أسد الله و سيد الشهداء

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
9 يوليو 2010
المشاركات
213
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة - الخليلية -
[font="ae_almateen"]أسد الله و سيد الشهداء
حمزة بن عبد المطلب


ولد حمزة بن عبد المطلب في العام الذي ولد فيه محمد صلى الله عليه وسلم .. عام الفيل .. وتربيا معا ورضعا معا ولعبا معا..
كان حمزة عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكنه كان أخوه في الرضاعة . وكان من أعز فتيان قريش وأقواهم إرادة وأرجحهم عقلا ..
كان حمزة يحب حياة الانطلاق.. يركب حصانه وينطلق معه إلى الصحاري والقفار .. يجوبها ويصطاد حيواناتها ، ويعود إلى مكة يجالس رجالها ويستمع إلى قصصها وأخبارها .. وكان حديث محمد ودينه الجديد قد بدأ في مكة، ينادي بعباده الله وترك عبادة الأصنام التي كانت تملا الكعبة المشرفة وبيوت العرب .
واهتز أهل مكة بحديث محمد ورسالته الجديدة. فهل يعقل أن يترك القوم دين آبائهم وأجدادهم؟... وماذا يريد محمد هذا؟ أيريد أن يكون زعيما على قريش والعرب ؟ أم يريد المال والجاه؟.. هل يكذب؟ هل هو مجنون ؟ أم هو ساحر ؟ ماذا يريد بهذا الدين الجديد يا ترى؟!
وبدأت دعوة محمد سرا.. ولكن زعماء الكفر من قريش قاموا بمحاربتها علنا وبشراسة. ويقود أهل الكفر أبو جهل: عمرو بن هشام، وأبو لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم.. ويعرف حمزة الأمر فيستغرق من الطرفين معا.. يستغرب من ابن أخيه محمد وقد عرفه منذ صغره صادقا أمينا لا يكذب.. ومن سادة قريش وأبي لهب كيف يحاربون محمدا ويؤذونه؟
ويعود حمزة ذات يوم إلى مكة من رحلة صيد في الصحراء ، فتلقاه خادمته وتحدثه عما أصاب محمد في ذلك اليوم من أبي جهل وأبي لهب من سب وإيذاء وشتم .. فتثور ثائرته وينطلق إلى الكعبة ويضرب أبا جهل بقوسه فيشج رأسه ويقول:" أتشتم محمدا وأنا على دينه أقول ما يقول؟.. إلا فرد علي ذلك إن استطعت.."
كان حمزة رجلا قويا مرهوب الجانب فمن الذي سيرد عليه؟؟..
لم تكن المشكلة في رأس أبي جهل ولا الدماء النازلة عليه.. كانت المشكلة الكبرى هي فيما سمعة القوم من فم حمزة نفسه . فهل يسلم حمزة ،ويترك دين آبائه وأجداده ويتبع دين محمد الجديد؟! هل يسلم أعز فتيان قريش، هكذا وبكل بساطة؟.
ولكن المشكلة في صدر حمزة نفسه كانت أكبر .. لقد عاد إلى بيته يفكر بما قال.. فهل حقا أنه تبع دين محمد؟ أم أنها كانت لحظة غضب وانفعال؟!
وركب حمزة حصانه وانطلق إلى الصحراء يجوبها وينظر إلى سمائها ورملها وفضائها، وهو يفكر في أمر نفسه وأمر هذا الدين الجديد كان يفكر بالله الواحد الأحد، ثم يفكر بالأصنام في الكعبة يفكر بالدين الجديد ويقارنه بدين آبائه وأجداده.. انه حتى هذه اللحظة لا يعرف الكثير مما يدعو إليه ابن أخيه, ولكنه لا يشك بصدقه ونزاهته وأمانته أبدا.. فهل هذا هو الطريق الحق؟؟ وهل خالق الكون هو الله الواحد الأحد الملك الصمد؟؟.. كيف يعبر الشك إلى اليقين؟! كيف يصل إلى الحقيقة.
وظل حمزة أياما يحاور نفسه وأتى الكعبة وأخذ يرجو الله أن يشرح له صدره للحق ويذهب عنه الشك فلما دخل قلبه الإيمان همز حصانه وانطلق به منشرح الصدر هادىْ النفس إلى حيث محمد (ص) فأعلن بين يديه إسلامه، ونطلق بالشهادتين فدعا له الرسول أن يثبت الله قليه على دين الإسلام.
أعز الله الإسلام بحمزة بن عبد المطلب وكان درعا ووقاية للرسول وللمستضعفين من المسلمين ولكنه لم يستطيع بالطبع أن يمنع كل أذى قريش عن المسلمين ، فهاجر مع الرسول والمسلمين إلى المدينة المنورة حيث بنو أول مسجد يرفع فيه اسم الله .
ومنذ أسلم حمزة أعطى كل بأسه وقوته وشجاعته لله ولدينه وكانت أول راية عقدها الرسول هي راية حمزة
وكانت أول سرية خرج بها المسلمون لملاقاة عدوهم هي السرية التي يقودها حمزة.
وفي يوم بدر ... لبس حمزة لباس الحرب وغرس ريشة النعام على صدره يتزين بها، وانطلق إلى مياه بدر ... ووقف مع المسلمين على مياه آبار بدر وأذن الرسول لحمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وأبي عبيدة عامر بن الجراح بمنازلة ثلاثة من قادة جيش الكفار .... وانتصر الثلاثة في مبارزة نظراتهم . ثم قامت الحرب.
كان حمزة بن عبد المطلب يصول ويجول . في صفوف الأعداء حتى لقبه الرسول (أسد الله وأسد رسوله...) وانتصر المسلمون وانهزم المشركون وعادوا يجرون أذيال الخيبة بعد أن خسروا الكثيرين من أكابرهم ، قتلى وأسرى...
وبعد عام كامل ، جمع المشركون جيشا كبيرا لمحاربة المسلمين ، وكان همهم الأكبر الوصول إلى رجلين اثنين : رسول الله وحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه...
وأوكل المشركون أمر حمزة لعبد اسمه "وحشي" عرف عنة الدقة والمهارة في قذف الحربة... ووعدوه إن قتل حمزة أن ينال حريته فورا ... القلائد والمجوهرات والذهب إن هو قتل حمزة ...
وجاءت غزوة أحد ولبس حمزة لباس الحرب، وزين صدره بريشة النعام ، وراح يصول ويجول في صفوف المشركين... وقارب النصر المسلمين وأخذ المشركون ينسجون من أرض المعركة.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد وضع خمسين من امهر الرماة على ظهر جبل أحد... وطلب منهم البقاء على الجبل لحماية ظهور المسلمين.
ولما رأى الرماة المعركة وقد انتهت لصالح المسلمين قرروا النزول عن الجبل واللحاق بهم وامتنع بعض الرجال عن النزول ، التزاما بأوامر الرسول . ولكن الغالبية ظنوا أن المعركة انتهت فتركوا مواقعهم... ورأى خالد بن الوليد ولم يكن قد اسلم بعد رأى الجبل وقد خلا من محاربيه، فالتف بجنوده وانقض على المسلمين من خلفهم...
وراح المسلمون يجمعون أنفسهم ويحملون أسلحتهم. وكان بعضهم قد ألقاها لاعتقاده أن الحرب انتهت . وكان موقفا صعبا جدا.
كان هم المشركين الوصول إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لقتلة.. والتف من حول المسلمون يدافعون عنه ورأى حمزة الأمر فزاد من قوته ونشاطه.. ولكن "وحشي" كان يراقبه لا يرفع عنة عينيه. ودقق وحشي النظر، وهز حربته هزا حتى رضي عنها فرماها في صدر حمزة!!!
وظن المشركون إن محمدا قد مات ، فقد وقع في حفرة والماء تملا وجهه الكريم وبدأ المشركون بالانسحاب ولكن هند بنت عتبه لاحقت وحشي ووعدته بالقلائد والذهب إن هو أحضر كبد حمزة لتشفي غليلها منه ... فنفذه وعده ، وانطلق إلى حال سبيله!!!.
وكانت نتيجة المعركة قاسية على المسلمين .. ومشى الرسول صلى الله عليه وسلم يتفقد القتلى والجرحى. فإذا به أمام جثمان حمزة.. عمه وصديقة و أخيه في الرضاعة وحبيبة ... و اغرورقت عيناه بالدموع وقال:
" لن أصاب بمثال أبدا... وما وقفت موقفا قط أغيظ إلي من موقفي هذا"...
و نادى المنادي على المسلمين ليصلوا على الشهداء في أرض المعركة ... وجيء بحمزة فصلى علية الرسول والمسلمون ... ثم جيء بشهيد آخر فوضع قرب حمزة وصلى الرسول والمسلمون عليهما، ثم رفع الشهيد وترك حمزة مكانة ثم جيء بشهيد ثالث ووضع قرب حمزة وصلى الرسول والمسلمون عليهما ثم رفع وهكذا ... جيء بالشهداء اثر شهيد وحمزة مكانة، حتى صلى الرسول والمسلمون على حمزة سبعين صلاة ...

انه أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء ....[/font]
 
أعلى