الأسيف
مراقب عام
وقفة إكبار وإجلال من شاب برماوي ..
بالأمس القريب ، جلست على سفرة الغداء ، وكان التلفاز مفتوحاً على القناة الرياضية السعودية ، تعرض مباراة المنتخب السعودي مع المنتخب الياباني في نهائي كأس آسيا التي كانت في عام 1428 هـ ، وقد أشرفت المباراة على النهاية ، فكانت النتيجة حينها ، ثلاثة أهداف للسعودية مقابل هدفين لليابان ، وفي الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع ، كان الهجوم الياباني مسيطراً على الكرة والكل في اضطراب وهلع ، وقد وضع المعلق يده على قلبه وصوته يتقطع وأنفاسه مرتفعة وروحه تأتي وتذهب ، حتى سمعنا نبضات قلبه ..
وأنا لا أعلم عن هذا الحدث شيئاً غير ما أراه أمامي ، إلا أن نفسي أسرعت في حجز مقعدها فسافرت وحلقت بل وأخذت لها مكاناً في مقاعد الدرجة الأولى في الملعب ، وبدأت تصيح وتصرخ مع الجماهير :
وان ، تو ، ثري .. السعوووودية ! ، وان ، تو ، ثري .. السعوووودية !
لقد فقدت الوعي وصرت لا أحس بمن حولي ، انسجمت مع المباراة تماماً ..
وكان الوقت الحاسم ، وبدأ العد التنازلي ، وبدأت معه القوة الرباعية اليابانية في الهجوم ، استحوذوا على الكرة تماماً ، وبدأو في إطلاق صواريخهم الأرضية والجوية ، والصدّ السعودي المنيع أمامهم .. دقّ ناقوس الخطر ..
الكل يترقب صافرة الحكم .. ولكن سيطرتهم على الكرة قد تأتي بالمفاجآت ..
ضربة تعتلي العارضة ، وأخرى في يد الحارس ، وأخرى كادت أن تلمس الشباك ..
كان الوقت عصيباً جدا على الجميع ، المدرجات تشتعل ، وأما الذين يعانون من مرض السكري أو الضغط قد ابتعدوا عن الشاشة ..
حتى أمسك الحكم الدولي صافرته معلناً نهاية المباراة بفوز السعودية على اليابان ..
عندها أطلق المعلق السعودي تلك الصرخة التي حبسها في داخله كل هذا الوقت حتى كاد أن يختنق ..
أثناءها وأنا في المدرجات .. أحسست بدمعة حارة تسقط من جفني على وجهي فجرت في مجرى الدموع من خدي ..
لا أعلم لماذا سقطت .. ولكنها سقطت بدون إرادة مني ، شعرت حينها بأن شيئاً في داخلي يتحرك ويزلزل كياني .. حتى تحركت هذه الدمعة من مكانها .. فخرجت كمياه البراكين الحارة ..
لقد أحسست والله بحرّها ، رغم ذلك لم أصدق ماحدث ، حتى رفعت يدي اليمني ، أردت ملامستها ، وجهت يدي نحوها .. لكنها خجلت فأسرعت حتى تجاوزت وجنتاي .. تاركة خلفها أثر مرورها ..
صدقوني إخوتي .. أنا لست من رواد ومتابعي المباريات .. ولا أحبها .. بل أكره من يحبها ..
ولكني في هذه المرة .. أحسست بأن شيئاً في داخلي قد تأثر ، أحسست بأن قلبي يهبط من مكانه ، شعرت كأن كائناً حيّاً يضطرب في داخلي يريد أن يخرج إلى الفضاء .. يريد أن يتنفس .. يتمنى أن يكون حراً طليقاً ..
إنه : كائن الحب أيها الإخوة .. إنه الاتصال الداخلي ، إنه الانتماء .. إنه الولاء ..
إي والله .. إن حبنا لهذه البلاد تسري في سويداء قلوبنا وسكنت في شغاف أفئدتنا ..
إن حبها تجري في عروقنا مجرى الدم من أجسادنا ..
إن حبها يتغلغل في أحشائنا ، بل وغرزت عليها بأوتاد صلبة ، ثبتت بمطارق من حديد..
.. لما تفرقنا في جهات المهارب ، واعتصمنا بالأنهار والمسارب ، حتى صرنا مهاجري الليل والنهار ، إلى أنحاء الأقطار ، وقطعنا الفيافي والبحار بأقدام الفرار ..
.. بعد تلك القصة الطويلة العريضة التي تصرفت بها خطوب تتلو خطوباً ، وشوائب تدع الولدان شيباً ..
أخبروني من آوتنا وضمتنا إلى صدرها .. من أغدقت علينا نعمها وأظلتنا بظل كرمها ، وآنستنا بتعرف مبادئها وشيمها .. ؟؟
من كانت الأم لهذه الجالية اليتيمة .. من أعطتنا حنانها ودفئها ..
أليست هي : أرض التوحيد والمجد التليد والنهج الرشيد ..
أليست هي أرض الإنسان والإيمان والقرآن ..
فيكِ يا أرض الحرمين ..
يا مأرز الاسلام .. يا من احتضنتنا من بعد ضياع وتشرد .. يا من آوتنا من بعد فرقة وشتات ..
فيكِ يا دفتر العظماء ، ويا سجل الشرفاء ..
فيكِ يا مهبط القرآن .. ومسقط ميلاد سيد ولد عدنان ..
فيكِ ..
تثور شجون الحب والوفاء .. وتضجّ بلابل القلب بالمدح والثناء ..
فيكِ ..
يا أرض الوفاء .. فيكِ .. يا من امتزجت قلوبنا بحبها ..
فيكِ ..
التعبير يخون .. والنفس فيها شجون ..
منكِ ..
خرج المحمود ، صاحب الحوض المورود ..
منكِ ..
دماء الشهداء تفوح ، وقلوب أهلك بأسرار التوحيد تبوح ..
لحبكِ أيتها البلاد ، سال دمعي المدرار ..
لمن أخبيء الشجون .. لمن أدخر الدمع الهتون ؟؟
ما هزني ذكر أشجان وأطلال ** أو خيمة عرضت أو معهد بالِ
لكن فيكِ الكرم والوفا قد جمعا ** فاكتب بدمعي آهاتي وتسآلي
تحولنا من بعد ما ذقنا مرارة الآلام والهجرة .. من بعد ما لفحتنا الشمس الحارقة ..
من بعد جحيم البوذ .. وكهوف الطغيان ..
تحولنا إلى نعيم .. إلى جنة .. إلى فضاء واسع .. إلى ديار الجود وعرين الأسود ..
فعلى بساطها ولدنا .. ومن مغانيها رضعنا .. وفي بطحائها تربينا .. ومن ثراها تعلمنا حتى غدونا شباباً نسطر هذه الكلمات في حقها ..
أرواح حكامها هشاشة ، ووجوههم بشاشة ، ماء البشر في صفحات وجوههم رقراقة .. قلوبهم حشيت بالإيمان إلى الأعماق .. عروبة صريحة وسنة فصيحة ..
أوليس جديراً .. بالحب وطن كهذا ؟؟
أيها الوطن الشامخ العظيم :
أشهد الله انني أحبك ، وأحب قادتك ورجالك وأهلك ، أحب أرضك وسماءك ، أحب جبالك وسهولك .. أحب كل شيء في داخلك ، أحب كل صخرة من صخورك وكل تربة من ترابك ..
مننك علينا لاتحصى ، أوَ تحُصى الحصى ؟
إذا طمعت نفسي في تعداد منن هذه البلاد وحصرها ؛ فأطمعتها في .. إحصاء السحائب وقطرها!
ولو استعرت الدهر لساناً ، واتخذت الريح ترجماناً ، لينشرا ويشيعا : شكر إنعامك حقّ الإشاعة ، لقصرت بهما يد الاستطاعة !
لا أستطيع أن أعبر ما أريد ..
ولكن .. دعوني أخاطب كلماتي ..
يا كلماتي ..
كوني سفيرة قلبي لديها .. وأخبريها .. بأني أحبها .. وأعشقها ..
بلّغيها بأني لا أرضى غيرها أن تكون معشوقتي .. قولي لها : بأني أبحرت بحبها ..
أرجوك أخبريها :
بأني أهواها ولا أستطيع أن أفارقها ..
أرجوك بلغي حبيبتي : بأن لا تنأى عني ، فإني لا أطيق بعدها ..
علّميها : بأني أرجو منها أن يدوم حبنا .. بل بإذن الله سيدوم حبنا ..
وأخيراً اهمسي في أذنيها :
بأني أريد أن أضمها ضمةً كما ضمتني في صدرها من قبل ، لا أفارقها بعدها أبداً .. حتى يحكم الله بيننا وهو أحكم الحاكمين !
لا تلوموني أحبتي في عشق أرض السعودية وأهلها .. فإنها سرّ أنسي وإسعادي .. وكلمة إكبار وإجلال لا بدّ منها ..
من لم يبت والحب حشو فؤاده ** لم يدر كيف تفطر الأكباد ؟
بالأمس القريب ، جلست على سفرة الغداء ، وكان التلفاز مفتوحاً على القناة الرياضية السعودية ، تعرض مباراة المنتخب السعودي مع المنتخب الياباني في نهائي كأس آسيا التي كانت في عام 1428 هـ ، وقد أشرفت المباراة على النهاية ، فكانت النتيجة حينها ، ثلاثة أهداف للسعودية مقابل هدفين لليابان ، وفي الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع ، كان الهجوم الياباني مسيطراً على الكرة والكل في اضطراب وهلع ، وقد وضع المعلق يده على قلبه وصوته يتقطع وأنفاسه مرتفعة وروحه تأتي وتذهب ، حتى سمعنا نبضات قلبه ..
وأنا لا أعلم عن هذا الحدث شيئاً غير ما أراه أمامي ، إلا أن نفسي أسرعت في حجز مقعدها فسافرت وحلقت بل وأخذت لها مكاناً في مقاعد الدرجة الأولى في الملعب ، وبدأت تصيح وتصرخ مع الجماهير :
وان ، تو ، ثري .. السعوووودية ! ، وان ، تو ، ثري .. السعوووودية !
لقد فقدت الوعي وصرت لا أحس بمن حولي ، انسجمت مع المباراة تماماً ..
وكان الوقت الحاسم ، وبدأ العد التنازلي ، وبدأت معه القوة الرباعية اليابانية في الهجوم ، استحوذوا على الكرة تماماً ، وبدأو في إطلاق صواريخهم الأرضية والجوية ، والصدّ السعودي المنيع أمامهم .. دقّ ناقوس الخطر ..
الكل يترقب صافرة الحكم .. ولكن سيطرتهم على الكرة قد تأتي بالمفاجآت ..
ضربة تعتلي العارضة ، وأخرى في يد الحارس ، وأخرى كادت أن تلمس الشباك ..
كان الوقت عصيباً جدا على الجميع ، المدرجات تشتعل ، وأما الذين يعانون من مرض السكري أو الضغط قد ابتعدوا عن الشاشة ..
حتى أمسك الحكم الدولي صافرته معلناً نهاية المباراة بفوز السعودية على اليابان ..
عندها أطلق المعلق السعودي تلك الصرخة التي حبسها في داخله كل هذا الوقت حتى كاد أن يختنق ..
أثناءها وأنا في المدرجات .. أحسست بدمعة حارة تسقط من جفني على وجهي فجرت في مجرى الدموع من خدي ..
لا أعلم لماذا سقطت .. ولكنها سقطت بدون إرادة مني ، شعرت حينها بأن شيئاً في داخلي يتحرك ويزلزل كياني .. حتى تحركت هذه الدمعة من مكانها .. فخرجت كمياه البراكين الحارة ..
لقد أحسست والله بحرّها ، رغم ذلك لم أصدق ماحدث ، حتى رفعت يدي اليمني ، أردت ملامستها ، وجهت يدي نحوها .. لكنها خجلت فأسرعت حتى تجاوزت وجنتاي .. تاركة خلفها أثر مرورها ..
صدقوني إخوتي .. أنا لست من رواد ومتابعي المباريات .. ولا أحبها .. بل أكره من يحبها ..
ولكني في هذه المرة .. أحسست بأن شيئاً في داخلي قد تأثر ، أحسست بأن قلبي يهبط من مكانه ، شعرت كأن كائناً حيّاً يضطرب في داخلي يريد أن يخرج إلى الفضاء .. يريد أن يتنفس .. يتمنى أن يكون حراً طليقاً ..
إنه : كائن الحب أيها الإخوة .. إنه الاتصال الداخلي ، إنه الانتماء .. إنه الولاء ..
إي والله .. إن حبنا لهذه البلاد تسري في سويداء قلوبنا وسكنت في شغاف أفئدتنا ..
إن حبها تجري في عروقنا مجرى الدم من أجسادنا ..
إن حبها يتغلغل في أحشائنا ، بل وغرزت عليها بأوتاد صلبة ، ثبتت بمطارق من حديد..
.. لما تفرقنا في جهات المهارب ، واعتصمنا بالأنهار والمسارب ، حتى صرنا مهاجري الليل والنهار ، إلى أنحاء الأقطار ، وقطعنا الفيافي والبحار بأقدام الفرار ..
.. بعد تلك القصة الطويلة العريضة التي تصرفت بها خطوب تتلو خطوباً ، وشوائب تدع الولدان شيباً ..
أخبروني من آوتنا وضمتنا إلى صدرها .. من أغدقت علينا نعمها وأظلتنا بظل كرمها ، وآنستنا بتعرف مبادئها وشيمها .. ؟؟
من كانت الأم لهذه الجالية اليتيمة .. من أعطتنا حنانها ودفئها ..
أليست هي : أرض التوحيد والمجد التليد والنهج الرشيد ..
أليست هي أرض الإنسان والإيمان والقرآن ..
فيكِ يا أرض الحرمين ..
يا مأرز الاسلام .. يا من احتضنتنا من بعد ضياع وتشرد .. يا من آوتنا من بعد فرقة وشتات ..
فيكِ يا دفتر العظماء ، ويا سجل الشرفاء ..
فيكِ يا مهبط القرآن .. ومسقط ميلاد سيد ولد عدنان ..
فيكِ ..
تثور شجون الحب والوفاء .. وتضجّ بلابل القلب بالمدح والثناء ..
فيكِ ..
يا أرض الوفاء .. فيكِ .. يا من امتزجت قلوبنا بحبها ..
فيكِ ..
التعبير يخون .. والنفس فيها شجون ..
منكِ ..
خرج المحمود ، صاحب الحوض المورود ..
منكِ ..
دماء الشهداء تفوح ، وقلوب أهلك بأسرار التوحيد تبوح ..
لحبكِ أيتها البلاد ، سال دمعي المدرار ..
لمن أخبيء الشجون .. لمن أدخر الدمع الهتون ؟؟
ما هزني ذكر أشجان وأطلال ** أو خيمة عرضت أو معهد بالِ
لكن فيكِ الكرم والوفا قد جمعا ** فاكتب بدمعي آهاتي وتسآلي
تحولنا من بعد ما ذقنا مرارة الآلام والهجرة .. من بعد ما لفحتنا الشمس الحارقة ..
من بعد جحيم البوذ .. وكهوف الطغيان ..
تحولنا إلى نعيم .. إلى جنة .. إلى فضاء واسع .. إلى ديار الجود وعرين الأسود ..
فعلى بساطها ولدنا .. ومن مغانيها رضعنا .. وفي بطحائها تربينا .. ومن ثراها تعلمنا حتى غدونا شباباً نسطر هذه الكلمات في حقها ..
أرواح حكامها هشاشة ، ووجوههم بشاشة ، ماء البشر في صفحات وجوههم رقراقة .. قلوبهم حشيت بالإيمان إلى الأعماق .. عروبة صريحة وسنة فصيحة ..
أوليس جديراً .. بالحب وطن كهذا ؟؟
أيها الوطن الشامخ العظيم :
أشهد الله انني أحبك ، وأحب قادتك ورجالك وأهلك ، أحب أرضك وسماءك ، أحب جبالك وسهولك .. أحب كل شيء في داخلك ، أحب كل صخرة من صخورك وكل تربة من ترابك ..
مننك علينا لاتحصى ، أوَ تحُصى الحصى ؟
إذا طمعت نفسي في تعداد منن هذه البلاد وحصرها ؛ فأطمعتها في .. إحصاء السحائب وقطرها!
ولو استعرت الدهر لساناً ، واتخذت الريح ترجماناً ، لينشرا ويشيعا : شكر إنعامك حقّ الإشاعة ، لقصرت بهما يد الاستطاعة !
لا أستطيع أن أعبر ما أريد ..
ولكن .. دعوني أخاطب كلماتي ..
يا كلماتي ..
كوني سفيرة قلبي لديها .. وأخبريها .. بأني أحبها .. وأعشقها ..
بلّغيها بأني لا أرضى غيرها أن تكون معشوقتي .. قولي لها : بأني أبحرت بحبها ..
أرجوك أخبريها :
بأني أهواها ولا أستطيع أن أفارقها ..
أرجوك بلغي حبيبتي : بأن لا تنأى عني ، فإني لا أطيق بعدها ..
علّميها : بأني أرجو منها أن يدوم حبنا .. بل بإذن الله سيدوم حبنا ..
وأخيراً اهمسي في أذنيها :
بأني أريد أن أضمها ضمةً كما ضمتني في صدرها من قبل ، لا أفارقها بعدها أبداً .. حتى يحكم الله بيننا وهو أحكم الحاكمين !
لا تلوموني أحبتي في عشق أرض السعودية وأهلها .. فإنها سرّ أنسي وإسعادي .. وكلمة إكبار وإجلال لا بدّ منها ..
من لم يبت والحب حشو فؤاده ** لم يدر كيف تفطر الأكباد ؟
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
اسم الموضوع : ( السعودية ) في نظر شاب برماوي ..
|
المصدر : .: روائع المنتدى :.
