صلاح عبدالشكور
New member
- إنضم
- 25 أبريل 2009
-
- المشاركات
- 917
-
- مستوى التفاعل
- 4
-
- النقاط
- 0
من أراد يتحدث عن مواضع الشمول والكمال في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه سيعجز حتماً عن إدراكها بالكلية وسيقف مشدوهاً أمام أمارات العظمة وآيات الجلال في شخص النبي صلى الله علية وسلم، وفي تعامله ومواقفه مع اختلاف أحوالها وأوضاعها وتغير ظروفها وملامحها ...
يقول عليه الصلاة والسلام : ( الدين النصيحة )
هذا الحديث العظيم عده العلماء من جوامع كلمه عليه السلام ومن أصول الدين العظيمة وهو يدعونا لإسداء النصح لكل مسلم، وخاصة لكل من وقع في شِراك المخالفات الشرعية وابتعد عن النهج الصحيح ....
ولكن كثير من الناس يجد صعوبة وشدة في نفسه من مناصحة الآخرين وخاصة مناصحة من يحبه إما بمبررات وهمية أو بتأويلات بعيدة عن الصحة فنجد من يتذرع أنه ممتلئ بالمعاصي والذنوب فكيف ينصح غيره !! ويوهم نفسه أنّ عليه إصلاح نفسه أولاً .. والبعض الآخر يأخذه الحياء والخجل فيحجم عن النصيحة ويدعها ... وفريق ثالث: يتخيل أن النصيحة إعلان للقطيعة وعربون للعداوة وقطع لحبال المودة والحب وبين ذلك وغير ذلك كثيرون وشبه كثيرة يلقيها الشيطان يصعب حصرها ...
هذه بعض التأويلات والشبهات لدى بعض الناس ودعونا الآن نتأمل موقفين من مواقف حبيبنا صلى الله عليه وسلم ونعرف بعدها جزءاً بسيطاً من مواضع الشمول والكمال في تعامله:
الموقف الأول: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: (أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي وقال : يا معاذ إني لأحبك ، أوصيك يا معاذلا تدعهن دبر كل صلاة تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكركوحسن عبادتك )
الموقف الثاني: عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه: أن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يأتي قومهفيصلي بهم الصلاة ، فقرأ بهم البقرة ، قال : فتجوّز رجلٌ فصلى صلاة خفيفة، فبلغ ذلكمعاذا فقال: إنه منافق ، فبلغ ذلك الرجل ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إنا قوم نعمل بأيدينا ، ونسقي بنواضحنا ، وإن معاذاً صلى بنا البارحة، فقرأ البقرة ، فتجوزت ، فزعم أني منافق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يامعاذ ،أفتانأنت - ثلاثا - اقرأ : { والشمسوضحاها } . و { سبح اسم ربك الأعلى } . ونحوها .
في الموقف الأول: يعلن النبي صلى الله عليه وسلم حبه لمعاذ في حميمية صادقة ويوصيه بوصية بليغة جامعة وفي الموقف الثاني : لما بلغه ما فعل معاذ رضي الله عنه يهديه النصيحة مباشرة بسؤال يحمل عتاباً وتوبيخاً لمعاذ بقوله [أفتان أنت يا معاذ ؟] ...
فلماذا يجعل بعضنا الحب حاجزاً بينه وبين نصيحة أخيه؟؟
ولماذا يظن البعض أن النصيحة إعلان للفراق والخصومة ؟؟
ولماذا يتخيل المنصوح أن من نصحه فقد بغضه وقلاه وبحث عن عيوبه؟؟
أسئلة تحتاج إلى وقفات ووقفات
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اسم الموضوع : بين (إني أحبك يامعاذ) و (أفتان يامعاذ) نقاش حول النصيحة
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.