يا دنيا العناء

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

أبو هيثم الشاكر

مراقب سابق
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
786
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
لا تُرجِّ اليومَ فضْلَا=وانْشُدَنْ حقًّا وعدْلَا
إنْ تَحُزْ بعضَ حقُوقٍ=فاحْذَرَنْ أن تستقِلَّا
في زمانٍ عُدَّ فيهِ=ردُّ حقِّ الناسِ بَذْلَا
حسبُك استيفاءُ حقٍّ=بعدَه لا ترجُ نَفْلَا
إنما الدنيا بلاءٌ=ما بِها مَنْ ليسَ يُبْلَى
قصدَ البُلْبلُ غُصْنًا=فيه عُنقودٌ تَدلَّى
قالَ والجوفُ خَلِيٌّ:=مِنكَ جَوْفي اليومَ يُمْلَا
ودَنا مِنْه لَيَجْنِيْ=فأبى العنقودُ: كلَّا
ابتعدْ عنّيَ حتّى=تغسلَ المنقارَ غَسْلَا
بعدَهُ أقْبِلْ إليْنا=مرحبًا أهْلا وسهْلَا
فأتى جدْولَ ماءٍ=كلُجَينٍ يتلَأْلَا
قرّبَ المنقارَ منهُ=ليصيحَ الماءُ: مهْلَا
أبعدِ المنقارَ واغْرِفْ=مُدْلِيًا دَلْوًا وسَجْلَا
لستُ أُقْصيكَ لِحِقدٍ=لا ولا شُحًّا وبُخْلَا
طار في الأرْجاء يرجو=أيَّ دلوٍ فيه يُدلَى
فإذا الصانِعُ يبغي=منه طينًا ليسَ وَحْلَا
قصدَ المسْكينُ أرضًا=لمْ تُغَثْ عامَينِ وَبْلَا
تُرْبُها جلمودُ صَخرٍ=ليسَ يرجو مِنه نَيْلَا
فغدا للثَّورِ يبغي=قرنَهُ مَنًّا وفضْلَا
فإذا الثورُ شحيحٌ=يبتغي بَقْلًا وحَقْلَا
يا لذا المسكينِ هلْ مِنْ=مُشْفقٍ يُعْطِيه سُؤْلَا
فأتَى الحَدّادَ يَبْغِي=مِنجَلًا يَحْصُد بَقْلَا
قال يا بُلبلُ ما لِيْ=لا أرى عندَكَ عَقْلَا
تُهلِكُ النفسَ لِنَيْلٍ=بِرِضا العُنقودِ أكْلَا؟
قال يا نافخَ كِيرٍ=لا تلُمْنِي فِيه عذْلَا
هلْ ترى العاشقَ يَألُو=في سبيلِ الوصْلِ بذْلَا؟
كيف لو كنتَ زمانًا=لِترى مَجْنونَ لَيْلَى
قال يا طائرُ فاذْهبْ= وأْتِني بالنارِ مَهْلَا
فمضَى البُلبلُ يَعْدُو=لِلجِناحينِ اسْتَقَلَّا
يبتغي جذْوةَ نارٍ=وسْطَ دارٍ تتجلَّى
فإذا المُوقِدُ فَظٌّ=بِضَعيفٍ يَتسَلَّى
يُوسِعُ المسكينَ نتْفًا=ثمّ لَكْمًا ثمّ ركْلَا
بعدَ ما ذاقَ عذابًا=لَقَطَ الْجمْرَ ووَلَّى
كلّما اشتدّ أذاهُ=رَدَّهُ للرِّجْلِ نَعْلَا
هكذا أضْحى لَظاهُ=يَقتلُ المسكينَ قَتْلَا
ظلّ هذا الجمرُ يُفنِي=جسمَه حتّى اضْمَحَلَّا
فإذا القَلبُ المُعنَّى=ودَّعَ الدُّنْيا والَاهْلَا
لمْ يُمَنِّ النفسَ إثمًا=أو يرُمْ ما ليسَ حِلَّا
بلْ سَعَى سَدًّا لِجُوعٍ=واشْتهَى قِطْفًا تَدَلَّى
هَكَذا الدُّنْيا شَقاءٌ=لضعيفٍ عاشَ ذُلَّا
وشديدُ البأسِ فِيها=حظُّهُ القِدْحُ المُعَلَّى
لا تَكنْ فَظًّا غَليظًا=وامْنَحِ المَحْرومَ سُؤْلَا
كم سخيِّ الكفِّ يَعْلُو=عابدًا صامَ وصَلَّى
بقلم العضو
 
اسم الموضوع : يا دنيا العناء | المصدر : .: ساحة الرأي :.

أبو هيثم الشاكر

مراقب سابق
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
786
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة

ما أشبه حال البرماويين بحال هذا البلبل!
اللهم لا تجعل مآل البرماويين مصير هذا البلبل.
هل يتحقق اجتياز المحنة بأيدي هذا الجيل؟ اللهم توفيقَك وتأييدَك.
 

فتى أراكان

, مراقب قسم ساحة الرأي
إنضم
18 يونيو 2009
المشاركات
692
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
على ذروة جبل مكي
هل يتحقق اجتياز المحنة بأيدي هذا الجيل؟

هذا سؤال الشاعر فيما كتب ، أما أنا فسؤالي هو :
- كم من جيل أراكاني سيفنى قبل أن يتحقق اجتياز المحنة؟!!
لست أدري بالضبط ما يعنيه الشاعر بقصة البلبل هذه ؛ ولكني أدرك تماماً أن المعنى الذي يرمي إليه كبير كبير بحجم ما في نفس البلبل الطموح من همة وعزيمة ، وإني عليه لمشفق إن بان للناس ما أضمر عنهم في قصيدته !
لكِ الله يا بلابل أراكان الشريدة ! ولا فضَّ الله منقارك يا بلبل الجالية !
 

عطا الله نور

مستشار المنتدى
إنضم
22 مارس 2009
المشاركات
317
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
السعودية
أخي الحبيب الشيخ أبو هيثم الشاكر
تحية طيبة وبعد :

قصيدتك رائعة بروعة عباراتك وسمو أخلاقك،
حيث إنها تحمل معناً عميقاً حاولتُ أن أستوعبه قدر المستطاع ..

أخي الكرم:
إن حال الجالية أصبح مثل حال هذا البلبل الصداح،
الذي وجد هذه المتاعب ولقي مصيره في النهاية لسعيه الحثيث
على إشباع غريزته وتلبية حاجته الدنيوية ..

وإننا - يا أخي - بحاجة إلى تعليق قلوب الجالية بالله عز وجل،
ذلك أن الله تعالى إذا رضي عنهم أرضى الخلائق أجمعين،
وفتح أبواب خزائنه في الدنيا والآخرة ..

نحن نستعطف عدداً من البشر وهذا مطلوب فيما يقدرون عليه،
وننسى أن نلتجأ إلى رب العزة والجلال ..

ولو عملنا على أن نرضي الله تعالى كما عملنا على إرضاء المخلوقين
لفزنا بالظفر ولحظينا من عنده عز وجل بمكرمات وهبات
لا يستطيع منعها أي مخلوق من البشر ..

فهلموا يا دعاة الجالية بتعليق القلوب بالله تعالى، وتقوية
عقيدة التوكل عليه عز وجل، وانتشال الناس من مستنقع
التوكل على البشر وانتظار الشفقة منهم، أو حصول
عطف من أحدهم، والعمل على ابعاد الشباب من ارتكاب المعاصي
والذنوب، وإعمار المساجد بالصلوات وتلاوة الذر الحكيم ..
مع عدم إغفال شكر كل من قدم مساعدة أو عوناً في طريق
تيسير أمور الناس عامة والجالية خاصة ..


 
أعلى