الدكتور أبو أحمد المدني
مستشارالمنتدى
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/16.gif');border:4px groove red;"][cell="filter:;"][align=center]
فأنت قد فارقتنا بجسدك إلى جوار رب كريم ،وأفضت روحك الطاهرة إلى بارئها .. ولكنك لم تفارقنا بمآثرك وجليل أعمالك ، وفضائل جودك وكرمك ، وعظيم برك وإحسانك التي مهما اجتهدنا فلن نحصيها..
[/align][/cell][/tabletext][/align]
ورحل محمد عبده يماني.. رجل بأمة ..
جفت الدموع في المآقي.. ووقف النحيب في الحلوق ..وتجمدت الكلمات في الأفواه ما بين مشدوه فاغر فاه وبين مصدوم تشنجت أعضاؤه .. برحيل رجل الأمة وأحد العظماء القلائل في هذا العصر معالي الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني!!
وإزاء هذا الحدث الجلل والخطب العمم يقف اليراع عاجزاً عن تسطير الكلمات ، ويقف العقل حائراً ، ويقف الجسد خائراً قواه بهذه الفاجعة الشديدة التي ألمت على غير ميعاد.. ولكن لا نقول سوى ما يرضي ربنا عز وجل :"إنا لله وإنا إليه راجعون " .
فقلوبنا مفجوعة ، وأكبادنا موجوعة ،وأجسادنا مكلومة ،وعقولنا مشدوهة ،وبيوتنا حزينة بفراقك أيها الأب العزيز فقد كنت بعد الله تعالى السند القوي والداعم الأساس للكثير من الناس ، وقفت مع أبناء وطنك وقفة رجل عظيم ، ووقفت مع جميع المحتاجين وقفة رجل البر والإحسان الذي تنفق يمينه ما لا تعلم شماله، ووقفت مع الجميع ناصحاً وموجها وداعماً بالخير حتى إن القلم ليتعب من تعداد مآثرك وجميل صنايعك أيها الإنسان العظيم: محمد عبده يماني!!
أيها القامة الشامخة ، والقمة السامقة. لقد كنت رجلاً بأمة من كثرة جودك وسخائك وكرمك. فمن مهبط الوحي انطلق برك وإحسانك للمواطنين والمقيمين والمسلمين إخوانك وقد أغدقته في شتى البقاع والأصقاع والدور والضياع ، فعم جميع الأرجاء فلن نستطيع أن نوفيك حقك من الشكر والثناء والوفاء ، سوى أن نلهج إلى رب غفور رحيم بالضراعة والدعاء، في كل أرض وتحت كل سماء ، كل وقت وحين من صباح أو مساء ، لعل الله أن يستجيب هذا الدعاء لينقلك من دار الشقاء والعناء والفناء إلى جنة عرضها السماوات والأرض ..
وكأنما الإمام الشافعي قد عناك بنظمه حينما قال :
الناس بالناس مادامت الحياة بهم
والسعد لا شك تارات وهبات
وخير الناس في الورى رجل
تقضى على يده للناس حاجات
قد مات قوم .. وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
الناس بالناس مادامت الحياة بهم
والسعد لا شك تارات وهبات
وخير الناس في الورى رجل
تقضى على يده للناس حاجات
قد مات قوم .. وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
فأنت قد فارقتنا بجسدك إلى جوار رب كريم ،وأفضت روحك الطاهرة إلى بارئها .. ولكنك لم تفارقنا بمآثرك وجليل أعمالك ، وفضائل جودك وكرمك ، وعظيم برك وإحسانك التي مهما اجتهدنا فلن نحصيها..
نحن أبناء الجالية البرماوية الأراكانية التي هاجر آباؤهم وأجدادهم من بلادهم إلى الله ورسوله للاستقرار في هذه الديار المقدسة بجوار الحرمين الشريفين، لن نستطيع أن نمحي من ذواكرنا أعمالك وجهودك الدؤوبة ، واهتمامك بهذه الجالية المتمسكة بالقرآن الكريم ، فسنظل نحمل مآثرك وجليل معروفك في دمائنا بل وسيتوارثها أبناؤنا في جيناتهم جيلاً بعد جيل وهذا أقل الواجب بحقك أيها الإنسان العظيم.
فحق لكل برماوي أركاني مسلم أن يفتح بيته لتلقي العزاء والمواساة في فقدك فقد كنت بحق أباً رحيماً وأخاً شفوقاً لهم جميعاً ، حملت هم قضيتهم لدى كبار مسؤولي هذه الدولة أعزها الله وحماها من كل مكروه تدافع وتنافح وتنصح وتناصح وتشرح وتوضح وتجمع وتؤلف.. ورفعت لواء إصلاحهم قائلاً : " إن بقوا بقوا صالحين ، وإن غادروا غادروا مصلحين".كان ديدنك إسداء النصح والتوجيه وتقديم الدعم والمؤازرة بكل تواضع سراً وجهرا. تسافر للقاء كبار المسؤولين لشرح معاناتهم وتوضيح مشكلاتهم ورفع أمرهم إلى ولاة أمر هذه البلاد حفظهم الله ومتعهم بالقوة والمنعة فوفقه الله تعالى إلى حل كثير من القضايا المتعلقة بهم..ولم تزل على هذا التوجه والعمل الدؤوب حتى آخر دقيقة حينما داهمتك على حين غرة أزمة قلبية وأنت في مجلس صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل توضح وتفسر وتشرح حاملاً هم إخوانك المسلمين ..
فنقل على وجه السرعة إلى المستشفى ولم تمهله هذه الأزمة اللعينة كثيراً حتى أتاه اليقين ليل الاثنين الثاني من شهر ذو الحجة 1431هـ ، وتغمد الله روحه الطاهرة في إحدى الليالي العشر الفضيلة.
فاللهم ارحم عبدك محمد عبده يماني رحمة واسعة ،فقد كان رحيماً بالمسلمين شفوقاً عليهم حريصاً على أهل القرآن ومحباً لهم ، واغفر له وتجاوز عنه واجعل قبره روضة من رياض الجنان ،وأدخله جنة عدن وارفع درجته في عليين واجزه النعيم المقيم في الفردوس الأعلى، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصالحين والشهداء..د.إلياس سيد عالم عبد الكريم
(أبو أحمد المدني الأركاني )
عضو مجلس أعيان الجالية البرماوية في المملكة
المدينة النبوية المنورة
[/align][/cell][/tabletext][/align]
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : ورحل محمد عبده يماني ... رجل بأمة
|
المصدر : .: حياتنا الاجتماعية :.