هذه العَمَالَة .. متى ترحل ؟!

[ابوعلاءعباس]

هذه العَمَالَة .. متى ترحل ؟!


إحدى دول الخليج ـ وهي الكويت ـ احتفلت قبل سنتين بخروج آخر عامل بنجلادشي من أراضيها وقبل ذلك بعام أصدرت الحكومة الكويتية أمراً مُمثلةً في وزارة العمل بمنع استقدام أي عاملٍ بنجلادشي إلى أراضيها ، والاستغناء عنها ببعض العمالة الأقل ضرراً كالاندونيسية ـ وكنت ممن تابعت تداعيات ذلك القرار الذي اتخذته الحكومة الكويتية آنذاك ـ بِناءً على دراساتٍ لِعدة سنوات أثبتت فيها أن كثيراً من الجرائم وراءها تلك العمالة ، والتي وجدت لها مكاناً مُناسباً في دول الخليج .

ويُقال ـ والعهدة على الراوي ـ أن الحكومة البنجلادشية تتخلص من كثيرٍ من المُجرمين والحرامية واللصوص عبر تسفيرهم للعمل لدول الخليج ( ونحن يا غافلين لكم الله ! ) وهي تكون بذلك استفادت مرتين : الأولى / بإبعاد شرهم عن البلاد ، والأخرى من التخفيف على الحكومة في التقليل من عددهم المُتزايد في البلاد ، وإذا أردنا أن نُجري مُقارنة بيننا وبين دولة الكويت الشقيقة لا نجد كثير فرق ؛ فالحال من بعضه وكثيراً من الجرائم على مُختلف أنواعها ومستوياتها تجد البنجلاديشي غالباً وراءها !

وأنا هنا لا أُلقي الكلام جُزافاً ؛ فنظرةً سريعة على ما يُنشر في الصُحف تجعل الحليمُ حَيراناً مما يُنشر من جرائم عن تلك العمالة والتي وجدت الخيرات في بلادنا ، ولكنها لم تحمد الله على ذلك ، بل طغت وبغت ، وما رست جرائمها دون خوفٍ أو وجل من الله أو من الناس .

والعجيب والغريب في آن ، أن جرائمها وخبثها وصل إلى أكلنا أيضاً فقبل فترة ليست بالبعيدة نشرت أحد صحفنا المحلية عن مزارع خارج مدينة الطائف بلغ عددها فيما أذكر أكثر من مئة مزرعة تُزود تلك المزارع الطائف وما حولها ويصل خراجها إلى مكة المكرمة وجدة ويقوم على تلك المزرعة من بابها إلى مزرابها عمالة بنجلاديشية ، واتضح أن تلك العمالة تسقي كل تلك المزارع من مياه الصرف الصحي ( أكرمكم الله تعالى ) وتم القبض عليهم وتسليمهم للجهات المعنية للتحقيق معهم حيال ذلك ، ولا أدري ما هي العقوبة التي صدرت بحقهم ؟!

فوالله ما أقدموا عليه يُعد جريمة بحق لا يُمكن السكوت عليها ولا يُجدي معها الترحيل فقط دون العقوبة الرادعة ، والتي تجعل غيرهم يتعظ مما أصابهم وإضافةً إلى تلك الجرائم بمختلف أنواعها من قتلٍ وسرقةٍ وغشٍ ( وحدث عن الغش من تلك العمالة ولا حرج ! ) وقصة الذي حاول يُرشي أحد موظفي البلدية في أضم التابعة لمنطقة الليث في شهر رمضان الماضي ، والتي نشرتها بعض الصحف المحلية خير شاهد ، وغير ذلك مما لا حصر له ، ونتمنى من وزارة العمل والجهات ذات العلاقة ، الانتباه لِشر تلك العمالة والتي زاد شرها عن حَدِّه !
ويحضرني هنا قول أحد مسئولي دولة بنغلاديش في قنصلية دولتهم قبل سنوات ، حينما سأله عدداً من الصحفيين في مؤتمر صحفي على أن بلادهم لا ترسل إلى دول الخليج إلا المُجرمين والهاربين من بعض الأحكام ، وقال فيما قال
( ما المانع إذا كانوا كذلك ، أن نُعطيهم فرصة في عملهم خارج البلاد ، لعل ذلك يكونُ فيه صلاحاً لهم !! ) لا تعليق على قول ذلك المسئول !!!

وفي اعتقادي أن لا حل مع تلك العمالة إلا بترحيلها من البلد سيما المُجرمين منهم ، لأنه بلا شك منهم طيبون ولكنهم قِلة ؛ والأكثرية يَغلُب عليهم جانب الإجرام والانتقام ؛ فالأولى قطع جانبَ الشكِ باليقين ، وأن نأخذ من غيرنا قدوةً لنا ، ولنجعل شعارنا منعها تماماً من دخول البلاد للعمل فيها ، ولعل خطوة وزارة العمل في عدم الاستقدام من بنجلاديش تتبعها خطوات ، لترحيل تلك العمالة بالكلية ؛ حتى نرتاح منها ومن شرها ، والكرة الآن في ملعب وزارة العمل ، تُرى .. ما هو رأي وزارة العمل ؟! والله الموفق لِكلِ خيرٍ سبحانه .

ماجد المحمادي
كاتب صحفي ​

http://www.makkahnews.net/articles-action-show-id-503.htm