حتى تكون أسعد الناس

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

ابوفوزان

مراقب سابق
إنضم
27 مايو 2009
المشاركات
4,041
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
حتى تكون أسعد الناس


إذا رأيت الألوف من البشرِ وقد أذهبُوا أعمارهم في الفنِّ واللهو واللعبِ والضياعَ فاحمدَ الله على ما عندك من خيرٍ, فرؤيةُ المبتلَى سرورٌ للمعافى
إذا رأيت الكافر فاحمدِ اللهَ على الإسلامِ, وإذا رأيت الفاجرَ فاحمدِ الله على التقوى, وإذا رأيت الجاهلَ فاحمدِ الله على العلم, وإذا رأيت المبتلى فاحمدِ الله على العافية
خُلقت الشمسُ لك فاغتسلْ بضيائها, وخلقتِ الرياحُ لك فاستمتعْ بهوائِها, وخلقتِ الأنهارُ لك فتلذذْ بمائها, وخلقتِ الثمارُ لك فاهنأْ بغذائها, واحمد من أعطى جل في علاه
الأعمى يتمنى أن يشاهدَ العالمَ, والأصمُّ يتمنى سماعَ الأصواتِ, والمقعدُ يتمنى المشي خطواتٍ, والأبكمُ يتمنى أن يقول كلماتٍ, وأنت تشاهدُ وتسمع وتتكلم.. فاشكر ربك
لا تظنَّ أن الحياة كملتْ لأحدٍ, من عنده بيتٌ ليس عنده سيارةٌ, ومن عنده زوجةٌ ليس عنده وظيفةٌ, ومن عنده شهيةٌ قد لا يجد الطعامَ, ومن عنده المأكولاتُ مُنِعَ من الأكلِ
*******
المسجدُ سوقٌ الآخرة, والكتابُ صديقُ العمرِ, والعملُ أنيسُ في القبر, والخَلَقُ الحسنُ تاجُ الشرفِ, والكرمُ أجملُ ثوبٍ
إياك وكتاب الملاحِدةِ فإن فيها رجساً ينجسُ القلبَ, وسماً يقتلُ النفسَ, ولوثةً تعصفُ بالضميرِ، وليس أصلح لك من الوحيِ، يطهرُ روحَك ويشفى داءَكَ
لا تتخذْ قراراً وأنت مغضَبٌ فتندم ؛ لأن الغضبان بفقدُ الصواب، وتفوته الرويّة، وينقصُه التأملُ
الحزنُ لا يرد الغائبَ, والخوفُ لا يصلحُ للمستقبلُ, والقلقُ لا يحققُ النجاحَ, بل النفسُ السويةُ، والقلبُ الراضي هما جناحا السعادةِ
لا تطالبِ الناس باحترامِك حتى تحترمهم, ولا تَلُمَّهم على إخفاقٍ حصل لك, بل لُمَّ نفسك, وإن أردت أن يكرمَك الناسُ فأكرمْ نفسك
*******
على صاحبِ الكوخِ أن يرضى بكوخِه إذا علم أن القصورَ سوف تخربُ, وعلى لابس الثيابِ الممزقةِ أن يقنع بثيابِه إذا تيقن أن الحرير سوف يبلى


من أعطى نفسَه كلما تطلبُ تشتَّتَ قلبُه, وضاع أمُره, وكثرُ همُّه ؛ لأنّه لا حدَّ لمطالبِ النفسِ فهي أمّارةٌ غرّارةٌ
يا من فقد ابنه: لك قصرُ الحمد في الجنةِ, ويا من فاته نصيُبه من الدنيا : نصيبك في جناتِ عدنٍ تنتظرك
الطائرُ لا يأتيه رزقُه في العشِ, والأسدُ لا تقدم له وجبتُه في العرين, والنملةُ لا تعطي طعامها في مسكنِها, ولكن كلهم يطلبون ويبحثون فاطلبْ كما طلبوا تجدْ ما وجدوا
يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ يموتون قبلَ الموتِ, وينتظرون كلَّ مصيبةٍ, ويتوقعون كل كارثةٍ, ويخافون من كلِّ صوتٍ وخيالٍ وحركةٍِ ؛ لأن قلوبَهم هواءٌ ونفوسهم ممزقةٌ
*******
إذا أقامَك اللهُ في حالةٍ فلا تطلبْ غيرها لأنه عليمٌ بك, فإن أفقرَك فلا تقل ليته أغناني، وإن أمرضَك فلا تقلْ ليته شفاني
عسى تأخيرُك عن سفرٍ خيراً, وعسى حرمانُك زوجةٍ بركةً, وعسى ردك عن وظيفة مصلحةً, لأنه يعلمُ وأنت لا تعلمُ
الصخرُ أقوى من الشجر, والحديدُ أقوى من الصخرِ, والنارُ أقوى من الحديدِ, والريح أقوى من النارِ, والإيمانُ أقوى من الريحِ المرسلةِ
كلُّ مأساةٍ تصيبُك فهي درسٌ لا يُنْسَى, وكلُّ مصيبةٍ تصيبُك فهي محفورةُ في ذاكرتك, ولهذا هي النصوص الباقية في الذهنِ
النجاحُ قطراتٌ من المعاناةِ والغصصِ والجراحاتِ والآهاتِ والمزعجاتِ, الإخفاقُ قطراتٌ من الخمولِ والكسلِ والعجزِ والمهانةِ والخَوَرِ
*******
الذي يحرص على الشهرةِ المؤقتةِ، ولا يسعى للخلودِ بثناءِ حَسَنٍ، وعلمٍ نافعٍ صالحٍ، إنما هو رجلٌ بسيطٌ لا همةَ له
يا بلال, أقمِ الصلاةَ, أرحْنا بها لأن الصلاة فيضٌ من السكينةِ, ونهرٌ من الأمنِ, وريحٌ طيبةٌ باردةٌ تهبُّ على النفسِ فتطفئَ نارَ الخوفِ والحزنِ
إذا لم تَعْص رباً؛ ولم تظلمْ أحداً، فنم قرير العينِ, وهنيئاً لك فَقَدَ علا حظك وطاب سعيُك فليس لك عدوٌ
هنيئاً لمن بات والناسُ يدعون له, وويلٌ لمن نامَ والناسُ يدعون عليه, وبُشْرَى لمنى أحبته القلوبُ, وخسارةً لمن لعنتْه الألسنُ
إذا لم تجدْ عدلاً في محكمة الدنيا فارفعْ ملفَّك لمحكمةِ الآخرة فإن الشهود ملائكةٌ, والدعوى محفوظةُ, والقاضي أحكمُ الحاكمين
*******

-د.عـائض القـرني
 
اسم الموضوع : حتى تكون أسعد الناس | المصدر : .: أشتات وشذرات :.
إنضم
14 يوليو 2009
المشاركات
361
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المملكة العربية السعودية

و الله ياليت لو طبقتها هذه الكلمات " حتى اسعد الناس "

أرجو أن تقراء و تنشر بين احبابك يا ........




( الفساد و الإفساد )


عندما أتحدث عن الفساد عامة ، فإنني أتطرق إلى عالم بأكمله، فلا يوجد على وجه هذه المعمورة منطقة لا يوجد بها هذا الداء . فهو موجود في حياتنا في كافة مجالات التعامل الشخصية والاجتماعية والإدارية .

منذ بدء الخليقة ونحن نحارب الفساد ، فها هو أبونا آدم عليه السلام قد سمح للشيطان أن يفسد عليه عيشته الرضية في الجنة ، وبها بدأت قصة كفاح طويل بين بني آدم وبني الشيطان .

لننظر لواقعنا الأليم ، هل توجد في مؤسساتنا ( إلا ما رحم الله ) جهة لم يستشرِ فيها الفساد ؟ هل يوجد بيت لم تتغلغل به خيوط الشيطان من فتن داخلية وخارجية ؟ فهذا واقع ولا بد من رؤيته بكل وضوح، والاعتراف به بكل صدق.

أما الإفساد فهذا موضوع آخر وأخطر من الأول ، فالإفساد هو وجود النية للتخريب المقصود للآخر ، وهم الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في المجتمع ، وهم المفسدون .

وهنا الحديث يطول ويتشعب ، وأعني وبكل صراحة قنوات التلفزة العربية التي بعضها تبث من قبل بعض أبناء وطننا لإفساد أبناء الوطن العربي وعولمتهم ، عندما أتأمل هذه القنوات أشعر وكأنهم يتسابقون على من يقدم الأقبح ، والأفظع ، والأجرأ .

ونحن لا نحرك ساكنا نتشرب الفساد مثل إسفنج البحر بدون تعليق . . . من المسؤول عن إفساد مجتمعاتنا الإسلامية والعربية؟

فها هنا يوجد فارق شاسع بين أن تبث أفلاما خليعة وبرامج سفيهة ، ومسلسلات فاسقة عبر قنوات أصحابها مسلمون متعلمون ، معروفون اجتماعيا ، لهم مواقعهم في المجتمع الدولي ، ويتحملون مسؤولية فساد مجتمعات إسلامية بأكملها وأجيال ناشئة وصاعدة حول العالم ، بل أجيال سابقة لم تكن ترى وتسمع وتعي بأن يوجد في هذا العالم فساد أكبر من استيعابهم للأمور ، فهي مفسدة للدين والدنيا ، وبين قنوات يهودية أمريكية مبدأها وعيشتها وواقعها هو الفساد بكل ألوانه وأطيافه .

تخيل عزيزي القارئ أن رجلا في أعلى جبال تهامة ، لا يعرف من الدنيا إلا جبله وربه وعمله . . في الخلاء يتعرض لمشاهدة ما تبثه هذه القنوات من أفلام ومسلسلات وبرامج تهيج شهوات لم تكن لديه ولم يعرف بوجودها ، تخيلي عزيزتي القارئة الزوجة والأم والأخت أو الابنة أن تتعلم مبادئ حياتها من المشاهد الساخنة والمبادئ المبتذلة والعادات الفاجرة ومشاهداتها البذيئة لهذه القنوات ، التي تعتبر في مجتمعاتنا الآن شرا لا بد من وجوده، تخيل أن بكبسة زر تنتقل من رقص وخلاعة إلى قناة دين تابعة لنفس المالك ؟ فهذا دليل على الازدواجية وتمرير رسائل إفسادية للمسلمين بان تقدر أن تكون فاسدا ومفسدا ومتدينا في وقت واحد. صدق الرسول الكريم حين قال: إن الإسلام بدأ غريبا ، وسينتهي غريبا .

للأسف يوجد انفصام بين قناعاتنا وأفعالنا ، فقناعتنا هي بالدار الآخرة، لكن أفعالنا أكثرها للدنيا ، ولم يكن عند أسلافنا هذا الانفصام ، فقناعاتهم كانت للآخرة وعملهم كان لها، ويرون أن ذلك عين العقل والحكمة ، قال مالك بن دينار: لو كانت الدنيا ذهبا يفنى، وكانت الآخرة خزفا يبقى لوجب على العاقل أن يختار الخزف الباقي على الذهب الفاني ، كيف إذا كانت الدنيا هي الخزف الفاني والآخرة هي الذهب الباقي ، بهذه النظرة الصحيحة إلى الدنيا والآخرة صلح حال أسلافنا فصلحت لهم الدنيا وانقادت لهم الأمم .
 
أعلى