لا التقاء بين الإسلام والليبرالية يا تركي الدخيل

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

ابوفوزان

مراقب سابق
إنضم
27 مايو 2009
المشاركات
4,041
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
لا التقاء بين الإسلام والليبرالية يا تركي الدخيل
13076alsh3er.jpg
الثلاثاء 25, يناير 2011
صلاح عبدالشكور
لجينيات ـ كتب تركي الدخيل بزاويته بجريدة الوطن مقالاً بعنوان "العلمانية عدو الإسلام!" في 22 يناير 2011 تساءل في مطلع المقال: هل يمكن أن تكون العلمانية والليبرالية مفيدة للإسلام أجاب الكاتب على تساؤله بالإيجاب مورداً عدداً من الشواهد التي تثبت أن العلمانية والليبرالية كانت قد وقفت مع كثير من القضايا الإسلامية وخدمتها وأعطتها حلولاً لمعضلاتها واصطفت بجانب الإسلاميين في مواقف شتى، ولولا الليبرالية على حد قول الكاتب لتم استئصال الكثير من المسلمين من معارضين أو كتاب أو أصحاب رأي تلاحقهم أنظمتهم الإسلامية، وختم مقالته بقوله: إن ما نراه شراً في وجه قد يبدو خيراً في أوجه واستخدامات أخرى وهذا ينطبق على العلمانية والليبرالية ..

ليسمح لي الكاتب أن أناقشه في تساؤله وإجابته وقبل ذلك لا أعرف بالضبط حقيقة الكتابات التي أخذت تملأ حيزاً واسعاً في صحافتنا حول الدعوة إلى فكرة الليبرالية ولا أدري هل هي ردة فعل معاكسة لمحاضرة الدكتور الغذامي حين تحدث في محاضرته قبل أسابيع عن الليبرالية الموشومة منتقداً الليبرالية وسلوك الليبراليين وتعاطيهم مع الوقائع والأحداث فانبرت الأقلام مدافعة من جديد؟! فقد وقفت في الأيام القليلة على مقاليين للدكتور تركي الحمد حول ذات الفكرة وغيرهما كثير. ومن يتابع هذه الأطروحات المتصاعدة ومنها مقال الدخيل يتخيل أننا نعيش في واقع مرير وشقاء وفساد لا منجى منه إلا أن نعض على الليبرالية بالنواجذ ونتشبث بها، وأخذت هذه الأطروحات تصوّر لنا الليبرالية وكأنها المنقذ لكل ما نعيشه من توترات ومعضلات في واقعنا وأن الإسلام قد انتهى صلاحيته منذ بزوغ فجر الليبرالية زعموا .

أعود للفكرة التي حاول الدخيل تسويقها وأقول: إن أي مذهب أو حركة فكرية لا بد أن يكون لها جانب مفيد بالطبع، هذا أمر طبعي حتى في المرذولات والخبائث المحرمة فهذا الخمر يقول الله عنه (ويسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) وحتى والسرقة والربا فيه منافع من وجه لبعض الناس، ولكن العقل يقتضي أن نمايز بين نسبة الخير والشر والمفسدة والمنفعة في كل أمر، وليس من الضرورة ما كان مفيداً من وجه أن يكون هو الحق والصواب، فمن غير المناسب أن أورد منافع الخمر مثلاً وأغض الطرف عن مفسداته لأثبت أن الخمر هو الحل الأمثل لعلاج الهوس أو الجنون و ضعف الذاكرة، فكيف إذا علمنا أن الفكرة الأساسية التي تقوم عليها الليبرالية وهي الحرية لا تخلو من جوانب سلبية ومعضلات كبيرة حتى بالطريقة التي يطبقها الليبراليون الحقيقيون؛ فترك الناس ومايشتهون في آرائهم وأفعالهم يفتح باب الفساد والظلم والاعتداء على حقوق الغير، كما أن الجوانب الإيجابية الموجودة في الليبرالية أمور محمودة لا يرفضها عاقل ولا تحتاج إلى مصطلحات ومزايدات واجتهادات لكي نوجه انتماءاتنا لهذا المذهب أو ذاك.

أخيراً من تتبع مبادئ الليبرالية يجدها تصطدم بقوة مع أس الإسلام وأساسه ويتعارض فكره مع أعظم مبادئ الإسلام وهو الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة وأحسب أن هذا هو مربط الفرس والفيصل بين الليبرالية والإسلام؛ فالليبرالية بكل اتجاهاتها ومجالاتها تدعو إلى فتح باب الحريات وإشاعة حرية الاختيار والاستقلالية الفردية، والإسلام يضبط هذه الحريات بأطر تحفظ حياة الأفراد والمجتمعات وتحقق كافة المتطلبات الدينية والدنيوية فأي نقطة التقاء بينهما؟ وأنّى يمكننا الربط بين خيطين كل منهما يتجه عكس الآخر، والإيمان الكامل بالليبرالية كفر بالإسلام والعكس صحيح .

 
أعلى