بمناسبة مرور سنة على اللقاء الذي تم بيني وبين الإخوان في منتدى الجالية أهدي هذه الأسطر
مدرسة أيوب الجمال
لقد سمعت عنه كثيراً ، لأن شهرته الذائعة الصيت ، وسيرته العطرة ، قد عمت وطغت على كافة المستويات ، وخاصة في أوساط أبناء الجالية البرماوية ، ولكنني من سوء الطالع لم ألتق به قط أو صادف أن شاهدته يوماً على الطبيعة وجهاً لوجه . وربما هذا الأمر كان من المفارقة ، لأنني كنت أعيش ضمن الرقعة الجغرافية التي يتخذ منها محور نشاطه التجاري و الإجتماعي .
غير أنه ومنذ سنة واحدة و بالتحديد في مثل هذه الأيام من العام الماضي حينما كنت في زيارة قصيرة لمكة المكرمة أتيحت لي فرصة لم تتسن لى مثلها من قبل ، فبعيد وصولي إلى مكة المكرمة ، تلقيت مكالمة هاتفية من الأستاذ / عطا الله نور ، وعلى رقم جوالي المحلي ( حديث الإقتناء) حيث بادر بالترحيب بي على طريقة الكرماء ،مما كان مفاجئة غير متوقعة بالنسبة لي ، لأنني في الأصل لم أشعر أحداً بموعد سفري ولا بموعد وصولي إلى مكة ، وذلك حرصاً على صحة والدتي ( رحمها الله ) التي كانت تترقب بمجيئي على أحر من الجمر منذ فترة غير قصيرة . وعلمت لا حقاً أن ذلك كان ببركة منتدى الجالية البرماوية المقيمة في المملكة العربية السعودية ، التي يشرف عليها أخونا العزيز الأستاذ/ عطا الله نور ـ وهذا الشاب الخلوق والبشوش عرفته منذ أن كان فتى يافعاً ، حينما كان يدرس في حلقة تحفيظ القرآن الكريم الخاص بأحد أعز أصدقائي وهو الأستاذ/ يعقوب أمير حمزة ـ ومن خلال هذه المكالمة أفادني أخي أبو أيمن أنه ومن معه في المنتدى وعلى رأسهم أخونا الكبير أبو رائد في إنتظار اللقاء معي في أقرب فرصة سانحة ، الأمر الذي كان في محل ترحيبي . وعقب هذه المكالمة أطلقت عنان تفكيري محاولاً للوصول إلى السبب الذي جعلني ( أذكر بالإسم ) عند أبي رائد ، فقلت في نفسي لعلها تلك المشاركات المتواضعة من قبلي في المنتدى الجالية البرماوية ببعض الموضوعات ذات الصلة بأبناء الجالية.
ولم تمضي أيام حتى أصبحت على موعد معه ، وفي عشية اللقاء المرتقب ، هاتفت أخي العزيز أبا أيمن لعله يأخذني أو يوصلني إلى حيث مقر أبى رائد ، وعندما علم بذلك أبو رائد أبى إلا أن يأتي بنفسه ليأخذني بسيارته وبمعيته الأستاذ/ حمزة رشيد ، أحد الأعمدة الإجتماعية التي يتسند عليها أبناء الجالية البرماوية في مكة المكرمة .
وما إن رأني أبو رائد حتى تقدم إلى مترجلاً من سيارته وتعلو على وجهه إبتسامة مشرقة ، وبدأ يرحبني على طريقة أهل الشيم والقيم ، لدرجة أشعرني كأنني أعرفه منذ فترة طويلة ، ثم إصطحبني إلى حيث مقر أعماله ، وهناك شاهدت بعض الوجوه النيرة من شباب الجالية من أمثال عطا الله نور ، وصلاح عبد الشكور ، وآخرون ، كما شاهدت بعضاً ممن ينشدون حاجتهم من أبناء الجالية البرماوية بصورة شخصية وخاصة ، وقد تفاعل أبو رائد مع الجميع دون إستثناء متجاذباً أطراف الحديث معي ومع غيري بصورة يصعب على من لم يتعود مواجهة مثل هذا الروتين يومياً . وبنهاية دوامه المكتبي إصطحبني إلى مدرجات أحد الملاعب الشعبية حيث كانت تجري في تلك الفترة مباريات دوري فرق الأحياء على كأس شيخ الجالية ـ على ما أعتقد ـ فشاهدنا هناك سوياً شوطاً من أحداث مبارة إنطلقت قبيل وصولنا ، وفي أعقابها وبما أن الوقت كان متأخراً نسبياً وقد شارف على الحادية عشرة ليلاً أبى أبو رائد إلا أن يأخذني إلى أحد المطاعم الفاخرة وفي الطريق إنضم إلينا بعض الشخصيات الإجتماعية الهامة من وسط معارفه بالإضافة إلى من كانوا معنا أصلاً ، وقد تناول الجميع طعاماً من كل ما لذ وطاب على ضيافة أبي رائد في تلك الليلة الإبريلية ، فبارك الله في من أولم هذه المائدة العامرة من غير موعد ولا خطة مسبقة وبارك الله فيمن أكلها ، وفي أعقابها ودعته شاكراً على حسن إستقباله وضيافته لي وذلك بالرغم من أن هذا اللقاء كان يشكل لقاءً قصيراً يتم لأول مرة بيننا . ولم تمضي أيام حتى دعاني أبو رائد مرة أخرى إلى داره العامرة لتناول طعام العشاء وقد دعى إليه هذه المرة حشد من معارفه وأصدقاءه وخاصة الشيخ / مروان بن سعد الطويرقي ، الوجه المكي الأصيل و رجل الأعمال المعروف والأستاذ / عادل ياسين ، والأستاذ/ حمزة رشيد ، والأستاذ/ يوسف اللهيبي ، والأستاذ / خالد اللهيبي وآخرون و بالإضافة إلى عدد من أبناء الجالية وعلى رأسهم عميد الجالية الشيخ / أبو الشمع عبد المجيد ، الذي أضفى على الجلسة والحضورأبهة وبهجة ورونقاً وجاذبية ، بسمته ووقاره ودوره الريادي الذي طالما يحرص في أداءه وخاصة في رعاية مناسبات أبناء الجالية في أفراحهم وأتراحهم ـ متعه الله بالصحة والعافية ومنحه عمراً مديداً ـ وكانت المفاجئة الحقيقية بالنسبة لي في تلك الليلة هي الوليمة الدسمة التي أولمها لنا أبو رائد إذهي تفوق بمراحل الكرم الطائي مما يعكس مدى ما يتمتع به الرجل من صفات الكرم والسخاء.
غير أنه ومنذ سنة واحدة و بالتحديد في مثل هذه الأيام من العام الماضي حينما كنت في زيارة قصيرة لمكة المكرمة أتيحت لي فرصة لم تتسن لى مثلها من قبل ، فبعيد وصولي إلى مكة المكرمة ، تلقيت مكالمة هاتفية من الأستاذ / عطا الله نور ، وعلى رقم جوالي المحلي ( حديث الإقتناء) حيث بادر بالترحيب بي على طريقة الكرماء ،مما كان مفاجئة غير متوقعة بالنسبة لي ، لأنني في الأصل لم أشعر أحداً بموعد سفري ولا بموعد وصولي إلى مكة ، وذلك حرصاً على صحة والدتي ( رحمها الله ) التي كانت تترقب بمجيئي على أحر من الجمر منذ فترة غير قصيرة . وعلمت لا حقاً أن ذلك كان ببركة منتدى الجالية البرماوية المقيمة في المملكة العربية السعودية ، التي يشرف عليها أخونا العزيز الأستاذ/ عطا الله نور ـ وهذا الشاب الخلوق والبشوش عرفته منذ أن كان فتى يافعاً ، حينما كان يدرس في حلقة تحفيظ القرآن الكريم الخاص بأحد أعز أصدقائي وهو الأستاذ/ يعقوب أمير حمزة ـ ومن خلال هذه المكالمة أفادني أخي أبو أيمن أنه ومن معه في المنتدى وعلى رأسهم أخونا الكبير أبو رائد في إنتظار اللقاء معي في أقرب فرصة سانحة ، الأمر الذي كان في محل ترحيبي . وعقب هذه المكالمة أطلقت عنان تفكيري محاولاً للوصول إلى السبب الذي جعلني ( أذكر بالإسم ) عند أبي رائد ، فقلت في نفسي لعلها تلك المشاركات المتواضعة من قبلي في المنتدى الجالية البرماوية ببعض الموضوعات ذات الصلة بأبناء الجالية.
ولم تمضي أيام حتى أصبحت على موعد معه ، وفي عشية اللقاء المرتقب ، هاتفت أخي العزيز أبا أيمن لعله يأخذني أو يوصلني إلى حيث مقر أبى رائد ، وعندما علم بذلك أبو رائد أبى إلا أن يأتي بنفسه ليأخذني بسيارته وبمعيته الأستاذ/ حمزة رشيد ، أحد الأعمدة الإجتماعية التي يتسند عليها أبناء الجالية البرماوية في مكة المكرمة .
وما إن رأني أبو رائد حتى تقدم إلى مترجلاً من سيارته وتعلو على وجهه إبتسامة مشرقة ، وبدأ يرحبني على طريقة أهل الشيم والقيم ، لدرجة أشعرني كأنني أعرفه منذ فترة طويلة ، ثم إصطحبني إلى حيث مقر أعماله ، وهناك شاهدت بعض الوجوه النيرة من شباب الجالية من أمثال عطا الله نور ، وصلاح عبد الشكور ، وآخرون ، كما شاهدت بعضاً ممن ينشدون حاجتهم من أبناء الجالية البرماوية بصورة شخصية وخاصة ، وقد تفاعل أبو رائد مع الجميع دون إستثناء متجاذباً أطراف الحديث معي ومع غيري بصورة يصعب على من لم يتعود مواجهة مثل هذا الروتين يومياً . وبنهاية دوامه المكتبي إصطحبني إلى مدرجات أحد الملاعب الشعبية حيث كانت تجري في تلك الفترة مباريات دوري فرق الأحياء على كأس شيخ الجالية ـ على ما أعتقد ـ فشاهدنا هناك سوياً شوطاً من أحداث مبارة إنطلقت قبيل وصولنا ، وفي أعقابها وبما أن الوقت كان متأخراً نسبياً وقد شارف على الحادية عشرة ليلاً أبى أبو رائد إلا أن يأخذني إلى أحد المطاعم الفاخرة وفي الطريق إنضم إلينا بعض الشخصيات الإجتماعية الهامة من وسط معارفه بالإضافة إلى من كانوا معنا أصلاً ، وقد تناول الجميع طعاماً من كل ما لذ وطاب على ضيافة أبي رائد في تلك الليلة الإبريلية ، فبارك الله في من أولم هذه المائدة العامرة من غير موعد ولا خطة مسبقة وبارك الله فيمن أكلها ، وفي أعقابها ودعته شاكراً على حسن إستقباله وضيافته لي وذلك بالرغم من أن هذا اللقاء كان يشكل لقاءً قصيراً يتم لأول مرة بيننا . ولم تمضي أيام حتى دعاني أبو رائد مرة أخرى إلى داره العامرة لتناول طعام العشاء وقد دعى إليه هذه المرة حشد من معارفه وأصدقاءه وخاصة الشيخ / مروان بن سعد الطويرقي ، الوجه المكي الأصيل و رجل الأعمال المعروف والأستاذ / عادل ياسين ، والأستاذ/ حمزة رشيد ، والأستاذ/ يوسف اللهيبي ، والأستاذ / خالد اللهيبي وآخرون و بالإضافة إلى عدد من أبناء الجالية وعلى رأسهم عميد الجالية الشيخ / أبو الشمع عبد المجيد ، الذي أضفى على الجلسة والحضورأبهة وبهجة ورونقاً وجاذبية ، بسمته ووقاره ودوره الريادي الذي طالما يحرص في أداءه وخاصة في رعاية مناسبات أبناء الجالية في أفراحهم وأتراحهم ـ متعه الله بالصحة والعافية ومنحه عمراً مديداً ـ وكانت المفاجئة الحقيقية بالنسبة لي في تلك الليلة هي الوليمة الدسمة التي أولمها لنا أبو رائد إذهي تفوق بمراحل الكرم الطائي مما يعكس مدى ما يتمتع به الرجل من صفات الكرم والسخاء.
وحيث أن الرجل يعد ظاهرة فريدة في أوساط الجالية البرماوية في المملكة العربية السعودية قد لا نجد مثيلاً له في الوقت الحاضر ، فإنني حرصت طوال الفترة التي مكثت معه لأن أستمع إليه كثيراً ، لمعرفة شخصيته عن كثب وسر الجاذبية التي يتمتع بها هذه الشخصية ، ومن ثم الإستفادة من تجاربه وخبراته قدر ما أمكن ، وعلى الرغم من أن الوقت الذي جمعني وإياه كان قصيراً نسبياً فأنني تعلمت منه أشياء كثيرة ، كما خرجت بانطباعات شخصية عن مناقب هذا الرجل ومواهبه المتعددة لدرجة وصلت لقناعة أن أيوب الجمال بحق مدرسة في رجل.
* فإذا تحدث الرجل عن وطنه المملكة العربية السعودية والولاء لقادته الميامين ، تجده نموذجاً مشرفاً للمواطن الصالح و الحريص كل الحرص على كل ما من شأنه يحقق رفعة وطنه وإزدهاره وتطوره ، فلا يكاد يخلو حديثه عن أهمية هذا البلد الشامخ ودوره الريادي الذي تحقق بفضل الله ثم بفضل جهود قادته العظام على كافة الأصعدة ، لذلك تجده يتسم بشديد الغيرة والحساسية تجاه كل ما يمس وطنه وولاة أمره . ومما رأيته يؤكد بإستمرار خلال حديثه مع أبناء الجالية على أهمية الحفاظ على الأمن بمفهومه الشامل ، والبعد عن كل ما يفضي إلى إحداث أي خلل فيه ، لأن سر مايتمتع به الإنسان على أرض المملكة العربية السعودية من عيش كريم ورفاهية ، يكمن في الأمن فقط ، الذي بذل من أجل إرساءه كل غال ونفيس من قبل قادته الكرام ، وبالتالي لا يجوز لأحد أن يقدم على أي عمل يسيء إلى هذا الأمن الذي يستظل به الجميع ، وفقاً لتعبيره .
* فإذا تحدث الرجل عن أعماله وتجارته ، فلا يجاريه أحد لأنه صاحب المبادرة والسبق في فنه وتخصصه ، حيث يفهم سرالمهنة من الألف إلى الياء ، لذلك فقد إستطاع من بناء مجده التجاري على مستوى العاصمة المقدسة كأكبر مؤسسة متخصصة في مجال نشاطه. ولأن الرجل عصامي الطراز فقد بنى نفسه من الصفر حتى أصبح رمزاً يشار إليه بالبنان من الوسط الإقتصادي في مكة المكرمة .
* فإذا تحدث الرجل عن شؤون الجالية البرماوية ، يروي كل شاردة وواردة عنها ، فهو يعرف همومها وشجونها ومشاكلها ومعاناتها وأحلامها وآمالها ومحاسنها ومساؤيها وحتى (علومها وسلومها) بأدق التفاصيل ، ورغم أن الرجل من جيل الشباب فإن ذاكرته تختزل أحداثاً ووقائع تتعلق بأبناء الجالية ، حتى من زمن بعيد نسبياً ، حيث يورد أحياناً قصصاً من ماضي يمتد إلى ما قبل أكثرمن نصف قرن ، ومن المفارقة العجيبة أيضاً أن معلوماته لم تقتصر عن أبناء الجالية على من يعيشون في أرض المملكة العربية السعودية ، بل سمعته يورد ويستشهد في حديثه ببعض الوقائع والشخصيات التاريخية إرتبطت بأرض أركان حصراً ، مما يثبت مدى إطلاعه الواسع في شؤون الجالية ، كأنما الإنسايكلوبيديا في رجل .
* فإذا سألته عن سبب إهتمامه بشؤون الجالية ، إذ يضحي من أجلها الكثيرمن وقته وماله ، وذلك بالرغم ما يتمتع به من المكانة المادية والوسط الإجتماعي من فئة النخبة ، يجيبك أن مرد ذلك حرصه على أمن وطنه المملكة العربية السعودية أولاً قبل كل شيء ثم عملاً بتوجيه والده الشيخ مشرف الجمال ، رحمه الله ، الذي أوصاه قبل وفاته بضروة الإهتمام بأبناء الجالية البرماوية في مكة المكرمة وخدمتهم على أي مستوى كان ، على نحو يجعلهم عناصرصالحة بإستمرار حتى يحظوا بالرعاية الكريمة من قبل ولاة الأمور حفظهم الله وفق ما حظيوا به آباءهم وأجدادهم . كما يؤكد دائماً أن الإهمتام بالناس ومحاولة إصلاحهم وتوجيهم يعد من صميم الدعوة إلى الله ، من هنا فالأقربون أولى بالمعروف .
* ومن الصفات الحميدة والعادات الحسنة التي لمستها فيه : بره بوالده رحمه الله ، فالرجل دائماً يستشهد في أحاديثه بتوجيهات والده ويذكره بالخير إما وفاءً له أو براً به ، وكانت هناك صورة له يتوشح بها أحد جدران مكتبه ، فكان يشير إليها من وقت لأخر، مما يدل أن الرجل نتاج تربية صالحة وإمتداد لمعدن أصيل . كما لمست فيه تواضعه الجم مع الجميع ، فهو متواضع في كلامه وسلوكه وتعامله وينزل منازل الجميع مهما كانت درجته ، ومن أصدق المشاهد التي تعبرعن تواضعه ، حينما رأيته يقوم بدور (الغرسون ) على مائدة دعى إليها ثلة من مشرفي ومراقبي هذا المنتدى في منزل أبي حاتم الأستاذ/ حمزة رشيد أمير في العام الماضي ، وذلك مصداقاً و تجسيداً وترجمة للمقولة الشهيرة سيد القوم خادمهم !؟
فمعذرة يا أبا رائد إن كانت هناك هفوة أو زلة أو عبارة خانتني و قصرت بها في حقك لأن ما سطرته بعاليه قليل جداً من الكثيرالذي تتمتع به فبارك الله فيك وفي جهود ويبقيك ذخراً ورصيداً لأبناء الجالية البرماوية في المملكة العربية السعودية على الدوام .
عاشق الحرمين
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : مدرسة أيوب الجمال
|
المصدر : .: حياتنا الاجتماعية :.
