لا تنس صلاة الاستسقاء غدا
صلاة الاستسقاء
غدا الاثنين
الساعة 7،00صباحا
سيد النت (2010-12-12)(20:14) 1
أحكام صلاة الإستسقاء
الاستسقاء : هو طلب السقي من الله تعالى- أو من المخلوق .
واصطلاحاً : التعبد لله تعالى بطلب السقيا بصلاة مخصوصة .
وكان ذلك معروفًا في الأمم الماضية ، وهو من سنن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، قال الله تعالى : } وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ { ]البقرة: من الآية60 [واستسقى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم لأمته مرات متعددة ، وعلى كيفيات متنوعة ، وأجمع المسلمون على مشروعيته .
مسألة : ويشرع الاستسقاء إذا أجدبت الأرض ، أي: أمحلت وانحبس المطر وأضر ذلك بهم ؛ فلا مناص لهم أن يتضرعوا إلى ربهم ، ويستسقوه ويستغيثوه ،
وقد ورد الإستسقاء في السنة على أنواع :
الأول : بالصلاة جماعة .
والثاني : بالدعاء في خطبة الجمعة يدعو الخطيب والمسلمون يؤمنون على دعائه .
والثالث : بالدعاء بلا صلاة ولا خطبة ؛ فكل ذلك وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم .
حكم صلاة الإستسقاء : سنة مؤكدة ، إذا وجد سببها ؛ لحديث عبد الله بن زيد : (( خرج النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي ، فتوجه إلى القبلة يدعو وحول رداءه ، ثم صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة )) متفق عليه ، ولغيره من الأحاديث .
صفة صلاة الاستسقاء :
صفة صلاة الاستسقاء في موضعها وأحكامها كصلاة العيد ؛ فيستحب فعلها في المصلى كصلاة العيد ، وأحكامها كأحكام صلاة العيد في عدد الركعات والجهر بالقراءة ، وفي كونها تصلى قبل الخطبة ، وفي التكبيرات الزوائد في الركعة الأولى والثانية قبل القراءة ؛ كما سبق بيانه في صلاة العيد .
قال ابن عباس -رضي الله عنهما- : ( صلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين كما يصلي العيد ) . قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " وصححه الحاكم وغيره .
ويقرأ في الركعة الأولى بسورة : ((سبح اسم ربك الأعلى)) . وفي الثانية بسورة الغاشية .
ويصليها أهل البلد في الصحراء ، إلا مع عذر ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يصلها إلا في الصحراء ، ولأن ذلك أبلغ في إظهار الإفتقار إلى الله تعالى .
وإذا أراد الإمام الخروج لصلاة الاستسقاء ؛ فإنه ينبغي أن يتقدم ذلك تذكير الناس بما يلين قلوبهم من ذكر ثواب الله وعقابه ، ويأمرهم بالتوبة من المعاصي ، والخروج من المظالم بردها إلى مستحقيها ؛ لأن المعاصي سبب لمنع القطر وانقطاع البركات ، والتوبة والإستغفار سبب لإجابة الدعاء ، قال الله سبحانه و تعالى-: } وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ { [الأعراف:96[ ، ويأمرهم بالصدقة على الفقراء والمساكين ؛ لأن ذلك سبب للرحمة ، ثم يعين لهم يوما يخرجون فيه ليتهيؤوا ويستعدوا لهذه المناسبة بما يليق بها من الصفات المسنونة ، ثم يخرجوا في الموعد إلى المصلى بتواضع وتذلل وإظهار للإفتقار إلى الله تعالى ، ولقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: (( خرج النبي صلى الله عليه وسلم للإستسقاء متذلِّلاً متواضعًا متخشِّعًا متضرِّعاً )) ، قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " ، وينبغي أن لا يتأخر أحد من المسلمين يستطيع الخروج ، حتى الصبيان والنساء اللآتي لاتخشى الفتنة بخروجهن ، فيصلي بهم الإمام ركعتين كماسبق ثم يخطب خطبة واحدة .
وإن شاء خطب قبل الصلاة ، كل ذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وينبغي أن يكثر في خطبة الإستسقاء من الاستغفار وقراءة الآيات التي فيها الأمر به ؛ لأن ذلك سبب لنزول الغيث ، ويكثر من الدعاء بطلب الغيث من الله - تعالى- ، ويرفع يديه ؛ لأن ذلك من أسباب الإجابة ، ويدعو بالدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموطن ؛ اقتداءً به ، قال الله تعالى : ] لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ [[الأحزاب: 21].
ويسن أن يستقبل القبلة في آخر الدعاء ، ويحول رداءه ؛ فيجعل اليمين على الشمال والشمال على اليمين ، وكذلك ماشابه الرداء من اللباس كالعباءة ونحوها ، أو يكون ذلك أثناء الخطبة ، والأمر في ذلك واسع ، ويتركوه حتى ينـزعوه مع ثيابهم ، أو يحتاجوا إلى تغييره ؛ لما في الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم حول إلى الناس ظهره ، واستقبل القبلة يدعو ، ثم حول رداءه )) والحكمة في ذلك ـ والله أعلم ـ التفاؤل بتحول الحال عما هي عليه من الشدة إلى الرخاء ونزول الغيث ، ويحول الناس أرديتهم ؛ لماروى الإمام أحمد : (( وحوَّل الناس معه أرديتهم )) ، ولأن ماثبت في حق النبي صلى الله عليه وسلم ثبت في حق أمته ، مالم يدل على اختصاصه به ، ثم إن سقى الله المسلمين، وإلا أعادوا الإستسقاء ثانياً وثالثاً ؛ لأن الحاجة داعية إلى ذلك .
مسألة : وإذا نزل المطر يسن أن يقف في أوله ليصيبه منه ، ويقول ما ورد : (( اللهم صيباً نافعاً ، مطرنا بفضل الله ورحمته )) .
وإذا زادت المياه وخيف الضرر ؛ سُنَّ أن يقول ما ورد : (( اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الظراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر )) ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك ، متفق عليه .
وعن عائشة -رضي الله عنها قالت : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح ، قال : اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به )) متفق عليه . وكان عبد الله بن الزبير رضي الله عنه إذا سمع الرعد قال : ( سبحان الذي يسبح الرعد بحمده ، والملائكة من خيفته ) رواه مالك والبيهقي بإسنادٍ صحيحٍ .
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : ( اللهم لا تقتلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك ) رواه أحمد والترمذي .
والله أعلم.
د . خالد بن علي المشيقح
المصدر :http://
اسم الموضوع : غدا صلاة الإستسقاء....أحكامها.....
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.