صلاح عبدالشكور
New member
- إنضم
- 25 أبريل 2009
-
- المشاركات
- 917
-
- مستوى التفاعل
- 4
-
- النقاط
- 0
بسم الله الرحمن الرحيم
الثروات الحقيقية ليست هي الأموال كما يتصور البعض
والرصيد الحقيقي لأي مجتمع ليس هو ما يذهب ويجيء
من حطام وركام قد ينفع في وقت دون وقت
من حطام وركام قد ينفع في وقت دون وقت
وزمن دون زمن
بل الثروات الحقيقية التي من أجلها تستنفر الدول كل طاقاتها
وتبذل كل ما لديها من أموال وإمكانات
للحفاظ عليها وتنميتها
هي العقول المنتجة
وأصحاب الفكر والرأي والإبداع
الذين يحققون للمجتمعات نجاحها ورقيها
ولذلك ظهر في الآونة الأخيرة على مستوى العالم العربي
بما يسمى بـ (هجرة العقول)
حتى أصبحت هذه القضية تؤرق الدول العربية
وأصبحت هنالك مؤتمرات وبحوث تحاول معرفة أسباب هذه الهجرات
وأبعادها على الدول والشعوب
أعود لأصل الموضوع وأقول:
إن قضية التعليم والتدريب من أساسيات أي مجتمع
يريد التقدم والنجاح وإفادة البشرية وصناعة العقول
التي ستشكل البنية التحتية لأي عمل بنّاء
وفي الغرب اليوم تؤكد الدراسات
أن دولاراً واحداً تنفقها أي شركة أو مؤسسة في التدريب
ستحقق لها عشرة دولارات مقابل دولار التدريب
أبناء الجالية البرماوية متفوقون في مجالات تعليمية كثيرة
وتمتلك الجالية عقولاً كبيرة
لا أقولها مبالغة أو ادعاءً بل أقول ذلك
نقلاً عن أحد معلمي هذه البلاد المباركة
ممن درّس لسنوات عديدة في المدارس البرماوية
وخالط عدداً غير قليل من أبنائها
وأما على المستوى الشخصي فأكاد لا أحصي عدد من أعرفهم
من المبرزين في العلم والثقافة والرجاحة والتفكير
وسأذكر هنا بإيجاز قصة أحد زملائي التي أجعلها مدخلاً لما أود الوصول إليه
هذا أحد زملاء الدراسة في الثانوية العامة من شباب الجالية الطامحين
بثانوية الملك خالد بمكة المكرمة
اتجه للقسم العلمي واتجهت للقسم الأدبي
كان زميلي هذا يُضرب به المثل في التفوق العلمي
حتى إنه كان يشرح دروس الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء
لطلاب فصله دون تحضير أو دراسة سابقة
وكان مقصداً للطلاب في المدرسة في كل ما يشكل عليهم
من أمور الدراسة والمنهج
من أمور الدراسة والمنهج
تخرج في القسم العلمي (أسئلة الوزارة)
بنسبة 99.5 %
اتجه بعد ذلك لعشرات الجامعات وكلها رفضته
لأسباب يعرفها الجميع
وفي نهاية المطاف أتدرون أين ذهبت هذه العقلية
التي لو تهيأت لها الظروف بعد توفيق الله
لكانت عقلية عبقرية تخدم هذه البلاد وتخدم هذا المجتمع
بل تخدم البشرية جمعاء
لقد اضطرت هذه العقلية أن تدخل فصلاً من فصول إحدى
مدارس الجالية الابتدائية
لتتحطم هذه العقلية وتنطفئ تلك الجذوة
من الحماس والنشاط والطاقة وتذبل شيئاً فشيئاً
حتى آلت إلى ما لا أريد ذكره
هذا أنموذج واحد من عشرات النماذج التي نراها صباح مساء
في مختلف المجالات والفنون
هنا أتساءل:
أين أصحاب الفكر والرأي والعلم في الجالية الذين نأمل منهم
أن يهيئوا سبل التعليم ومواصلة الدراسة لأمثال زميلي هذا وغيره؟!
أين البرامج والخطط المستقبلية لاحتواء هذه العقول وتوجيهها؟!
أين المحتسبون من أبناء الجالية ممن يرغبون أن يروا أبناءهم
أطباء ومهندسين وعلماء ومربين؟!
أعرف أن هناك بعض الجهود التي بذلت في هذا الصدد
ولكنها فردية ويسيرة ولا تتناسب مع حجم العقول والمواهب
أترك الحلول والمقترحات لأعضاء منتدانا الفتي
ولكم تحياتي المعطرة
محبكم: صلاح عبدالشكور
اسم الموضوع : جاليتنا وثرواتها المهدرة ..
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
