صدى الحجاز
مراقب سابق
قال الإمام بابا غنوج الباذنجاني قدس الله سره -:
ركب قوم البحر فضاعوا في لججه، وتقاذفتهم الأمواج أياماً وليالي حتى نفد زادهم وماؤهم فهلك من هلك، ثم قذف بهم البحر في جزيرة نائية، فلما استقر بهم المقام فيها بحثوا عما يسدون به جوعهم، فساروا على أقدامهم حتى دخلوا بين أهلها بثياب ممزقة في حالة يرثى لها، فالتمسوا منهم طعاماً، فلم يلتفت إليهم أحد، وإذا الجميع في تلك الجزيرة يعمل ويكد لنفسه فقط، فانقسم الركب إلى ثلاث طوائف:
طائفة قتلهم اليأس فعادوا إلى الشاطئ ينتظرون الموت، أو أن تنزل عليهم مائدة من السماء.
وطائفة رأت أن لا سبيل للعيش إلا بالكد والعمل فاختلطوا بين أهل الجزيرة يعملون ويكدحون.
وطائفة احتارت فيما تفعل، فاجتمعوا فيما بينهم يتساءلون ويتشاورون:
مـالعـمـل؟!
قال أحدهم: أرى أن نستعطف أهل الجزيرة فلعلهم أن يرحمونا ويطعمونا.
قال آخر: كلا .. فإن أهل الجزيرة يبحثون عما يسدون به رمقهم، ولا طائل من استعطافهم.
وقال آخر: بل أرى أن نطالب بالمساواة بيننا وبين غيرنا.
إلا أنهم رأوا في ذلك مخاطرة ومغامرة.
إذ لا يعلم أحد ماذا ستكون ردة فعل الحاكم، فربما منحهم شيئاً مما يطلبون، وربما نفاهم إلى جزر التماسيح.
فاتفقوا على أن يحاولوا لفت نظر الحاكم إلى وضعهم وإلى تفانيهم في محبته وإخلاصهم له، عله أن يمسح على رؤوسهم كما يُمسح على رأس اليتيم، فرجعوا إلى رحلهم يبحثون عن مآتم أهل الجزيرة ليبكوا فيها بكاء النائحة المستأجرة، وعن مناسباتهم وأفراحهم ليشاركوهم إياها، ورفعوا أعلامها، وهتفوا وصرخوا ودندنوا وطبَّلوا وزمَّروا وغنُّوا ورقصوا حتى أنهكهم التعب، فجلسوا ينتظرون مكرمة أو جائزة من الحاكم تقديراً وعرفاناً بما بذلوا ..
وانتظروا وطال انتظارهم حتى هبط الليل ..
ولكن مَحَدْ دَرَى عنهم.
:laught2::laught2::laught2::laught2:
أليست هذه حال كثير منا؟!
اعتقد أننا انحرفنا عن واجبنا كثيراً وانشغلنا بما لا يقدم ولا يؤخر، ولا يزيد ولا ينقص.
ركب قوم البحر فضاعوا في لججه، وتقاذفتهم الأمواج أياماً وليالي حتى نفد زادهم وماؤهم فهلك من هلك، ثم قذف بهم البحر في جزيرة نائية، فلما استقر بهم المقام فيها بحثوا عما يسدون به جوعهم، فساروا على أقدامهم حتى دخلوا بين أهلها بثياب ممزقة في حالة يرثى لها، فالتمسوا منهم طعاماً، فلم يلتفت إليهم أحد، وإذا الجميع في تلك الجزيرة يعمل ويكد لنفسه فقط، فانقسم الركب إلى ثلاث طوائف:
طائفة قتلهم اليأس فعادوا إلى الشاطئ ينتظرون الموت، أو أن تنزل عليهم مائدة من السماء.
وطائفة رأت أن لا سبيل للعيش إلا بالكد والعمل فاختلطوا بين أهل الجزيرة يعملون ويكدحون.
وطائفة احتارت فيما تفعل، فاجتمعوا فيما بينهم يتساءلون ويتشاورون:
مـالعـمـل؟!
قال أحدهم: أرى أن نستعطف أهل الجزيرة فلعلهم أن يرحمونا ويطعمونا.
قال آخر: كلا .. فإن أهل الجزيرة يبحثون عما يسدون به رمقهم، ولا طائل من استعطافهم.
وقال آخر: بل أرى أن نطالب بالمساواة بيننا وبين غيرنا.
إلا أنهم رأوا في ذلك مخاطرة ومغامرة.
إذ لا يعلم أحد ماذا ستكون ردة فعل الحاكم، فربما منحهم شيئاً مما يطلبون، وربما نفاهم إلى جزر التماسيح.
فاتفقوا على أن يحاولوا لفت نظر الحاكم إلى وضعهم وإلى تفانيهم في محبته وإخلاصهم له، عله أن يمسح على رؤوسهم كما يُمسح على رأس اليتيم، فرجعوا إلى رحلهم يبحثون عن مآتم أهل الجزيرة ليبكوا فيها بكاء النائحة المستأجرة، وعن مناسباتهم وأفراحهم ليشاركوهم إياها، ورفعوا أعلامها، وهتفوا وصرخوا ودندنوا وطبَّلوا وزمَّروا وغنُّوا ورقصوا حتى أنهكهم التعب، فجلسوا ينتظرون مكرمة أو جائزة من الحاكم تقديراً وعرفاناً بما بذلوا ..
وانتظروا وطال انتظارهم حتى هبط الليل ..
ولكن مَحَدْ دَرَى عنهم.
:laught2::laught2::laught2::laught2:
أليست هذه حال كثير منا؟!
اعتقد أننا انحرفنا عن واجبنا كثيراً وانشغلنا بما لا يقدم ولا يؤخر، ولا يزيد ولا ينقص.
اسم الموضوع : إلى أين ذاهبون يا بني قومي؟
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.