مشروع البحث عن حمّام ( قصة حقيقية ساخرة)

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
12 مايو 2009
المشاركات
318
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
في وجدان العالم



(القصة طويلة شوي .. ولكن واثق أنكم ستبكون عليّ بعدها)

لا أدري لماذا ينتابني شعور قوي بالذهاب إلى الحمام فور تفكيري لقضاء ساعات على أطراف كورنيش البحر أو جبال الطائف أو حتى بجوار محطة "بنزين"، هذه الاستجابة والتفاعل الغريب من الجهاز الإخراجي هو تفاعل طبيعي لما يتوقعه العقل الباطن من أهمية الاستعداد المبكر للخروج في نزهة أو رحلة فيرسل العقل الباطن كل ما لديه من إشعارات تحذير وصافرات إنذار لأجهزة الجسم كاملاً وخاصة الجهاز الإخراجي .
هذا التفاعل الحيوبايلوجي لم يكن بمحض الصدفة أبداً بل سبقه موقف عصيب جد عصيب ترك آثاراً سيئة على نفسيتي وجعل أعصابي وخلايا دماغي وعقلي الواعي واللاواعي وضميري المتكلم والمستتر يعرف قيمة الحمّام، ففي إحدى النزهات التي خرجت إليها بكل حيوية ونشاط مصطحباً "أم الأولاد" وأولادها وبينا أنا جالس أمام البحر الأحمر أرقب "الصراصير" وهي تلاعب صغارها بكل أريحية وأشم رائحة البحر الممزوجة ببقايا الفضلات التي تركها المتنزهون الذين شاهدوا ذات الفلم للصراصير مع أودها! لا أدري مالذي حدث بالضبط، بدأت أشعر بألم في المعدة ومغص غريب هكذا من دون سلام ولا كلام ولا طقطق، قمت مباشرة إلى سيارتي بعد أن قطعت مشاهدة الفلم الجميل وهنا فكرت أين سأذهب؟! وأين سأجد هذا البيت العظيم الذي يدعى "بيت الراحة" والمغص في زيادة فأخذت سيارتي وخرجت عجِلاً هائماً على وجهي أبحث عن "دورة مياه" أو "حمّام" أو أي مصيبة لكي أتخلص من هذا المغص الذي يزداد قوة وضراوة ما إن سلكت شارع الكورنيش وبدأت عملية البحث والتحري والسؤال إلا وأجد أمامي زحمة طويلة للسيارات فقلت: (سترك يا الله) وبينما أنا وسط زحام السيارات أسأل من يقف بسيارته عن يميني وعن شمالي هل تعرفون دورة للمياه قريبة؟ أحدهم نفى وجود أية دورات للمياه في الكورنيش وعرفت فيما بعد أن هذه الإجابة كانت هي أصح إجابة، وكأنه ضربني على بطني فازداد الألم، والآخر دلني على مكان بعيد جداً وأخذ يصف لي أوصاف الشوارع التي سأسلكها وعدد الإشارات والتقاطعات المرورية التي سأمرّ منها لكي أصل إلى حمّام ينقذني مما أنا فيه، حتى أصابني بالدوار والغثيان وفقدت الأمل، وبينما أسير مع عباد الله رويداً رويداً وهذه حالتي ألمح فجأة منارة مسجد جميلة يا لروعة الفرج اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك هنا محطتي هنا "بيت الراحة" هنا يحق لمثلي أن يردد: ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج، أوقفتُ سيارتي بسرعة واتجهت صوب دورات المياه ورأيت تجمعاً صغيراً فعرفت من أشكالهم أنهم أصبحوا مثلي من ذوي الاحتياجات الخاصة وكانت المفاجأة حين خرج أحدهم من دورة المياه قائلاً: "ما في مويه" يا لها من كلمة صعقتني !! مسجد فاخر جميل ومنارة شاهقة وأمام البحر ولا يوجد ماء !! إنا لله وإنا إليه راجعون، عدت راكضاً إلى سيارتي والخيبة تملأ بطني ويزداد المغص وبدأت أشعر بأحاسيس غريبة فأخوض ثانية في زحمة السيارات ولا أدري إلى أين سأتجه هذه المرة، سرت مع السائرين أتلظى وأتململ وأتلوى على نفسي وأنا أمسك مقود السيارة وعيناي لا تفارقان البنايات الجانبية والفنادق الفاخرة والأرصفة الجميلة التي تكسوها الخضرة والورود علني ألمح لوحة مكتوب عليها "دورة مياه" أو "حمّام" ولكن ما فائدة هذا الجمال وأنا أعيش هذه الكربة وأكتوي بنار البحث عن حمّام؟!
وحيث إن الحاجة تفتق الحيلة والحاجة حوّاجة والمغص يعلّم الشحتة وسوس لي شيطاني الرجيم بفكرة جميلة استحسنتها كثيراً قال شيطاني لا بارك الله فيه: لماذا لا تدخل أحد هذه الفنادق الفاخرة والأبراج العالية لـ "تشحت" منهم ثلاثة دقائق حمام؟! الله أكبر إنها الفكرة السديدة والوسوسة الرشيدة التي ستنقذني بإذن الله من هذا الجحيم !! أوقفت سيارتي عند فندق جميل أنيق من فنادق الكورنيش وأسرعت إلى "الرسبشن" واصطنعت ابتسامة بريئة وقلت لموظف الاستقبال: لو سمحت ممكن تسمح لي في دورة المياه؟ نظر إليّ وقال: اعذرني لا أستطيع مدير الفندق منع ذلك !! قلت له: يا أخي الكريم وضعي صعب جداً وحالتي لا يعلم بها إلا الله، ومقادير الله تقدر على كل إنسان، وأنا مستعد أن أتحمل جميع مصاريف وتكاليف غسيل الحمّام إن لزم أرجوك فقط اسمح لي !! قال الموظف: سامحني يا أخي ودي أخدمك بس ممنوع، حركت شفتاي وأعطيته ظهري ووليت بعد أن أخذت جرعة خيبة جديدة وقلت في نفسي: أين حقوق الإنسان من هؤلاء؟ أين منظمات الإغاثة والصحة العالمية؟ أين جمعيات الحقوق العامة والخاصة؟ أين المروءة؟ أين الشهامة؟ ماذا لو تبرع صاحب هذا الفندق فقط بثلاثة حمّامات بجوار فندقه للغلابة والمساكين أمثالي؟! أين إغاثة الملهوف والمحصور والحاقب ؟! وركبت سيارتي هائماً خائباً أبحث من جديد عن حمّام .
ركبت السيارة وزاد المغص وبدأ التدافع القسري يعمل عمله وفي هذه اللحظات ذهب تفكيري بعيداً بعيداً ذهب إلى اليابان وحمامات اليابانيين ورحم الله أحمد الشقيري حين عرض في خواطره حلقة عن الحمّام في اليابان وليتني لم أشاهد هذه الحلقة لهان عليّ الأمر، أخذت أتذكر حمّامات اليابانيين الالكترونية وتوفرها في المنتزهات والأماكن العامة ونظافتها وأناقتها وأزرار الشفط وأزرار الموسيقى وأزرار منع إزعاج الآخرين والتحكم بأصواتها والاتيكيت والرفاهية وأحجام ومقاسات كراسي الحمام وما هنالك من اهتمام بهذا الجانب الإنساني الذي لا يستغني عنه أي مجتمع بشري في العالم وخاصة على الشواطئ والمنتزهات والأماكن العامة ..
وبعد لف ودوران عكس اتجاه عقارب الساعة، وقطع مسافة الله يعلم مقدارها رأيت مكاناً يشبه دورة المياه وشككت في الأمر فلا توجد أي لوحة إرشادية والبناية متهالكة قد أكل عليها الدهر واستفرغ ، خطوت نحو هذه البناية المتهالكة اقتربت منها فعلاً إنها دورة للمياه إنه الحمّام الذي أبحث عنه منذ ساعة أو أكثر إنه الفرج بعد الشدة الحمد لله على نعمه، وعندما هممت بالدخول رأيت ثلاثة أشخاص ينتظرون دورهم في الدخول، عدد الحمّامات ثلاثة فقط، اثنان منها معطل بالكلية وواحد صالح للاستخدام الآدميين أمثالنا يعمل بنظام قوارير "ماء صحة" بدون أباريق ولا "ليّات" ويا قلب لا تفرح انتظرت مع المنتظرين حتى وصل الدور إليّ فكانت نهاية مأساتي في حمّام أشبه ما يكون بـ "بلاعة كبيرة" أجاركم الله..
فيا معشر السياح: أوصيكم ونفسي بالذهاب إلى حمّامات منازلكم وأخذ الحيطة والحذر وأمروا أهليكم وذراريكم كي يأخذوا احتياطاتهم اللازمة حتى لا تصبحوا من ضحايا البحث عن حمّام، وكل رحلة وحمّامات منازلكم بخير ..

محبكم: ابن اللذينا​
 
التعديل الأخير:

فتى أراكان

, مراقب قسم ساحة الرأي
إنضم
18 يونيو 2009
المشاركات
692
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
على ذروة جبل مكي
هههههههههههههههه !
يا حلاوة الحمام يا عيني !
في زحمة الكورنيش يا عيني !
بالله قل لي يا ابن اللذينا - وكن صادقاً ولا تراوغ - :
أي رحلتيك كانت ألذ وأمتع : رحلة النزهة إلى البحر أم رحلة البحث عن حمام؟
وهنا اقتراح .. إلى الدكتور (الأستاذ) : مراقب قسم المشاريع المستقبلية
بنقل هذا الموضوع إلى قسم (مشاريع مستقبلية) ، فمكانه هناك أولى منه هنا ..
مشروع حيوي جبار لا يقل أهمية وإلحاحاً عن كل المشاريع المنشورة هناك !!!
 
إنضم
5 مايو 2009
المشاركات
102
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
أعيش فوق خيالها ..
أضحك الله ضرسك يابن اللذينا ..
لعلك لم تتابع حلقة الشقيري بعنوان : نظافة زمان .. بثّها هذه السنة ..
وأول ما قرأت رحلتك مع الحمّام تذكرت حلقته تلك ..
أنصحك بمشاهدتها ..

شكراً على هذه الإطلالة الرائعة .. ونرجو منك تكرارها ..
 

ريماس

, قسم بوح المشاعر
إنضم
15 مايو 2009
المشاركات
1,691
مستوى التفاعل
5
النقاط
0
الإقامة
بين ذرات العبير

الله المستعان.....

بدل كل هذا التعب واللف والدوران .. وقضاء أكثر من ساعة في البحث عن حمام ...

كان بإمكانك الرجوع إلى بيت الراحة في منزلك..... وترتاح من الهم والمغص ...

كان الله في عون سياح الكورنيش ...

ابن اللذينا ..

شكرا على قصتك التي جعلتني أضحك وأنا في قمة الطفش .....

 

أيوب قربان

, قسم التصاميم والجرافيكس
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
1,073
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة - شارع المنصور
انه لأمر مؤسف والجهات المعنية تجاهلت تماما بمثل هذه الأمور
في الحقيقة لديهم مايغنيهم وما لهم أن يفكر بغيرهم هذا هو حالنا
ولكن من هنا اعطيك فكرة وهي كثير ما استخدمها في الحالات الطارئة
لا تبحث عن دورة مياه مستقلة لأنك تقضي ساعات ولم تعثر عليها
حتى لو عثرت عليها فلن تكون مناسبة وبالأصح حتى لا تصلح للحيوانات أكرمكم الله
ابحث عن اقرب مستشفى أو مستوطف او مطاعم فاخرة مثل البيك وغيرهم من المطاعم
غير صيغة سؤالك مرة ثانية لا تسأل عن أقرب حمام
بل أبحث عن أقرب مستشفى

أتمنى اني افدتك لحل مشكلتك
وتمنياتي لك التوفيق .
 

فلاّاااوي

مراقب سابق
إنضم
14 أغسطس 2009
المشاركات
659
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
بعد الآذان

ربّ قائل يوماً وقد تعب"وأنزنق" أي الطريق إلي حمام بنجابي

لك الله يابن اللذينا .... والله اللي يشوف حالك يظن أن القيامه قامت ..... شكلك كنت مزنوق زنقه بنت كــ.......

بصراحة البحث عن الحمامات في المنتزهات مثل البحث عن الحمامات في يوم عرفه .......

والغريب في الامر حتى لوجدت حمام تلاقيه يعمل بنظام " موية صحة" أو جالون زيت" أو علبة بيبسي" أو قارورة الشطه" ياشيخ وربك في قمّة القرف

وأما بخصوص خويك صاحب الرسبشن شكله مانزنق ولا مرة علشان كده مافهم مشاعرك البيلوجية

شوف يابن اللذينا إذا بغيت تروح رحلة أوخرجة خذ معاك خيمة متنقلة للزنقات وفك الشفرات


فرج الله عنك كل كربة وكل زنقة

 

صدى الحجاز

مراقب سابق
إنضم
21 يونيو 2009
المشاركات
745
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
قد مررت بمثل ما مررت به يابن اللذينا قبل عشر سنوات تقريباً عندما ذهبت إلى أبها مع المركز الصيفي، حيث خرجنا إلى جبل السودة، فلما أحسست بشعور بيولوجية وحركات مغناطيسية تشدني إلى الخلاء، أخذت إبريقا وملأته ماءً، وبدأت أبتعد عن المخيم لعلي أن أتوارى عن الأنظار بين الأشجار، ولا زلت أبتعد وأبتعد حتى وجدت المكان المناسب، وحينما اطمأننت إلى أن لا أحد يراني وأن المكان مناسب وهممت بالجلوس إذا بي أجد نفسي أمام المخيم مرة أخرى، قد رجعت إليها من الجهة الأخرى دون أن أشعر.

وحدثني أحدهم أنه خرج مع شباب يخيمون في أحد البراري، فلما جاء الليل شعر بذلك الشعور الغريب الذي لا يوصف، فأخذ إبريقاً وملأمه ماءً وبدأ يبتعد عن الخيمة، وبما أنه في وسط البر، ولا يوجد ما يستتر به، لم يكن أمامه إلا الابتعاد إلى حيث لا يراه أحد، وما زال يمشي متكئاً على نفسه، حتى وقف في ذلك المكان المظلم الذي لا يكاد يرى فيه نفسه، وبعد أن التفت يمنة ويسرة واطمأن إلى أن لا يراه أحد، جلس مرتاح البال، وإذا بنور ساطع يُسَلَّط عليه فجأة، وبدأ مصدر النور يقترب ويقترب، ليكتشف المسكين أنه جالس في وسط طريق للسيارات، فما كان منه إلا أن قام مهرولاً يختبئ من أمام تلك السيارة القادمة.
 

أبوعبادي

New member
إنضم
27 سبتمبر 2010
المشاركات
83
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
بدون جواز
انا في نظري البحر كان اقرب لك لقضاء حاجتك بسهولة
من غير لف ودوران ولا كان يحتاج تدور الموية
ولا ابريق ولا علبة بيبسي ولا قارورة الشطة والكاشطب ولا هم يحزنون
 

أبوممدوح

New member
إنضم
18 يونيو 2009
المشاركات
369
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
مررت بمثل هذا الموقف عندما كنت في إسلام آباد قبل سنتين
إلا أنني وجدت (دورة مياه)
وعند خروجي منها طلب مني مبلغ 10 روبية فقط
 
أعلى