نداء عاجل لحل أزمة ..........

[أبو عمار المكي]

نداء عاجل لحل أزمة ..........​

جاءتْني وقالتْ لي : (بهمْس) ظلموني ..
هَمْسُها جَلْجَلَ فؤادي ..
التفتّ إليها واجما مندهشا وقلت لها : مَنْ هؤلاء الذين ظلموك ؟؟
قالت : هُمْ ، وأنتَ (أيها المراجع اللغوي ـ سابقا ـ) مِنْهم !!!!
قلت (وقد رُبط لساني) : آآآ ، وأنا .. أنا منهم .
قالتْ (وبكل ثقة) : نعم أنت منهم !!!
قلت : كيف ؟؟؟؟ (كدت أصرخ بكل ما أوتيت من قوة)
قالت : إنهم أثقلوا كاهلي بما ليس لي ..
بوضعِ ثقيلٍ لا أطيق حمله .
أحيانا من فوقي .. وأحيانا من تحتي (كدت أسقط من هذا اللفظ المخيف)
بمرأى ومسمع منك .. ولاتنصرني .
ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم يقول :
(انصر أخاك ظالما أو مظلوما)
قلت : إذن كيف أنصرك ؟
قالت : تدافع عني ببيان الحق لمن ظلموني !!!
قلت : وضحي لي أنتِ أولاً مشكلتك بصراحة دون تلميح أو تعريض بكلمات مروّعة
وسأدافع عنك بكل ما أوتيت من قوة .
قالت ـ بعد أن أطرقتْ رأسها ـ بنبرة حزينة هادئة :
أنا اسمي : وصل ..
لا أحمل فوق رأسي شيئا أبدا ..
لا خمارا أغطي رأسي به، ولا مسفعا أتجمل به
بل أنا أمشي وسط الجميع مسترسلة شعري
ولهذا أسقط في حال الوصل أمام من يريد وصْلِي
لرقّتي وخفّتي وجمالي
قلتُ : آآ ، لقد عرفتُكِ، أنتِ وصل ..
إي والله .. صدقتِ أخيّتي : إنهم ظلموك في كل زمان ومكان .
ووضعوا على رأسك وتحتك ما أثقل كاهلك ..
مع أنكِ ـ يا وصل ـ طيبة وسهلة وبسيطة ولطيفة .
إي والله ظلمكِ حتى أهلك وأصدقاؤك وأقرباؤك.
نعم أخيّتي :
أحيانا أدخلُ مدرسةً أو جامعة أو مؤسسة علمية عريقة فإذا أنا أتفاجأ بهذا الظلم الذي تحدثتِ عنه .. فأجد مثلا على بوابة تلك الجامعة أو على جدرانها في الفناء مثل هذه العبارات التالية :
إبتسم وأنت في الجامعة . . إنطلق ... إسم .... الخ
لا أدري لماذا أثقلوا كاهلك بهذه الهمزات .. بدون رحمة وشفقة ..
مع أنهم يحاربوها في إحدى كلياتها التي تسمى بكلية اللغة العربية في مادة الإملاء .
أو أَقْرَأُ لكاتب قدير أو لمؤلف كبير لكنه لا يفرق بينكِ (التي تتّصفين بالخفة والبساطة) وبين أخيك (الثقيل الصعب) .
إذن أخيتي لا بد أن أنصرك بهذا البيان والنداء العاجل :

بيان من الديوان الملكي أقصد اللغوي​

نحن أهل اللغة العربية ـ لغة القرآن الكريم
نشجب ونستنكر هذا الظلم الواقع على أختنا الفاضلة (وصل)
ونصرةً لها وإظهارًا وتوضيحًا للحق نقول :
لا يجوز بأي حال من الأحوال إثقال كاهلها برسم الهمزة من فوقها أو من تحتها في المواضع التالية :
أولا : الأسماء العشرة :
1ـ اسم. 2ـ است. 3ـ ابن. 4ـ ابنة. 5ـ ابنم. 6ـ امرؤ. 7ـ امرأة.
(ومثنى هذه الأسماء السبعة)
8ـ اثنان. 9ـ اثنتان. 10ـ ايمن الله أو ايم الله.
تنبيه : جمع (اسم) و (ابن) : أسماء وأبناء فهمزتهما حينئذ همزة قطع .
ثانيا : (أل) بجميع أنواعها إذا اتصلت بالكلمة، مثل : الرجل، العباس، الضارب، المضروب، الذي.
ثالثا : أمر الفعل الثلاثي، مثل :
(كَتَبَ) : فعل ماض يتكون من ثلاثة أحرف، وفعل الأمر منه (اكتب) .
رابعا :
أ/ ماضي الخماسي وأمره ومصدره، مثل : انطَلَقَ، انطلِقْ، انطلاقا .
ب/ ماضي السداسي وأمره ومصدره، مثل : اسْتَخْرَجَ، استخرِجْ، استخراجا.

انتهى البيان​

ولقد رأيت الظلم الذي وقع على أختنا (وصل) في الكلمات التالية :
(على سبيل المثال لا الحصر) وهدفي من ذكرها حتى لا يقع عليها الظلم مرة أخرى، وليكون مرجعا لمن لم يفهم القاعدة ، وأتمنى أن يشاركني من يقرأ الموضوع بأن يسطّر هنا الكلمات التي مرّت عليه أثناء قراءته .
ـ اجتمع ـ اجتماع ـ استعمل ـ استعمال ـ انتصر ـ انتصار ـ انتهى ـ انتهاء ـ استعن ـ استعان ـ استعانة ـ انتشر ـ انتشار ـ استلم ـ استلام ـ استبشر ـ استبشار ـ استغفر ـ استغفار ـ استسلم ـ استسلام ـ استقبل ـ استقبال ـ استخدم ـ استخدام .
اقرأ ـ اسمع ـ افهم ـ ارم ـ العب ـ استح .

أبو عمار المكي
الأحد 29/4/1432هـ​

 

[نائب المشرف العام]

الموضوع رائع بمعنى الكلمة .. أحسنت وأجدت وصدقني لو طرح علم النحو والإملاء بهذه الطريقة الجذابة وبهذه الرومنسية العميقة والحميمية الصارخة لأصبح شبابنا من فطاحل الشعراء ومن البارعين في النحو والإملاء ..​

بورك في قلمك وكم نحن بحاجة إلى مثل هذه الأطروحات النحوية اللطيفة
وهذه "وصل" الله يهديها خلتني أسرح فيها وأنسى القاعدة
وإني لأطلب "وصالك" يا "وصل" فكيف السبيل إليكِ ؟!

سأعود ثانية لأستمتع بهذه الفوائد الجميلة ​

دمت للمنتدى ​

 

[أبوعمر]

أنت فعلا لغوي ماهر الله يوفقك

 

[muk]

بارك الله فيك اخي العزيز اللغو

 

[MCSE]

ومن أعجب ما رأيت في الباب رسم بعضهم الهمرة فوق الألف في كلمة (الاسم) فيكتب أحدهم (الأسم المتصدر في عالم التوفير)!!
فلو فُرض أن الكلمة تُرسم فيها الهمزة لرسمت تحت الألف.​

لقد استمعت بقراءة هذا الموضوع، وصدق أخونا نائب المشرف العام حين قال: (لو طرح علم النحو والإملاء بهذه الطريقة الجذابة وبهذه الرومنسية العميقة والحميمية الصارخة لأصبح شبابنا من فطاحل الشعراء ومن البارعين في النحو والإملاء)​

وأتمنى أن يقف جميع أعضاء المنتدى وقفة مدارسة لهذا الموضوع الجميل​

ولي هنا ملحوظتان: (علماً بأن هذه الملحوظات لا تنقص من أهمية الموضوع وجودته، بل هي لَبِنات إصلاح في هذا الصرح الذي أقامه حبيبنا أبو عمار المكي)​

1-في قولك (بل أنا أمشي وسط الجميع مسترسلة شعري) ​

ما وجه دخول تاء التأنيث في (مسترسلة)؟
أليست كلمة (مسترسل) نعتاً للشعر، فيكون حقها التذكير إتباعاً لها لمنعوتها في التذكير والتأنيث على قاعدة النعت السببي.
-شعر مسترسل: أي غير جعد-​

2-في قولك: لا يفرق بينكِ (التي تتّصفين بالخفة والبساطة) وبين أخيك (الثقيل الصعب) .​

ألم تظلم همزة القطع هنا كما ظلم الناس همزة الوصل، بجعلك همزة القطع مذكرا؟!​

 

[أبو عمار المكي]

الإخوة الفضلاء :
نائب المشرف العام ـ أبو عمر ـ muk ـ mcse
أشكر لكم جزيل الشكر على مروركم العطر وعلى تعليقاتكم النيرة والتشجيعية
بارك الله فيكم وأحسن إليكم​

بالنسبة للإشكالات التي أوردها أخونا الفاضل (mcse) :
أولا : أشكره على هذه الملحوظات وهي نابعة من حرصه على الموضوع وإظهاره على الوجه الأكمل.
ثانيا : وجهة نظري في هذه الملحوظات على النحو التالي :
ـ مسترسلة شعري : لم أقصد نعتا للشعر وإنما أردت حالا للمتكلمة أو همزة الوصل التي جعلتُها أنثى باعتبار تاء التأنيث التي في آخر كلمة (همزة) : أي أمشي حالة كوني مسترسلة شعري، وشعري مفعول به لاسم الفاعل مسترسلة.
ـ جعلت همزة القطع مذكرا استنادا للقطع لا للهمزة وذلك عكس ما فعلت في همزة الوصل ، وإنما اخترت القطع هنا ليناسب أن يكون أخا للوصل، ولما في القطع معنى الصعوبة والثقل والشدة التي تتصف بها عادة الذكر دون الأنثى.
هذه وجهة نظري لا أدّعي الصواب فيها بل ربما خاطئة تحتمل الصواب. ​

 

[أبو هيثم الشاكر]

هذه المسألة يخطئ فيها كثير من المحسوبين على اللغة العربية فضلا عن غيرهم.
وهنا يشرّفني أن أكون بعض هوامش هذا المتن الجميل الذي ازدان بقلم أخينا (المراجع اللغوي) فأقول:
إن من مواضع قطع الهمزة أيضا:
1- انتقال الأسماء ذوات همزة الوصل من الاسمية إلى العلمية، وبناء عليه فإن الاثنين تقطع همزته إذا استُعمِل عَلَمًا على اليوم المعروف، وهو يوم الإثنين.
2- لفظ الجلالة إذا دخلت عليه أداة النداء، فتقطع همزته هكذا: يا ألله، لأنه لا يؤتى في ندائه بـ (أيّها) كما يؤتى بها في نداء المحلَّى بـ (أل) نحو: يا أيها الانسان.
3- أداة التعريف (أل)، فتقطع همزتها إذا أريدَ لفظُها، فيُقال: أل الشمسية مثلا، وذلك عند من يرى اللام وهمزتها معًا أداة تعريف، بخلاف من يرى اللام الساكنة هي وحدَها أداة تعريف، وإنما يؤتى بهمزة الوصل للتوصل بها إلى النطق بالساكن، فيقال على هذا الرأي: لام التعريف، اللام الشمسية...إلخ.
والله أعلم.

 

[الأسيف]

ما شاء الله أسلوب رائع ذكرّني بأسلوب محمد الجوهري في كتابه الرائع ( قال الفتى ) وهو أول كتاب يتناول النحو بأسلوب حواري بين تلميذ وشيخه..



أذكر أن الدكتور حسن القرني وهو أستاذ اللغة العربية بجامعة أم القرى .. كان دائماً يكرر علينا فائدة.. وهي الطريقة السهلة في كيفية التفرقة بين همزة القطع وهمزة الوصل، فكان يقول :



يمكن تمييز همزة الوصل من همزة القطع بإدخال ( الفاء ) في أول الكلمة ونطقها، فإذا بقيت الهمزة لفظاً كانت همزة قطع، وإذا اختفت الهمزة لفظاً فهي همزة وصل.



مثل كلمة : ( اجتمع ) فإذا أدخلنا عليها ( الفاء ) أصبحت ( فاجتمع ) وكذلك ( استغفر فاستغفر ) و ( اجتهد فاجتهد ) ..

ومثال همزة القطع : ( أسلم فأسلم ) و ( أنت فأنت .. ) وهكذا ..
كما ينقل ذات الفائدة الدكتور محمود شاكر في كتابه: المرشد في الإملاء ..



ومن الأخطاء الشائعة : الأخبار الإجتماعية للجالية ، أسترجاع كلمة المرور .. !​