طارق اركاني
New member
- إنضم
- 21 مايو 2010
-
- المشاركات
- 902
-
- مستوى التفاعل
- 2
-
- النقاط
- 0
- العمر
- 42
-
- الموقع الالكتروني
- www.ahashare.com
يالها من أيام وذكريات لا نمل من استرجاعها؛ أيام كان التعليم بالسجية والفطرة، ولا حاجة لدروس خصوصية، وميزانيات تعليمية خرافية، ومدارس خاصة وغيرها، حيث اندثر التعليم الشعبي واختفت الكتاتيب وحل محلها المدارس والمواد الأكاديمية المختصة.
وكل ما تبقى من ماضي التعليم ذكريات ننقلها لهذه الجيل ليعرف ماضيه وتراثنا التعليمي، هكذا تحدث للحواس الخمس مجموعة من »الشواب« حول الكتاتيب والمطوع الذي كان يشرف عليها. بداية يقول الوالد أبو عبدالله، متقاعد: اندثرت »مجالس الأدب« أو ما يطلق عليها بالكتاتيب مع تطور العلم والتقنيات المستخدمة بالتعليم العام المكان الذي يجتمع فيه من يريد أن يتعلم الكتابة والقراءة من (المطوع) أو الشيخ حيث كان الطلاب ينضمون إلى معلمهم بشكل دائري. حيث يجعل الطلاب على مرأى من المعلم آن ذاك، ويبدأ المطوع بقراءة آية قرآنية أو حديث أو بيت شعر، ثم يردد الطلاب ما يقوله المطوع، وكان دور المطوع لا يقتصر على التعليم فقط بل يمتد إلى التربية حيث إن المطوع سابقاً هو المسؤول الأول والأخير عن أدب وخلق الطالب.
ويضيف الوالد راشد سالم: في الماضي كنا نعتمد على »المطوعة« في التعليم وحفظ القرآن، واليوم وبفضل الاتحاد انتشرت المدارس والكليات والجامعات في أنحاء الدولة وتطور التعليم بشكل كبير جدا. يضيف: أصبح التعليم حقا للشباب والإناث والبعض الآخر يكمل مسيرته الدراسية حتى ينال أعلى الشهادات العلمية.
»لا يستطيع احد أن ينكر دور المطوعة في التربية والتعلم«، هكذا بدأ درويش محمد، موظف، الحديث عن تطور التعليم قائلا: كانت أمي ترسلني إلى المطوعة لحفظ القرآن مع بقية أصدقائي آن ذاك؛ فكانت أياما جميلة جدا، وأحن إليها كثيرا، وانتشر العلم وتسهلت الأمور كلها، حيث كنا في السابق نتعلم، ونحن جلوس على الأرض. أما اليوم فالدولة وفرت للطلاب كل سبل الراحة والرفاهية من مكيفات وكتب.
ويقول الحاج ابو سلطان، 49 عاما: ان طلاب الكتاتيب في تعلمهم للكتابة كانوا يعتمدون على ألواح وتستخدم من أخشاب الصناديق وأخشاب السفن التي ترسو في الموانئ القريبة من المنطقة، ومنهم من يستخدم الخرق والجلود للكتابة عليها، أما القلم المستخدم فهو من أعواد العشر جلب الذرة، القصيباء (شجر ينبت عند موارد المياه) والحبر المستخدم فهو عبارة عن السق وهو ناتج عن وسيلة الإنارة (السراج) أو الفحم وكان يستخدم المداد من السرج القديمة. ويضاف اليه صمغ من شجر الطلح وبعد مزجها يطبخان معاً فترة من الزمن وبهذه الطريقة يستخلص المداد.
يضيف: ولم يكن هناك نظام يومي للدراسة بل كانت ساعة المواظبة اليومية سبع ساعات تتخللها بعض الفسح بحيث يبدأ الحضور بعد طلوع الشمس ثم يستمر إلى حوالى الساعة الثالثة عصراً والفسحة نصف ساعة يتناول الدارسون خلالها وجباتهم التي احضروها معهم من منازلهم ثم يخرجون الى الاماكن القريبة من مركز المدرسة للترويح عن أنفسهم لمدة ربع ساعة أما وقت الغداء فيذهبون إلى بيوتهم.
ويعودون إلى الكتاب بعد صلاة العصر وعند مغادرة المطوع يصطفون بعد صلاة العصر عدة صفوف يقرأ أكبرهم كلمة الانصراف وتسمى (التغفيرة) وهي عبارة عن أدعية للمدرس ولوالديه والمسلمين بالرحمة والمغفرة وللطلاب بتعلم ما جهلوا والدارسين يرددون كلمة آمين ثم ينصرفون إلى بيوتهم.
اسم الموضوع : المطوع ( الشيخ ) في الذاكرة
|
المصدر : .: مدارسنا الخيرية :.