" [متفق عليه]

بل وحرم الله على الابن قول أف فقط للوالدين فما بالك بالشتم والسب

يقول الله تعالى :"إِمَّا يَبلُغنَّ عِندَكَ الْكِبر أَحدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تقُل لهُما أُفّ وَلاَ تَنهَرهُمَا وَقُل لهُمَا قَولاً كَرِيماً

وَاخفِض لهُمَا جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل ربِّ ارحَمهُمَا كمَا رَبّيَانِي صَغِيراً
" [ سورة الإسراء-23 ]


لكن على الإنسان ان لا يطيع أمر شرك بالله او كفر صدر منهما كما في الحديث المشهور :

( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) .. وقال تعالى: " وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا " [لقمان-15]

ولكن رغم ذلك أمر الله بصحبتهما والإحسان إليهما ولو كانا كافرين..

.. فيما رواه الشيخان .. عن أسماء بنت أبي بكر الصديق قالت: " قدمت عليّ أمي

وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله..قلت:

قدمت عليّ أمي وهي راغبة "أي طامعة فيما عندي" أفأصل أمي؟ ..

.. قال: { نعم صِلي أمك }
[متفق عليه]

3732alsh3er.gif


وكان الصحابة .. ومن بعدهم .. لهم مع الوالدين أعاجيب ..

فهذا حيوة بن شريح كان يقعد في حلقته يعلم الناس .. فتقول له أمه : قم يا حيوة فألقِ الشعير للدجاج فيقوم ويقطع

التعليم طاعة لها .. ويخشى أن يؤخر ذلك قليلاً فيُكتب عاقّاً عند الله .

كان كهمس رحمه الله باراً بأمه أشد البر ومن ذلك أنه أراد قتل عقرب .. فدخلت في جحر فأدخل أصابعه خلفها

ليمسكها فلدغته .. فقيل له : ما هذا الحرص على مسكها ؟ فقال : خفت أن تخرج فتجيء إلى أمي فتلدغها

قال بشر بن الحارث : الولد بالقرب من أمه حتى تسمع نفَسَه أفضل من الذي يضرب بسيفه في سبيل الله عز وجل ،

والنظر إليهما أفضل من كل شيء .


فكل العجب لما تسمع ان بن عمر لم يكتفي ببر والديه فقط بل اضحى يبر بأصحاب والديه ..

عند مسلم أن عبد الله بن عمر خرج يوماً من مكة مسافراً ..

وقد ركب ناقة .. ومعه دابة قد حمل عليها متاعه .. وربما ركبه إذا تعب من الراحلة ..

فبينما هو يوماً يسير إذ لقيه أعرابي فسأله ابن عمر عن اسمه واسم أبيه ثم أعطاه الحمار

.. وقال : اركب هذا وأعطاه العمامة وقال : اشدد بها رأسك .. فقال له بعض أصحابه

[ غفر الله لك .. إنهم الأعراب يرضون باليسير إنما كان .. يكفيه درهمان ..

فقال : إن أبا هذا كان صديقاً لعمر .. وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال :

( إن من أبر البر صلة الرجل أهل وُدِّ أبيه بعد أن يولِّي ) [رواه مسلم]

3732alsh3er.gif



ومن تعظيم الله لبر الوالدين ذكر ذلك بعد طاعته مباشرة في قوله :

" وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا " [الإسراء-23]

بل وعظمها الرسول صلى الله عليه وسلم على الجهاد والهجرة كما في [صحيح مسلم] عن عبد الله بن عمرو بن

العاص قال : ( أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله

قال " فهل من والديك أحد حي " قال : نعم بل كلاهما .. قال " فتبتغي الأجر من الله" قال : نعم .. قال " فارجع إلى

والديك فأحسن صحبتهما "
)

وفي [الصحيحين] أيضا أن رجلاً جاء يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد معه ..

فقال : ( أحيٌ والدك ؟ ) ،

قال : نعم .. قال : ( ففيهما فجاهد ) .


وصحَّ عند ابن ماجة أن رجلاً قال : يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك ..

فقال : ( هل لك من أم ؟ ) قال : نعم

قال : ( الزمها فإن الجنة عند رجليها ) :


وفي رواية أخرى : ( ألك والدان ؟ ) : قال : نعم قال : ( فالزمهما فإن الجنة تحت أرجلهما )

وقد عظم الرسول صلى الله عليه وسلم الاحسان للأم بدرجات عن الاب حينما ذكر فيما [رواه الترمذي] أن رجلاً جاء

إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟

قال : ( أمك ) ، قال ثم من ؟

قال : ( أمك ) ، قال ثم من ؟

قال : ( أبوك ، ثم الأقرب فالأقرب ) .

وما قال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم الا لادراكه تعب الام وشقائها اثناء حمل الطفل وولادته والاعتناء به

..يقول الله تعالى في كتابه الكريم : " وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً .." [الأحقاف-15]

ويقول تعالى ذاكرا لنا شقاء الأم في حمل ابنها "حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ " [لقمان:14]

وهذا ما دفع الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى تعظيم حق الام باضعاف ..لكن ...

هذا لا يعني اهمال حق الأب في البر ..يقول صلى الله عليه وسلم :

" الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه " [رواه الترمذي] وقال عنه الألباني "حديث صحيح"

ولم يغفل عن هذا الصحابة الكرام فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان.. شديد البر بأبيه ..

كان مجلاً لأمره .. معظماً لقدره .. فلا تزال تسمعه في كل مرة يذكر أباه ويعرف له حقه ..ولم ينقطع هذا البر

والإحسان حتى بعد موت عمر .. فتجده تارة يروي عنه ويترحم عليه ..

ولم يكن عبد الله بن عمر متفرداً بهذا البر والإحسان .. بل كانت جموع الصحابة تنافسه فيه ..

أبو هريرة رضي الله عنه .. نادته أمه يوماً فأرادت ماءا .. فذهب فجاءها بشربة ، فوجدها قد ذهب بها النوم .. فوقف بالشربة عند

رأسها حتى أصبح .. مخافة أن تنتبه تريد الماء وهو نائم ... سبحان الله من انصاف الليالي حتى بزوغ الفجر وهو واقف

خوفا من شيئين ان يوقضها او ان تستيقض فتجده نائم والماء ليس بيده

[وروى مسلم] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رغم أنفه "أي ذل ولصق بالرغام وهو التراب" ثم رغم أنفه

ثم رغم أنفه ) قيل : من يا رسول الله ؟ قال : ( من أدرك والديه عن الكبر أحدَهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة
)

3732alsh3er.gif


ولا ينقطع بر الوالدين حتى بعد موتهما

[روى البخاري] في الأدب المفرد أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :

يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد موتهما ؟

قال : ( نعم .. إنفاذُ عهدهما .. والصلاةُ عليهما .. وإكرامُ صديقهما .. وصلةُ الرحم التي لا توصل إلا بهما ) والمقصود هنا

بالصلاة عليهما ليس صلاة الجنازة وانما الدعاء لهما

ولسنا بأحسن من نوح إذ دعى الله سبحانه في القرآن فقال " رَبِ اغْفِرْ لِي وَلوَالِدَيْ .."

وأخيرا وليس آخرا نختم بما [رواه الحاكم وصححه] أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم .. وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم )

فإن بررت ابويك ستلقى برا من ابنائك وان عقتهم فسيسلط الله عليك اولادا في كبرك لن تحصد منهم الا ما كنت تفعله لوالديك

وكل هذه الآيات والاحاديث افضل دليل على حق الوالدين عليك انت الابن فكن اخي المسلم اختي المسلمة بار(ة)

بوالديك فهما سبب لزيادة البركة وطول العمر .. كما صح في [مسند أحمد] أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( من سره

أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه
)

3732alsh3er.gif


3733alsh3er.gif


3734alsh3er.gif


3735alsh3er.gif


وفي الختام أسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا بارين بوالدينا واحسن قربا وصلة لهم من غيرهم وأسأل الله ان لا

يحرمنا اجر الاحسان لهم وان يجمعنا بهم في جنة الخلد مع اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أطيب الصلاة والتسليم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[blur]رعاك في الصغر فلا تنساه في الكبر[/blur]

[blur]دمتم في حفظ الرحمــن[/blur]

 

ابن ذكير

New member
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
9,055
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
" أبو عزير الأحمدي"
جزاك الله خير على النقل القيّم..
وأشكرك على حسن الانتقاء..
وفقك ربي لكل خير.. وكل عام وأنتم بخير.. وعساكم من عواده..
 
إنضم
16 أغسطس 2010
المشاركات
524
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
" أبو عزير الأحمدي"
جزاك الله خير على النقل القيّم..
وأشكرك على حسن الانتقاء..
وفقك ربي لكل خير.. وكل عام وأنتم بخير.. وعساكم من عواده..

شكرًا لك عزيزي على المرور الرائع
الله يعطيك العافية
تحياتي لك اخي الغالي
في امان الله​
 
أعلى