الأسيف
مراقب عام
يا رفاقي وفي ضمير القوافي ..
حسراتٌ ، وخاطري حسرات !
حسراتٌ ، وخاطري حسرات !
فاعذروني ، إذا أفاقت شجوني ..
يومَ عيدي ، وسالتِ العبرات !
يومَ عيدي ، وسالتِ العبرات !
أقبل العيد بكبريائه وعنفوانه على الجالية الأركانية ، فوجدها تشكو غبار الدرب ، تلفحها الرّمضاء ، قد كشفت الظلماء عن رأسها ، والمآسي عن وجهها ، فوقف " العيد " على فراش زائرته الموجَعة ؛ حين رآها مضرّمة الأنفاس ، لهيفة القلب ..
لكنها رغم مرضها ما زالت تقاوم وتناضل وتكافح لكي تشرب جرعة ماء بارد في قيظ الحرارة ، تحاول أن تضيف إلى الفاكهة الحامضة قليلاً من القصب ليتغير الطعم من مرّ لا يُستساغ إلى عصير حلو لذيذ !
لكنها رغم مرضها ما زالت تقاوم وتناضل وتكافح لكي تشرب جرعة ماء بارد في قيظ الحرارة ، تحاول أن تضيف إلى الفاكهة الحامضة قليلاً من القصب ليتغير الطعم من مرّ لا يُستساغ إلى عصير حلو لذيذ !
إخوتي وصحبي :
كأن أمير الشعراء تكلم بلساني وكأنه قصدنا بقصيدته اللاذعة حينما قال وأوجز :
وطني أسفت عليك في عيد الملا .. وبكيت من وجدٍ ومن إشفاق !
لا عيدَ لي حتى أراك بأمة .. شمّاء راوية من الأخلاق ..
ذهب الكرام الجامعون لأمرهم .. وبقيت في خلف بغير خلاق ..
أيظلّ بعضهم لبعض خاذلاً .. ويقال شعبٌ في الحضارة راقي !!
وإذا أراد الله إشقاء القرى .. جعل الهداة بها دعاة شقاقِ !
لا عيدَ لي حتى أراك بأمة .. شمّاء راوية من الأخلاق ..
ذهب الكرام الجامعون لأمرهم .. وبقيت في خلف بغير خلاق ..
أيظلّ بعضهم لبعض خاذلاً .. ويقال شعبٌ في الحضارة راقي !!
وإذا أراد الله إشقاء القرى .. جعل الهداة بها دعاة شقاقِ !
آه .. يا إخوتي ، كيف لنا أن نرقص على الجراح ، وآلاف من العائلات تعاني الأمراض .. إذ كيف لنا أن نمرح ونفرح في الليالي ، ومئات من الأسر يمضغن الرغيف في النهار .. وكيف نعزف على أوتار السعادة ، وألسنتنا تلهج أغاني الأحزان ؟!
أوّاه .. وكأن العشماوي يريدنا من قصائده .. ( مع تصرف بسيط )
أوّاه .. وكأن العشماوي يريدنا من قصائده .. ( مع تصرف بسيط )
أقبلت يا عيد ، والأحزان نائمة *** على فراشي وطرف الشوق سهران ..
من أين نفرح يا عيدَ الجراح وفي *** قلوبنا من صنوف الهمّ ألوان ..
من أين نفرح والترحيل عاصفة *** وللدّمى مقَل ترنو وآذان ؟
من أين نفرح يا عيد الجراح وفي *** دروبنا جُدُرٌ قامت وكثبان ؟
من أين ؟ والأمة الغراء نائمة *** على سرير الهوى والليل نشوان ؟
من أين ؟.. والذّل يبني ألف منتجعٍ *** في أرض عزّتنا، والربح خسران ؟
من أين نفرح يا عيدَ الجراح وفي *** قلوبنا من صنوف الهمّ ألوان ..
من أين نفرح والترحيل عاصفة *** وللدّمى مقَل ترنو وآذان ؟
من أين نفرح يا عيد الجراح وفي *** دروبنا جُدُرٌ قامت وكثبان ؟
من أين ؟ والأمة الغراء نائمة *** على سرير الهوى والليل نشوان ؟
من أين ؟.. والذّل يبني ألف منتجعٍ *** في أرض عزّتنا، والربح خسران ؟
أنا لا أريد أن أسوّد العيد وأسلب منه بهجته ، لكني أيضاً لا أريده أن يتحول إلى محفل وملهى ، ننسى فيه همومنا ، ونتخلى عن كريم خلالنا .. وننشغل بهدم أنفسنا عن هدْم عدونا ..
إنّ العيد في حقيقته كما يرويه شيخنا الطنطاوي برّد الله مضجعه عيد القلب، فإن لم تملأ القلوب المسرّة، ولم يرتعها الرضا، ولم تعمها الفرحة، كان العيد مجرّد رقم على (التقويم)!
كيف تريد من القلب أن يبتسم ؟! وهو يقطر دماً ويبكي ألماً .. !
إنّ العيد في حقيقته كما يرويه شيخنا الطنطاوي برّد الله مضجعه عيد القلب، فإن لم تملأ القلوب المسرّة، ولم يرتعها الرضا، ولم تعمها الفرحة، كان العيد مجرّد رقم على (التقويم)!
كيف تريد من القلب أن يبتسم ؟! وهو يقطر دماً ويبكي ألماً .. !
قد تضيق الألفاظ عن حمل قصدي *** رُبّ صوت تخونه النبرات !
كيف تريدنا يا عيد أن نفرح ؟ وأمتي في شتات !
عجباً كلما رأيت رفاقي ... يتغنون هاجت الخطرات ..
فتذكّرت في أركان ثكلى ... تمضغ البؤس، والأعادي قساة ..
نحن نشدو وهم يقيمون ملكاً ... في بلادي، وملكهم عثرات ..
ليس يأساً من رحمة الله لكن ** لوعة تستدرّها الهفوات ..
يا بني أمتي بغير نضال ** لن ننال العلا، فبئس الحياة !
أيها العيد لست عيدي فملاً ** إن عيدي أن ترفع الرايات !
عجباً كلما رأيت رفاقي ... يتغنون هاجت الخطرات ..
فتذكّرت في أركان ثكلى ... تمضغ البؤس، والأعادي قساة ..
نحن نشدو وهم يقيمون ملكاً ... في بلادي، وملكهم عثرات ..
ليس يأساً من رحمة الله لكن ** لوعة تستدرّها الهفوات ..
يا بني أمتي بغير نضال ** لن ننال العلا، فبئس الحياة !
أيها العيد لست عيدي فملاً ** إن عيدي أن ترفع الرايات !
ليس هذا عيدي، فإن جراحي *** لم تزل يا حبيبة القلب حيّه ..
ليس هذا عيدي، ولكنّ عيدي *** أن أرى أمتي تعود أبيّه .. !
ليس هذا عيدي، ولكنّ عيدي *** أن أرى أمتي تعود أبيّه .. !
تنويه : لا يلزم أن أعبّر عن حالتي ، ولا يشترط أني أريد بالموضوع التثبيط، ولكنها نفثة مصدور كابدها فأراد أن يشاركه فيها إخوته من بني جلدته .. ولسان حالي كلسان إقبال في ديوانه صلصلة الجرس :
قيثارتي ملئت بأنّات الجوى *** لا بدّ للمكبوت من فيضان ..
صعدت إلى شفتي بلابل مهجتي *** ليَبين عنها منطقي ولساني ..
أنا ما تعديت القناعة والرضا *** لكنما هي قصة الأشجان ..
صعدت إلى شفتي بلابل مهجتي *** ليَبين عنها منطقي ولساني ..
أنا ما تعديت القناعة والرضا *** لكنما هي قصة الأشجان ..
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : عدت يا عيد والجراح جراح .. لم تحقق لأمتي الأمنيات ! ( مقطع صوتي )
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
