في غمرة من الزمان .. وساعة من ساعات أيامنا الشاقة .. وفي لهيبٍ من جراحنا وآلامنا المستعصية التي جعلت الحليم حيراناً .. تتفتق بعض الذهنيات الخربة عن اكتشافات واختراعات جديدة لم يتوصل إليها السابقون ولن يعرفها اللاحقون ولو رحلوا للصين .. هذه الاكتشافات وتلك المخترعات يمكننا تصنيفها ضمن كبائر (البقعات) التي تظهر علينا في هذا المنتدى الأنيق وفي غيره من المجالس والندوات والملتقيات العامة والخاصة وتبدو على شكل تنوءات جيوليجية وانحسارات تشققية تحير الألباب العاقلة.. وهل هناك ألباب غير عاقلة يا ابن اللذينا؟ نعم هناك ألباب ليست فقط غير عاقلة وإنما هي محشوة بأصناف مختلفة من الأحذية البالية التي يتركها أصحابها عند باب الملك عبدالعزيز بالحرم المكي الشريف وتجد فيها سائر الأنواع إلا النوع (التركي) و (الدقل ) ...
وإذا سألتم ابن اللذينا عن وصف مشاعره وهو يشاهد هذه الاختراعات وهذه التفتقات والتحف التي تنتجها هذه الألباب والعقول (المحشية) فإنه يقول وبالله التوفيق: هذه الاختراعات تبدو لي في نظري القاصر والعلم عند الله ومقادير الله تقدر على كل إنسان: كمن يصعد منبراً ليلقي كلمة أو خطبة وإذا به يتقيء فجأة بكل ما أوتي من قوة في الصوت وإطلاق القذائف اللزجة والصهارة المتعفنة على شكل براكين عضوية ذات غازات أشد فتكاً من غازات القنابل البيلوجية .. وبالله عليكم تأملوا حال من يستقبل هذه القذائف وهذه الروائح وجهاً وجهاً وتأملوا في الوقت ذاته صاحب الاختراع ...
وكأني بالقراء الكرام يسألون عن أنموذج يجعلونه مثالاً لهذه الحالة المقززة فيبادر ابن اللذينا قائلاً: أيها الكرام الأماجد أيها الفضلاء الأكابر لا تذهبوا بعيداً فسأذكر هنا بعض الأنواع من العقول (المحشية) والذين يتقيؤون في هذا المنتدى باستمرار طبعاً من غير تسمية الأعضاء حتى لا يحذف الموضوع ...
النوع الأول: يسميهم ابن اللذينا (المشككة) وهؤلاء لا يشككون في وجود الله والبعث والنشور وإنما يشككون الناس في جهود وأعمال الآخرين وخاصة المصلحين ويمارسون مهنة الوصاية على خلق الله والدخول في نوايا الطيبين ولو أقام إبليس اللعين مسابقة عالمية لجنوده وأفراخه من الجن والإنس في أفضل مؤول للنيات وأفضل مسيء للظن والمقاصد الحسنة لفاز بلا منافسة أحد هؤلاء الذين أعنيهم ...
النوع الثاني: يسميهم ابن اللذينا (المثبطة) وهم فئة من فئات البشر ذوي الميول الشاذة والأفكار المنحطة والهمم الدونية وهؤلاء لا يجيدون إلا التثبيط والتحطيم من غير عمل ولا بذل فلو سمع حمار نشيط يحمل آلاف الأطنان من الأثقال بعض كلامهم لألقى حمله مباشرة وسكن إلى الدعة والراحة لشدة ما يملكون من أقوال وأساليب مثبطة توقف الأعمال والمشاريع مهما كانت ...
النوع الثالث: يسميهم ابن اللذينا بـ (الذبابية) وهي فئة شريرة من البشر تتقمص دور الذباب في الوقوع على الجراح والتناول من القاذورات وهمهم الأول والأخير النقد الجارح لأي عمل أو مشروع أو فكرة أو مبدأ من غير أن يبذل هو أي جهد أو عمل يذكر .. بل قد يكون هذا الشخص معروفاً بين العامة والخاصة أنه عبد النوم والرقاد وعبد القفا واللهازم وصاحب البطالة والعطالة والدلاخة الفكرية والممارسات المراهقية .. ولكنه لا ينشط إلا حين يشاهد الإنجازات ولا يتكلم إلا حين يتلمس النجاحات هذه الطائفة من الذبابية لا ينفع معها الهشّ باليد أو العصا بل أفضل طريقة لإبادتها الطريقة الهتلرية في إبادة الذباب وهو الجهاز ذو المصباح الأزرق الذي يّعلق في المنازل والبقالات التي تكثر بها الذبابات ويقوم هذا الجهاز بقتل الذباب عن طريق الصعق الكهربائي وقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن قتل الذباب بآلة الصعق الكهربائي فأفتى بالجواز والحمد لله ...
بالتأكيد فإن الأنواع كثيرة وابن اللذينا من خلال تأذيه من بعض تلك الأنواع تبين له أنها ضعيفة ولا تملك أي مقومات للعيش والبقاء بكرامة فلذلك يسره أن يقول لجميع العاملين: لا تقلقوا ولا تحزنوا واعملوا وسيروا على بركة وللذباب رب يبيده ....
وتحياتي لكل المتألقين ... ودامت أيامكم مبتسمة ..
محبكم: ابن اللذينا
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : ابن اللذينا يستعيذ بالله من شر الذباب
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.

