صلاح عبدالشكور
New member
- إنضم
- 25 أبريل 2009
-
- المشاركات
- 917
-
- مستوى التفاعل
- 4
-
- النقاط
- 0
كتبت هذه الخاطرة وأنا أتأمل القطرات تداعب نافذتي مساء اليوم .. وكم كان وقعه جميلاً على نفسي وروحي فأحببت أن أجاري هذه المشاعر بهذه الكلمات البسيطة .. خذوها بعجرها وبجرها ..
هتان جميل بدأ يتساقط .. إنها حبات المطر .. أخذت تداعب أجواءنا بكل رقة .. بدأ يسري إلى مسمعي صوت خفيف .. أسمع نافذتي تغرد .. أشاهد ستورها تتمايل .. إنه المطر الذي أرهقني انتظاره .. إنها الغيمات التي أحلم بوصالها وأنا أشاهد السماء كل يوم .. الرعد بدأ يزمجر .. وبدأت البلورات المائية تتساقط شيئاً فشيئاً ..
ما أجملك أيها المطر .. وما أروع منظرك إذ تقبل .. آهٍ ما أعطر رائحتك .. إنها تصل إلى قلبي مباشرة دون أي وسيط .. وتسكن مخيلتي من غير استئذان .. أنت أيها المطر !! كأنك صباحي المعطر حين أصحو على نغماته المجنونة وإيقاعاته الفاتنة .. فأمضي سارحاً في ردهات النشوة والجاذبية .. أنت وحدك أيها المطر العذب .. تجعلني أشتاق وأشتاق .. وأنتِ يا رائحة المطر .. أنتِ من تلهبين مشاعري بكمٍ من الذكريات الجميلة .. كم أنتِ محفّزة لخيالي بسمفونيتك وعطرك الوردي الأخاذ !!
شكراً أيها المطر .. كم أنت رائع حين تأخذني إلى بحرٍ من التفكر والجمال الروحي .. وتنساب على وجداني بقطراتك الندية .. لأغدو طرِباً كطفل صغير يجري يلاحق القطرات .. ويتقافز فرحاً مع وقع الزخات .. ويتزلج مع تجمعات مياهك .. ويتهادى يسنتشق عبيرك .. ويزيح عن روحه الصغيرة معاني اليأس والإحباط ..
جميل أنت في كل أحوالك .. فحين تهمّ بالنزول .. تتحول الدنيا إلى ما يشبه غرفة نوم باردة خلاّبة .. تعلوها أنوار فوشية هادئة .. تبعث على الراحة والانسجام .. وحول سريرها مزهريات قرمزية لامعة .. وعلى جدرانها ستائر مخملية .. كأنها أوراق زهر الـ "روز" في ملمسها ونعومتها .. وحين تنزل أيها الغيث الهتون من سمائك .. لا شيء يشبهك في كبريائك وجاذبيتك وعنفوان طلّتك لتتحول الحياة مع نزولك إلى سمفونية تأخذ بالألباب والمهج .. لكأنك حين تعانق جفافنا تتمثل في سَوْرة الدهشة والنشوة التي يشعر بها عاشقين التقيا بعد طول فراق .. كذلك حين تهمي وتنهمر علينا منعشاً روابي أفئدتنا القاحلة .. ومحْيياً شتلات الأمل وأزاهير الرضا في ضمائرنا التي تنتظرك بكل أشواقها وأحلامها ..
وحين يتوقف انهمارك أيها المزن الرقيق .. وتكفكف دمعاتك الحرّا عن الهطول .. تتغير حياتنا فتبتسم شفاهنا .. وتتعالى ضحكات أزقتنا ومنازلنا .. حتى كراسينا التي جلسنا عليها وفناجين القهوة التي ارتشفناها معاً تبدأ تسطر قصة حبها الأزلي .. وحتى أرصفتنا المبتلة التي مشينا فوقها يوماً .. تظل تمسح البلل بيد شفيفة ومنديل معطر .. أنساً بك أيها الوابل الحنون .. فكم ألهمتني وكم علمتني وكم أدهشتني !! .. بثثتك حبي وأشواقي أيها المطر .. فكيف حبك لي؟!!
مساء الثلاثاء الممطر
25/11/1431هـ
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : همسات وجد لهطولك !!!
|
المصدر : .: بوح المشاعر :-: خاص بأقلام الأعضاء :.
