طارق اركاني
New member
- إنضم
- 21 مايو 2010
-
- المشاركات
- 902
-
- مستوى التفاعل
- 2
-
- النقاط
- 0
- العمر
- 42
-
- الموقع الالكتروني
- www.ahashare.com
من هو الرجل الآلف؟
فكما قال أبو بكر بن دريد "والناس ألف منهم كواحد وواحد كالآلف إن أمر عنا". "فالرجل الآلف" رجل يساوى ألف رجل بهمته وعمله وجده وبصدقة وأمانته وعدله.
كان عمر بن عبد العزيز يقول:" إنى لأشترى ليلة من ليالى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود بألف دينار من بيت المال". فقالوا له:"يا أمير المؤمنين تقول هذا وأنت من أنت فى حرصك على مال المسلمين". فقال:"أين يذهب بكم والله إنى لأعود برأيه ونصيحته ومشورته على بيت المال بألوف وألوف."
نعم يا شباب الإسلام، إن الرجل الجاد لا يشترى بالمال.
"وعالى الهمة يحبه الرجال لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والاحترام والإقدام قتال. "
ماذا يفعل الرجل الألف؟
الرجل الألف :
يرفع القوم من سقوط ويبدلهم بالخمول نباهه وبالطاعة العمياء كلمة حق ونصح وشجاعة أدبية.
يتحرى الفضائل لا لجاه ولا لثروة ولا للذة ولا لاستشعار نخوة واستعلاء على البرية.
بل يتحرى مصالح العباد شاكراً بذلك نعمة الله متوخياً به مرضاته غير مكترث بقلة مصاحبيه. لماذا؟ لأنه إذا عظم المطلوب قل المساعد وطرق المعالى قليلة لأناس. قل ما تجد من يعينك فى طرق المعالى.
الرجل الآلف نور كالشمس وكالضياء ينفع كل أحد وكالنجم الساطع فى السماء.
الرجل الألف لا يعرف الصعب ولا يقف فى وجهه عقبات أمل وعمل وبطولة ومغامرة وابتكار وأعجاز وتقدم وإنجاز.
فلم أرى أفضال الرجال تفاوتوا بالفضل حتى عد ألف بواحد.
·الرجل الألف شجاع لا يخاف إلا من الله لا يهاب من الموت بل جدير بالموت أن يهابه فهو يعلم أن حتف ابن آدم ليس قى فراق الروح وإنما حتفه في ضعف الإيمان والحرمان من اليقين لكن الشجاعة لا تعتمد على الإقدام والإحجام فحسب ولا على الخوف وعدمه وإنما تعتمد على ضبط النفس وعمل ما ينبغي في الوقت الذي ينبغي.
يقول المتنبى:
"الرأي قبل شجاعة الشجعانى هو أول وهى المحل الثانى
وإذا هما اجتمعا لنفس حرة جازت من العلياء كل مكان".
·الرجل الألف عظيم الهمة يستخف بالمرتبة السفلى بل ربما حتى المرتبة الوسطى من معالى الأمور ولا تهدأ نفسه إلأ حين يضع نفسه فى أسمى منزلة وأقصى غاية ويعبر عن هذا المعنى النابغة الجعدى بقوله:
"بلغت السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنبغى فوق ذلك مظهرا"
·الرجل الألف كالنحلة إن أكلت أكلت طيبا وإن أطعمت أطعمت طيبا وإن سقطت على شئ لم تكسره ولم تخدشه.
وكأنه القمر المنير إذا بدا حل الظلم
وكأنه البحر الخضم إذا تقاذف والتطم
وكأنه زهر الربع إذا تفتح أو نجم.
لماذا الرجل الألف؟
فنحن اليوم بأمس الحاجة إلى الرجال ولكنهم رجال يأخذون بزمام المبادرة يحبون التقدم والتحضر لكنهم مستمسكون وليس متمسكون فقط بل متمسكون بعقيدتهم ودينهم يعلمون ويدركون كيد ومكر أعدائهم يعيشون لأمتهم لا لشهوتهم يقدمون مصلحة الأمة على مصلحتهم، فإن من اشتغل بنفسه ولنفسه ولم ينفع أمته ودينه كان نسيا منسيا كان من سقط المتاع سقط من سجل الرجال العاملين وعد من الخاملين وما للمرء خير فى حياة إذا ما عد من سقط المتاع.
...
بعضنا للأسف لا ينظر إلا بعين الهوا أكبر همه ومبلغ علمه "لقمه ولباس ومركب" مطعم شهى وملبس دفى ومركب وطى قد رفع راية إنما العيش سماع ومدام وندام فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام. هوان لا يعرف الحزم، ذلة لا تعرف العز، عار ينكره الحر والأسد.
...
الإنسان الطموح هو الذى يجعل أمامه هدفاً عالياً حتى ولو كانت قدراته لا تؤهله لذلك الآن لأنه سوف يحرص على تنمية قدراته للوصول إلى هدفه. فإذا نمت القدرات فإنه لن يبقى عند هدفه الأول بل سوف تنمو طموحاته وتزداد وما أجمل قول شيخ الإسلام بن تيميية رحمه الله:
"العامة تقول كل امرئ ما يحسن والخاصة تقول قيمة كل امرئ ما يطلب".
فماذا تطلب أنت؟ ماذا تريد أنت؟ أعرفتم إذاً لماذا الرجل الألف؟ إن الأمة الإسلامية اليوم تحتاج لرجال مخلصين صادقين صابرين محتسبين أصحاب خلق ودين إنها أمنية فى كل زمان ومكان وليس فقط الآن.
الرجل الألف وهذا الزمان؟
نحن فى زمن المغريات والشهوات، فى زمن تتابع الفتن والانفتاح، فى زمن الانهزام والخمول، فى زمن تميع الدين والعقيدة، فى زمن منهج السلامة لا سلامة المنهج، فى زمن الحرب الضروس على عقيدتنا ومسلماتنا وثوابتنا حتى من بعض أبناء جلدتنا ولغتنا. ورغم هذا كله تبقى الأمة ولوداً معطائه إذا مات فيها سيد قام سيد، وإن أغلق باب فتح عشرات الأبواب. ويأبى الله إلا أن يتم نوره فيقيض رجالاً ونساء عاملين يعملون ويبذلون. الرجل منهن كألف رجل. رجل أمة فى همة وفكرة وهو رجل ميدان فى عمله وشغله رجال ونساء هممهم عند الثريا بل والله أعلى. أقوالهم أجلا، أعمالهم أحلا. الناس فى شهواتهم وغفلاتهم وهم فى جدهم ونشاطهم قد لا يعرفون ولكن حسبهم أن الله يعرفهم.
مازال فى الأرض ميدان ومتسع للخير يدركه من جد فى الطلب
ولم يزل فى نفوس الناس منطقة محمية سكنت بالخوف والرعب
ولم تزل نخلة الإسلام باسقة مليئة بعروق التمر والرطب.
ولم تزل واحة الأخلاق مخصبة فيها مشاتل من تين ومن عنب.
فلابد إذن لابد أن يكون نقطة اتفاقنا وانطلاقنا ومن ثم توزيع الأدوار والمسئوليات والمهام والتبعات بدلاً من التلاوم والتواكل وتبادل الاتهامات بالتكليف لكل احد ما دام دخل فى دائرة الإسلام. كل امرئ بما كسب رهينة يوم تأتى كل نفس تجادل عن نفسها.
كـــيـف أعـمـل؟
ليس للرجل الألف موقعاً معين بل قد تجده فى كل موقع وفى كل تخصص وفى كل جنس ذكراً أو أنثى بل فى كل عمر صغيراً أو كبيراً.
فقد أخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم."
وفى الحديث القدسى يقول الله تعالى:"إنما هى أعمالكم أحصيها لكم".
الرجل الألف عالم أو طالب علم ملئ علماً وفقهاً من رأسه إلى أخمص قدميه.
الرجل الألف مسئولاً يفيض هماً وعملاً وإخلاصاً وحرصاً.
الرجل الألف قاض يحكم بالعدل باذل للفضل وأصل للحبل.
الرجل الألف أستاذا ومعلماً ومربياً وقدوتاً يتدفق تجربة وحكمة
الرجل الألف تاجراً موسراً ورعاً يقول بالمال هكذا وهكذا فى سبيل الله وفى ميادين الدعوة والخير.
الرجل الألف إماما وخطيباً وشعلة تنير الطريق لأهل حبه ومحبه.
الرجل الألف شاباً يتدفق حيوية ونشاط فى مدرسته بين زملائه وأهله وعشيرته.
الرجل الألف كاتباً وشاعراً وصحفياً يحمل هم أمانه الكلمة ونصره أمته.
الرجل الألف طبيباً يداوى القلوب قبل الأبدان.
مهندساً يرسم عمارة القلوب قبل عمارة البنيان.
جندياً يدرك أن الأمانة بالإيمان.
طيارا يطير بالخيرات الحسان.
الرجل الألف رجل أمة شعلة وهمة وعلو وقمة.
الرجل الألف يصلح ما أفسده الناس غريب فى زمن الغربة فلا تلوموه.
اسم الموضوع : الرجل الآلف
|
المصدر : .: زاد المسلم :.