ريحان الخلد
New member
النفس
النفس كثيرة التلوم ، سريعة التقلب ، وإنها لتشرق فيها أحياناً أنوار اليقين حتى يتعجب من الناكبين عن الصراط كيف استمرؤوا الضلالة والمعصية ، ثم تنتكس ويخفت نورها ويجلب عليها اللعين بخيله ورجله ، ويزين لها شهوة الدنيا ويعزف لها نغمة الإغراء حتى لتعجب من المهتدين الكافين كيف صبروا وعفّوا ، والإنسان لما غلب عليه ، والمعصوم من عصمه الله .
ـ أيُّ خلال المعصية لا تزهدك فيها ؟ ألوقت الذي تقتطعه من نفيس عمرك حين تواقعها ، وليس يضيع سدى ، بل يصبح شؤماً عليك ؟ أم الأخدود الذي تحفره في قلبك وعقلك ثم تحشوه برذائل الاعتياد والإلف السيئ والإدمان الخبيث ، والذكريات الغابرة التي يحليها لك الشيطان ليدعوك إلى مثلها ويشدك إليها ؟ أم استثقال الطاعة والعبادة والملل منها وفقد لذتها وغبطتها ؟ أم إعراض الله عنك وتخليته بينك وبين نفسك حتى وقعت فيما وقعت ؟ ( ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم . ولو أسمعهم لـتولوا وهم معرضون ) أم الوسم الذي تميزك به حين جعلتك في عداد الأشرار والفجار والعصاة والفاسدين ؟ أم الخوف من تحول قلبك عن الإيمان بل عن الإسلام حين تجد حشرجة الموت وكرباته وغصصه، فيا ويلك إن مت على غير ملة الإسلام !
ـ نحن نريد من الناس أن يكونوا دقيقين معنا إلى أبعد الحدود ، فلا يفهمون من أقوالنا وأعمالنا إلا ما نريده بالضبط ، ونريد أن يطبقوا معنا وعلينا المعايير العلمية الصارمة الصحيحة ولكنا لانفعل الأمر ذاته معهم ، فكثيراً ما نفهم عنهم غير الذي يريدون وغير الذي تحتمله أقوالهم وأفعالهم ، وننطلق في ذلك بعفوية وسذاجة ، وكأن العمل الذي قمنا به غير مقصود ... فكأن العِوَج فينا صار طبيعةً وجبلةً ، وربما لأنه ينطلق من التربية ومن معطيات البيئة !
ـ إذا ابتلى الله العبد بنازلة ثم رزقه اليقين والإيمان والمعرفة وكشف عنه حجاب الغفلة والركون ، وبصره بالحقيقة الكبيرة : حقيقة الألوهية التي ينبثق عنها ومنها كل شي ، فصبر صبر المتوكل على الله الواثق بحكمته ورحمته المسلم بقضائه ، كان ما أعطاه الله من الصبر واليقين خيراً مما فقده بالمصيبة ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) .
سلمان العودة
النفس كثيرة التلوم ، سريعة التقلب ، وإنها لتشرق فيها أحياناً أنوار اليقين حتى يتعجب من الناكبين عن الصراط كيف استمرؤوا الضلالة والمعصية ، ثم تنتكس ويخفت نورها ويجلب عليها اللعين بخيله ورجله ، ويزين لها شهوة الدنيا ويعزف لها نغمة الإغراء حتى لتعجب من المهتدين الكافين كيف صبروا وعفّوا ، والإنسان لما غلب عليه ، والمعصوم من عصمه الله .
ـ أيُّ خلال المعصية لا تزهدك فيها ؟ ألوقت الذي تقتطعه من نفيس عمرك حين تواقعها ، وليس يضيع سدى ، بل يصبح شؤماً عليك ؟ أم الأخدود الذي تحفره في قلبك وعقلك ثم تحشوه برذائل الاعتياد والإلف السيئ والإدمان الخبيث ، والذكريات الغابرة التي يحليها لك الشيطان ليدعوك إلى مثلها ويشدك إليها ؟ أم استثقال الطاعة والعبادة والملل منها وفقد لذتها وغبطتها ؟ أم إعراض الله عنك وتخليته بينك وبين نفسك حتى وقعت فيما وقعت ؟ ( ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم . ولو أسمعهم لـتولوا وهم معرضون ) أم الوسم الذي تميزك به حين جعلتك في عداد الأشرار والفجار والعصاة والفاسدين ؟ أم الخوف من تحول قلبك عن الإيمان بل عن الإسلام حين تجد حشرجة الموت وكرباته وغصصه، فيا ويلك إن مت على غير ملة الإسلام !
ـ نحن نريد من الناس أن يكونوا دقيقين معنا إلى أبعد الحدود ، فلا يفهمون من أقوالنا وأعمالنا إلا ما نريده بالضبط ، ونريد أن يطبقوا معنا وعلينا المعايير العلمية الصارمة الصحيحة ولكنا لانفعل الأمر ذاته معهم ، فكثيراً ما نفهم عنهم غير الذي يريدون وغير الذي تحتمله أقوالهم وأفعالهم ، وننطلق في ذلك بعفوية وسذاجة ، وكأن العمل الذي قمنا به غير مقصود ... فكأن العِوَج فينا صار طبيعةً وجبلةً ، وربما لأنه ينطلق من التربية ومن معطيات البيئة !
ـ إذا ابتلى الله العبد بنازلة ثم رزقه اليقين والإيمان والمعرفة وكشف عنه حجاب الغفلة والركون ، وبصره بالحقيقة الكبيرة : حقيقة الألوهية التي ينبثق عنها ومنها كل شي ، فصبر صبر المتوكل على الله الواثق بحكمته ورحمته المسلم بقضائه ، كان ما أعطاه الله من الصبر واليقين خيراً مما فقده بالمصيبة ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) .
سلمان العودة
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : إضاءات فى النفس والحياة
|
المصدر : .: زاد المسلم :.