سـطــور دمـعــت لهــا العـــــين !! (موعظة)

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
30 سبتمبر 2010
المشاركات
112
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
السعودية -مكة- الارض المحببة

من رحمة الله تعالى بأمة الإسلام أن جعل الحق والخير فيها موصولين إلى يوم القيامة ومن دلائل ذلك أنه لم يحرمها على طول تاريخها ممن يقوم بالحق ويصبر عليه ويدافع عنه وإن دفع فى سبيل ذلك حياته.
وكان للعلماء من ذلك حظ وافر: فقد كانت ولا زالت تضحيات هؤلاء الأعلام وثبات أولئك الرجال من أهم أسباب وصول عقيدة التوحيد وشرائع الإسلام إلينا سالمة من كل عيب مبرأة من أي تحريف.
فقد شهدت السجون على مدى التاريخ الإسلامى وقفات إسلامية صلبة وشجاعة كان لها دور حاسم في تقرير العقيدة الصحيحة وهزيمة البدع وكل صور الانحراف عن العقيدة وقد ضحى عدد من العلماء ببعض أعمارهم في سبيل ذلك خلف جدران السجون ومات بعضهم في الحديد رافضا التراجع ورافضا كل أشكال المساومات.
وكان ممن قضى نحبه خلف جدران السجون من العلماء محمد بن نوح ونعيم بن حماد وابن تيمية وغيرهم رحمهم الله جميعاً.
ومن الأئمة في هذا الطريق وعلى هذا الدرب الإمام البويطي الذي عاش في القرن الثالث الهجري زمن فتنة القول بخلق القرآن.
وكان ثبات و تضحيات هؤلاء الشوامخ هو أبلغ وأنصع وأقوى رد في مواجهة تلك الفتنة العمياء .
*****
كان إماما جليلا عابدا زاهدا يكثر من ختم القرآن وكان يقضى غالب أوقاته فى الذكر والتشاغل بالعلم وغالب ليله في التهجد والتلاوة وكان من فرط شفقته ورقته سريع الدمعة.
قال عنه الربيع : ما رأيت البويطى بعد ما فطنت له إلا رأيت شفتيه تتحركان بذكر أو قراءة .
وقال أبو الوليد بن أبى الجارود : كان البويطى جارى ، وما انتبهت ساعة من الليل إلا سمعته يقرأ ويصلى ، وكان فقيها عظيما و مناظرا بارعا فكان جبلا من جبال العلم والدين أكرمه الله تعالى بالتفقه على الشافعى كما اختص بصحبته وحدث عنه.
كانت له مكانة كبيرة عند الشافعى حتى قال عنه الربيع : كان أبو يعقوب من الشافعى بمكان مكين. . وقال عنه : وكان له من الشافعي منزلة ، فكان الرجل ربما سأل الشافعي مسألة فيقول : سل أبا يعقوب ،فإذا أجابه أخبره فيقول : هو كما قال .
*****
سعى بالبويطى من يحسده وكتب فيه إلى ابن أبى دؤاد بالعراق فكتب إلى والى مصر أن يمتحنه في فتنة ذلك العصر فامتحنه في خلق القرآن فلم يجب وكان الوالي حسن الرأي فيه فقال له: قل فيما بينى وبينك، أي: قل ما يوافق السلطان حتى أرفعه فتعافى من السجن. فرفض قائلا له : إنه يقتدى بي مائة ألف ولا يدرون المعنى .
ولم يكن هناك بد من أن يحمل إلى بغداد في أربعين رطلا من الحديد وهو مقيد به في قدميه مغلولا من عنقه.
قال الربيع : لقد رأيته على بغل وفى عنقه غلّ وفى رجليه قيد وبين الغل والقيد سلسلة حديد وهو يقول : إنما خلق الله الخلق بكُنْ، فإذا كانت مخلوقة فكأن مخلوقا خُلق بمخلوق، ولئن أدخلت عليه لأصدقنه (يعنى الواثق) ولأموتنّ في حديدي هذا حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم.
*****
وفى السجن لم تكن تمر صلاة الجمعة على البويطى إلا وشعر بمرارة الحرمان من أداء الشعيرة فكان يغتسل كل جمعة ويتطيب ويغسل ثيابه فإذا سمع النداء خرج إلى باب السجن فيرده السجان ويقول ارجع رحمك الله فيقول البويطى : اللهم إني أجبت داعيك فمنعوني.
ولما قيدوه بالحديد في سجنه لم يتألم من قسوة السجان ولا من ثقل الحديد ولا لما أصابه من عنت ومشقة لضيقها وإنما آلمه تعذر القيام للوضوء والصلاة ! !
قال أبو عمرو المستملى: حضرنا مجلس محمد بن يحيى الذهلي فقرأ علينا كتاب البويطي إليه وإذا فيه "وإني أسألك أن تعرض حالي على إخواننا أهل الحديث لعل الله يخلصني بدعائهم فإني في الحديد وقد عجزت عن أداء الفرائض من الطهارة والصلاة" ... فضج الناس بالبكاء والدعاء له.
*****
هكذا عاش الإمام البويطي واستمر على ذلك حتى توفاه الله تعالى في سجنه مكبلا بالحديد في سنة إحدى وثلاثين ومئتين من الهجرة.
رحمه الله رحمة واسعة..

منقول من أحد المواقع
 

السااامA

New member
إنضم
13 يناير 2010
المشاركات
1,254
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
الطائف
يسلمك ربي يالغالي

الله يعطيك العافية
وتقبل مروري المتواضع
 
أعلى